اقتباس:
سلامات الجميع المشكله الاساسيه للحزب الشيوعي السوداني، هو ارتباطه في الفكر السوداني العام بالالحاد و هذا مانجح في اشاعته جبهه الميثاق، ولكن قد فشل الحزب الشيوعي من التقرب للمواطن السوداني العادي وا ثبات عكس ما اشاعه جبهه الميثاق، ارتضي بالاقدار و صارت الاشاعه حقيقه تحياتي |
اقتباس:
أن ما تفضلت بايراده هنا يندرج ايضا و بصورة كبيرة ضمن اطار دعنا نقول الاصلاحات التي أدخلت علي الفكر الاشتراكي خاصة في الدول الغربية و التي يري فيها قادة الاحزاب الشيوعية مثل الحزب الشيوعي الفرنسي أنه يمكن تجميع عناصر الرأسمالية في النظام الرأسمالي نفسه عبر سلسلة اجراءات اقتصادية تمثلت في دعم قوانين الضمان الاجتماعي و مجانية الخدمات المقدمة من قبل الدولة للمواطن مثلا و هذا شكل في اعتقادي نموذجا لدولة يمكن وصفها بانها دولة رعاية اجتماعية مثلا لكن بالمقابل فان هذه الاحزاب الشيوعية الغربية مثلا قد لقت معارضة كبيرة من مثيلاتها في دول المنظومة الشرقية و علينا ان نتذكر ان هذه الاحزاب نفسها قد وقفت مع حكوماتها الكولنيالية ابان الهجمة الاستعمارية الشرسة ضد العالم الثالث لكن تبقي الرأسمالية رأسمالية و الاشتراكية أشتراكية رغم ان النظام الرأسمالي قد حاول التغلب علي ازماته الدورية و المتكررة بسلسلة اجراءات اقتصادية مثل خفض الضرائب و دعم الخدمات و الضمان الاجتماعي مما أدي الي نفي حالة الثورة نفسها وسط العمال بل أن الرأسمالية نفسها نجحت و الي حد بعيد في تمويه معالم الصراع الطبقي كما يري مثلا المفكر الكبير (هاربات ماركيوز ) في كتابه - الانسان ذو البعد الواحد _ دمت بعافية يا صديقي |
الحزب الشيوعي السوداني و مسألة الدين : شيوعيون علي سنة الله و رسوله ؟!
أن من أخطر المسائل التي تكاد واجهت و ظلت تواجه الحزب الشيوعي السوداني هي موقفه من الدين بأعتبار أن الدين يدخل ليس فقط كمكون روحي و عقدي للمجتمع و لكن و كما أسلفن سابقا فان الدين يشكل جزاءا اساسيا من الوعي البشري عموما و ليس مجرد وعي تاريخي تشكل في ظروف بدائية الجنس البشري و طفولته في ظل تفاقم خوف الكائن البشري في عصور سحيقة من غضب الطبيعة و رعدتها و غير ذلك مما تفضل به السيد كارل ماركس و غيره من اصحاب الفلسفة المادية البحتة و بالتالي فان الدين عموما و وفقا للمنهج المادي في التحليل يشكل مجرد بناء فوقي لا غير و نحن هنا لسنا بصدد شرح اطروحات الماركسيين بشأن الدين بقدر ما يهمنا محاولة فهم طبيعة العلاقة القائمة بين الدين و بين الظاهرة الاجتماعية اولا و ايضا محاولة فهم موقف الحزب الشيوعي السوداني في ما يخص مسألة العقيدة الدينية تحديدا . باديء ذي بدء أود أن اقرر شيئا مهما و هو أنني ضد تصنيف الناس حسب ايمانهم و كفرهم أذ أن العقيدة الدينية يجب ان تعتبر شيئا خاصا جدا و من ضمن ما يخص حقوق و حريات الافراد الشخصية أذ أن مسألة الايمان الديني من عدمه هي مسألة يجب أن تقع في صميم العلاقة بين الفرد و الخالق لا أكثر و لا أقل . أن ما دفع خصوم الشيوعيين السودانيين لاستغلال مسألة الدين في الصراع السياسي تحديدا جملة اشياء من أهمها أن الدين يكاد يشكل في مجتمعاتنا المرجع المعرفي الوحيد الذي تلجأ اليه الجماهير في سياق حياتها اليومية و قد نجحت الاحزاب الطائفية و اليمينية عموما في أن ترفع هذه الورقة في وجه كل من يعارض برامجها و سياساتها حتي و ان كانت احيانا لا تتسق مع اهداف و مرامي الدين نفسه قيما يخص مسائل العدالة الاجتماعية و التقدم و غيره مما يبشر به الشيوعيون . أواصل .... |
الحزب الشيوعي السوداني و مسألة الدين : شيوعيون علي سنة الله و رسوله ؟ !
