سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   منتـــــــــدى الحـــــوار (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   المرأة في الفكر الجمهوري الإسلامي السوداني ، قراءة في فكر الأستاذ : محمود محمد طه (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=11344)

hatim ALi 04-07-2009 08:54 AM

المرأة في الفكر الجمهوري الإسلامي السوداني ، قراءة في فكر الأستاذ : محمود محمد طه
 
في البداية لابد الى الإشارة الى المصادر التي إستقيت منها هذه الموضوع ، ويمكن الرجوع اليها وهي :

المصادر
=====


1. موقع الفكرة الجمهورية - الموقع الرسمي لأفكار الأستاذ محمود محمد طه

http://www.alfikra.org/index.php
ه
2. منابر الجالية السودانية بامريكا - موضوع د . أحمد خير / واشنطن : المرأة فى الفكر الجمهورى

http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3982

3. مركز الدراسات السودانية - كتاب المرأة في الخطاب الفكري الإسلامي د. ناهد محمد الحسن

http://www.ssc-sudan.org/Ar/DesktopD...9&ArticleID=30

4. مكتبة الاستاذ محمود محمد طه بموقع سودانيز اونلاين

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...=board&board=9

hatim ALi 04-07-2009 09:00 AM



المرأة في الفكر الجمهوري الإسلامي السوداني قراءة في فكر الأستاذ : محمود محمد طه
====================================

مقدمة :


حقيقة المستمع لما يدور في العالمين العربي و الإسلامي من جدال لا ينتهي حول "حقوق المرأة" و "حرية المرأة" و ماهو المسموح في "الإسلام" للمرأة ، و ما هو غير المسموح للمرأة فيه ، في هذا الزمن الأغبر من تاريخ الأمتين العربية و الإسلامية الذي ساد فيه الفكري "السلفي" المتطرف ، و بعد عن الناس أصول الإسلام الحقيقية ، وسط ضوضاء و صخب "السلفيين" و من شايعهم ممن يسمون أنفسهم "اخوان مسلمين" و "حركات إسلامية" و "قاعدة" الخ ، من يتابع ذلك يصاب بتشوش واضح في المفاهيم ، و يشعر بأن هناك ظلماُ حقيقياُ حاق بالمرأة من - الإسلام - بسبب هذه الإفتراءات التي يقدمها - هؤلاء السابق ذكرهم - جهلاٌ و استخفافاً و إستغلالاً للمرأة بإسم الإسلام ، و ما الفتاوي الغريبة المعيبة التي إنتشرت فيما بيننا هذه الإيام الا دليل ساطع على ذلك،و على سبيل المثال لا الحصر تحليل "ختان الإناث" المعيب و تسميته جهلاٌ و بهتاناٌ "بختان السنة" ! و زواج "المسيار" المسيئ للمرأة الذي يحرمها من أبسط حقوقها في العيش في بيت كريم مع زوجها و بكل إحترام ادميتها و إنسانيتها و بل يدعو الى إذلالها و إعادتها الى عهد الجواري و السرائر و الإماء ، و اخر الأمثلة التي تحوي ما تحوي من إمتهان للمرأة فتوى "إرضاع الكبير" في أماكن العمل ، حيث بلغ الأمر بهؤلاء الجهلاء مبلغه من التحقير بالمرأة و الحط من شأنها ، و جعلها أداة لمتعة الرجل و تسليته حتى في أماكن العمل!!!!

hatim ALi 04-07-2009 09:02 AM

أعتقد أننا بحاجة حقيقية لإعادة بعث و احياء فكر شهيد الفكرة و الحقيقة الأستاذ محمود محمد طه في مواجهة هذا الطوفان من الجهل و التخلف و العصبية و التمييز ضد المرأة ، و هذه محاولة بسيطة مني لإستعراض رأي الأستاذ محمود محمد طه في شأن المرأة، عبر ما قرأت له في كتبه ، و ما ناقشته إبنته التي حملت عبء رسالته في شأن المرأة ، الأستاذة. أسماء محمود محمد طه التي تخرجت من جامعة الخرطوم – كلية القانون ونالت جائزة حقوق الإنسان فى ولاية أيوا الأمريكية ، وهى تقيم حاليا فى دولة قطر .

hatim ALi 04-07-2009 09:03 AM

الرؤية التقليدية للمرأة :
=========

دائماُ تحكى حكاية "آدم" و "حواء" و كيف أنه منذ بدء الخليقة وقفت "حواء" مع الشيطان و زينت ل"آدم" خطيئة الأكل من "الشجرة المحرمة" و بالتالي كانت هي السبب في هبوطه الى الأرض مغضوباُ عليه من المولى عز و جل ، و لكن بالعودة الى كل آيات القرءان الكريم نجد أن الخطاب كان مشتركاً لآدم و حواء في هذه القصة ـ و غواية الشيطان لهما كانت متساوية ، وإرتكابهما لخطيئة الأكل من الشجرة المحرمة كانت متساوياً ، و عقابهما كان متساوياً أيضاُ ، فأين دور المرأة المفترى عليها في هذه الحكاية ، يقول تعالى :

قال تعالى : {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)} سورة الأعراف

ومن يقرأ القرءان بتمعن و كما هو واضح في جميع سوره غير "سورة الاعراف" يصل بكل بساطة الى زيف هذا الإدعاء بأن المرأة هي من أخرج أدم من الجنة ، لقد ذاقت المرأة مرارت من جراء الإدعاء بأنها هى التى أخرجت آدم ومن ثم البشر من الجنة إلى الأرض ، وما كل العذابات إلا من نتاج فعلتها ! ولكن ، هل كان آدم فى حالة غياب فى تلك اللحظة أم أن إبليس قد توارى فلم يراه هؤلاء فصبوا جام غضبهم على حواء وتناسوا أنها هى الآخرى كان قد غرر بها !؟ أم أن القضية تتلخص فى أن تسلط الرجل على مدى العصور هو الذى شاب مسيرة الحياة فبات الصالح والطالح هو مايفرزه خياله ليصوره حقيقة يصدقها هو ويحاول أن يقنع بها الآخرين!؟ وعليه ، بات حق المرأة هو ماتطالب بإسترداده من الرجل وليس الحق الطبيعى الذى كفله لها الخالق والدساتير السماوية والأرضية !

