سودانيات .. تواصل ومحبة

سودانيات .. تواصل ومحبة (http://www.sudanyat.org/vb/index.php)
-   منتـــــــــدى الحـــــوار (http://www.sudanyat.org/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   صـــــــــــــــورة . . . و . . . ســــــــــــــــيرة (http://www.sudanyat.org/vb/showthread.php?t=15326)

طارق الحسن محمد 07-07-2010 04:22 AM

صـــــــــــــــورة . . . و . . . ســــــــــــــــيرة
 
[align=center]http://www.sudanyat.org/upload/uploads/geehaalrasam.jpg

http://www.sudanyat.org/upload/uploa...haalrasam2.jpg[/align]
سيرة جحا (الرســـام)
أعدها: علاء الدين الجزولى
أهم سطور من حياته:
موسى قسم السيد كزام المشهور بـ (جحا) ولد فى العام 1931م بأم درمان لأسرة تنتمى لقبيلة الجبلاب وتعمل بحرفة النساجة ومعروفة بولائها الشديد لطائفة أنصار المهدى.
إلتحق – فى الخامسة من عمره –1936م بخلوة مسجد السيد عبد الرحمن المهدى بودنوباوى وتركها بلا رجعة، بعد أن قضى فيها ستة أشهر فقط، بسبب حادثة حركة وقعت قريبا من مكان الخلوة وراح ضحيتها أحد المواطنين.
فى الحادية عشرة من عمره، 1942م إلتحق بمدرسة أم درمان الأهلية وبعد شهرين من إلتحاقه بها، أخرجه أبوه منها، بدعوى أن المدارس تفسد العيال و كان ذلك بإيعاز من بعض الأهل والمعارف، وفى هذه السنة بدأ أولى محاولاته فى الرسم، وكان يذهب وهو فى هذه السن إلى جبال المرخيات، غربى أم درمان، لإحضار حجارة المغر التى كان يستخدمها فى الرسم والتلوين.
بدأ تعلقه الشديد بالسينما التى كان لا يغيب يوما عن مشاهدة عروض أفلامها وفى هذه السنة – وهو فى الرابعة عشرة من عمره 1945م– بدأ يبيع رسومات (البنات السمحات) التى صار دخله منها أفضل من ما يجنيه من عمله بالنساجة التى تركها نهائيا فى هذه السنة و بدأ احترافه المبكر.
فى السادسة عشرة من عمرة، 1947م قام بزيارته الأولى لمصر، بغرض السياحة والترفيه. وأثناءها شارك فى ورشة عمل مع ثلاثة عشر رساما مصريا، حيث أعد فيها رسم بورتريه المطربة (أسمهان) وأنتهت الورشة باجراء مسابقة لأفضل رسم، نال فيها جحا المرتبة الأولى، ولكن تم تزوير النتيجة عند إعلانها بالصحف ليصبح جحا فى المرتبة الثالثة، وأحتج على ذلك صديقيه الممثلان المسرحيان السودانيان، أحمد عاطف وإسماعيل خورشيد، فأعيد نشر الخبر بالنتيجة الحقيقية.
فى السابعة عشرة من عمره، 1948م إنفصل جحا عن السكن مع أهله بحى الهجرة بأم درمان، بسبب عدم وجود مكان فى البيت يسمح له بمزاولة الرسم وانتقل إلى بيت آخر بجوار منزل خاله عبد الله المليح بودنوباوى، حيث قام جحا بتأسيس مرسمه الشهير حيث أنجز أولى رسومات الشخصيات (الامام المهدى، الرئيس الأزهرى) وأولى رسومات (البنات السمحات) وبطلب من شركة حلويات كريكاب التى طبعت منها على صناديق الحلوى، بورتريه (تاجوج) الشهير. وهذه السنة يعتبرها جحا البداية الحقيقية لتجربته الفنية.
فى الثامنة عشرة من عمره، 1949م بدأ رسم اللوحات الكبيرة للقهاوى، التى لعبت دورا كبيرا فى ترويج أعماله التى كانت تعلق على جدرانها. وكان أصحابها يقومون بتسويق اللوحات وبيعها للناس وبعض الشركات.
فى العام م 1956 قام برسم صورة الملك عبد العزيز وتقاضى عليها مبلغا كبيرا من المال.
فى السابعة والعشرين من عمره، 1958م كانت زيارته الأولى للندن، بترتيب من قطب حزب الأمة السيد أمين التوم، للمشاركة فى فيلم الخرطوم الذى أخرجه بازل ديردن (Basil Dearden) ومثل فيه دور الإمام المهدى الممثل لورانس أوليفييه (Laurance Olivier) وكان دور جحا فى هذا الفيلم هو تصميم زى الإمام المهدى و الإشراف على تفصيله وخياطته ومساعدة الممثل لورانس أوليفييه على إرتدائه بطريقة الإمام المهدى، كما قام بدور كومبارس فى هذا الفيلم.
فى الثامنة والعشرين من عمره، 1959م كانت زيارة جحا الثانية لمصر، حيث تعاقد مع شركة الشبراويشى المصرية للعطور لتنفيذ رسم بورتريه السيد على الميرغنى (زعيم طائفة الختمية فى السودان) ثم رسم بنت السودان التى – وبخلاف رسوماته السابقة – أعدها فى هيئة الشكل الكامل لجسم الإنسان. كما أقام فى هذا العام معرضه الثتائى مع الفنانة المصرية تحية توفيق. وفى هذه الفترة: عمل (جحا) كرسام أفيشات باستوديوهات السينما المصرية و تعرف على أم كلثوم و فريد الأطرش واستضافه كل منهما فى بيته، حيث رسم لأم كلثوم صورتها و لفريد الأطرش صورة أخته أسمهان التى سبق أن رسمها عام 1947م فى الورشة المذكورة أعلاه وفاز بالجائزة الأولى لمسابقتها.
فى الثانية والثلاثين من عمره، 1963م عمل لمدة شهربن كمصور بالتليفزيون السودانى وصور خلالهما مؤتمر القمة الأفريقى الذى إنعقد بأديس أبابا وشارك فيه السودان برئاسة الفريق إبراهيم عبود، رئيس حكومة السودان آنذاك.
تم زواجه من قريبته (الخياطة) دار السلام بنت المادح الشهير حاج الماحى، 1969م بعد أن كان أعلن عزوفه عن الزواج نهائيا والاستمرار فى العزوبية بسبب فشل محاولاته – ولأربع مرات – للإقتران بأى واحدة من بنات أعمامه اللاتى رفضنه أمهاتهن لزعمهن بأنه ((مشوطن !)) أى تلبسته الشياطين. وبهذا الزواج الذى حقق به جحا أمنيته الأولى فى الحياة وأنجب 8 أطفال، 6 بنات وهن (هدية وهنادى وهالة وهادية وهبة وهدى) و ولد أسمه (محمود) و(آخر) توفى إلى رحمة مولاه.
1967م فى السادسة والثلاثين من عمره كانت زيارته الأولى للهند بدعوة من صديقه المغنى والممثل السينمائى والرسام (مهندرا شيريس) الذى أقام معه معرضا ثنائيا ناجحا بمدينة نيودلهى، إستغرق عرضه لمدة خمسة وأربعين يوما وشارك فيه جحا بأربعة وخمسين عملا تم بيعها جميعا، بينما شارك صديقه مهندرا بخمسة وخمسين عملا.
فى الثامنة والأربعين من عمره 1979م تحققت الأمنية الثانية لجحا فى الحياة بإمتلاكه لبيت له ولإسرته الصغيرة، قام ببنائه بمدينة أم بدة غربى مدينة أم درمان بمعاونة صديقه فيليب غردون وبعض أصدقائه من السودانيين والخواجات وعاش فيه مع أسرته منذ تاريخه وإلى يوم وفاته.
فى الواحدة والخمسين من عمره 1982م كانت زيارته الثانية للهند بصحبة حاوى وساحر هندى جاء إلى السودان لتقديم بعض العروض. وفى هذه الفترة زاد جحا من حصيلة معارفه فى (السحر) و(الحوى) وفى معرفة النباتات والبساتين و الغابات.
فى الثانية والخمسين من عمره 1983م أقام معرضه الثنائى الأول بالخرطوم مع الفنانة الانجليزية (بيجى داونى).
كانت زيارته الثانية للندن (فى الثالثة والخمسين من عمره) 1984م بدعوة من صديقه (فيليب غردون) الذى إستضافه لمدة شهر، أنجز خلاله جحا رسم صور كل شيوخ الطرق الصوفية المعروفين فى السودان ورسم خيالى لامرأة سودانية مشلخة، بالإضافة إلى حوالى ثلاث رسومات لشخصيات إنجليزية، أعدها جحا بطلب من فيليب، وفى هذه الفترة أقام مع (بيجى داونى) معرضهما الثنائى الثانى.
2000م سجل جحا، وبلسانه إفادات كثيرة عن حياته كإنسان وفنان فى حوار من ثلاث حلقات كاملة وبمعدل صفحتين كاملتين بدون إعلانات ونشر بعنوان: (جحا الصبى النساج الذى غدا أشهر رسامى السودان) على صفحات عدد الثلاثاء المتميز من جريدة الصحافة اليومية وبتواريخ (الثلاثاء 24 أكتوبر 2000م الموافق 26 رجب 1421ه) و(الثلاثاء 31 أكتوبر 2000م الموافق 3 شعبان 1421ه) و(الثلاثاء 7 نوفمبر 2000م الموافق 10 شعبان 1421ه) وعلى التوالى.
* بتصرف من المادة التى أعدها: علاء الدين الجزولى لكتاب (جحا، أشهر رسامى السودان، وبلسانه) كمثال واحد من مجموعة المخطوطات والوثائق المعدة لكتب ماتزال منذ عام 2000م تبحث عن ناشر، وهى عن رسامى أم درمان الفطريين وضمن سلسلة يقترحها (المؤلف) عن أعلام الفن التشكيلى المعاصر فى السودان
[align=center]
http://www.sudanyat.org/upload/uploa...3584_thumb.jpg