أذن فقد استغلت الاحزاب الطائفية و اليمنية عموما الدين في الصراع الاجتماعي و السياسي لخدمة مأربها الذاتية و قد تصدي لها و منذ وقت مبكر جدا مجموعة من المثقفين السودانيين الذين يمكن اعتبارهم بانهم قد شكلوا قوي للتنوير و الحداثة علي اختلاف مناهجهم و علي رأس هؤلاء الشهيد محمود محمد طه الذي فضح زيف ادعاءات هذه الاحزاب في مجموعة من كتاباته و محاضراته بل أننا نجده ايضا يتصدي مثلا لحل الحزب الشيوعي السوداني نفسه بدعوي الكفر و الالحاد عقب حادثة معهد المعلمين العالي في ستينيات القرن الماضي و يوضح أن الذين يسعون لحل الحزب الشيوعي انما يفعلون ذلك تحت ذريعة الدين فقط لأنهم قد أحسوا بأن نواب الحزب في البرلمان في ذاك الوقت يشكلون كتلة معارضة صعبة جدا فهم كانوا يناقشون ميزانيات الحكومة في ذلك الوقت بكثير من الصرامة و الدقة و المماحصة مما شكل ازعاجا حقيقيا للحكومة انذاك فاستغلت حادثة المعهد لحل الحزب الشيوعي فوقف الاستاذ محمود هذا الموقف رغم اختلافه جذريا مع فكر الحزب الشيوعي و برنامجه و خطه النظري . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الذي أدخل الحزب الشيوعي في مأزق كبير أسمه ( الدين ) و العلاقة في التعاطي مع الدين ؟ أننا في البدء و قبل أن نحاول الاجابة علي هذا السؤال لابد أن نقرر أن الحزب فعلا واقع في هكذا مأزق و أن هذا الادعاء دعنا نقول أو الافتراض بدلا عن تقرير الحقائق تدعمه حقيقة أن جماهير غفيرة من الشغب السوداني ما يزال لديها اعتقاد راسخ بمجرد ذكر اسم الحزب الشيوعي بأن هذا الحزب يمثل مجموعة من الكفرة و الملاحدة و الذين هم علي خلاف بائن مع التوجهات و النزعات الدينية لدي عامة الناس و هنا يمكن بصورة عامة الاشارة الي موقفين تاريخينين أو حادثتين تاريخيتين تكاد تفصل بينهما نحوا من أربعين سنة فتأمل ! , الاولي كانت حادثة معهد المعلمين العالي في منتصف الستينات و تحديدا في العام 1967 و الاخيرة حدثت فقط قبل شهور اي في رمضان من العام الفائت حين هاجمت مجموعة من جماعة محمد عبد الكريم الداعية السلفي المعروف دار الحزب في الجريف و أخذت تؤلب الناس للتصدي لنشاط الحزب الشيوعي الالحادي الكافر علي حد وصف الجماعة . تأمل أذن أنه و بعد مرور أكثر من أربعين عاما مايزال الحزب الشيوعي السوداني في خط الدفاع و التبرير , لأكثر من أربعين عاما و الشيوعيون السودانيون كأننا لا رحنا و لا جينا رعلي حد التعبير الدارج فهم مازالوا في موقف الدفاع يحاولن الاجابة علي سؤال واحد و هو ( هل أنتم ملحدين أم لا ؟ ) فتأمل !! أليس هذا في حد ذاته يمثل كارثة كبري و يدعو للعجب و الضحك ,أربعون عاما و أعضاء الحزب الشيوعي السوداني غارقون في المماحكات النظرية و الجدل و التنظير البائس و هم لا يقدمون شيئا يذكر .أن صورة الحزب في أذهان الجماهير ما تزال هي هي لم تتغير , الحزب الشيوعي يمثل مجموعة من الملحدين و المارقين عن الدين و كريم المعتقدات و لا شيء أكثر . لكن بالمقابل لماذا سقط الحزب في هكذا مأزق نسأل و للمرة الثانية علنا نعثر علي ما يشفي غليل الاسئلة . أن من أهم الاسباب فب نظري أن الحزب قد وقع في ذلك لجملة أسباب يمكن اجمالها في الاتي : أولا : لم يتعاطي الحزب مع المسألة الدينية بما يلزم ز بما يعطيها حجمها الحقيقي بل أكتفي فقط بجمل و عبارت عامة وردت في دساتير الحزب و لوائحه مثل ( أن الحزب يحتريم جميع الاديان و كريم المعتقدات ..الخ ) أن عبارت يحترم و يقدس و هكذا لن تؤسس بالطبع لموقف نظري قوي حقيقي يمكن أن يخرج الحزب من مأزقه بل أن هذا نفسه يدعو للرثاء و يكرس البؤس النظري الي حد بعيد . ثانيا : أن الدين و كما أسلفن في بلادنا و في كل بلدان العالم الثالث تقريبا يكاد يمثل مرجعا معرفيا و أدأة منهجية للجماهير البائسة في تفسير و فهم كافة الظواهر فنحن عندنا في السودان مثلا يمثل دور ( الفكي ) دورا جوهريا و كبيرا جدا بالقياس الي دور ( الطبيب النفساني ) و قد ساهم في تكريس كل هذا تجار الدين من الطائفيين و الاسلامويين الحركيين و لكن هنا يقع اللوم ايضا علي الحزب الشيوعي و قادته ممن كان ينتظر منهم -حتي من قبل المناوئين فكريا - أن يشكلوا طلائع حقيقية لعملية التنوير و الحداثة بعد خروج المستعمر لكن خأب فأل الناس و تراجع الحزب عن التصدي لمثل هذه القضايا المتصلة بتحديث المجتمع و نشر الفكر العلمي و أنغمس في لعبة السياسة علي هدي رزق اليوم باليوم , فوقع الحزب نفسه فريسة سهلة لاعدائه ثالثا : سبق و أن نوه لينين لحقيقة هامة و هنا أجد لينين و رغم كل شيء هنا سواء لأتفقنا معه أم لا , حكيما جدا في التعامل مع مسألة الدين حين قال ( يجب علينا أن لا نترك الدينيين يقودنا الي ميدانهم و هو أثبا وجود الله من عدمه و هكذا مسائل بل بالقابل يجب علينا جرهم الي ميداننا و هو ميدان الصراع الاجتماعي ..) لم يبلغ الحزب العجوز شاؤ هذه المقولة الكبيرة و علينا أن نتذكر أن الحزب الشيوعي السوفياتي مثلا و بناءا علي هذا كان يقبل في صفوفه رجالات الكنيسة و القيسسين علي هدي برنامجه . لم يبلغ الحزب هذه الحكمة فوقع بالتالي صريعا لمثل هذه الدعاوي التي أسلمته بالمقابل التي التخبط فلا هو في ذهن الجماهير حزب شيوعي علي سنة الله و رسوله ان صحت المقولة و لا هو حزب علماني , حداثوي صرف و شكل هذا ضربة قوية للحزب و أتسم موقفه من الدين بقدر كبير مت الضبابية و عدم الوضوع علي الاقل في الذهن الشعبي ....... أواصل |
متابعة يا عزيزي معاوية ..