hatim ALi 04-07-2009 09:07 AM

ولأن القضية لم تحسم بعد ، ظلت قضايا المرأة معلقة قابلة للشد والجذب وظل كل مجتهد يحاول أن يجد المبررات فى إفساح أو تضييق رقعة حريتها وحقها فى الحياة . ومن المعلوم انه إلى وقت ليس بالبعيد كانت المرأة فى بعض الدول إذا ما توفى زوجها تلقى إلى النار حية كى تحترق مع جسده لتوفر له الخدمات فى الدار الآخرة ! وكانت تذهب إلى حتفها بدون إعتراض لا لشئ إلا أنه ترسخ فى ذهنها منذ الصغر أنها ماخلقت إلا لخدمة زوج المستقبل وعليها أن تتدرب على ذلك كى تنعم بالحياة فى أسرة وتكون على أهبة الإستعداد لتذهب فى رحلة أبدية مع رب الأسرة إذا ما رحل قبلها!

hatim ALi 04-07-2009 09:09 AM


وبسبب ما رآه الأستاذ محمود محمد طه من قصور وإجحاف فى حق المرأة السودانية وقف بجانبها مساندا وقال كلمته ومضى ، ولكن ماذا بعد رحيله ؟

هل تمعن رجالات الدين والقانون والسياسة فيما كان ينادى به الأستاذ أم أن بذهابه ذهبت محاولاته ومابات هناك من ينادى بحق المرأة إلا المرأة ذاتها ؟

وبات الثالوث ، الجهل والفقر والمرض ، عناصر إستولت على ما تبقى لدينا من مقاومة فعم اليأس وبتنا ندور كثور معصوب العينين لانعرف نقطة البدء من المنتهى !

وهل هناك صعوبة فى أن تناقش قضايا نساء بلدى فى حضورها لمعرفة ماهى حقوقها التى ظلت تنادى بها ولا مجيب!؟

ونعمل على حلها فى حزمة واحدة " هذا إن كنا نريد إنصافا " ولماذا بحق الله نجعل المرأة وهى الأم والأخت والعمة والخالة والجارة تلهث فى البحث عن حق أو حقوق سلبها منها الرجل أو لايريد الإعتراف بها لقراءة خاطئة من جانبه لأحكام الدين !؟

قراءة أو قراءات يفسرها لصالحه أو يستند فيها على تفسيرات رجال من الماضى صوروا له أن علاقة الرجل بالمرأة قائمة على " النكاح " من أجل اللذة والتكاثر فقط !

ولايشمل ذلك "عقل " يمكن له أن يجد فيه الرجاحة والمنطق والقول الحق والنصيحة التى تأخذ بيد الأسرة إلى بر الأمان!

hatim ALi 04-07-2009 09:12 AM


رؤية الأستاذ محمود محمد طه في شأن المرأة
==================

تقديم:

نزلت الدعوة الإسلامية في أرض ذات طبيعة جرداء، لا تيسر الاستقرار وليس بها مقومات الحضارة، وهي لا تشجع على غير حياة البادية وما تقتضيه من الارتحال الدائم، ولم تعرف نظاماً سياسياً غير روابط العصبية للأسرة أو القبيلة( قوة الحلف أو حمى الجوار) كما لم تعرف مبادئ غير القصاص ودفع العدوان بالعدوان واغتيال الضعيف ما لم يجد من يجيره . ومن أضعف من المرأة التي كانت تشكل عبئاً مادياً ومعنوياً الشيء الذي كان يدفع ضعاف الهمم للإلقاء بها في حفرة الوأد هرباً من الفقر أو العار، سنة قيس بن عاصم التي جرت الوبال على كافة النساء، لاسيما قبائل ربيعة وكنده وتميم.

والحال هكذا، فقد كان من الصعوبة أن يكون للمرأة موقفاً خاصاً بها، وأية خصوصية لإنسان لا يستطيع حتى أن يقرر في حياته أو حياة بناته وأخواته؟ ولم يسلم من هذه المهانة إلا القليلات ، كما لم يترفع عن هذه النقائص إلا القلة من أكارم الرجال .

وعندما أتي الإسلام رفع المرأة من حفرة الوأد ومنحها الحياة والحرية وساواها بالرجل في الكثير من الحقوق، فهل كان ترويض النفوس البرية أمراً هيناً؟ لاشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم واجه صعوبات كثيرة في أمور التربية الشيء الذي توضحه الآيات القرآنية والأحاديث، ومن ذلك ما رواه مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل" فقال ابن عمر لعبد الله بن عمر: لا ندعهن يخرجن فيتخذهن دغلاً قال: فزجره ابن عمر وقال: أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول "لا ندعهن".


hatim ALi 04-07-2009 09:13 AM


تطوير التشريع و الفرق بين آيات الأصول و آيات الفروع :
========================


دعا الاستاذ محمود محمد طه الى تقليد النبى محمد صلى الله عليه وسلم كمنهاج للسلوك الدينى بهدف توحيد القوى المودعة فى الانسان ، من قلب وعقل وجسد ، والتى وزعها الخوف الموروث والمكتسب ، ثم الى تطوير التشريع الاسلامى بالانتقال من الآيات المدنية التى قامت عليها بعض صور الشريعة ، الى الآيات المكية التى نسخت فى ذلك الوقت لعدم تهيؤ المجتمع لها ، حيث الدعوة الى الديمقراطية والمساواة الاجتماعية ، المدخرة فى أصول الدين ، وقد بسط الاستاذ محمود فكرته فى آفاقها الدينية والسياسية والمعرفية بعلمٍ واسعٍ ، وحجةٍ ناصعةٍ ، وصبرٍ على سوء الفهم وسوء التخريج وسوء القصد الذى قوبلت به فكرته من معارضيها ، حتى ذهب يقينه بفكرته واخلاصه لها ، والتزامه ايّاها فى اجمال حياته وتفصيلها، مثلا فريداً فى الدعاة والدعوات.

تعتمد فكرة الأستاذ محمود محمد طه على نظرية تطوير التشريع فهو يرى أن القرآن الكريم نزل على مستويين آيات الأصول وآيات الفروع، وهذه عنده أبرز مظاهر المثاني التي أشار إليها سبحانه وتعالى في قوله (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني) الزمر 23. فالأصول هي الآيات المتعلقة بالتوحيد والمعاني الإنسانية السامية كالحرية والعدالة والمساواة والفروع معاني أدنى من هذه تنزلت عنها مناسبة لطاقة المجتمع البشري في ذلك الوقت، ولقد وقع التفصيل في الماضي على الفروع واعتمد عليها التطبيق وقامت عليها دولة لمستوى الناس في ذلك الزمان، أما الأصول فأنها لم تفصل ولم تطبق في الماضي إنما ادخرت للبشرية في مقبل أيامها وهي الآن مناسبة لوقتنا الحاضر، ولقد نسجت آيات الأصول بآيات الفروع وصار العمل بآيات الفروع منذ ذلك الوقت ووفقاً لهذا المنهج، رفع الأستاذ محمود الوصاية عن المرأة وساواها بالرجل، وجعل للقانون الدستوري القوامة عليهما معاً كما ذكر أن الجهاد والرق والحجاب وتعدد الزوجات والمجتمع المفصول نسائه عن رجاله كلها ليست أصلاً في الإسلام.

hatim ALi 04-07-2009 09:20 AM



رؤية الاستاذ محمود محمد طه في حقوق المرأة في الإسلام:
========================


وفيما يلي إستعراض لاراء الأستاذ محمود محمد طه في أمور مهمة تعتبر من القضايا الجدالبة التي يعتمد عليها السلفيون و المتعصبون الاسلاميون في التحقير بالمرأة و الحط من شأنها :

ه
(1) القوامة:
=======

قال تعالى في سورة النساء الآية (34) (الرجال قوامون على النساء لما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإذا أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً) صدق الله العظيم.

