سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   منتـــــــــدى الحـــــوار (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عن: "حقيقة الإمام البخاري" (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=29845)

عبدالله علي موسى 06-05-2014 11:26 PM

عن: "حقيقة الإمام البخاري"
 
ولو أني لا أحبذ نقل المواضيع لكن هذا موضوع نال منا الإستحسان و يستحق المتابعة:

حقيقة الإمام البخاري

http://www.sudaneseonline.com/board/...397677265.html



كتب في سودانيز، زميل المنبر ثروت سوار الذهب.

نشيد بالمبحث الشحمان، و نشيد جداً بقيادة الموضوع الواعية الرصينة

و نشيد أيضاً "و هذه لم اتوقعها صراحة" بالنبرة العامة للمشاركين و لو إنه "العقول" التي ترتدي برقع الحصان "Horse Blinders" موجودة هناك أيضاً للأسف لكن على الأقل لم يلجأ العوام هناك للتنميط المتكرر الممل والرمي والطعن في الرجل، و ان شاء الله عوامنا يتعلموا :biggrin:


لله درك يا ثروت، واصل و تجدنا بين يديك من المتابعين.

التحايا والود

أبو جعفر 07-05-2014 05:17 AM

حقيقة الإمام البخاري
 
سلام عبد الله ... بس قلنا نوفر المشوار ونكبر الخط شويي

بقلم: ثروت سوار الدهب

البخاري مسيطر على سايكلوجية الفرد المسلم بشكل متشبث دون سبب ظاهر
غير أن عوام المسلمين مقلدين خانعين لفرضية القداسة المفرطة التي ارتبطت بعهد التدوين
فصحيح البخاري كتاب عادي ملئ بالاخطاء و الرزايا و السخف.
لكن هناك حقيقة يجب ان ننظر اليها بما تستحقه.
هو ان العقل السلفي الإذعاني إذا قبل كتاب البخاري بعلاته فهو
لا يستطيع الصمود امام تلك العلات إلا بالتهريج و المزيد من
الدعوة لغيبوبة العقل كترياق عن الحقيقة الشاخصة.
او يرضخ للنقد فيصيب الفكر النقلي السلفي الاذعاني في مقتل.
اي ينكث غزله بنفسه. و بالتالي يفارق مشروعيته.
جريرة البخاري و علته ليست الخاصة به بل في عمومها
تخص مسالة تدوين السنة و ظروفها التاريخية و علومها و مناهجها.
فقد ورثنا مفاعل عقلي تنَمط بالنقل و تغيب العقل و ابراز النص و حاكمية
العلماء و الارهاب الفكري وسيلته. و في تقديري, الناتج عن فترات
الانحطاط الثقافي لامد طويل. تلك المفاعل التي حسمت بالسيف
و بالتنشيط السياسي لتلك الحقب.
ففجاءة اصبح العلماء مقدسين و آراءهم نصوص مقدسة. و اصبح النقد
و الإجتهاد و المراجعة جريمة و كفر و شرك و تفسيق و تجديف.
فصار الوضع هكذا: حديث متفق عليه و يعني رواه البخاري و مسلم
او يقولون رواه الشيخان. فهذا الحديث في هذه الحالة له قوة الآية او قد يفوقها !
ففي احسن الاحوال فان كتاب صحيح البخاري كتاب تأريخ مثله مثل الكامل
في التأريخ و تاريخ الامم و الملوك و البداية و النهاية و الطبقات لابن سعد.
وأن السنة النبوية في عمومها لا تصلح لتقيد او تشريع بل تفيد الاستئناس و غير ملزمة
. لانها ظنية و مشكوك في نسبتها للرسول.
كيف كان المسلمون قبل البخاري صاحب (اصح سفر) بعد القرآن؟ كيف كان حالهم و عقيدتهم؟
مثلا
مرت الكثير من هذه الأحاديث على الإمام ابو حنيفة النعمان و الإئمة اصحاب الرأي و لم يعيروها
اهتماما لتجد طريقها في لاحق السنون للبخاري و مسلم و مسند احمد و غيره.
فالمعلوم أن ابا حنيفة لم يعمل في مذهبه بغير 17 حديث و قيل سبعة فقط. و هو اكثر قربا زمنيا
لصدر الاسلام من البخاري فقد عاصر مروان بن محمد الملقب بمروان الحمار آخر خلفاء بن امية و عاصر
حتى المنصور في الدولة العباسية.
و كلنا نعلم كيف اضطهده المنصور هو و الامام مالك عقب قتله لمحمد بن الحسن بن الحسن المثتى بن
علي بن ابي طالب الملقب بالنفس الزكية. لاشتباهه في دورا ما لهما في مساندة النفس الزكية. ليتودد اليه
لاحقا و يسأله تولي القضاء و كلنا يعلم كيف رفض ابو حنيفة النعمان هذا العرض.
خلصت ان اقول ان للتفاعل السياسي دور في الموروث الديني لدينا. و هو ما يجب ان نفحصه جيدا و نضعه
في الحسبان لنفهم كيف آل إلينا هذا التراث. و في أي ظرف كتب كتاب ما و في أية بئية انتجت فكرة ما.
و كيف قدست .لماذا حظيت بالإجلال و الهيبة في عصور لاحقة و لازلت اثارها بيننا اليوم؟
نواصل