تناولك لموضوع الدين كآداة للصراع الاجتماعي تناول وجيه ... هنا بعض اللمحات التاريخية : اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=19&page=3 أرجو الانتباه لقول الشهيد عبد الخالق محجوب(ان الحزب الشيوعى السودانى يحترم عقائد السودانيين ويحترم الاسلام بصفة خاصة . ولا يمكن للحزب الشيوعى أن يسمح بالاساءة اليه فهو الدين الحنيف الذى تؤمن به أغلبية شعبنا وهذه الحقيقة ثابته فى دستور الحزب الشيوعى الذى صدر قبل ستة أشهر من هذا التاريخ . ويود الحزب الشيوعى أن يؤكد أن صفوفه تمتلىء بالمسلمين وبأصحاب الديانات الأخرى) . |
اقتباس:
التكفيريين ديل برضو هاجموا الناس و قتلوهم في مسجد أم درمان! نقدر نستنتج من الحادثة دي برضو زي استنتاجك الفوق دا؟ البتسوي فيهو دا إسمو كوكينق! |
سلامات معاوية ...
وصلتني رسالة بالايميل سأنشر بعضها مع حجب الاسم . وبعضها لأن الرجل شتمني .. أي والله .. اقتباس:
نعم يا سيدي الماركسية لا تؤمن بأي قوي خارجة عن الطبيعة وتنظر للكون علي أساس أنه مكون مادي في تطور مستمر . وتنظر الماركسية للدين علي أساس أنه مرحلة من مراحل تطور البشرية . وكلما تطور وعي الانسان وتطورت قدرته في تطويع الطبيعة والأشياء قلت حوجته للدين والغيبيات . وشخصيا يا صاحب أنظر إلي الدين وأميزه "كنوعين" وليس دين واحد . الأول : هو الدين السياسي . والسلطة السياسية للدين . وهنا يستغل لقهر وتركيع وسلب حقوق البشر . هذا النوع عندي مرفوض. الثاني : الدين كعقيدة راسخة في وجدان عامة الشعب بعيدا عن السلطة السياسية . والأخير يمكن النظر إليه كمكون ثقافي وكأحد موروثات الشعوب مثله مثل العادات والتقاليد التي لا يضير وجودها ولا تستخدم كآداة هدم وتعويق نمو الأمم . وعندما أنظر إلي الحزب الشيوعي السوداني في نظرته للدين أجده لا يختلف عن الأحزاب الشيوعية الأخري في المنطقة . وضعوا انفسهم في مواجهة مع الدين إن كان ذلك بتبني الالحاد ومقاومة الدين والنظر إليه كمعوق لتطور الشعوب أو بسلبيتهم في ابتداع رؤية تواكب مفاهيم عامة الشعب لا تصادم معتقداته وايجاد لغة بسيطة تخلو من التعقيد الفلسفي بحثا عن تصالح مع هذه الشعوب حتى وإن كان تصالحا وقتيا "مرحليا" حتى تمام الوعي ويبدأ بالقبول . قبولهم وقبول ما يقدمونه من فكر وعمل . وسائل الصدام جعلت المرجعيات الدينية عدوا لا يرحم ولا يستكين لهذه الأحزاب الشيوعية لأنها تهدد مكتسباته . وأدت هذه العداوة إلي ضعف مكانة هذه الأحزاب وسط عامة الناس ، وصنعت حائطا سميكا ضد وصول أي فكر توعوي إليهم . في اعتقادي أن أكبر عدو واجه ويواجه الماركسية هو النظر إليها وكأنها نص مقدس لا يقبل المساس . وهذا يناقض روح الماركسية نفسها ؟؟! التي تنظر إلي الأشياء والكون كمكون في حراك مستمر يكتشف الانسان من خلال هذا الحراك معارف جديدة وبروز الماركسية نفسها نوع من أنواع هذا الحراك التاريخي الحتمي في حينه . أعتقد جازما أن عدم تطوير أي فكر يرمي به للتكلس والضمور ومن ثمة عدم المواكبة .لا يمكن ولا يعقل النظر للماركسية علي أساس أنها تصلح لكل زمان ومكان !! للأسف تحولت الماركسية بفعل الجمود والخمول إلي عقيدة دينية أخري لها كهانها وسدنتها المنتفعين بها ، وصار بعض مريديها أدوات لاستغلال الانسان تماما كالبرجوازيين في النظام الراسمالي . أنظر لحال البعض من الماركسسين وهم يتكالبون علي منظمات العمل الطوعي وينهبون المال العام وأتسائل ؟ ما الفرق ؟؟! |
تعرف ياخالد الزول الرسل ليك الميل دا واقع في نفس الخطأ البرجعنا تاني لي موضوع انو الماركسية مش كتاب سماوي عشان نلتزم بيها بحزافيرا وانو كل مجتمع من حقو ياخد منها البناسبو ويسيب الما بيناسب تقاليدو ومتطلباتو..