http://www.sudanyat.org/upload/uploa...3695_thumb.jpg[/align]

عبدالرحيم ابراهيم العبيد 07-07-2010 07:58 AM


يعطيكم العافيه يافنان
أتمني أن يكون هذا البوست بادرة خير
وأن نوثق ونبرز أعمال الفنانين التشكليين السودانين
عبر هذا المنتدي

طارق الحسن محمد 07-07-2010 02:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم ابراهيم العبيد (المشاركة 250110)

يعطيكم العافيه يافنان
أتمني أن يكون هذا البوست بادرة خير
وأن نوثق ونبرز أعمال الفنانين التشكليين السودانين
عبر هذا المنتدي

عبد الرحيم اخوى
حبابك يا جميل
وجيتك هنى والله تفرح الروح
والله يا عبده اوعد ان كان الله
فى الاجال يكون البوست دا شامل
لكل الذين اثرو حياتنا بكل جوانبها
مودتى التى تعرفها
ارقد قفا

طارق الحسن محمد 07-07-2010 03:58 PM

[align=center]http://www.sudanyat.org/upload/uploa...abdaljalel.jpg[/align]
عصفور السودان ابراهيم عبد الجليل
يعتبر أصغر من تغنى في تاريخ الغناء وعمره أربعة عشر عاماً
يقول عنه الاستاذ صلاح عبد الحفيظ فى ملامح عن تاريخه:
اشتهر أكثر ما أشتهر بترديد أغنية (الشويدن روض الجنان) و(يا أماني وجار بي زماني).
أعجب به ديمتري البازار واقترح عليه السفر لمصر لتسجيل أسطوانة تكون توثيقاً صوتياً لصوته الأخاذ وحتى يستمع إليه كل الناس وتكون شهرته بمثابة الضمان لانتشاره الفني المتوقع.
كانت موافقة الفتى صاحب الأربعة عشر عاماً مؤشراً لديمتري البازار للاتصال بأسرته التي وافقت على سفره شريطة عدم تركه بمصر.
انفتحت أمام الفتى الصغير أبواب المجد الفني فقام بتسجيل أسطوانة (الشويدن روض الجنان) التي تلقفها الناس فور وصولها الأسواق وأصبح الفتى حين عودته من مصر عام 1931م محط أنظار المهتمين بالغناء – فكانت ليالي (اللعبات) وهذا مسماها واحدة من ضمن مواقع غناء إبراهيم عبد الجليل فتغنى بأغاني لخليل فرح وإبراهيم العبادي وأبو صلاح وتعتبر أغنية الفنان خليل فرح التي كتبها بنفسه ولحنها وكذلك قام بأدائها واحدة من ضمن أجمل ما تغنى به.
من أغنيات وهي (جنى ليلي وهاجت أعراضي سبح دمعي وجاشت أغراضي) وأصبحت واحدة من أغاني شباب الثلاثينيات فزاد انتشارها وزاد الإقبال عليها حتى حسب الناس أنها من ألحانه وغنائه.
تقدم إبراهيم عبد الجليل خطوة في ميدان الغناء بعد غنائه لثلاث أغنيات وهي (السلام يا روحي البدن) و (زيدني في هجراني) بعد غناء سرور وكرومة لها وأخيراً (دمعة الشوق كبي حكم حبي أرعى نجم الليل).
كانت رحلته إلى مصر الثانية في العام 1942م والتي وصلها بنفسه آخر عهده بالغناء التسجيلي فقام بتسجيل أغنية (أضيع أنا وقلبي يزيد عناه) التي فتحت بلحنها وكلماتها عهداً جديداً في عوالم الغناء والطرب فأصبح على سدة الغناء حتى العام 1946م عام وفاة سرور فأصبح كثير الميل نحو الجلسات الفنية الخاصة التي أرهقت جسده وجعلته كثير التشكي من الإرهاق بفضل السهر.
لم يهتم به أحد حتى أتى العام 1967م عام زيارة أم كلثوم للسودان فزارته بمنزله بالموردة فكانت تلك الزيارة بمثابة الدافع المعنوي له للعودة لعالم الغناء بمعنويات متألقة وكانت كذلك تلك الزيارة تواصلاً للقاء تم بينهما في العام 1942م بمصر وكان ظاهرها الإعجاب الفني ما بين العملاقين وباطنها وكما تواتى إعجاب عاطفي متبادل
.