أبو جعفر 07-05-2014 05:19 AM

يقول المدافعون عن البخاري و كتابه: إن كتابه تقبلته الامة قبول حسن و اجمعت عليه.
هذا دائما مدخلهم في الحديث عن البخاري و صحيحه.
وهو مدخل السيطرة العقلية و ارخاء طابع القبول العام دون ممانعة او اعتراض.
و بالضرورة و الضمنية, إن لم تكن صراح, فالمجادل في البخاري او من ينوى ابداء
راي فهو منكر و شاذ و مفارق للإجماع على غير ما حال الأمة.
في تقديري هو مقطع او اكلشيه مضلل.
و إن كان في تقديري ان الإشارة للمقطع المكرور و الحديث نيابة عن الامة هنا مستوحاه من حديث مشهور لم يتكرم البخاري
نفسه بتدوينه في صحيحه! و الحديث المعني: لا تجتمع امتي على ضلالة(و رد بعدة الفاظ و زيادات و روايات مختلفة) رواه احمد و الترمزي و الحاكم في المستدرك*
اي امة تلقت كتاب البخاري بالحسن و القبول التام؟


----------------------
* شرح الحديث ومطابقته لواقع المسلمين
أما فيما يتعلق بشرح هذا الحديث، وهل يطبق على واقع المسلمين
اليوم، فقد ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- في معرض كلامه حول هذا
الحديث. أن: "... هذا الحديث يستدل به بعض الخلف على خلاف
الحق؛ يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية –بما عليه جماهير
الخلف– حينما يأتون بقوله عليه السلام: "لا تجتمع أمتي على
ضلالة"، لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم
من خلافات جذرية، "لا تجتمع أمتي على ضلالة" لا يمكن تطبيقها
على واقع المسلمين اليوم، وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع
السيئ، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع
فيمن قبلنا من اليهود والنصارى، وفيما سيقع في المسلمين بعد
الرسول -عليه الصلاة والسلام- من التفرق، فقال صلى الله عليه
وسلم: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على
اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في
النار إلا واحدة" قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال : "هي الجماعة" هذه
الجماعة: هي جماعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي التي يمكن
القطع بتطبيق الحديث السابق: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" أن
المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول -عليه الصلاة
والسلام- بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم،
وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذَّرنا ربُنا -عز وجل- في القرآن
الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل:
and#61481;"وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ
الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء:115].
والله أعلم