يقول الأستاذ محمود محمد طه : نسخت هذه الآية آية الأصول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، فقد تنازلت المرأة في شريعة الفروع عن قسط من حريتها مقابل الحماية والنفقة فلما تطور المجتمع واستطاعت المرأة العمل والإنفاق على نفسها وغيرها وأحيلت حماية الرجل والمرأة إلى القانون الدستوري فيجب أن ينتقل المجتمع إلى رفع الوصاية عن المرأة لمستوى المسئولية الفردية (كل نفس بما كسبت رهينة) والدرجة المقصودة في الآية تعني أن في قمة هرم الكمال البشري رجلاً تليه زوجته ويليهما بعد ذلك عدد من النساء والرجال يتفاوتون في درجات القرب من الله .

ه
(2) الولاية في الزواج:
=============

الولاية في اصطلاح الفقهاء سلطة تقتضي تنفيذ الإنسان قوله، رضي غيره أم أبى وهي قاصرة إن كانت في شئونه الخاصة ومتعدية إذا كانت في شئون غيره .

قال الأستاذ محمود محمد طه : إن المرأة الرشيدة لها الحق أن تزوج نفسها وغيرها كما يقول المذهب الحنفي مع مراعاة النظر في شروط الكفاءة وتعديلها .


ه
(3)الطلاق:
=======

يعرف الطلاق بأنه حل رباط الزوجية الصحيحة في الحال والمال وهو يتبع تلقائياً الولاية و العصمة و هو مكفول للرجل في هذه الحالة دون المرأة. و لكن يجوز للمرأة إذا كتبت حق الطلاق قبل الزواج في العقد ، فلها حق الطلاق ، وكذلك لها حق الخلع إذا ماتنازلت للزوج عن المؤخر وردت له كل شئ .

يرى الاستاذ محمود محمد طه بانه يحب أن تعدل صورة وثيقة العقد - عقد الزواج - بحيث يكون للمرأة مكان ثابت للتفويض هذا ما يعين على انتشاره والعمل به، والمشاركة في العصمة بالإضافة إلى أنها ترد للمرأة بعض اعتبارها، وتساعد على انضباط تصرفات الرجل فهي تقلل من احتمالات وقوع الطلاق إذ أنه مقيد بدخول الحكمين.

وترد الأستاذه أسماء قائلة في شأن الخلع : الخلع إهانة للمرأة - أن تتنازل للرجل عن كل شئ - فهذا يعتبر إهانه . إذا كان لديها حق الطلاق ، فلماذا تكتبه قبل الزواج !؟ وحتى كتابته قبل الزواج فلزاما أن يكون برضاء الزوج ، فهل هذا يعتبر حق !؟ وهل حق الرجل فى الزواج باربعة هو مساواة !؟ لايجب أن يكون حديثنا عاطفيا . فى عصر التكنولوجيا هذا لايمكن أن نظل نطبق قوانين مضى عليها 1400 عام بدون تنقيح وإعادة نظر تتماشى مع الواقع المعاش . نحن نضر بالإسلام إذا ماتمسكنا بالقديم وأغلقنا على أنفسنا رافضين لمتطلبات العصر .

ه
(4) حق التأديب:
==========

وفقاً لـ (النص الوارد في سورة النساء والذي تقدم ذكره في القوامة).

يقول الأستاذ محمود محمد طه : أعطت شريعة الفروع الرجل حق التأديب وأن هذا الوضع حكيم كل الحكمة عندما جاء في وقته في القرن السابع ولكنه ليس كلمة الدين الأخيرة ولقد نسخت هذه الآية آية الأصول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) .

وهكذا يكون الأستاذ محمود محمد طه قد حرم ضرب المرأة وفقاً لآيات الأصول (كل نفس بما كسبت رهينة)
ه
ه
(5) تعدد الزوجات:
===========

قال تعالى : قال الله تعإلى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ [النساء:3].

نبذ الأستاذ محمود محمد طه التعدد مشيراً إلى مرحلية الحكم بقوله: (جاءت السنة بتحديد العدل في قوله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فأصبح (العدل) قاصراً على العدل في القسمة متجاوزاً عن ميل القلوب، وقد جاءت السنة بهذا التقييد للتعدد من قوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم... فلا تميلوا كل الميل) وإنما تجاوز عن بعض الميل ليجعل شريعة التعدد ممكنة، وهي شريعة كانت ضرورية لذلك الوقت، والتجاوز عن بعض الميل أخذاً بأخف الضررين، وهو يستقيم في المرحلة ولا يستقيم عند التمام، وأن قوله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) يصبح قولاً حاسماً في النهي عن التعدد، ذلك أن العدل في مستوى الأصل ينتقل من عدل القسمة إلى عدل الميل القلبي ولا مشاحة في أن القلب لن يعدل بين أثنين فلم يبقى إلا واحدة) .

وإذا كان القرآن والسنة قد أوجدا حلاً للشباب الذي لم يستطيع الزواج بالباءة (والذي كان يقضي أكثر من خمسة عشر عاماً سعياً لتحسين أوضاعه الاقتصادية دون زوجة) بالعفة عن طريق الصوم وغض البصر وغيرهما من وسائل التربية السوية التي تحسن الغريزة فمن باب أولى أن يصبر المتزوج أسبوعاً أو أربعين يوماً على الأكثر وفاءاً لمؤسسة الأسرة على الأقل.