طارق الحسن محمد 07-07-2010 04:54 PM

بابا فزارى
 
[align=center]


http://www.sudanyat.org/upload/uploads/babafzare.jpg


http://www.sudanyat.org/upload/uploads/babafzare2.jpg[/align]

[size=4]

الرجل الذى جمل دنيتنا الجميلة :بابا فزاري: هذه رسالتي وبصمتي في سجل التاريخ

-- ------------------------------------------------------------------------------

الخرطوم: أمير الشعراني

كلمة بابا دى أجمل كلمة

ما بنقوله لغير والدنا

البتعب فينا ويحب راحتنا

بابا حياتنا وفيهو أملنا

يسلم بابا ونكبر نحنا

نساعد بابا وماما وأهلنا

عشان حب بابا بودي الجنة

أول نشيد داعب آذاننا، في روضة «ماما آمال» في زمن الطفولة، لم نكن نعلم أن شاعر النشيد هو بابا فزاري،وحين علمت، ما كان في افق تفكيري ان أتحول يوماً لباحث في سيرة هذا الرجل الذي جمل «دنيتنا الجميلة».

منزل عابدين عثمان زوج الشقيقة الصغري لبابا فزاري كان موئلاً لنا صبيحة الجمعة، بعد ان إستقبلنا أبو الأجيال والأطفال ببشاشة سودانية وكرم جزيل وهو يمشي أماماً بأرجله الثلاثة، فقد إتخذ عصاة له قدماً أخرى تعينه في المسير وإتمام الرسالة.

رجلُ قفى التاريخ عنه وما سأل
فشيد لنفسه مجد عز مرتجل
«1»

عبد الله محمد الفزاري، ولد في منطقة ام دوم شرق النيل في مطلع الثلاثينات،رحل مع والده الذى كان تاجراً بالخرطوم وإلتحق بروضة ست ماريا القبطية التى أوحت له ذكرياتها نشيده الخالد في الروضة:

في الروضة دي لمن نجي

نلعب كتير ما نخلي شي

نعمل كدي ونعمل كدي

نقيف قيام ونقول سلام

درس القرآن في خلوة الشيخ بابكر في الخرطوم جوار صينية القندول «على يد الشيخ محمد بابكر ثم خلوة ام دوم ومنها الى خلوة ام ضواً بان إلا أنه لم يمكث بها كثيراً ويقول: «شردنا بالليل وجينا ام دوم مما آثار غضب أهلى علىّ»...

إجتمعت أسرة آل الفزاري للتشاور حول مصيره بعد ان إنشغل بالرياضة والفن والموسيقى عن الدراسة وأجمعوا على ترحيله الى الدويم ليدرس ببخت الرضا.

«2»

ولج معهد بخت الرضا في العام 1940م وكان مديرالمعهد في تلك الحقبة المستر «قريفث» وناظر المعهد، احمد أبكر من القطينة حيث كانت تؤول الادارة للانجليز فيما تؤول النظارة الى السودانيين.

الدويم لم تقتل مواهب عبد الله فزاري الفنية بل نمت وترعرت هناك فأصبحت كابتناً لفريق الاشبال الدويم الذى كان يحرس عرينه الطيب عبد الله، زعيم أمة الهلال..

«3»

عاد للخرطوم وهو في السنة الرابعة وسطى في زيارة لحديقة الحيوانات «برج القذافي حالياً» وقد أبصر قبيل وصوله للحديقة رجلاً مصرياً يعزف على آلة الكمان ويقول فزارى: «نزلت من الترماج بسرعة وذهبت الى هذا الرجل» فعرف أنه استاذ للموسيقى، وان الموسيقى تدرس في المنهج المصري فصفق يديه حسرة وهو يقول في تعجب «تدرس!!» وحينها كانت الموسيقى تعد رجساً من عمل الشيطان..

«4»

قبل ان يغادر بابا فزاري الخرطوم إشترى من مكتبة «سودان بوكشب» كتب المقرر المصري الذى وجد فيه ضالته، حيث قرر ان يدرس المنهج المصري حباً في الموسيقى، إلا ان المقام لم يطل به كثيراً في الدويم فهاجر منها الى الابيض وأكمل دراسته بمدرسة «وليم نسيم» القبطي التى تحول اسمها بقدرة قادر الى النهضة ثم عاد الى الخرطوم وإمتحن بمدرسة فاروق «جامعة النيلين حالياً» بالمنهج المصرى.

«5»

وكدأب مواطني أم دوم هاجر الى جنوب السودان في رفقة أسرته واستقروا في مدينة توريت ولحسن حظ بابا فزاري كانت تلك الحقبة من الزمان تشهد إزدهاراً للعلاقات السودانية المصرية تصل لدرجة قريبة من التكامل الحقيقي.

في العام 54 حضر وفد رسمي مصرى عالى المستوى برئاسة عبد الحكيم عامر، الرجل الثالث في ثورة يوليو والكاتب الصحفي الكبير إحسان عبد القدوس وصلاح سالم، عضو مجلس الثورة، حضروا الى مدينة توريت وكانوا في ضيافة آل الفزاري الذين اكرموا مثواهم وقبل ان يغادروا المدينة إقترح صلاح سالم على محمد الفزاري ان يصطحبوا معهم ابنه عبد الله الى القاهرة، لأنه ولد موهوب ولا يصلح للتجارة على ان يتم إستيعابه بالكلية الحربية المصرية.