في الثورة البلشفية كانت الكنيسة مسيطرة علي كل حاجة والناس كانو مستنيين زول يجي يقول ليهم الله مافي عشان يثوروا ضد الكنيسة الكانت هي الحاكم الفعلي لروسيا ودا ساعد في نجاح الثورة علي الرغم من انو الناس ما كانو فاهمين أي حاجة عن باقي النظرية ولا قرو أي كلام لي ماركس ولينين ذاتو ما كان عايش في روسيا الوقت داك.. حتي في السودان في زمنا الغابر الشباب في مرحلة الثانوي كانو بيختارو الانضمام للحزب الشيوعي كنوع من التمرد علي الدين البيعتبروهو بيقيد حرياتم وبرضو ما بكونو قروا حاجة عن النظرية الماركسية..وأنا واحد من الناس ديل ما قريت عن الماركسية الا بعد انضمامي للحزب الشيوعي..وما شفت النواقص في النظرية الا بعد ما مشيت وعشت في دولة اشتراكية.. ولو نظرت هسة ياخالد للبيحصل في الدول الاشتراكية بعد الانهيار حتلقي الناس رجعوا للدين أكتر من الدول الرأسمالية وحتشوف معني المثل البقول رب ضارة نافعة..والشعوب دي ندمانة وسافة التراب علي ضياع الاشتراكية.. أما باقي كلامك ياخالد أنا ما لي دعوة بيهو عشان بودينا الاتنين للخور.. |
اقتباس:
ما كنت أحسب أن طرح هذا الموضوع للنقاش سيجر عليك في نهاية الامر شتيمة من بعضي ضيقي الأفق و المختالين بما لديهم من أفكار قد لا تبلغ شأوا بعيدا لكن علي أية حال فلك العتبي أولا أجدني شاكرا و مقدرا جدا لرفدنا هنا بمجموعة من الوثائق التاريخية الهامة التي يجب بالطبع الاحالة دوما اليها في سياق الحديث عن موضوع موقف الحزب من الدين فهي تبدو هنا ذات اهمية قصوي للباحث و رغم أن هذا الموضوع نفسه موضوع كبير و شائك و معقد و يكاد يصلح لبحث فوق درجة البكالريوس الا أن ما يكتب هنا يعتبر مساهمة متواضعة جدا يجب تشجيعها و تحفيزها ثانيا : ما ذكره الرجل بشأن اسقاط الالحاد عن الماركسية خطل كبير فيه بؤس شديد و مجرد كلام مثله مثل اي كلام اخر يخلو من الدقة العلمية كثيرا من أغلب جوانبهو سنري بعد التدقيق و المماحصة أنه يمكن اسقاط هذا الجانب الالحادي ان لم يكن قد سقط بالفعل و تبقي حينها الماركسية مجرد علم او نظرية اجتماعية يمكن تناولها بالنقد . صحيح أن الماركسية يمكن أن توصف بأنها فلسفة مادية بحتة مضادة لغيرها من الفلسفات المثالية لكنها - اي الماركسية - كان لابد لها أن تكون كذلك للأتي : 1- ظهرت الفلسفة الماركسية حين كان العلم الطبيعي و التجريبي في أوج ثورته و صباه الباكر فقد ظهرت الفرويدية مثلا في ذاك الوقت و الداروينية و نظريات اسحق نيوتن في الفيزياء و غيرها من نظريات العلم الطبيعي التي قامت علي مبدأ التجريب و الايمان المطلق بسلطة العقل وحده لا غير لذلك كان لابد للماركسية ان تتأتي متسقة مع كل هذا من حيث السياق التاريخي الذي ظهرت فيه 2- في حين برزت ثورات العلوم و الميكانيك كانت ايضا و بالمقابل سلطة الكنيسة و رجال الدين ما تزال تفعل فعلها و تستخدم الدين كأدأة في الصراع الاجتماعي و هنا تصدي لها الماركسيون الاوائل و حاولوا أن ينزعوا عن الكنيسة هذه القداسة في الحياة السياسية و الاجتماعية و ان يؤسسوا سلطة العقل وحده لا غير لكن هل الماركسية من كل جوانبها نظرية هدامة و ضارة و تؤسس بالتالي لمجتمع انساني منحرف عن القيم والاخلاق ؟ نعارض الماركسية كفلسفة تطرفت في الاتجاه المادي بصورة كبيرة لكن هل معني هذا أنها ليس لديها ما تساهم به في سياق التطور الانساني كعلم اجتماعي . أن هكذا موقف يعتبر سلبيا الي حد بعيد و ثمة شيء أخر و هو ان ماركس و كما اسلفنا لم يول مسألة الدين اهتماما كبيرا بل انصرف كلية الي دراسة الاقتصاد السياسي و نقد الرأسمالية لذلك فان الجاهل بالماركسية يظن ان كتاب مثل (رأس المال ) مثلا كله الحاد و زندقة مع أن ماركس لا يتعرض فيه للدين كثيرا و من الوهلة الاولي يبدو ماركس مهتم حسبما ادعي بمحاربة الاغتراب الانساني في بعده الاساسي و هو ميدان العلاقات الاقتصادية بالدرجة الاولي و هو كان يعتقد بان هذا الاغتراب حين يزول سيزول الدين ايضا كبناء فوقي ما اود قوله هنا هو أن نقد الماركسية لا يجب ان يتأسس وفق موقفها من الدين فالدين في نظرية ماركس اضعف حلقة لكن يجب نقد الماركسية في اصلها الفكري الاساسي و هو ميدان الاقتصاد السياسي . ايضا هنا اجدني أتفق معك مئة بالمئة فيما يتعلق بحديثك عن موضوع الجمود الذي اصاب الفكر الماركسي و ضرورة مراجعة هذا الفكر و علينا ان نتذكر أن ماركس نفسه لم ينظر الي عمله باعتباره عقيدة بل كان يمارس عملية نقدية بالكامل و كما ذكرنا فان الماركسية كانت قد تحولت الي عقيدة علي يد لينين