الرجل وإن استمرت خصوبته لمدة أطول من المرأة فهي لا تستمر بذات قوتها بل تبدأ في الضعف تدريجياً مع التقدم في العمر كسائر أعضاء جسمه حتى تزول نهائياً ليصبح من (غير أولى الأربة من الرجال)، فإن كنا نطالب الشباب العازب بالصبر أفلا نطالب المتزوجين الشيب بالإخلاص للزوجة التي أفنت عمرها في خدمته وأبنائه إلى ما بعد سن اليأس؟

ه
(6)الحجاب:
=======

وفقاً لحديث أسماء بنت أبي بكر الشهير "يا أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفه الطاهرة" (مرسل رواه أبو داود) .فالمرأة المسلمة مطالبة باحتشام الزي وإخفاء المفاتن وإخفاء الزينة إلا ما ظهر منها في الوجه والكفين.

أتي الأستاذ محمود محمد طه بفكرة غير معهودة بحديثه عن الحجاب باعتباره عقوبة لإساءة استخدام حرية السفور،

و ذكر أن الحجاب ليس أصلاً في الإسلام إنما هو عقوبة لإساءة استخدام حرية السفور مستخدماً الآية الآتية كمرجع (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً) فالفاحشة هنا ما دون الزنا وإلا فعقوبة الزنا معروفة (فامسكوهن في البيوت) عقوبة على سوء التصرف في حرية السفور فالحجاب قائم في الشريعة وليس في أصل الدين) كما ذكر أن التبرج دليل السطحية وخفة العقل ورقة الدين وأن السفور ليس غاية في ذاته إنما هو وسيلة الحرية واقترح زياً عبارة عن الفستان الساتر ما دون الركبة والثوب الأبيض غير الشفاف .

ومن الخطل بمكان القول بأن الاستاذ محمود يدعو الى عري و تفسخ و خلاعة المرأة فقد خاطب نساء السودان كافة قائلا:

"يا نساء السودان !! اعلمن ان السفور ليس غاية فى ذاته ، وإنما وسيلة الحرية ، فإحسانكن التصرف فى الحرية هو الذى يسكت أصوات أعداء المرأة .. اعلمن أننا ضد التبرج ، لأن التبرج دليل خفة العقل ، وسوء الخلق ، ولاتستحق المرأة المتبرجة حرية السفور ... اعلمن ان الدعوة السلفية للإسلام المتمثلة فى الأخوان المسلمين ، والطائفية ، وأنصار السنة ، وفقهاء ، ووعاظ الشئون الدينية ، هى أكبر عقبة أمام حقوقكن ، ولابد من هزيمتها هزيمة لاتملك منها فكاكا ... ولاتكون هزيمتها إلا بإبراز المرأة الصحيحة الإسلام ، العفيفة ، ذات القلب السليم والعقل الصافى ... فهذا وحده هو الذى يقطع السنتهم ...اعلمن ان مساواة النساء بالرجال ليست مساواة المسطرة ، ولكنها مساواة القيمة ... ومعنى ذلك أن المرأة ، فى نفسها كإنسان ، وفى المجتمع كمواطنة ذات قيمة مساوية للرجل ، فى نفسه كإنسان ، وفى المجتمع كمواطن ... وهذه المساواة تقوم وإن وقع الإ ختلاف فى الخصائص النفسية والعضوية فى بنية الرجال والنساء ... وهى تقوم وإن إختلفت الوظيفة الإجتماعية ، وميدان الخدمة للمجتمع الذى يتحرك فيه الرجال والنساء ... اعلمن أنه ليست هناك كرامة ترتجى لكُن إلا عن طريق بعث الإسلام ، بأحكام آيات الأصول ، حيث الحرية ، وحيث المسئولية ، وحيث المساواة ... فإن تم هذا البعث فإن الأرض ستشرق بنور ربها ، وستتم نعمة الله على سكانها ... هذا هو وعد الله ، وهو لابد كائن ، فان الله قد تأذن بإنجاز ما وعد .."


(7) شهادة المرأة :
===========

آية الدين سورة البقرة

الآية: 282 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

حيث استشهد البعض بجزء من هذه الاية في قوله تعالى :

{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى }

ليحكموا بنقصان شهادة المرأة مطلقاً و هي بالتالي نصف الرجل عموماً

قالت الأستاذه / أسماء على لسان والدها الأستاذ / محمود محمد طه : أما بشأن شهادة المرأة التى تحتاج فيها إلى إمرأة أخرى لتذكرها ، فالسبب من وراء ذلك كانت المرأة فى فجر الإسلام حبيسة بيتها وأنها لم تكن تعى ما يجرى خارج دارها من امور البيع و التجارة ، أما فى الوقت الحاضر فهى قاضية ومحامية ووزيرة ورئيسة وزراء وأن نأتى ونقول لها أن شهادتها ناقصة لأنها إمرأة بدون الأخذ فى الإعتبار لما توصلت إلية من علم ومنصب فهذه والله مصيبة وقصور فى الفكر . و حتى في زمن الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و السلام شهادة المرأة - الناقصة - كانت فى امر الدين (بفتح الدال) فقط كما نصت الآية الكريمة، .

ه
(8) حبس المرأة في المنزل
================

قوله تعالى في سورة الاحزاب الآيتين : (32) و (33)

(يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33))

حيث رأى البعض بقاء المرأة المسلمة فى بيتها عبادة تؤجر عليه ،و فيه إستجابة لنداء ربانى


ترى الأستاذه / أسماء محمود محمد طه ان سياق الآيتين واضح منه ان المقصود بعبارة (قرن في بيوتكن) المعني بها نساء النبي عليه افضل الصلاة و السلام و ذلك لكونهن (لستن كأحد من النساء) ،حتى أنه فرض عليهن ألا يتزوجن بعد النبى صلى الله عليه و سلم. و لكن حتى نساء النبي عليهه افضل الصلاة و السلام منهن السيدة خديجة كانت تعمل فى التجارة وهناك أخريات عملن فى حرف شريفة أخرى وشاركن فى الحروب ، إذن النظرة الكلية دون الجزئيات ربما تبعدنا عن الحقيقة ، هذا من ناحية. أما من ناحية أشمل علينا أن نعترف بأن الكتب السماوية والرسل جاؤا لإسعاد الإنسان . وما جاء فى سورة الأحزاب " وقرن فى بيوتكن ... " الخطاب فيها حتى وإن جاء مخاطبا زوجات رسول الله ، فهل يمكننا بعد أكثر من 1400 عام أن نطالب المرأة ونحن فى هذا القرن بأن تبقى فى منزلها ولاتبرحه !؟ وهل من السهولة تطبيق ذلك فى الأوضاع الإقتصادية الراهنة التى فيها دخل الرجل ودخل المرأة كزوجة بالكاد يوفران الضروريات من متطلبات الحياة !؟ وهل بعد أن قطعنا شوطا فى تعليم المرأة أن نطلب من الوزيرة والطبيبة والمهنية أن تبقى فى منزلها ولاتبرحه ! أم هؤلاء يطالبون بعدم إتاحة الفرصة لتعليم المرأة وإجبارها لتكون رهينة الجهل الذى يريحها من عناء مطالبتها بحقوقها !؟

(9) المساواة الاجتماعية وحقوق النساء
========================

تقول الأستاذه / أسماء محمود محمد طه ان قضية المرأة كانت من أولى القضايا التى تبناها الأستاذ / محمود محمد طه . كما أن دخوله السجن لأول مرة كان دفاعا عن المرأة بسبب الخفاض الفرعونى الذى أراد المستعمر أن تعاقب مرتكبته جنائيا وأرادها هو أن تحارب عادة الخفاض الفرعونى عن طريق التوعية والتعليم الشئ الذى أغضب المستعمر . فكان الاستاذ محمود محمد طه أول سجين سياسي للإستعمار البريطاني في السودان.