«6»

أدخل الكلية الحربية في العام 54 ولكنه لم يكمل الدراسة بها، ففي الشهر الرابع لدخوله لفتت نظره لافتة مكتوب عليها معهد فؤاد للموسيقى فكانت نهاية فترة حياته بالكلية الحربية، حيث جاء الى السيد صلاح سالم وأخبره بذلك، ويقول بابا فزاري: «شكرته جداً على المساعدت التى قدمها لى حتى أقبل بالكلية ولكني خلقت فناناً وأريد ان ادرس الموسيقى في معهد فؤاد».

فتقبل السيد صلاح سالم إعتذار عبد الله فزاري بإحترام شديد وبعث معه سكرتيره «ابو النار» الى المعهد فوجد أمامه 300 طالب للقبول من كل العرب وبعد معاينات كثيرة قبل منهم أربعين طالباً كان من بينهم عبد الله فزاري..

معهد فؤاد كان يعج بالموسيقيين، فقد كان امامه الفنان عبد الحليم حافظ، والطاهر العطار والثلاثي المرح، وقبل ان يكمل دراسته تم تغيير اسم المعهد من «معهد فؤاد» الى «المعهد العالي للموسيقى العربية» الذى منحه درجة الدبلوم في الموسيقي وعاد يتأبطها الى السودان في العام 1961م...

«7»

يقول بابا فزاري: «بعد عودتي الى السودان سمعت بعض التلاميذ يرددون نشيد «إلهي يا اله العالمين» بلحن العرايس، فقررت من تلك اللحظة ان أوهب نفسي الى تلحين الاناشيد التربوية وتأليف الاشعار للأطفال وهذه رسالتي في الدنيا وبصمتي في سجل تاريخ السودان».

عمل بمدرسة آمنة عطية في المقرن يلحن الاناشيد ويكتب لهم القصائد حتى إتصل به الاستاذ محمد حسين بابكر وزوجته الاستاذة صفية الأمين، حفيدة الاستاذ مبارك زروق ليلتحق بتلفزيون السودان وكان ذلك في العام 1964م.

رحب به مدير التلفزيون وقتها البروفيسور علي شمو وكان أول برنامج قدمه بعنوان «مع أناشيد الاطفال التربوية» ثم جنة الأطفال إعداد وتقديم صفية الأمين إخراج محمد حسين..

«8»

ظل بابا فزاري ولأربعين عاماً يجوب المدارس ويجمل جنة الأطفال بالاناشد وما زال.. وتخرجت على يديه المواهب: حنان الصغيرة «حنان الفزاري» وبنات الموردة وثلاثي الجنة والمجموعة وغيرها من الاسماء التى لم تسعها ذاكرة بابا فزاري...



.................................................. ..........................[/
size]

مبر محمود 07-07-2010 05:27 PM

سلام ومحبة يا طارق
ياخ دا مشروع بوست سمح بالحيل
أتمنى أن تواصل بلا إنقطاع
أكتب ما أستطعت اليه سبيلا، سنأتيك لاحقاً كمساهمين
اما الأن فنحن متمسكون بمتعة المتابعة

أسعدني حديثك عن الجبلابي، تربطني علاقة بأسرة أحفادة الموجودين في مدني
وقد قُدر لي أن أقف علي عبقرية رسوماتة
التي تزين جدار منزلهم

طارق الحسن محمد 07-07-2010 05:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مبر محمود (المشاركة 250301)
سلام ومحبة يا طارق
ياخ دا مشروع بوست سمح بالحيل
أتمنى أن تواصل بلا إنقطاع
أكتب ما أستطعت اليه سبيلا، سنأتيك لاحقاً كمساهمين
اما الأن فنحن متمسكون بمتعة المتابعة

أسعدني حديثك عن الجبلابي، تربطني علاقة بأسرة أحفادة الموجودين في مدني
وقد قُدر لي أن أقف علي عبقرية رسوماتة
التي تزين جدار منزلهم

مبر محمود هنا
:eek: :eek:
يا فرحتى يا فرحتى
والله النية موجود للتوثيق بلا
انقطاع ودعمك دا بيزيد
همتى وكتير
الجبلاب اصلا من المتمة
لكن استقر جزء كبير منهم فى امدرمان
واشهرهم كزام

تخريمة :
مستمتع بالفوزات للطيش
وكتابة جابت شوقى بدرى
وجعفر بدرى
معناتها شحمانة بالحيل
واصل انت فى تنبيش
فى امثال فوز فما احوجنا
لمعرفة سير هولا
لنا ولاجيالنا القادمة
مودتى

بدور التركي 07-07-2010 05:34 PM

تابع المسيرة
معلومات قيمة اول مرة اعرفها

تابع يا طارق يا اخوي
مستمتعة معاكم

طارق الحسن محمد 07-07-2010 05:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدور التركي (المشاركة 250304)
تابع المسيرة
معلومات قيمة اول مرة اعرفها

تابع يا طارق يا اخوي
مستمتعة معاكم

بدور القلعة
حبابك الف
ومن منا يعرف كل هولا
العظماء
؟ ؟
نحتاج الى بعضنا البعض
لنعرف كل هذه الكواكب
التى اضاءت حياتنا
مودتى

طارق الحسن محمد 07-07-2010 06:09 PM

صانع حقيبة الفن
 
[align=center]http://www.sudanyat.org/upload/uploa...uhmadsalih.jpg[/align]