أبو جعفر 07-05-2014 05:20 AM

قد كان للبخاري في حياته معارضين و معترضين و جاء بعده معارضين و معترضين
ثم من هي تلك الامة على اطلاق كما في الجملة الافتتاحية في معرض تقديس كتاب البخاري؟
هل هي سائر المسلمون في عهده, في القرن الثالث الهجري؟ ام هي الامة التاريخية المستمرة حتى اليوم؟
هل الشيعة ضمن هذه الامة مثلا؟ و هم لا يعتدون بالبخاري و لا ياخذون بحديثه!
هل الامة الماثلة الإن تلقت صحيح البخاري و تقبلته قبول حسن عن طوع و إختيار ام انه فرض في وجدانها
بحكم التقليد و انتفاء العقل و الهيبة و الرهبة من الاقتراب من مسلمات فرضها اناس و ظروف تاريخية و آراء
و تقديرات تحص قائليها؟ فوضوعوا للبخاري عنوان إضافي شديد التضليل ممعن
في التقديس: اصح كتاب بعد كتاب الله! و هو الكلام ببساطة لم تقله (الأمة) في عهده و لحظة إخراجه لكتابه.

و لنفهم وضع صحيح البخاري المهيب علينا ان نرى ظرفية الرجل نفسه.

أبو جعفر 07-05-2014 05:21 AM

تمهيد:

نشرح فنقول, تنقسم الاحاديث النبوية لثلاثة اقسام. الفعلية و القولية و التقريرية.
الفعلية هي مافعله النبي و القولية ما قاله هو و التقريرية احداث جرت في حضوره
فلم ينهي عنها او لم يقول فيها شيئا سابيا او ايجابيا فاعتبرت الاجازة و رخصة.

أبو جعفر 07-05-2014 05:23 AM

ينقسم الحديث سندا لنوعين المتواتر و الآحاد. التواتر في الحديث يعني
ان يروي الحديث جماعة عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب
. و هذا النوع من كامل السنة النبوية نادر جدا و غير متفق على اعداده
للاختلاف حول تعينه فهناك من قال انهم اواحد فقط و هناك من قال انهم ثلاثة فقط
و هناك من قال 80 حديثا و هناك من قال لا يوجد على الاطلاق حديث متواتر.
و هذا القول يعود لابن حبان صاحب صحيح ابن حبان المشهور*.
-----------------
*يقول ابن حبان صحيحه ج 1/ص 106 ((فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد لأنه ليس يوجد عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار كلها أخبار الآحاد وأن من تنكب عن قبول إخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد))

أبو جعفر 07-05-2014 05:24 AM

يقوم الحديث على شرطين السند و المتن. السند هو الراوي و سلسلة الرواه من المخرج
الى النبي و المتن هو الرواية نفسها اي جوهر الحديث و نصه. ان فسد احدهما فسد كامل الحديث.
و خصوصا المتن.اي النص.
و يسمي هذا في لغة التراث بعلم الدراية و الرواية

أبو جعفر 07-05-2014 05:25 AM

من ما تقدم نعرف اذا ان معظم الحديث النبوي هو حديث آحاد اي رواه شخص
عن شخص عن شخص. اي تكاد تكون كل الاحاديث آحادية صعب التحقق منها! لذلك يقال
عن السنة النبوية انها ظنية الثبوت و تفيد الإستئناس اي ترك حديث ما او الاخذ به سيان و لا استثناء
لهذه القاعدة لعدم توفر التوكيد و التواترو الاجماع الذي يستحيل معه الكذب.

أبو جعفر 07-05-2014 05:28 AM

اما القرآن فروايته تثبت التواتر لذلك يقال عنه قطعي الثبوت ظني الدلالة.
اي يختلف في تفسيره و تأويله و سبب نزوله و هكذا.
و لكن نصه ثابت بالتواتر لحد كبير(هناك اختلافات في النص بين المصاحف و هذا ليس مجالنا الان*)
(و للمفارقة اشار البخاري للتحريف في القرآن في حديثه عن ابن مسعود و حك المصحف. نتاوله في معرض احاديث البخاري فيما بعد)


بقى ان نعرف ان الاحاديث جمعت في عصر التدوين. و هو العصر
الذي بدأ فيه المسلمين يسجلون تحريرا بجانب المشافهة. و كان هذا الزمن هو القرن الثالث الهجري.