و ستالين فقط اللذان اختزلا النظرية في الحزب و الحزب في الدولة و الدولة في سلطة الزعيم المطلقة ! بالنسبة لموضوع الحزب الشيوعي فهو لا اعتقد قد دخل في مواجهة حقيقية مع الدين لكنه ظل موضع اتهام فقط و تقوقع داخل جدار سميك من ( الطناش ) علي خط الدفاع و التبرير فقط دون اللجوء الي مواجهة الامر بصورة فعالة لاكثر من خمسين سنة . مع نقدنا للماركسية المعاصرة علي تواضع الامكانيات هنا لكن بالمقابل فان الرأسمالية لا تبدو حتي براقة بما يكفي بالنسبة للشباب بل هي بشعة بشاعة مخيفة جدا , أنظر فقط الي الحروب الحالية في العالم من الذي أشعلها و من وراء الازمة المالية العالميةو المجاعات و جميع الكوارث الانسانية لذلك كيف يدعي الرجل ان الرأسمالية جذابة من المؤكد أنه ينظر فقط الي شريحة من الشباب الذين يغرقون في حلم الهجرة الي بلاد العم سام و حينما يصلون الي هناك يدركون فداحة الثمن و ينتهي الامر بالاحباط و ادمان المخدرات و ربما الانتحار بعد ان يقونوا ان الراسمالية ليست الجنة التي يوعدون او ربما يري الرجل صورة الشباب العصري الذي يحتسون البيبسي و يتناولن وجبات ماكدونالدز و مولعون باغاني شكيرا وجنيفير لوبيز و يتأبط الواحد منهم لاب توب يتجول به في شوارع بلاد يموت اهلها من الملاريا فقط بفعل الانتهازيين من ابناء الطبقة الوسطي الذين تحالفوا مع حكومات عميلة ترضخ لشروط صندوق النقد الدولي ! نتناول الماركسية بالنقد و نوقن في ذات الوقت ان الراسمالية الحالية ليست هي الخلاص أذن ينبغي البحث عن طريق للخلاص مع تحياتي يا استاذنا |
قضية أسم الحزب الشيوعي : أحمد و لا حاج أحمد ؟
للوهلة الاولي تبدو قضية أسم الحزب أو مسماه قضية ثانوية بالقياس الي جملة أشياء أخري لكن تبقي عند الفحص و اطالة النظر و التدقيق قضية ذات أبعاد كبيرة جدا و تدخل في صميم الأزمة الفكرية و النظرية التي تطال عمل الحزب . بدأ ما يعرف الان بالحزب الشيوعي السوداني نشاطه كطليعة للعمل الثوري ضد الاستعمار وسط الطلبة السودانيين في اواسط الاربيعينيات من القرن الماضي و كان هذا التنظيم وقتها يحمل مسمي ( الجبهة المعادية للاستعمار ) و من ثم ( الحركة السودانية للتحرر الوطني ) او ما يعرف لاحقا ب ( حستو ) و من الواضح جدا هنا أن هذين الاسمين لهما مغزي و دلالة واضحة و يعبران عن خط و منهج عمل التنظيم في ذاك الوقت و هو العمل علي مكافحة الاستعمار و تحرير البلاد من الهيمنة الاجنبية لذلك فانه و بمجرد قراءة هذا العنوان - الاسم يتضح جليا أن قادة الحزب الاوائل قد أبرزوا أهم ملامح التوجه العام للحزب في تلك الفترة التاريخية و التمثلة في النضال ضد المستعمر الاجنبي من خلال الاسم الذي عكس كل ذلك لكن و بعد خروج المستعمر ظل التنظيم يحمل اسم الحزب الشيوعي السوداني و يمارس عمله و نشاطه السياسين من خلف هذه اللافتة و حسبما يوضح من هذا الاسم فان معني مسمي الحزب الشيوعي و بجلاء طبعا أن هذا التنظيم يتخذ من الماركسية تحديدا فكرا اساسيا للتنظيم و الا فلن يكون للاسم اي معني مع علمنا التام ان مصطلح (ماركسية ) مثلا يشير الي جملة افكار ماركس و انجلز و توجهاتهما الاساسية في الاقتصاد و السياسة و الدولة مع الاخذ ايضا بجملة توجهات المدارس المختلفة للفكر الاشتراكي بينما الشيوعية نفسها كمصطلح يمكن تعريفه بأنه ( علم تحرير الطبقة العاملة ) و بالتالي فان السؤال الذوي يدور في الاذهان كالاتي ( هل ثمة طبقة عاملة وفق الشروط و المواصفات التي تحدثت بها الماركسية نفسها لوصف و تعريف هذه الفئة حتي يقوم تنظيم سياسي كامل للدفاع عن مصالحها و غير ذلك أم أن واقع ما بعد الحداثة قد نفي كليا وجود هكذا طبقة بل و أضحي من المستحيل جدا تحديد معالم واضحة للطبقات نفسها ؟ و ثمة سؤال أخر و هو هل ما زال الحزب الشيوعي متمسكا بالماركسية نفسها و يعمل هذه النظرية الاجتماعية في مساءلة الواقع و تفسيره وفق هدي النظرية أم ان الحزب و بصورة عملية كما رأينا سابقا من خلال هذه الحلقات أ ن الحزب و بصورة عملية قد فارق الماركسية شأنه شأن كثير من الاحزاب الشيوعية الاخري في المنطقة - فراق الطريفي لجمله في جوهرها و مبادئها الاساسية و بالتالي لم تعد هناك ثمة ضرورة لمسمي الحزب الشيوعي ان طرح قضية الاسم و كما ذكرنا من قبل مسألة لا تعد ثانوية بالقياس الي غيرها من القضايا فنحن نعلم تماما بان أسم الحزب يعكس و يعبر بالضرورة عن جملة مبادئه و مراميه الاساسية في العمل السياسي و الاجتماعي كما يحشد بالضرورة جملة من المفاهيم حول عمل الحزب نفسه و