الشاعر والإعلامى والدبلوماسى صلاح احمد محمد صالح
يقول الدكتور حسن ابشر الطيب فى ملمح من ملامح ابداعه وتفرده:
استطاع أن يضع بصماته في كل المواقع المهنية التي تسنمها بجدارة واقتدار، ووضع في كل منها قدراً من إبداعاته، وأعطي كلاً منها من ذات نفسه الكثير. لقد أبدع وأجاد في كل المواقع التي تمثل منظومة من حياته العملية المهنية. كان صحفياً بارزاً، ومذيعاً متميزاً صاحب إبداعات أصيلة وإشراقات برامجية موحية، إلي جانب صوته المعبر الذي يصفه صديقه الروائي المبدع الطيب صالح (وصوت صلاح أحمد، كأنك مزجت أصوات نات كنغ كول ولوي أرمسترونغ وجلال معوض). فتأمل كيف يكون التمازج العضوي بين هذه الأصوات الرائقة الوسيمة !
والأستاذ صلاح أحمد أيضاً من منظومة النجوم في سماء الدبلوماسية السودانية، فقد كان له فضل بناء وتطوير علاقات دبلوماسية نافعة مع كل البلدان التي مثل فيها السودان، وظلت علاقاته الحميمة مع رموزها متصلة إلي يومنا هذا. وهو من قلة من السفراء، الذي ترقوا إلي موقع وكيل وزارة الخارجية، ووصل إلي السن القانونية للتقاعد. ما وجدت النظم السياسية المتعاقبة سبباً لإحالته للتقاعد، ولربما كان مرد ذلك إتقانه حرفة الدبلوماسية داخلياً وخارجياً.. فتأمل !
والأستاذ صلاح أحمد إلي ذلك شاعر غنائي، صاحب أثر إيجابي فعال في إثراء الغناء السوداني الحديث بقصائد أثرت الوجدان وحظيت بالاحتفاء لدي شريحة كبيرة من المستمعين علي اختلاف أعمارهم، ومنها: أهواك، ومات الهوي، ويا مسافر وناسي هواك، ويا ليالي الغرام، وداعاً يا غرامي، ونابك إيه في هواه، إن تريدي ياليالي تسعدينا، وغيرها. وقد تغني بها كبار الفنانين: أحمد المصطفي، وعثمان حسين، وسيد خليفة وغيرهم.
المحطة الثانية التي كانت ذات أثر كبير في تشكيل رؤية وغرام الأستاذ صلاح أحمد بأغاني الحقيبة تتمثل فيما عايشه من محبة خاله السيد الطاهر أحمد حمدنا الله وإعجابه أشد ما يكون الإعجاب بأغاني الرواد الأوائل من الفنانين وفي طليعتهم: الحاج سرور، وكرومة، والأمين برهان، وإبراهيم عبد الجليل، وعلي الشايقي، وعلي أبو الجود، وعبد الله الماحي، وعوض وإبراهيم شمبات. وكان الخال ييمم شطر أرض الكنانة سنوياً ترويحاً للنفس وحرصاً علي اقتناء الأسطوانات الجديدة التي سجل فيها هؤلاء الفنانون الكبار أغانيهم بإشراف شركة بيضافون المصرية. وتكونت لدي الخال الطاهر حمدنا الله نتيجة مقتنياته من الأسطوانات مكتبة كبيرة، كان بها حفياً وعليها حريصاً أشد ما يكون الحرص، وحفظها إمعاناً في التحقق من سلامتها في حقيبة كبيرة لا يقربها أحد، تأميناً لها من الضياع. ولعل صورة هذه الحقيبة ظلت مختزنة في ذاكرة الأستاذ صلاح أحمد فرآها بعين خياله عندما ابتدع اسم برنامج: «من حقيبة الفن
».

طارق الحسن محمد 07-07-2010 06:14 PM

خليل بك فرح
 
http://www.sudanyat.org/upload/uploads/kalelbikfrah.jpg







نظم الشاعر خليل فرح (1899 - 1932) القصيدة الوطنية الخالدة (عزة) بمصر أخريات العشرينيات من القرن الماضي، وكان آنذاك نزيل مستشفي المواساة بالإسكندرية. والقصيدة رمزية وطنية، رمز إلي الوطن بكلمة «عزة» وأشار إلي بعض معالم العاصمة المثلثة كأنموذج ومركز القلب للوطن، واستثار وطنية كل أبناء جيله، داعياً للثبات كالجبال، واليقظة والجد في محاربة الاستعمار، وتغني في ذات الوقت بمراتع وملاعب الشباب ومواطن الجمال. إنك لتشعر وكأنه يتلمس الكلمات، ويختار لك منها من بستان يملكه ما يعبر في صدق عن مشاعره الوطنية، ليشجيك ويغنيك، ويزيدك زهواً بوطنك، ويعمق في نفسك إرتخاص كل غال للذود عن حياض هذا الوطن الجميل. والشعر لا تحمله السطور، بل ما وراء آفاق السطور من مشاعر ومبادئ وأنغام يتردد ويزداد بريقها عبر الأجيال. هذه القصيدة الرائعة وحدة متكاملة، يكمل البعض منها البعض الآخر، وليس من اليسر الاستشهاد ببعضها حيث إن ذلك لا يغني عن الأبيات الأخري. تأمل هذه المعزة لعزة، وهذا الكبرياء الأصيل، وهذا الشوق الجارف للعودة، وهذه الاستثارة الحميمة للذود عن حياض الوطن:
عزة في هواك نحن الجبال
للبخوص صفاك نحن النبـال
عزة ما بنوم الليـل محـال
بحسب النجوم فـوق الرحال
عزة ما سليت وطن الجمال
ولا ابتغيت بديل غير الكمال
عزة في الفؤاد سحرك حلال
ونار هواك شفا وتيهك دلال.
ويخيل إلي إذا نظر عشاق الفن الغنائي السوداني الحديث في اختيار سبع قصائد تماثل المعلقات السبع العربية التي ظلت الأجيال العربية تحفظها بشرح الزوزني، فلا جدال أن قصيدة «عزة في هواك» ستكون إحدي هذه القصائد، بل أكاد أجزم أنها ستكون أولي هذه المعلقات، فهي إضافة إلي طلاوة جرسها أعظم أغنية وطنية في تاريخ السودان الحديث.. فتأمل
!
بقلم د. حسن ابشر الطيب

طارق الحسن محمد 07-07-2010 06:23 PM

كروان الحقبية بادى محمد الطيب
 
[align=center]

http://www.sudanyat.org/upload/uploads/badaih1.jpghttp://www.sudanyat.org/upload/uploads/badhy2.jpg[/align]