فمثلا توفي الرسول عام 10 هجرية و توفي الامام محمد بن اسماعيل البخاري عام 256 هجرية.
اذا فنتخيل الزمن الفاصل بين مملكة سنار و عصرنا الراهن!!
نفس الفارق الزمني.

---------------------
* و للمفارقة اشار البخاري للتحريف في القرآن في حديثه
عن ابن مسعود و حك المعوذتين من المصحف.
نتاوله في معرض احاديث البخاري فيما بعد

أبو جعفر 07-05-2014 05:31 AM

ذا يبقى لا من حيث الامانة العلمية او من دواعي دقة التوثيق ان نعتبر كتاب
البخاري المشهور بصحيح البخاري ككتاب كامل الاهلية و قطعي الثبوت حتى
نقبل كلمة تضليلية مثل: اصح كتاب بعد كتاب الله. و مثلها تلقته الامة بالقبول. او نقبل المقولة الشعبية المصرية: اصلو غلطنا في البخاري. كناية عن البراءة التأليفية.

علمنا بأن اول مخطوطة لكتاب البخاري وجدت بعد وفاته ب155 سنة. و لم تكن بخطه حتى!
بل لم تكن بخط محمد بن يوسف الفربري. و لهذا الرجل تعود اصدارة صحيح البخاري!*
(و في هذا امر اشكالايات نعود اليها فيما بعد)

------------------------------------
يقول عنه الحافظ الذهبي في ترجمته في اعلام النبلاء:
الفربري المحدث الثقة العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن
صالح بن بشر الفربري, راوي "الجامع الصحيح"
عن أبي عبد الله البخاري, سمعه منه بفربر مرتين.

أبو جعفر 07-05-2014 05:41 AM

كتب د. عماد حسن في استعراض لكتابه (أمي كاملة عقل ودين):
بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وزوال جيل الصحابة من المهاجرين والأنصار، إتسعت الدولة الاسلامية إتساعا غير مسبوق في تاريخ البشرية ..... وانتقل سلطان الدولة الجديدة من يدالخلفاء الراشدين الى الفلول وافراد الثورة المضادة .... فالمدة الزمنية بين هجرة النبي ووصول الإسلام الي جنوب باريس كانت أقل من قرن .... في هذا القرن دخلت الامبراطورية الفارسية بكل تراثها وثرواتها و ثقافاتها وأساطيرها في المجتمع المسلم وكذلك الامبراطورية الرومانية والمصرية وحضارات شمال افريقيا والشرق الاقصي .. واختلطت القصص والرويات عن سيرة النبي واصحابه، وكثر التدليس والكذب عليه ووضع الحديث لاغراض مريضة يصعب معها تمييز الحقيقة من الكذب، علما بأنه لم يكن في القرن الاول والثاني توثيق رسمي للتاريخ الإسلامي، وقد حاولت القوى الخفية للثورة المضادة إغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة لكنه كان محمي من القتل - وحاولت تحريف القرآن فوجدوه محفوظ من التحريف - لكن صراع تلك القوى مع الاسلام كان صراعاحضاريا يمتد الى ان تقوم الساعة، وهي تعلم حق العلم وعلم اليقين انه لا نبي بعده، فلجأت تلك الايادي الخفية لإختراق التراث الإسلامي الذي بدأ التأريخ والتوثيق له، لخلق مصادر تشريع موازية للقرآن تقبل التحريف.. فبدأ هذا المخطط اولا بتنظيم القصص المغلوطة عن السيرة والحديث، فبثوا من خلالها سمومهم تدريجيا ووجدوا من أعانهم في إعطائها "اهمية" ثم "شرعية" ثم "قدسية".
ومع عامل الزمن اصبحت مصادرالتراث كـ "القرآن الموازي" وسرعان ما اصبحت هي المرجع لتفسير القرآن المحفوظ.