و يعتبر موضوع المرأة من اهم المواضيع التى عالجها الاستاذ محمود محمد طه فى فكرته ، حيث دعا الى تطوير التشريع فيما يختص بشريعة الأحوال الشخصية ، والى وضع المرأة من حيث التشريع فى موضعها الصحيح ، بعد أن تعلمت وتسنمت الوظائف الرفيعة ، متجاوزا بذلك القصور الفكرى الذى ظل ملازما للفكر الاسلامى السلفى تجاه وضع المرأة فى التشريع الدينى ، ومتجاوزا دعوات تحرير المرأة التى هدفت لمحاكاة الغرب، ومقدما فهماً جديداً مستمداً من اصول الدين ، يقوم على مساواة الرجال والنساء أمام القانون وفى النظام الاجتماعى ، انطلاقا من فكرة تطوير التشريع الاسلامى ، واستلهاماً أكبر لغرض الدين فى الحياة الحرة الكريمة للنساء والرجال على قدم المساواة.

وهذه المساواة الإجتماعية قد كان واضحاً بشأنها في خطابه لنساء السودان ، يقول الأستاذ محمود مخاطباٌ نساء السودان :

(...اعلمن ان مساواة النساء بالرجال ليست مساواة المسطرة ، ولكنها مساواة القيمة ... ومعنى ذلك أن المرأة ، فى نفسها كإنسان ، وفى المجتمع كمواطنة ذات قيمة مساوية للرجل ، فى نفسه كإنسان ، وفى المجتمع كمواطن ... وهذه المساواة تقوم وإن وقع الإ ختلاف فى الخصائص النفسية والعضوية فى بنية الرجال والنساء ... وهى تقوم وإن إختلفت الوظيفة الإجتماعية ، وميدان الخدمة للمجتمع الذى يتحرك فيه الرجال والنساء ... اعلمن أنه ليست هناك كرامة ترتجى لكُن إلا عن طريق بعث الإسلام ، بأحكام آيات الأصول ، حيث الحرية ، وحيث المسئولية ، وحيث المساواة ... فإن تم هذا البعث فإن الأرض ستشرق بنور ربها ، وستتم نعمة الله على سكانها ... هذا هو وعد الله ، وهو لابد كائن ، فان الله قد تأذن بإنجاز ما وعد ..)

وقد كان أكبر تجسيد لدعوة الاستاذ محمود الى تطوير وضع المرأة الدينى هو المرأة الجمهورية نفسها ، فقد دخلت تلميذات الاستاذ محمود من الجمهوريات التاريخ كأول طليعة من النساء تخرج للدعوة الى الدين بصورة جماعية ومنظمة ، فى ظاهرة فريدة ظللتها قوة الفكر وسداد السيرة وسمو الخلق.



hatim ALi 04-07-2009 09:32 AM


بعض من أكاذيب و شبهات السلفيين التي اثاروها حول الفكر الجمهوري و الاستاذ محمود محمد طه
========================================
ه
1. هل أسقط محمود محمد طه الصلاة عن نفسه ؟
-----------------------------------
الجمهوريون ظلموا من دس بعض الآراء عليهم بواسطة السلفيين و الاخوان المسلميين و الجبهة الاسلامية ممثلة في حسن عبد الله الترابي، مثل قولهم ان الأستاذ محمود محمد طه قال بأن الصلاة رفعت عنه لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر وبما انه لا يفعل الفحشاء و المنكر تسقط عنه الصلاة ! هل هذا حقيقه ؟

يقول الدكتور صلاح الزين : الأستاذ محمود محمد طه لم يقل إطلاقا كون ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر و بما انه لايفعل فحشاء ولامنكر وبالتالى سقطت عنه الصلاة ! لم يقل ذلك إطلاقا . الأستاذ له عدة كتب فى الصلاة فكيف به يمتنع عن الصلاة و ينبغي الرجوع الى كتب الاستاذ و افكاره قبل تصديق دعاية السلفيين و الإخوان المسلمين الذين إستغلوا أفكارا إخترعوها لمحاربة الفكر الجمهورى.

2. هل كان محمود محمد طه كان يدعو الى ختان الإناث الفرعوني ؟
------------------------------------------------
قامت سلطات الاستعمار بتفعيل قانون منع الخفاض الفرعونى والذى كان قد صدر فى ديسمبر من عام 1945م ، حين قامت السلطات فى رفاعة بسجن ام سودانية خفضت بنتها خفاضا فرعونياً عارض ذلك الأمر محمود محمد طه و أخرج كل أهل رفاعة في مظاهرة سلمية الى سجن رفاعة أدت الى تحرير تلك المرأة الا يفهم من ذلك تأييده للختان الفرعوني ؟

تقول الأستاذة أسماء محمود محمد طه/ قضية المرأة كانت من أولى القضايا التى تبناها الأستاذ / محمود محمد طه . كما أن دخوله السجن لأول مرة كان دفاعا عن المرأة بسبب الخفاض الفرعونى الذى أراد المستعمر أن تعاقب مرتكبته جنائيا وأرادها هو أن تحارب عادة الخفاض الفرعونى عن طريق التوعية والتعليم ، فنهض الاستاذ محمود الى التصدى لحادثة الاعتقال هذه ، معتبرا أنّ الاستعمار بتفعيله قانون منع الخفاض الفرعونى فى مواجهة عادة متأصلة لا يمكن محاربتها بالقوانين ، انما يرمى الى اضفاء الشرعية على حكمه عن طريق اظهار نفسه محاربا لعادات الشعب السيئة من ناحية ، واظهار السودانيين كشعب غير متحضر مستحق للوصاية من ناحية ثانية.