كروان الحقيبة بادي محمد الطيب
بقلم:عبد المنعم عمر عثمان
يظل بادي محمد الطيب كروان الحقيبة والذاكرة الحية الشاهدة علي بزوخ هذا الفن الراقي،
من هو بادي محمد الطيب
إسمه الحقيقي أحمد المصطفى ويلقب منذ صغره ببادى، ولد عام 1935 بحلة عباس التي تتبع حالياً لمحلية الكاملين ، درس بالخلوة في صباه وحفظ القرآن الكريم ( ثلاثة عودات) وتلقى دراسة القرآن على يد جده لأمه الفكي محمد عبدالله وأكمله مع الفكي محمد مصطفى الحلاوي، وكان التعليم آنذاك يركز على الخلوة وبدأ جمال صوته ونداوته يظهران في تلك في الفترة بصورة جذبت اليه الأنظار وكان محمد أحمد شقيق بادى فناناً معروفاً في حلة عباس والقرى المجاورة، وكان يغني مع كمال الدين الطيب، وسعد سعيد بلال كثلاثي وكان بادى أنذاك يدرس بالخلوة (ويشيل) معهم،
ثم ما لبث بادى أن استقل بنفسه فاصبح فناناً معروفاً على نطاق قرى الحلاوين والقرى المجاورة . ويقول بادى انه قد وجد تشجيعاً على الغناء من والده فقد كانت تأتي في اليوم الواحد ثلاث عربات من القرى المجاورة الى حلة عباس طلباً لبادى فى ان يغني لهم.يقول بادى إن والدى كان يبحث عنى ويطلب منى أن أذهب معهم وأشاركهم أفراحهم، وفي بداياتي الفنية كنت أردد أغنيات من سبقوني. أمثال محمد وردي، إبراهيم عوض، حسن عطية، وعثمان الشفيع، إضافة الى ذلك كنت أردد الأغاني السائدة بالمنطقة وهي مزيج من الأغاني الشعبية وأغاني الحقيبة
السفر الى الخرطوم
لم يكن بادى عندما جاء الى الخرطوم يضع في مخيلته الإنطلاقة الواسعة في عالم الغناء والطرب ولكنه جاء مثل ما يأتي أهل القري الى الخرطوم الذين يبحثون عن فرص عمل بخلاف الزراعة التى تمثل الحرفة الرئيسية فى المنطقة، وعمل بادى في عدة مهن قبل أن يستقر به المقام في جامعة الخرطوم حيث عمل فى إحدى (كافتيريات) الجامعة وكان مدير الجامعة في ذلك الوقت العلامة الراحل البروفيسور عبدالله الطيب، وأبرز الفنانين الذين عاصرهم بادى فى تلك الفترة عوض شمبات ، الكابلي، وحمد الريح، الذي كان يعمل بجامعة الخرطوم وكان بادي يدندن أثناء ساعات العمل الشئ الذي استرعى إنتباه الطلاب فأخذوا يلحون عليه في المشاركه عبر المنتديات فاستجاب لرغبتهم وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة له.
قصته مع قائد الاسطول
يقول بادى أنه قد غنى أغنية قائد الاسطول بـ (الكبريتة) عام 1961م، عبر برنامج أشكال وألوان الذى كان يقدمه للإذاعة أحمد الزبير وكانت أغنية قائد الاسطول من الأغنيات التى يمتحن بها الفنانون الذين يغنون بالإذاعة لأول مرة وقد أدى بادى الأغنيه بصوره جميلة، وملفته للأنتباه فظنه الناس كرومه.
يقول بادى إن ماعمق صلاته بالأغنية، المسابقة التى نظمها أحد محررى مجلة (هنا أمدرمان) ورصد لها جا ئزة عبارة عن راديو، ولم يكن بادى ضمن الفنانين المتسابقين على المسرح الذين كان من ضمنهم أبوداؤود ،عبيد الطيب، وصلاح مصطفى وكان بادى متفرجاً فوجد نفسه مندفعاً لطلب المشاركة فصفق الجمهور طويلاً لادائه الرائع ليحقق المركز الاول. وكان الاستاذ محمد خير مدير المسرح آنذاك، وفوارى مدير الإذاعة، وطلعت فريد وزير الاعلام.
وأغنية قائد الاسطول من الأغاني السياسية ذات الدلالة الرمزية التى تتحدث عن المستعمر وبها كلمات قوية، ولحن رائع وهى من الأغنيات المحببة الى بادى والتى يجد متعه كبيرة في ترديدها في كآفة المحافل والمنتديات.
بدايته مع الحقيبة
يقول بادى ان علاقته بأغنية الحقيبة بدأت مع بداياته الفنية مطلع الستينات حيث كانت مجلة الاذاعة والتلفزيون تنشرالأغاني وتحديداً أغنيات الحقيبه وامتاز ذلك النشر بجودة التوثيق، ونسبة الأغانى لشعرائها ولذلك لم يجد بادى مشقةً في الحصول على نصوص الأغاني. و أخذ يحفظ ما تننشره المجلة واعتمد في معرفة الالحان على الإذاعة والتلفزيون. وفي ذلك الوقت من الزمان كانت مجموعة من الفنانين تقوم برحلات فنية تجوب خلالها مدن وأرياف السودان فشارك أبوداؤود وسيد خليفة رحلاتهما وغنى معهما. وغنى بادى أغنيات من سبقه من فناني الحقيبة فغنى لكرومة، وسرور وعبدالله الماحي، والأمين برهان، وعاصر جميع فناني الحقيبة ماعدا مصطفى بطران، وخليل فرح وعاصر كل شعراء الحقيبة ما عدا العمرابي، وخليل فرح.
من أغاني بادى
تغني بادي بالعديد من أغاني الحقيبة المعروفه في ذلك الزمان وقام بتلحين الكثير منها نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أغنية (الواعي ما بوصو)، وهي من كلمات بت مسيمس، وتتحدث هذه الأغنيه عن عبد القادر ودحبوبه بطل ثورة 1908م، بمنطقة الحلاوين بالجزيرة، وكذلك لحن بادي أغنية (المقدر لا بد يكون)، (الخدير)،(فتاة اليوم)، (دابى البركة)، (مناى الجدية) ، (الليلة هوى ياليل)، (العديل والزين)، وغيرها من الأغنيات وهناك أغنيات كثيره كان يمكن أن تضيع وتنسى لولا المجهودات التى بذلها بادى في سبيل حفظها مثل (مسوّ نوركم) ومن الأغنيات التى عرف بادى بترديدها(إنت حكمة)، وهي من كلمات محمد على عبدالله الأمى وألحان كرومه، (ليلتنا ليلية) وهي من كلمات سيد عبدالعزيز، وألحان زنقار، (قمربين الأزهار) وهي أغنية تراثية، (قمر العشا) وهي أغنية تراثية ايضاً، ثم (السمحة أم عجن) كلمات سيد عبدالعزيز وألحان كرومه. ومن أغنيات بادي أيضاً، (يا مدلل)، (بكا الخنساء) ، (أذكريني ياحمامة) ، (في الفؤاد ترعاه العناية) ، (صباح النور) ، (الفى دلالو) ، (يا سمير) (سيد الروح) ، كما غنى بادى أغنية (الهجروك على) وهى من كلمات وألحان عبدالحميد يوسف. وغنى بادى أيضاً أغنية (بتريد اللطام) وتمثل الأغنية رثاء لعبدالقادر إمام ودحبوبة. والأغنية من كلمات رقية شقيقة البطل عبدالقادر ود حبوبة.
إقتحام استديوهات الإذاعة
مبدياً غيرته على الحقيبة روى لنا الفنان بادى محمد الطيب قصة إقتحامه لاستديوهات الإذاعة بسبب أغنية حيث قال (تعود تفاصيل تلك الواقعة عندما كنت بالمنزل في العباسية استمع لبرنامج استديو النجوم وكان مقدم البرنامج الأستاذ صلاح طه واستضاف خلال البرنامج أحد فناني سنار الذي تغنى بأغنية (يا حبيبى هل تدري أنا صاحي طول الليل أتأمل البدر واذكر جمال محياك) وكان اللحن مختلفاً تماماً عن لحن الأغنية فما كان مني إلا ان ارتديت ثيابي على عجل واستأجرت عربة تاكسى وتوجهت مباشرةً الى الإذاعة واقتحمت الاستديو على الهواء مباشرةً وسألت الفنان الذي أدي الأغنية عن المصدر الذى أتى منه بهذا اللحن فاخبرني به، فتوجهت الى الفرقة وطالبت بمصاحبتي على العزف وأديت الأغنية بلحنها الصحيح . ويرى الأستاذ بادى أن المصنفات الأدبية والفنية لها دور كبير في هذه المسألة فهى مطالبه بضبط وتحقيق النصوص منعاً لتحريفها. ويقول بادى سبق وأن طلبت منهم إدخالى فى إحدى لجانهم لا لشئ سوى المحافظة على التراث ولكن هذه الدعوة ذهبت أدراج الرياح ولم تجد الآذان الصاغية وطلب بادى من شركات الإنتاج الفني في حالة تسجيلها لإغنيات الحقيبة أن ترجع اليه أو الى الأستاذ على مصطفى الذى يعتبر أكثر الناس حفظاً وتجويداً لاغنية الحقيبة
بادى يبكي ويغني
الذين يستمعون لبادى يرون كيف يكون متفاعلاً مع الأغنية التى يرددها ويستمعون اليه وهو يصرخ بأعلى صوته مردداً ( يا سلام) وفي أوقات كثيرة عندما يكون في منزله بالعباسية يغنى، ويبكي، ويعزي، لخوفه من ضياع مثل هذا التراث الخالد دون أن يجد من ينقله على الوجه الأمثل
مقدرته على الحفظ والاستدعاء
ميزتان يمتلكهما صداح الحقيبة بادى محمد الطيب هما الحفظ التام لكلمات، وألحان، وتواريخ، ومناسبات أغنيات الحقيبة، بالإضافة للقدرة الهائلة على الاستدعاء متى أراد ذلك فهو يمكن أن يغنى في أى وقت أى أغنيه تطلب منه ويقول إن الفضل في ذلك يعود الى حفظه المبكر للقرآن الذي نقى ذاكرته وجعل لها هذه المقدرة الإلتقاطية.
التواصل مع حلة عباس
في جميع المناسبات أفراحًا كانت أم أتراحاً يجد أهل قرية حلة عباس بادى حضورا باذخاً لا يغيب يشاركهم في كل ذلك باحساس إبن القرية البار وفى مناسبات الأعراس ينطلق صوت كروان الحقيبة ليمتع الأهل ويحمل اليهم نكهة الزمن الجميل
.