وكتب أحد المتداخلين مع صاحب الموضوع:
وعلَيهِ.. نقول إجتِهاداً.. إن الأحاديث النبَوِية لا يُستند علَيها ولا يُستشهد ويُعمل بِها، إلا في حالتَين فقط:
(1) إذا لم يُخالِف أو يُعارِض نص الحديث ، القُرآن الكريم وروحِهِ.
(2) إذا لم يُخالِف أو يُعارِض نص الحديث ، العقل البشري السليم (المنطق).

أبو جعفر 07-05-2014 05:56 AM

مواصلة للمقال

مقدمة:

ي تقديري. لا يذكر البخاري و صحيحه الا مقرونا بعالم اسمه ابن حجر العسقلاني
توفي في القرن التاسع الهجري. فهو الذي نفض الغبار عن البخاري و اعاد تدويره
من خلال سفر ضخم اسمه فتح الباري: شرح صحيح البخاري. حتى لم يعد يذكر
صحيح البخاري الا بابن حجر العسقلاني. بكلمات اخر ابن حجر من سوق للبخاري
تلك الاسطورة النافذة لمجمل الاجيال بعد القرن التاسع! علما بأن الفارق الزمني بين
البخاري و ابن حجر 600 سنة تقريبا! توفى ابن حجر عام 852 هجرية.

يقول ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري المعروفة بأسم هدى الساري في فتح الباري في شرح صحيح البخاري:
((
الفصل الأول: في بيان السبب الباعث لأبي عبد الله البخاري على تصنيف جامعه الصحيح وبيان حسن نيته في ذلك
اعلم, علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع ولا
مرتبة لأمرين أحدهما إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك
بالقرآن العظيم وثانيهما لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر
التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكري
الأقدار فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح وسعيد بن أبي عروبة وغيرهما وكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى
أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز
ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة وأبو عمر
وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي بالشام
وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم
في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وذلك على رأس
المائتين فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسندا وصنف مسدد بن مسرهد البصري مسندا وصنف أسد بن موسى
الأموي مسندا وصنف نعيم بن حماد الخزاعي نزيل مصر مسندا ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك أثرهم فقل إمام من الحفاظ
إلا وصنف حديثه على المسانيد كالإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم من النبلاء
ومنهم من صنف على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي شيبة فلما رأى البخاري رضي الله عنه هذه التصانيف
ورواها وانتشق رياها واستجلى محياها وجدها بحسب الوضع جامعة بين ما يدخل تحت التصحيح والتحسين والكثير
منها يشمله التضعيف فلا يقال لغثه سمين فحرك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب فيه أمين وقوى عزمه على
ذلك ما سمعه من أستاذه أمير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه وذلك فيما
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر اللؤلؤي عن الحافظ أبي الحجاج المزي أخبرنا....))
انتهى
يسترسل ابن حجر في هدى الساري في صفحة 7 و يقول((وقال الفربري أيضا سمعت محمد بن أبي حاتم البخاري
الوراق يقول رأيت محمد بن إسماعيل البخاري في المنام يمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه
وسلم يمشي فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع وقال الحافظ أبو أحمد بن عدي
سمعت الفربري يقول سمعت نجم بن فضيل وكان من أهل الفهم يقول فذكر نحو هذا المنام أنه رآه أيضا
وقال أبو جعفر محمود بن عمرو العقيلي لما ألف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم فاستحسنوه
وشهدوا له بالصحة إلا في أربعة أحاديث قال العقيلي والقول فيها قول البخاري وهي صحيحة.)) انتهى