3. الاسلام هو الحل و هو صالح لكل زمان و مكان كيف يقول محمود بأن ماكان فى عصر النبوة لايصلح للوقت الحاضر؟
--------------------------------------------------------------------------------------
أن الله خلق الإنسان من عدم وميز بين الذكور والإناث وكل له واجباته وحقوقه ، وبالتالي ماقاله الأستاذ محمود بأن ماكان فى عصر النبوة لايصلح للوقت الحاضر غير صحيح ! ومهما مر الزمن فلازلنا مكلفين بطاعة الله ورسوله ، ما أتى به الرسول نأخذه ومانهى عنه نمتثل له وليس لنا الحق فى أن نتدخل فى ماجاء به القرآن والسنة !!

في زمن النبي عليه افضل الصلاة و السلام كان الرق قائماُ و كان عادة اجتماغية متأصلة ، و بدل أن يحاربها الرسول الكريم و يحرمها بتاتاً إرتأى أن يخوض معها معركة طويلة المدى مثلما حدث في أمر تحريم الخمر ، حيث تدرجت الايات من التنفير من شرب الخمر ، الى تكريه الناس في شاربيها ، الى بطلان الصلاة بعد شربها ، ثم الى تحريمها نهائياً ، هذا المنهج في التدريج اتبعه القرءان و الرسول الكريم في امر الرق ، فجعل كفارات عظام الذنوب عتق الرقاب من الرق ، و حثت الايات على عدم استرقاق الناس ، و كانت اخر وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم عن ماملكت ايمانكم - اي الارقاء من النساء - و حتى انقطاع الوحي و ووفاة الرسول غليه افضل الصلاة و السلام لم يرد - نص - صريح يحرم الرق. و ذلك لادراك الله عز و وجل لطاقات المجتمع في تلك الفترة و كيف أن تحريم الرق سيكون من الصعوبة بمكان على الناس تحمله ، و لكن اليوم الحاضر لا يوجد انسان مسترق و اصبح المجتمع قادراً على - تحمل - ترك استرقاق الناس ، بل اصبح افراده يخجلون من ماضي جدودهم في استرقاق البشر (السودان مثالاً).

وهذا بالضبط عين ما قام عليه فكر الاستاذ محمود محمد طه و بهذا لا من كونه مجرد تقليد لتدرج الرسول صلى الله عليه و سلم و اتباع لسنته حيث تعتمد فكرة الأستاذ محمود محمد طه على نظرية تطوير التشريع فهو يرى أن القرآن الكريم نزل على مستويين آيات الأصول وآيات الفروع، وهذه عنده أبرز مظاهر المثاني التي أشار إليها سبحانه وتعالى في قوله (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني) الزمر 23.

فالأصول هي الآيات المتعلقة بالتوحيد والمعاني الإنسانية السامية كالحرية والعدالة والمساواة والفروع معاني أدنى من هذه تنزلت عنها مناسبة لطاقة المجتمع البشري في ذلك الوقت، ولقد وقع التفصيل في الماضي على الفروع واعتمد عليها التطبيق وقامت عليها دولة لمستوى الناس في ذلك الزمان.

أما الأصول فأنها لم تفصل ولم تطبق في الماضي إنما ادخرت للبشرية في مقبل أيامها وهي الآن مناسبة لوقتنا الحاضر، ولقد نسجت آيات الأصول بآيات الفروع وصار العمل بآيات الفروع منذ ذلك الوقت ووفقاً لهذا المنهج، رفع الأستاذ محمود الوصاية عن المرأة وساواها بالرجل، وجعل للقانون الدستوري القوامة عليهما معاً كما ذكر أن الجهاد والرق والرأسمالية والحجاب وتعدد الزوجات والمجتمع المفصول نسائه عن رجاله كلها ليست أصلاً في الإسلام.


4. الفكر الجمهوري هو فكر علماني في النهاية
----------------------------------
ما هو الفرق بين الفكر الجمهوري و الفكر العلماني ؟

تقول الأستاذه / أسماء محمود محمد طه: الفكر الجمهورى فى تناوله يوجه النقد للعلمانية بنفس القدر الذى يوجهه للفكر السلفى ، وبالرغم من ذلك نجد أن العلمانية أعدت المسرح لحقوق الإنسان وهنا وجد الفكر الجمهورى مايسد حاجته ، ولكن العلمانية لديها قصور فى تناولها للعقيدة ، فالعلمانية أخذت بالتطور المادى وقصرت فى الجانب الروحى ، بينما الفكر الجمهورى عمد على تسخير الجانب المادى لخدمة الروح لإسعاد البشر . فالفكر السلفى بقوله أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان ، لم يوضحوا كيف ! ففى مجتمع متقدم مثل المجتمع الأمريكى مثلا لايمكن تطبيق النصوص بحذافيرها ! لم يوضحوا كيف يعيش المسلم فى مجتمع متقدم قوانينه لاتبيح الزواج من أكثر من زوجة واحدة ، ويحاولون إقناعه بأنه عليه التخلى عن حق من حقوقه وبالتالى عليه التخلى عن بعض النصوص طالما هو فى بلد غير مسلم ! وفى هذا الشأن فإن الفكر الجمهورى لايقر بتعدد الزوجات ، لأن التعدد قائم على متعة طرف واحد فقط . المرأة ماعادت للمتعة ولكن لمشاركة حياة .

5. الفكر الجمهوري هو فكر صوفي لا أكثر و لا أقل
--------------------------------------
ماهى علاقة الأستاذ محمود محمد طه بأهل الطرق الصوفية والتصوف عموما ؟

الفكر الجمهورى هو فكر صوفى فى الآساس لأنه يدعو إلى سنة النبى "عليه الصلاة والسلام " وهو إمام الصوفية ، وهناك دعوة النبى فى التعامل والعبادة والصيام الصمدى وقيام الليل . الفكر الجمهورى نظم حركة الناس ، أما الصوفية فركزت على المريدين وليس على تنظيم حركة الناس .