بالتالي فان الاسم لابد ان يكون متسقا مع البرنامج و الشعار و لا يمكن ان يكون ابدا مثل مسميات العقاقير الطبية فان هذه القاقير الطبية و كما يعلم الاطباء و الصيادلة تحمل مسميين الاول يعرف عند العامة و سائر الناس من غير المختصين بالاسم التجاري Trade Name بينما يحمل ذات العقار او الدواء مسمي علمي محدد يتم التعمل به في الوسط العلمي و يعرف ب Generic Name و بالتالي فان عقار ( البنادول ) هو من حيث تركيبته الكيميائية لا يختلف عن عقار ( الفيفادول ) مثلا فكلاهما في نهاية الامر يعتبران من ضمن مركبات ( الباراسيتامول ) لكن بالمقابل فان اسم الحزب السياسي لا يجب ان يكون مثله مثل مسميات العقاقير , يحمل عبارات كبيرة و محشودة بمعاني الدعاية التجارية وسط الجماهير لكنه و علي صعيد الواقع و الممارسة نفسها لا يساوي شيئا ... أواصل . |
[color=#FF6347]الحزب الشيوعي السوداني : قضية أسم الحزب ............ مواصلة لما سبق [/color]
أن موضوع اسم الحزب و تغييره بما يلزم لعكس التوجهات النظرية و الفكرية و الخط السياسي و الاجتماعي الذي يلزمه ما يعرف بالحزب الشيوعي السوداني في ضوء متغيرات الواقع عقب الانهيار المدوي لمنظومة الدول الاشتراكية التي كانت تجعل من الماركسية - اللينينية منهجا و فكرا اساساسيا بالنسبة لها , لهي مسألة ضرورية تقتضيها ضرورات الواقع نفسه و بالتالي فان محاولات الاصلاح الجادة لابد أن تبدأ بصياغة اسم و عنوان للحزب قادر علي أن يستوعب ضرورات الواقع الراهن و يعكس بصورة لا لبس فيها و لا غموض الخط النظري و السياسي للحزب . في اول ظهور علني له علي شاشة تلفزيون السودان ( القناة الرسمية للحكومة السودانية ) و قبل اكثر من اربع سنوات , صرح الاستاذ - محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني لمقدم البرنامج حول سؤاله ما اذا كان يري ان ثمة تغيرا يجب ان يطرأ علي اسم الحزب الشيوعي ام لا , بأنه -اي السيد محمد ابراهيم نقد - لا يري اية ضرورة لتغيير اسم الحزب فعلي حد زعمه ان جماعات المنتمين للحزب الشيوعي السوداني صاروا يعرفون في الوسط الاجتماعي و السياسي السوداني بانهم (شيوعيين) و قد لصق بهم هذا النعت و الوصف و بالتالي فانه حتي و لو تغير اسم الحزب فان اعضائه سوف يوصمون بانهم شيوعيين بل و سخر قائلا : " ما اصلو انحنا بقينا زي فريق الكورة يعني حتي لو غيرنا الاسم زاتو الجماعة ح يشاوروا علينا و يقولو ديك هم الشيوعيين !!) بهذه السخرية و التهكم الواضحيين يحسم السيد المفكر و المثقف الماركسي الضليع السيد محمد ابراهيم نقد هذه المسألة الهامة الي درجة بعيدة و علينا أيضا هنا أن نتذكر بان هذا اللقاء التلفزيوني قد تم تسجيله و بثه في العام 2007 اي قبل اكثر من عامين من موعد انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب و الذي كان من ضمن اهم اجندته النظر في مسألة اسم الحزب الشيوعي و هكذا نري السيد السكرتير العام يستبق المؤتمر نفسه و يحسم هذا الموضوع علي الهواء مباشرة بدلا عن أن يعلن أن هكذا موضوع سوف ينظر فيه المؤتمرون و يتخذون قرارا حوله بمنتهي الشفافية . أن المؤتمر قد انعقد فعلا بعدها في يناير من العام 2009 و قد تبني المؤترون القرار القاضي بعدم تغيير الاسم مما يعطي انطباعا لاية مراقب تابع تصريحات السيد نقد قبلها بان قرار الزعيم هو الذي فاز و هذا في حد ذاته يوحي بانعدام الديقراطية داخل مؤسسات الحزب فكيف لزعيم الحزب أن يفتي في مسألة هي بالضرورة قيد نظر المؤتمر الذي ما كان قد انعقد اصلا ؟ فتأمل ! الخاتم عدلان و محاولات الاصلاح : هل حانت لحظة التغيير بالفعل ؟ درجت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني علي نشر مناقشات الزملاء الشيوعيين السودانيين في اصدارة عرفت باسم (الشيوعي ) و تكاد تعكس بعض هذه الاصدارت تباينا كبيرا في الرأي وسط الكتاب المشاركين حول جملة من القضايا و تعد مساهمات الاستاذ المرحوم / الخاتم عدلان هنا هي الابرز و الاوضح لما يمثله الاستاذ الخاتم من ثقل كبير في اوساط الحزب المختلفة نظرا لما كان يتمتع به اولا من ثقافة واسعة و المام كبير جدا بالفكر الماركسي و الاشتراكي و نظرا ايضا لما كان يتمتع به من افق واسع و رحيب ندر نظيره وسط الماركسيين و الشيوعيين السودانيين بصفة عامة . حملت مساهم الاستاذ الخاتم عدلان اسم ( لقد حانت لحظة التغيير ) و هي منشورة في مجلة (الشيوعي ) العدد رقم (175) و قد هاجم الاستاذ الخاتم توجهات الحزب بشراسة و ذكر خلال مساهمته بان الماركسية كفلسفة اجتماعية قد أفل نجمها بانهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي و دول شرق اوروبا كما هاجم الخاتم ايضا الاساس النظري للحزب المتمثل في الانحياز للطبقة العاملة التي رأي انها هي الاخري قد تلاشت بفعل الثورة التكنولوجية التي اجاحت العالم و بالتالي فان الانحياز لهكذا طبقة لم يعد له ما يبرره في ضوء تلاشي هذه الطبقة الاجتماعية نفسها . لكن ما هو البديل في نظر المرحوم الخاتم عدلان ؟ يطرح الاستاذ الخاتم رأيه حول البديل كالتالي : (قوي المثقفين و كل المنتجين و العلماء بمختلف فئاتهم و قوي الزراع و العمال المرتبطة بالانتاج بالاضافة للملايين من سكان القطاع التقليدي بتنظيماتهم الاجتماعية الاقليمية و القومية .. الاستاذ الخاتم عدلان ( لقد حانت لحظة التغيير ) مجلة الشيوعي العدد 175 ) بالقابل يصف الاستاذ تاج السر بابو عضو لجنة الحزب المركزية محاولات الاستاذ الخاتم بانها يمينية تصفوية لا تختلف كثيرا عن محاولات ( عوض عبد الرازق ) من قبل و قد ورد هذا في مقالة للاستاذ السر بابو عنوانها (انقسام 1994 في الحزب الشيوعي السوداني : الخاتم عدلان و مجموعته ) بل يري أن الخاتم قد مارس فوضوية كبيرة في العمل الحزبي لم تواجهها القيادة بالحزم اللازم . أواصل .... |
محاولات الخاتم عدلان للاصلاح .... مواصلة لما سبق
هكذا اذن و حين يصف الاستاذ تاج السر بابو -عضو اللجنة المركزية - افكار و توجهات الاستاذ المرحوم الخاتم عدلان و يصفها بالتصفوية فأنه يدفع بنا الي الظن بل و الاعتقاد بان الحزب الشيوعي ضد اية محاولات تصفوية يمينية ترمي الي حل الحزب الشيوعي و دفعه للتنحي عن منطلقاته النظرية الاساسية و التي ما عادت تلائم روح و منطلقات مرحلة ما بعد انهيار دول المنظومة الاشتراكية بل أن الاستاذ السر بابو يري أن الوثيقة التي قدمها الخاتم لم تخرج عن محاولات عوض عبد الرازق و معاوية ابراهيم و غيرهم فهو يقول بالحرف الواحد : "لم تخرج وثيقة الخاتم عدلان عن طرح وثيقة عوض عبد الرازق ووثيقة معاوية ابراهيم التي قدمها في الصراع الداخلي في عام 1970م. وان اختلفت الظروف وظهرت متغيرات جديدة استوجبت تجديد الحزب لاتصفيته، وتطويره ليواكب المتغيرات المحلية والعالمية استنادا الي رصيده ونضاله السابق من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنضال من اجل انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية المتشابكة مع المرحلة الاشتراكية " " انقسام 1994 في الحزب الشيوعي .... تاج السر بابو " لكن السؤال الجوهري و الاساسي هنا هو هل تعد مساهمات الخاتم عدلان دعوة لتصفية الحزب من أساسه أم تجديده ؟ لنستعرض بصورة اكثر تفصيلا وثيقة المرحوم الخاتم عدلان و التي لقيت حظا كبيرا من النقاش لدي الاستاذ السر بابو في مقالته التي أشرنا اليها هنا . استهدف الاستاذ الخاتم الحزب الشيوعي السوداني في منطلقاته الفكرية الاساسية و هي الماركسية زاعما أن الماركسية قد أفل نجمها و اضمحل كما استهدف ايضا المنطلقات الطبقية للحزب بدعوي أن الطبقة العاملة نفسها قد تلاشت و اضمحلت كطبقة اجتماعية بفضل ثورة التكنولوجيا و انطلاقا من كل هذا فان المرحوم الخاتم عدلان كان قد دعا الي تكوين حزب جديد و وصفه بقوله : " ( وكما هو واضح، فان هذا الحزب لن يكون حزبا شيوعيا، لأنه لايتبني موقفا ايديولوجيا متكاملا ازاء الكون، ولايبشر بمرحلة معينة يتوقف عندها المجتمع البشري، ولايرمي الي اعادة صياغة المجتمع وفق مخطط نظري شمولي. وهو ليس حزبا اشتراكيا، اذا كانت الاشتراكية هي الملكية العامة لوسائل الانتاج، مفهومة بأنها ملكية الدولة. هو حزب للعدالة)( الشيوعي 157، ص، 106).يتضح جليا اذن أن عنصر الخلاف الرئيس بين طرح الاستاذ الخاتم و السيد السر بابو أن أحدهما يري أن الماركسية ما عادت تصلح كفلسفة اجتماعية بينما يتمسك الاخر و هو الاستاذ السر بابو بهذا المنطلق الفكري للحزب الشيوعي السوداني الا و هو الماركسية لكن الطريف في الامر هنا هو أن الحزب الشيوعي السوداني و ان ادعي تمسكه بالماركسية و استناده عليها نظريا الا انه عمليا - و كما اسلفنا من قبل - يتخلي عن هذه الماركسية نفسها (بصورة عملية ) كما سبق و رأينا ذلك عند مناقشة مقالات الاستاذ الدكتور محمود محمد ياسين ( نقد الخط النظري للحزب الشيوعي السوداني ) و كما سنري لاحقا عند مناقشة اراء د.فاطمة بابكر محمود . يبقي أن الذي يدفع الحزب الي ذلك هو فقط شيء من باب رفع العتب علي حد وصف د.