طارق الحسن محمد 07-07-2010 06:27 PM

شاعر غضبك جميل زى بسمتك ـ حميدة ابو عشر - النجار
 




http://www.sudanyat.org/upload/uploa...idaboushar.jpg


شاعر غضبك جميل زى بسمتك ـ حميدة ابو عشر
شاعرنا المرحوم حميدة أبو عشر وهو وإن كان مقلا فى شعره الغنائى لكنه فرض علينا بتفرده الشعرى أن نتناول أغنيتيه اللتين كتبهما للأستاذ المجدد عبد الحميد يوسف أوردنا إحداهما (رمز الضيا ) فى سرد سابق ونتناول الآن أغنية (غضبك جميل زى بسمتك) وهى فى حد ذاتها كنظم شعرى وبلاغى وعاطفى تمثل حركة التجديد التى كان يموج بها المجتمع الفنى منذ نهاية أربعينات القرن الماضى الذى شهد طفرة أيضا فى أساليب التلحين وإضافة تراكيب وقولبة جديدة يمكن القول بأنها قد جنحت بل وارتمت فى أحضان الرومانسية تمثل ذلك فى شعر صلاح أحمد محمد صالح وحسين با زرعه ومبارك عبد الوهاب ومبارك المغربى ولكن حميده أبوعشر مع ما تميزت أشعاره من تجديد فهو منتم شكليا للمدرسة الوسيطة بين مدرسة أغنية الحقيبة والمدرسة الموسيقية التجديدية التى كان يتزعمها الشاعر الملحن عبد الرحمن الريح بينما كانت قصائد حميده أبو عشر تموج فى داخلها بعاطفة جياشة ورهافة حس رومانسى مهد الطريق للأغنية الجديدة لتتحول فى مبانيها ومعانيها إلى حديقة مزدحمة بالألوان بمعنى أن الفن الرومانسى هو فى حقيقته تجربة جمالية ذاتية وانطلاق للتعبير العاطفى بحرية وشفافية وليس من المستغرب إذن أن تأتى الأساليب الجديدة فى كتابة القصيدة محفزا أيضا لإكتشاف أساليب جديدة فى الصياغات اللحنية ومن هنا جاء التحالف أو تناغم المزاج والحس العاطفى بين الشاعر والملحن فظهرت ثنائيات قدمت لنا غناءّ رفيع المستوى مثلا أغنية الملهمة (عبدالحمن الريح / التاج مصطفى) ، وأغنية الفراش الحائر ( قرشى محمد حسن / عثمان حسين ) ، وأغنية فى سكون الليل ( مهدى الأمين / أحمد المصطفى ) ، وأغنية فيردلونا ( محمد أحمد محجوب / حسن عطيه ) فكل أغنية من هذه الأغنيات لو أجرينا عليها تحليلا سيتأكد ما ذهبنا إليه من أن كل أغنية هى فى حد ذاتها مدرسة فى التجديد مختلفة تماما عن الأغنيات الأخرى وهذا التميز هو الذى زخم حركة الغناء ورفدها بم جعل منها حركة تجديد أسماها بعض الكتاب ( الأغنية الحديثة Modern Song) وآخرون من البحاث الأكادميين أطلقوا عليها (الأغنية الفنية Art Song) بل أن كثيرين كانوا يصفونها بأنها ( الأغنية الطويلة ؟) متعددة الألحان والكوبليهات وكلها إجتهادات فى غياب البحث العلمى والأتفاق على مصطلحات علمية واقعية محددة ... هذا موضوع شائك ليس هذا مقامه .
وإنطلاقا مما ذكرنا فإن أغنية (غضبك جميل زى بسمتك ) تعبر عن النهج الوسيط بين مدرستين وإن كان مبشرا بالنهج الحداثى بلا شك ....... تبدأ الأغنية بمطلع يبدو للوهلة الأولى أنه أقرب إلى النثر ..... نثرا يحمل معنى جماليا تقريريا
على كل حال شكلك بديع غضبك جميل زى بسمتك
ولكن إذا وضعنا هذا الإستهلال فى سياق القصيدد سيتأكد بكل جلاء أنه بيت شعرى يستكمل بناء المقطع الشعرى على هذا النحو:

حكم الغرام بتذ للى
حكم الجمال بتد للك
الإستياق والإحتراق والوجد لى
والإبتسام والإنسجام والحسن لك
عجبا تكون قاسى ووديع
على كل حال شكلك بديع
غضبك جميل زى بسمتك
وبرغم ما يزدحم به المقطع الشعرى من بلاغة ومحسنات بديعية غير أن ما يحمله من تقابل Contrast فى وصف الأحساس وضده (تذللى/ تدللك) (الوجد لى / الحسن لك)
(الإشتياق / الإحتراق .. الإبتسام / الإنسجام) (قاسى / وديع ) (غضبك / بسمتك )
وكلها تعبير شفيف بإعتراف محب رغم عذابات حبه وذاك النعيم الذى يرفل فيه محبوبه
الجميل فى كل شئ بل حتى فى ظلمه وغضبه يظل المحبوب جميلا ودائما جميلا ذلك لأن الجمال والحب متلازمان.
أما المقطع الثانى فهو أيضا زاخر بمنتهى البلاغة وروعة الوصف وصدق الإحساس :

نظرة عـيونى لـمـحـنـتى
سحر الجمال فى بهجتك
خايف خدودك تـنجـرح من نظـرتى
خايف فؤادى يذوب حنان من نظرتك
يا آيـة المعـنى الرفـيع
على كل حال شكـلك بديع
غضبك جميل زى بسمتك
ولكن بعد كل ما يعتمل فى صدر الشاعر حميده أبو عشر من إحساس دفاق بالإخلاص والتفانى والصبر فهو يختتم قصيدته الرائعة شاكيا معاتبا وحتى لا يجرفه العتاب لأن كثرة العتاب والتمادى فيه يولدان النفور ليعود الشاعر متراجعا ومغازلا كما تعود فى سياق اإستهلال والمقطعين السابقين قائلا :

كيف الخلاص يا دنيتى
ما بين خضوعى وجبرتك
أراك قريب لكن بعيد عن بغيتى
من بعدما أوقعتنى فى فتنتك
جرت وجفيت وجفاك مريع
على كل حال شكلك بديع
فإذا كانت أغنية ( غضبك جميل زى بسمتك) هى التى نفذ بها الفنان المبدع عبد الحميد يوسف إلى رؤية متطلعة نحو تجسيد عملية التجديد وإثباتها كفعل إبداعى حقيقى لتنطلق من بعد إلى حركة نشطة قادها أيضا وواصلها خدنه ورفيق دربه العبقرى إبراهيم الكاشف رحمه الله وآخرون ، بهذا المفهوم وجدت من الواجب علىَّ الكشف عن الخصائص والمكونات التى جعلت من هذه القصيدة المفتاح الذى مهد لكى تنفتح أبواب تجديد كثيرة وما تزال ثم أن الشاعر حميدة أبوعشر رحمه الله يستحق أن يحتل المكانة اللأئقة التى يتوجب أن يتبوأها ويكفيه لكى ينصفه التاريخ أنه كتب أغنية ( غضبك جميل زى بسمتك ) ونعتبرها واحدة من أجمل مائة أغنية للقرن العشرين المنصرم وفى سردنا القادم سنتناول بالتحليل كيف لحنها عبد الحميد يوسف فصارت أنموذج التجديد الرائد .
رحم الله الشاعر المبدع المتفرد حميده أبو عشر والفنان المجدد عبد الحمبد يوسف ورحمنا وإياهم
.

فتحي مسعد حنفي 07-07-2010 06:31 PM

سؤال بريئ ياطارق لو الفنان ابراهيم عبد الجليل يعتبر أصغر فنان غني وهو في سن الرابعة عشر..طيب عمر أحمد الغني كام بدري عليك قبل أن يبلغ العاشرة وسجلها في اسطوانة يبقي شنو:confused::confused:

طارق الحسن محمد 07-07-2010 06:33 PM

http://www.sudanyat.org/upload/uploads/ateq2.jpg


نشأ الشاعر الراحل محمد بشير عتيق في امدرمان حيث بدأ دراسته الاولية ثم انتقل الى مدينة عطبرة مع والده وعمل بالسكة الحديد ويقول عتيق عن تلك الفترة انه كان يتابع اغنيات ذلك الزمن وكتب بعض الاشعار وقام بارسالها للمطرب كرومة وبعد ان قدمها كرومة للمجتمع جاء عتيق واستقر بام درمان في حي ابوروف في منتصف الاربعينيات ومن هنا بدأت صلته بالشعر والفن وشعراء الحقيبة فقدم عددا كبيرا من الاغنيات بعد ان وجد التشجيع من شعراء الحقيبة العبادي وود الرضي وسيد عبد العزيز وعبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح فكتب (الرشيم الاخضر) و (حارم وصلي مالك) و (هل تدري يا نعسان) و (من أول نظرة) و (يا ناعس الاجفان) و (كلما تأملت حسنك يا رشيق) و (ارجوك يا نسيم روح ليه) وغيرها من الاعمال وصار من شعراء الحقيبة المجيدين.
بعد ذلك كانت له صلة ممتدة مع الراحل علي المك الذي كان معجباً بشعره وساعده في طباعة ديوانه الذي سمى ديوان (عتيق) في دار نشر جامعة الخرطوم التي كان يعمل بها المرحوم علي المك.
وظل محمد بشير عتيق في مؤسسة اتحاد شعراء الاغنية السودانية وظل يشارك عبر كافة الاجهزة الاعلامية كضيف مع كبار الشعراء والمطربين وظل كذلك عضواً فاعلاً في لجان النصوص الشعرية حتى بداية التسعينيات.
ثم التقى في دار النشر بمكتب علي المك بالاستاذة منى محمود فالهمته اشعاراً جمعها في ديوان اسماه (امنيات في اغنيات) حيث ورد في بعض منها:
الحب يامناي في جوفي جزرو ومدو
وعلق روحي فوق وهيامي جاوز حدو
قاضي هواك امر باعتقالي ومدو
لا يقبل دفاع من سبدرات أو شدو
ثم كتب:
جميل عاجبني تكوينو
دواعي الفتنة في عيون
سالتو وبيني ما بينو
ضياء البدر هزاك
صفاء النهر رياك
وزي ما قالوا اياك
ولي اسلوب رقيق حالي
يتم عن ذوق ادب عالي
انا ياذا لا هذا ولا ذاك
وتوفى عتيق وهو شيخ عام 1992م.
نقلاً عن صحيفة الصحافة


الساعة الآن 09:51 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.