6. لماذا أنكر و تبرأ الاخوان الجمهوريون من فكر الاستاذ محمود في المحكمة و قبلوا الإستتابه و لم يلحقوا بشيخهم؟
----------------------------------------------------------------------------------------
لماذا أوصي محمود تلاميذه بتجنب الموت ومسايرة السلطة، حتي ولو كان ذلك بالتبرؤ منه ؟

يقول الأستاذ عادل عبد العاطي : هنا مرة أخري يظهر سلوك الصوفي، السائر وحده في درب الحقيقة، والموت هو أقصي تجلي للحقيقة، سواء في صورته البيولوجية أو في صورته المعرفية.. في صورته البيولوجية باعتباره الحقيقة الوحيدة الثابتة حتي الآن، والخاضع لها كل بشر .. وفي صورته المعرفية، باعتباره الكسر الآخير للحاجز بين الإنسان ومصدر الحقيقة، باعتباره افناء للجسد واندماجا بالروح مع مركز الأنوار وسر الأسرار .. وبالنسبة لصوفي يؤمن بوحدة الوجود فما كانت فكرة الموت لتشكل له رعبا أو فزعا (إذا استطعت بذل الروح فتعال، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية).. لهذا فقد كانت ابتسامة محمود الغامضة حين النطق بالحكم (أكانت يا تري ابتسامة رضي أم ابتسامة سخرية؟)، ولهذا كان انشراحه وتماسكه وهو يصعد درج المشنقة.


hatim ALi 04-07-2009 09:37 AM


خاتمة
===


إن قوى الهوس الديني من سلفيين و اخوان مسلميين و حركات اسلامية و سلفية جهادية و قاعدة الخ أدخلوا كمية من التشوهات و العقد الى الاسلام و ذلك من أجل تقييد حرية المرأة وتكريس فكرة تابعيتها للرجل ، وأصبحوا يدعون إلى تعدد النساء ، ويحببونه ويزينون للإغنياء منهم إمتلاك مثنى وثلاث ورباع ! أين هى قيمة المرأة كإنسان !؟ و هي التي كرمها الله عز و جل واحترمها في القرءان و حث النبي الكريم عليه افضل الصلاة و التسليم على طاعتها ثلاثاُ في الحديث الشهير "قال أمك قال ثم من قال امك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك" .

يظل الفكر الجمهوري الذي نادى الأستاذ محمود محمد طه بإتباعه في امر المرأة من اكثر الأفكار الإسلامية إحتراماً لحقوق المرأة و مساواة لها بالرجل في الحقوق كما في الواجبات أيضاُ ، وقد نبهت الأستاذه / أسماء محمود محمد طه إلى أن "المرأة التى تطالب بحقوقها عليها أن تعى واجباتها مثل وعيها بالحقوق التى تطالب بها كى لايوصمها أحد بالتقصير و تصبح تصرفاتها مطية لانتقادها من قبل قوى الهوس الديني" . وقد التزمت بهذا نساء الحزب الجمهورى بلباسهن الأبيض المميز - الثوب السوداني المستمد من موروثات الأمة السودانية - و هو دليل حشمة و عفاف و نقاء داخلي أعمق و أشمل من القشور المستوردة التي تطالب بتطبيقها قوى الهوس الديني دون إدراك لمدى مشروعيتها أو خصوصية نصوصها أو حتى صلاحيتها لبيئة و مناخ السودان.

و قد قالت الأستاذه / أسماء على لسان الأستاذ / محمود انه قال: اننا نعيش جاهلية – نستهلك كل مايقدم لنا بقصور فى المشاركة !... الدين ليس سبح ولاذقون إنما مكارم الأخلاق ... الدين قيمة وليس مظهر... قبل الإسلام كانت الأنثى يتم وأدها لصيانة العرض والإسلام نهى عن وأد الأنثى.

يقول الدكتور صلاح الزين : الفكر الجمهورى هو نقد النقد . محمود ذهب إلى النص من الواقع ، بينما الفكر السلفى يحاول أن يُدخل الواقع فى النص ! شعار الإسلام هو الحل ، أرادوا به تحويل الواقع لخدمة ذلك الشعار ، وبذا إنهار الآساس ! فالسلفى عندما يأتى للفكر الجمهورى ، يأتى مرتبكا بسلفيته فينزلقت فى متاهات كلما حاول الخروج منها توسعت دائرة متاهاته فإنزلق إلى القاع ! محمود فى رأيي توصل إلى قراءة القراءة فتوصل إلى الحقيقة التى ظلت غائبة عن الآخرين .

و بهذا الفكر المتقدم يكون الاستاذ محمود محمد طه قد زلزل حصون الجهل و التخلف ، و سجون القهر و الاستبداد التي بناها المتعصبون و المتشددون زوراٌ و بهتاناً حول المرأة المسلمة بإسم الاسلام، الأمر الذي جعلهم يرتجفون و يدبرون المكائد له حتى تحالفوا مع الطاغية المستبد النميري عاشق القتل و الدماء فأمر بإعدامه لمعارضته له في قوانين سبتمبر المعيبة التي انتقصت من حقوق الرجال و النساء في السودان.

يقول الأستاذ عادل عبد العاطي : إن شهادة محمود في المحكمة، تشكل علي قصرها قمة أدب السهل الممتنع، والاختصار المحكم، وشهادة وإفادة للتاريخ والأجيال.. كما إنها تعبر عن درجة عالية من النضج السياسي والفكري، وبها وحدها أدان محمود قوانين سبتمبر إلي ابد الدهر، أدان السلطة وقضاتها المأجورين ووضع علي جبينهم وصمة العار الأبدية.. لقد اصبح محمود اذن هو القاضي الحقيقي، وشاهد العصر وضمير الشعب، وتحولوا هم إلي مدانين.. فلنتأمل في هذا النص المعجز:

(.. أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين ايلول (سبتمبر) 83 من أنها مخالفة للشريعة والإسلام، اكثر من ذلك، فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام.. ونفرت عنه. يضاف إلي ذلك انها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب، وسوقه إلي الاستكانة عن طريق إذلاله.. ثم أنها هددت وحدة البلاد، هذا من ناحية التنظير..

أما من ناحية التطبيق، فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها، غير مؤهلين فنيا، وضعفوا أخلاقيا، عن ألا يضعوا أنفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية، تستعملهم لإضاعة الحقوق، وإذلال الشعب، وتشويه الإسلام، وإهانة الفكر والمفكرين، وإذلال المعارضين السياسيين..

ومن اجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، ورضيت ان تكون من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين)

و فى يوم الثلاثاء 8 يناير 1985م أصدرت المحكمة المهزلة حكمها المعد سلفا بالاعدام على الاستاذ محمود وتلاميذه الأربعة ، لتغطى سماء البلاد موجة من الحزن والذهول.

و فى يوم 15 يناير 1985م أصدرت محكمة الاستئناف المزعومة برئاسة المكاشفى طه الكبّاشى حكمها المتوقع بتأييد حكم المحكمة المهزلة ، بعد أن قامت بتحويل الحكم من معارضة للسلطة واثارة للكراهية ضدها ، الى اتهام بالردة ، لتتضح ملامح المؤامرة أكثر.