تلاحظ ان ابن حجر بدأ بذكر الصحابة و التابعين و الإئمة و الحفاظ و اصحاب المساند
و الفقهاء كمالك بن انس و احمد ابن حنبل و لم يكلف نفسه بالترضي على احد منهم إلا البخاري!
و قد اوصله بالرؤية المنامية لمقام يستحق معه الترضي دون سائر القوم الذين وردت اسماءهم
كمهمشين في ممكلة البخاري للفضيلة.
تستشف ايضا من النص الاول ان ابن حجر تصدى لمهة تبرير لماذا كتب البخاري ما كتب مع علمه و علم البخاري بالنهى عن كتابة الحديث.
الملاحظات ترشد المتقلي لان البخاري رجل ان وجد وسط اخرين فهو من يستحق الترضي(رضي الله عن فلان و اراضاه - هذا هو المعنى) و الثانية رخصة في كتابة
الحديث لاسباب غير مفهومة او غير مقنعة, لان البخاري يكسر الاوامر بعدم كتابة الحديث.

ابن حجر مارس التخدير السايكلوجي على المتلقى ليخدم غرض يخصه.
على ما يبدو انه كان مولع بالتعقيدات و فط الطلاسم. الالغاز. حيث لا يوجد كتاب اكثر تعقيدا
في تقديري في مجال انقل محل اهتمام و هدف ابن حجر من كتاب البخاري.فهتوس به و هوس الامة من بعده به.
فإن شئنا الدقة نقول: ان صحيح البخاري بلا فتح الباري لا يسوى شئيا للمتلقى بعد بعد عصر ابن حجر
كما كان للمتلقى قبل ابن حجر.
فقد تكفل ابن حجر بالتبرير و التفسير و التجبير و التخير و التعديل
في مجمل الكتاب فجعله كأنة ملحق به لا كتابه هو الملحق بسابق الصحيح.

أبو جعفر 07-05-2014 05:57 AM

قبل ابن حجر العسقلاني الذي يبعد عن البخاري زمن بمقدار بعدنا عن ابن حجر الان لنقف
مع مقدمة تلميذه و صديقه و معاصره الامام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري صاحب
صحيح مسلم. و المعروف اختصارا بالامام مسلم. مسلم متوفي عام 261 هجرية اي بعد البخاري
بخسمة سنوات و صديقه. ما رأيكم انه لم يروي لصديقه البخاري او يخرج له شيئ يذكر. بل ليته توقف هنا بل انتقده انتقاد خطير في مقدمته - مقدمة صحيح مسلم اتركمم تحكون رؤوسكم قليلا:

((وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ مُنْتَحِلِي الْحَدِيثِ مِنْ أَهْلِ عَصْرِنَا فِي تَصْحِيحِ الْأَسَانِيدِ وَتَسْقِيمِهَا بِقَوْلٍ
لَوْ ضَرَبْنَا عَنْ حِكَايَتِهِ وَذِكْرِ فَسَادِهِ صَفْحًا لَكَانَ رَأْيًا مَتِينًا وَمَذْهَبًا صَحِيحًا؛ إِذْ الْإِعْرَاضُ
عَنْ الْقَوْلِ الْمُطَّرَحِ أَحْرَى لِإِمَاتَتِهِ وَإِخْمَالِ ذِكْرِ قَائِلِهِ، وَأَجْدَرُ أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِلْجُهَّالِ
عَلَيْهِ، غَيْرَ أَنَّا لَمَّا تَخَوَّفْنَا مِنْ شُرُورِ الْعَوَاقِبِ، وَاغْتِرَارِ الْجَهَلَةِ بِمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، وَإِسْرَاعِهِمْ إِلَى
اعْتِقَادِ خَطَإِ الْمُخْطِئِينَ، وَالْأَقْوَالِ السَّاقِطَةِ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ؛ رَأَيْنَا الْكَشْفَ عَنْ فَسَادِ قَوْلِهِ وَرَدَّ مَقَالَتِهِ بِقَدْرِ
مَا يَلِيقُ بِهَا مِنْ الرَّدِّ أَجْدَى عَلَى الْأَنَامِ وَأَحْمَدَ لِلْعَاقِبَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَزَعَمَ الْقَائِلُ الَّذِي افْتَتَحْنَا الْكَلَامَ عَلَى
الْحِكَايَةِ عَنْ قَوْلِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْ سُوءِ رَوِيَّتِهِ، أَنَّ كُلَّ إِسْنَادٍ لِحَدِيثٍ فِيهِ فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ وَقَدْ أَحَاطَ الْعِلْمُ بِأَنَّهُمَا
قَدْ كَانَا فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَى الرَّاوِي عَمَّنْ رَوَى عَنْهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ وَشَافَهَهُ بِهِ،
غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَعْلَمُ لَهُ مِنْهُ سَمَاعًا، وَلَمْ نَجِدْ فِي شَيْءٍ مِنْ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُمَا الْتَقَيَا قَطُّ أَوْ تَشَافَهَا بِحَدِيثٍ، أَنَّ الْحُجَّةَ لَا تَقُومُ
عِنْدَهُ بِكُلِّ خَبَرٍ جَاءَ هَذَا الْمَجِيءَ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَهُ الْعِلْمُ بِأَنَّهُمَا قَدْ اجْتَمَعَا مِنْ دَهْرِهِمَا مَرَّةً فَصَاعِدًا، أَوْ تَشَافَهَا بِالْحَدِيثِ
بَيْنَهُمَا، أَوْ يَرِدَ خَبَرٌ فِيهِ بَيَانُ اجْتِمَاعِهِمَا وَتَلَاقِيهِمَا مَرَّةً مِنْ دَهْرِهِمَا فَمَا فَوْقَهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عِلْمُ ذَلِكَ وَلَمْ تَأْتِ رِوَايَةٌ صَحِيحَةٌ
تُخْبِرُ أَنَّ هَذَا الرَّاوِيَ عَنْ صَاحِبِهِ قَدْ لَقِيَهُ مَرَّةً وَسَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا، لَمْ يَكُنْ فِي نَقْلِهِ الْخَبَرَ عَمَّنْ رَوَى عَنْهُ عِلْمُ ذَلِكَ وَالْأَمْرُ كَمَا وَصَفْنَا حُجَّةٌ،
وَكَانَ الْخَبَرُ عِنْدَهُ مَوْقُوفًا، حَتَّى يَرِدَ عَلَيْهِ سَمَاعُهُ مِنْهُ لِشَيْءٍ مِنْ الْحَدِيثِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ فِي رِوَايَةٍ مِثْلِ مَا وَرَدَ.)) أنتهى