محمود ياسين و هو يمثل نوعا من المراوغة و عدم الجراءة في أن يطرح هؤلاء الماركسية برمتها للتساؤل و البحث و الشجاعة الكافية التي امتلك ناصيتها المرحوم الخاتم في مراجعة الاسانيد النظرية للحزب فبدلا من أن يدير الحزب نقاشا واسعا حول جدوي المشروع الماركسي بعد انهيار التجربة الاشتراكية نجد أمثال الاستاذ تاج السر بابو يصف الحزب الجديد الذي دعا اليه الخاتم بأنه ( حزب رأسمالي مغلف بالعدالة الاجتماعية ) و لا يكاد الاستاذ تاج السر بابو يتخلي عن وصف (تصفية ) في مقابل اراء و اجتهادات الاستاذ الخاتم فكأنما كل دعوة لاصلاح و تجديد الحزب هي بالضرورة دعوة تصفوية -يمينية يقول الاستاذ تاج السر : " أن ما طرح في المناقشة العامة، هي افكار تصفوية يمينية قديمة في قناني جديدة، جوهرها: التخلي عن الماركسية، والتخلي عن المنطلقات الطبقية للحزب( الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين)، وتكوين حزب رأسمالي التوجه، علما بان تلك الاحزاب موجودة في الساحة السياسية، وأن مايجرى في الحزب الشيوعي من صراع داخلي هو انعكاس للصراع الطبقي الدائر في المجتمع، ونتيجة للهجمات الناعمة والعنيفة التي تشنها القوي الرأسمالية المعادية للحزب لتغيير هويته الطبقية ومنطلقاته الفكرية" (تاج السر بابو ..نفس المصدر ) ان هناك حقيقة بسيطة يجب أن لا نتوه عنها و هي أن منطلقات الحزب الفكرية و الطبقية ليست قرانا لا يقبل التحريف أو شيئا مقدسا لا يجوز المساس به . انه و بحسب الماركسية ذاتها لا شيء يسلم من ادأة النقد الحادة و عليه فلماذا تكون منطلقات الحزب ذاتها بمناءي عن المساءلة و المراجعة اذا كان هناك ثمة ضرورة موضوعية لذلك ؟ انها الدوغمائية بعينها ! اما الحديث عن المنطلقات الطبقية للحزب فان الحزب الشيوعي نفسه ما عاد عمليا هو حزب ما يسمي بالطبقة العاملة, هذا اذا كانت هناك اصلا ثمة طبقة اجتماعية في السودان يمكن اجراء هذا التوصيف عليها و هذا الامر ظل محل نقاش كبير جدا بين الماركسيين السودانيين و ذلك لاختلاف نمط الانتاج في السودان عن غيره في اوربا مثلا (سنعود لهذه النقطة لاحقا ان كان هناك متسع لانها شائكة و معقدة جدا ) |
يا أستاذ معاوية علي الرغم من اني بوافق علي معظم طرحك الا اني لغاية الآن ما قادر أفهم انت شايت وين ولا هدفك شنو من فتح البوست دا وداير تصل لي شنو عشان الواحد يقدر يناقشك ..يا أستاذي انت كمن يدس السم في اللبن تجيب كلام صحيح وتستشهد بي شخصيات معروفة انشقوا من الحزب وفي النص تدخل كلام يحير الواحد ويتهيأ ليهو انو الصفحة الكتبتها كلها كتبتها عشان تحشر فيها جملة واحدة والباقي ديكور للتوهان..
ياريت تدينا ملخص الفكرة بوضوح عشان الواحد يعرف يصنفك وما يهاجمك عشوائيا.. |
الاستاذ فتحي
تحياتي أن اول مشكلة تواجه الباحث في مسائل مثل مسألة نقد الاطروحات النظرية و الفكرية و السياسية للحزب الشيوعي السوداني باعتباره حزب عقائدي , هي حيادية الكاتب و انفراده بمساحة كبيرة للحرية الفكرية و العقدية في ذات الواقت و لعل هذا كما تعلم يا استاذنا في حد ذاته متطلب اساسي ليس في مناقشة المسائل الفكرية او السياسية فقط بل في كافة مسائل المتعلقة بموضوعات البحث العلمي . المصيبة هي اننا نلجأ دائما للتصنيفات الجاهزة في محاولة دفع النقد و النقد المضاد ( دا حزب امة ..طائفي .. برجوازي .. كوز ..سلفي ..شيوعي .. شيوعي مرتد ..علماني ..الخ ) و لعل مرد ذلك ايضا لسيطرة التيارات العقائدية ردحا من الزمان علي ساحة الفكر السياسي عندنا فلكي تفند رأيا ما حول حزب سيسي ما , لابد أن تكون نقطة الانطلاق هي معرفة انتماء الكاتب نفسه بدلا من مناقشة افكاره بصورة مجردة . ان هدف مقالاتي هذه -احسبه يبدو واضحا و ان بدأ ليس كذلك فلكم العتبي - ليس أن أشرع اسلحة النقد ضد الحزب الشيوعي السوداني هكذا بلا ادني سبب و لكنني أحاول أن أدفع في اتجاه دعوات الاصلاحيين في حركة اليسار السوداني بصورة عامة حتي لا تصاب بالتكلس و الضمور و الاضمحلال في الحركة السياسية السودانية و أري أن النقد ضروري و لازم جدا في سياق المرحلة التاريخية الراهنة مهما كان شأنه كبر أم صغر و بالطبع فان لا احد ينكر ان الحزب الشيوعي السوداني هو حزب رائد في حركة اليسار و انا شحصيا ما زلت أومن بان اليساريين و العلمانيين و الديمقراطيين عامة يمكنهم الان لعب دور كبير في مسيرة الحداثة و التحديث في بلادنا لكن الاهم هو مراجعة المسيرة التاريخية لهذه الاحزاب و الاسس النظرية التي استندت عليها مع تحياتي |
| الساعة الآن 02:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.