و يحكي الأستاذ عادل عبد العاطي أنه في تلك الأيام الحرجة بين حكم المحكمة والتنفيذ، قامت مجموعة من بيروقراطيي الاتحاد الاشتراكي (في صراعها داخل ذلك التنظيم ضد الهيمنة المتزايدة للإخوان المسلمين)، قامت بالتدخل لدي نميري لاسترحامه حول قضية محمود،. فرد السفاح بما فيه من عنجهية وطغيان وبطر، بأنه مستعد للعفو عن محمود، شرط أن يعتذر له علنا. ووصلت المساعي والإخبار إلي محمود، فكان رده بعد التأكد من أن رده سيصل السفاح: قولوا لنميري أنا ما بنكسر ليك، وأنا بموت وبقابل ربي نضيفا، لكن أنت حتموت بي سوء الخاتمة!! .

وفى يوم الخميس 17 يناير 1985م صادق الرئيس جعفر نميرى على حكم الاعدام ، بعد أن أوسع الفكرة الجمهورية تشويهاً ، ونصب نفسه قاضيا على أفكارها ، فاتجهت الانظار الى سجن كوبر بالخرطوم بحرى فى انتظار تنفيذ الحكم.


hatim ALi 04-07-2009 09:44 AM



عند الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1985م ، الموافق للسادس والعشرين من ربيع الآخرة من عام 1405ه ، صعد الاستاذ محمود درجات السلم الى المشنقة تحت سمع وبصر الآلاف من الناس ، وعند ما نزع الغطاء الذى كان يغطى رأسه قبيل التنفيذ، انكشف وجهه عن ابتسامة وضاءة لفتت الأنظار، فانفتحت بموقفه الاسطورى هذا ، وبابتسامة الرضا تلك ، دورة جديدة من دورات انتصار الانسانية على عوامل الشر فى داخلها وفى الآفاق.

و يتساءل الأستاذ عادل عبد العاطي و نتساءل معه أيضاَ : هل كان محمود يبحث عن الموت؟؟ هذا ما قد يتراءي من الوهلة الأولي، في تعامل محمود مع المحكمة ومع مجمل مؤسسات النظام، في الشهور الأخيرة من حياته، وفتحه للمعركة واضحة ضد النظام وسياساته، وهو الذي يعلم مبلغ الحقد الذي تكنه ضده القوي السلفية، وخصوصا جماعة الأخوان المسلمين، كما لابد يعلم الطابع الدموي والطغيان المنفلت للسفاح نميري.ومما يعزز هذه الرؤية كذلك فكرة الفداء التي لا بد من وجود سند واقعي لها في تفكير محمود، طالما قد كررها الجمهوريون مرارا بعد استشهاد محمود، بأن الأستاذ قد فدي الشعب السوداني

وبالفعل كان موت الأستاذ محمود محمد طه فداءً للشعب السوداني من بطش النميري و جوره لأنه فى السادس من أبريل 1985م سقطت سلطة مايو أمام انتفاضة الشعب السودانى .

وفى 18 نوفمبر 1986م أصدرت المحكمة العليا السودانية حكمها بابطال أحكام المحكمة المهزلة ومحكمة الاستئناف المزعومة بحق الاستاذ محمود. وقد أعلنت منظمة حقوق الإنسان فيما بعد يوم 18 يناير يوما لحقوق الإنسان العربي .

و بالمناسبة هذه الحقيقة غائبة عن الكثيريين من أبناء الشعب السوداني الذين كانوا رفضوا مهزلة إعدامه لاسباب عرفوا أنها كانت، ولا زالت، سياسية، الا انهم لا يزالون ينظرون حتي الآن، إلي كثير من أفكاره ومواقفه من خلال منظار التشويه الذي لعبت فيه دعاية القوي الظلامية القسط الأكبر ، و الأجيال الجديدة لا تعرف عنه الكثير و حتى ما عرفته كان عبر ما رددته قوى الشر من أكاذيب و و ترهات بأنه كافر و مرتد و زنديق ، لذا رأيت أنه كان لزاماً علي التوضيح و الإسهاب في حقيقة ما حدث له و لو أنه - موضوعياُ - ليس بالأمر الضروري لصلب الموضوع ، لكن بالإضافة للامانة التاريخية لتصحيح هذه الأكاذيب ، لابد من توضيح أن الأفكار أعلاه قد حوربت بشدة من قبل قوى الرجعية و التخلف لأنها تفضح زيفها و لقد دفع الأستاذ محمود محمد طه ثمن الحقيقة.

نعم مات الأستاذ محمود محمد طه وذهب الى - أب رحيم - كما قال هو بنفسه عند وفاة أبنه و لكن سيظل فكره باقياُ متقداٌ كمنارة عالية تضئ لنا ظلامات الجهل و الخواء الفكري من حولنا.

hatim ALi 04-07-2009 09:45 AM


المصادر
=====

ه
1. موقع الفكرة الجمهورية - الموقع الرسمي لأفكار الأستاذ محمود محمد طه

http://www.alfikra.org/index.php
ه
2. منابر الجالية السودانية بامريكا - موضوع د . أحمد خير / واشنطن : المرأة فى الفكر الجمهورى

http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=3982
ه
3. مركز الدراسات السودانية - كتاب المرأة في الخطاب الفكري الإسلامي د. ناهد محمد الحسن

http://www.ssc-sudan.org/Ar/DesktopD...9&ArticleID=30
ه
4. مكتبة الاستاذ محمود محمد طه بموقع سودانيز اونلاين

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...=board&board=9

hatim ALi 04-07-2009 09:48 AM


الفيديو
====

بعض الفديوهات التي توثق للإستاذ محمود محمد طه

1. إعدام الأستاذ محمود محمد طه
-- -----------------------------------
هذا الفيديو (15 دقيقة مقسمة على جزئين -) يحكي قصة اعدام الأستاذ محمود محمد طه. من اعداد قناة أبوظبي ضمن سلسة "بين زمنين". السلسة من اعداد وتقديم الكاتب والصحفي أحمد المهنَّا وإخراج رعد مشتت.

الجزء الأول
---------
http://www.youtube.com/watch?v=xYd5vGPdE8g

الجزء الثاني
--------
http://www.youtube.com/watch?v=4e0MPd3fKU8

2. سيرة ذاتية بالإنجليزية للاستاذ محمود محمد طه
------------------------------------
حياة الأستاذ محمود محمد طه ، سيرة ذاتية كتبها الدكتور استيف هاورد رئيس مركز الدراسات الافريقية بجامعة أوهايو الامريكية ، مدة الفديو (17 دقيقة).
ه
http://www.vimeo.com/2967635


الساعة الآن 11:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.