أبو جعفر 07-05-2014 05:59 AM

يواصل مسلم فيقول: ((و هَذَا الْقَوْلُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فِي الطَّعْنِ فِي الْأَسَانِيدِ
قَوْلٌ مُخْتَرَعٌ مُسْتَحْدَثٌ غَيْرُ مَسْبُوقٍ صَاحِبُهُ إِلَيْهِ وَلَا مُسَاعِدَ لَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَنَّ الْقَوْلَ الشَّائِعَ الْمُتَّفَقَ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ وَالرِّوَايَاتِ قَدِيمًا
وَحَدِيثًا أَنَّ كُلَّ رَجُلٍ ثِقَةٍ رَوَى عَنْ مِثْلِهِ حَدِيثًا وَجَائِزٌ مُمْكِنٌ لَهُ لِقَاؤُهُ وَالسَّمَاعُ مِنْهُ لِكَوْنِهِمَا
جَمِيعًا كَانَا فِي عَصْرٍ وَاحِدٍ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ فِي خَبَرٍ قَطُّ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا وَلَا تَشَافَهَا بِكَلَامٍ فَالرِّوَايَةُ ثَابِتَةٌ
وَالْحُجَّةُ بِهَا لَازِمَةٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ دَلَالَةٌ بَيِّنَةٌ أَنَّ هَذَا الرَّاوِيَ لَمْ يَلْقَ مَنْ رَوَى عَنْهُ أَوْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ
شَيْئًا فَأَمَّا وَالْأَمْرُ مُبْهَمٌ عَلَى الْإِمْكَانِ الَّذِي فَسَّرْنَا فَالرِّوَايَةُ عَلَى السَّمَاعِ أَبَدًا حَتَّى تَكُونَ الدَّلَالَةُ الَّتِي بَيَّنَّا فَيُقَالُ
لِمُخْتَرِعِ هَذَا الْقَوْلِ الَّذِي وَصَفْنَا مَقَالَتَهُ أَوْ لِلذَّابِّ عَنْهُ...) .
إلى أن قال: (وَمَا عَلِمْنَا أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ السَّلَفِ مِمَّنْ يَسْتَعْمِلُ الْأَخْبَارَ وَيَتَفَقَّدُ صِحَّةَ الْأَسَانِيدِ وَسَقَمَهَا مِثْلَ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ
وَابْنِ عَوْنٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ
فَتَّشُوا عَنْ مَوْضِعِ السَّمَاعِ فِي الْأَسَانِيدِ كَمَا ادَّعَاهُ الَّذِي وَصَفْنَا قَوْلَهُ مِنْ قَبْلُ...) .
إلى أن قال: (وَكَانَ هَذَا الْقَوْلُ الَّذِي أَحْدَثَهُ الْقَائِلُ الَّذِي حَكَيْنَاهُ فِي تَوْهِينِ الْحَدِيثِ بِالْعِلَّةِ الَّتِي وَصَفَ أَقَلَّ مِنْ أَنْ يُعَرَّجَ عَلَيْهِ وَيُثَارَ
ذِكْرُهُ إِذْ كَانَ قَوْلًا مُحْدَثًا وَكَلَامًا خَلْفًا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ سَلَفَ وَيَسْتَنْكِرُهُ مَنْ بَعْدَهُمْ خَلَفَ فَلَا حَاجَةَ بِنَا فِي رَدِّهِ بِأَكْثَرَ مِمَّا شَرَحْنَا
إِذْ كَانَ قَدْرُ الْمَقَالَةِ وَقَائِلِهَا الْقَدْرَ الَّذِي وَصَفْنَاهُ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى دَفْعِ مَا خَالَفَ مَذْهَبَ الْعُلَمَاءِ وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ)) . انتهى.

أبو جعفر 07-05-2014 06:01 AM

هاهو كتاب البخاري لم يجف مداده بعد و ينتقد هو و صاحبه بهذا العنف
و التوبيخ من صديقه و تلميذه مسلم و اين في مقدمة صحيح الثاني. فمن
اتت كلمه تلقته الامة بالقبول اذا؟ و كيف تلقته الامة بالقبول و مسلم يقول ما يقول؟
على اي لم يكن مسلم وحده من عاصر البخاري و تكلم فيه! و بل هناك غيره.


رغم ان هجوم المسلم واضح من سياقه في في نقد اشتراطه في الحديث ذاك الا
ان الشيخ الذهبي ارشدنا لذلك صراحا حيث قال في كتابه سير اعلام النبلاء(12/573) :
((ثم إنَّ مسلماً، لحدة في خلقه، انحرف أيضاً عن البخاري، ولم يذكر له حديثاً،
ولا سماه في صحيحه، بل افتتح الكتاب بالحط على من اشترط اللقي لمن روى عنه
بصيغة عن، وادعى الإجماع في أن المعاصرة كافية، ولا يتوقف في ذلك على العلم بالتقائهما،
ووبخ من اشترط ذلك. وإنما يقول ذلك أبو عبد الله البخاري، وشيخه علي بن المديني،
وهو الأصوب الأقوى. وليس هذا موضع بسط هذه المسألة)) انتهى.


الساعة الآن 02:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.