سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   منتـــــــــدى الحـــــوار (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الخيار الثالث ! (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=62891)

حسين عبدالجليل 17-12-2021 01:54 PM

الخيار الثالث !
 
الخيار الثالث!



مع مابدأ يتبلور من أصطفاف خجول للمجتمع الدولي خلف أتفاق حمدوك مع الانقلابيين , فمن الحصافة أن تعيد قوي الثورة ترتيب أولوياتها بموجب المعطيات الجديدة و ذلك دون أي تساهل في أهدافها الرئيسية, وهي حكم مدني كامل يخضع فيه الجيش - الذي يجب أن يكون جيشا واحدا - لقيادة المدنيين و تتم فيه محاسبة كل القتلة الذين سفكوا دماء الثوار .


ترتيب الاولويات دوما مايبدأ بتحديد مالاتريد حدوثه. وهو هنا الكارثة الكبري التي سيكون لها تداعيات كبيرة في المستقبل أن واصل الانقلابيون خداعهم للمجتمع الدولي, وتم دعم المجتع الدولي الكامل لهم و لخطتهم لتفصيل دستور للسودان علي مقاس حميدتي-البرهان لخوض أنتخابات لرئاسة الجمهورية في يوليو ٢٠٢٣ . هذا هو الكابوس الذي يجب الحذر منه, لأنه في مثل تلك الانتخابات الرئاسية سيفوز صاحب المال و النفوذ, وهو معروف للجميع و سيعاد صناعة تجربة سيسي مصر في سوداننا الحبيب لاقدر الله .

أذا كان ذاك مالاتريد قوي الثورة حدوثه , فماذا هي فاعلة ؟ التظاهرات التي يمكنها أسقاط النظام علي المدي الطويل يمكنها أن تتواصل وهذا حق مشروع للثوار . ولكن بالاضافة لذلك عليها القيام بفعل أيجابي آخر.


الفعل الأيجابي الذي أعنيه هو خلق رأي عام ضاغط للحيلولة دون نجاح العسكر في تفصيل دستور علي مقاسهم, يسمونه دستورا دائما و تتم بموجبه الانتخابات في نهاية الفترة الانتقالية . الفعل الأيجابي سيبين صعوبة توافق السودانيون علي دستور دائم للبلاد خلال ماتبقي من عمر الفترة الانتقالية الحالية . مااعنيه بصفة "دائم" للدستور هو أن يُقَدر لذلك الدستور الاستمرار لعشرات السنين القادمة, مثل الدستور الامريكي . هنا يمكن كسب حمدوك نفسه لهذا الرأي فهو دائما مايردد بأن المطلوب هو التوافق علي "كيف يُحكم السودان " و ليس "من يحكم السودان ". ولا يتم ذلك , اي كيف يُحكم أي بلد في العالم (السودان نموذجا)؟ الا عبر دستور متوافق عليه.


هذا ما أدندن حوله في هذا المقال أي أن تجعل القوي الثورية كل همها و تكيكاتها و نضالها موجها نحو كتابة دستور ديمقراطي دائم متوافق عليه بين غالبية السودانيين. كل ماعدا ذلك ماهي الا اهداف ثانوية ستتحقق لاحقا أن تم كتابة و أعتماد دستور دائم يتوافق عليه معظم السودانيين .


أعرف طريقتين لكتابة الدساتير . أحدهما قيام لجنة معينة من القانونيين و الاكاديميين و غيرهم بكتابة مسودة للدستور, تجيزها السلطات الحاكمة , ثم تعرضها في أستفتاء شعبي عام للتصويت عليه ب "نعم" أو "لا" وهذه هي الطريقة المتبعة في معظم بلدان العالم الثالث (مصر السيسي نموذجا) . الطريقة الثانية (هي مافعله الاباء المؤسسون للولايات المتحدة الامريكية) هي أن تقوم كل ولايات القطر بانتخاب مناديب لها للجنة كتابة الدستور , يجتمع مناديب الولايات المختلفة و يتوافقوا علي كتابة دستور , يعرض لاحقا للتصويت عليه في كل الولايات . بالطبع ماأتمناه لبلدي هو الطريقة الثانية . أي أن تنتخب كل ولاية أو أقليم ممثلين يمثلونها في لجنة كتابة الدستور .


هل يمكننا فعل ذلك فيما تبقي من الفترة الانتقالية؟ (أي انتخاب مناديب من الولايات وكتابتهم للدستور , اجازته قبل يوليو ٢٠٢٣) وان لم يكن ذلك ممكنا , ماذا علي القوي الثورية أن تقترح للأمة السودانية ؟ هل ستقترح خوض انتخابات يوليو ٢٠٢٣ بموجب دستور ماقبل انقلاب البشير؟ وفي هذه الحالة ستقفل الباب, ربما مؤقتا , أمام طموحات حميدتي أو البرهان برئاسة الجمهورية لان النظام سيكون برلمانيا (سلطة تنفيذية برئاسة رئيس وزراء) وذلك حتي اجازة الدسنور الدائم فيما بعد .


يمكن أن يتم التصويت علي انتخاب مناديب الولايات/ الاقاليم للجنة الدستور ضمن انتخابات يوليو ٢٠٢٣ . وفي هذه الحالة سيكون من المفيد أن تشارك كل قوي الثورة بفعالية في الانتخابات البرلمانية و انتخابات أختيار مناديب الولايات الاقاليم للجنة كتابة الدستور . و سيمكنها ان تكتلت في كتلة واحدة أن تكسب الانتخابات البرلمانية , تختار رئيس وزراء مابعد يوليو ٢٠٢٣, تحوز علي أغلبية المناديب الذين سيكتبون الدستور الدائم للبلاد, تقضي علي خطر فوز البرهان او حميدتي برئاسة الجمهورية , كما و يمكنها آنذاك محاكمة كل قتلة الثوار (اذ أنه من المستحيل محاكمتهم خلال الفترة الانتقالية الحالية ).


ماطرحته اعلاه هو رؤية شحصية لي ربما تصيب و ربما تخطئ , ولكن الغرض منها هو أن تواكب قوي الثورة المتغيرات , مع الحفاظ علي ثوابتها . و تستفيد من رأسمالها الضخم في الاعجاب الشديد بها عالميا لتلعب اللعبة السياسية بحذاقة و صبر بعيدا عن الجمود و التكلس, طالما هي لم تتنازل عن ثوابتها. و لها في نضال الافارقة بجنوب أفريقيا و اللبراليين و اليساريين في شيلي قدوة حسنة .


حسين عبدالجليل 17-12-2021 01:58 PM

المقال هدفه الاساسي هو التحذير من نجاح العسكر في تفصيل دستور علي مقاس حميدتي/البرهان و النجاح في تمريره و بموجبه تقام انتخابات رئاسيه في نهايه الفتره الانتقاليه سيفوزون بها .

لتجنب تلك الكارثه كانت فكرتي هي ان تقترح قوي الثوره قيام انتخابات يوليو ٢٠٢٣ بموجب الدستور الذي ساد قبل انقلاب البشير وهو دستور اعلي سلطه فيه هي رئيس وزراء منتخب و ليس رئيس جمهوريه كما يحب البرهان/حميدتي وذلك لاستحالة التوافق علي دستور دائم قبل يوليو ٢٠٢٣ . و تخوض قوي الثوره انتخابات ٢٠٢٣ في كتله متحده ستمكنها من الحكم و صياغه الدستور الدائم (بعد الانتخابات) الذي اتمني ان يتم اعداده بواسطه مناديب ولايات يتم انتخابهم .


الساعة الآن 12:58 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.