13-12-2008, 05:49 PM
|
#[14]
|
|
:: كــاتب نشــط::
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ali Awad Ali
ظللت أتابع مساهمات زميلنا جعفرالمنصور وهي مساهمات رجل مجتهد ومتخندق حول أفكاره وأرائه ومستميت للانتصار لحجته وإقناع الآخرين بها وهذه محمده له ولكن اعتقد أن زميلنا يحتاج لفتح كوة ليري من خلالها العالم بعيون مكحلة بالتسامح وقلب مؤمن بأنه لا يملك الحقيقة المطلقة وان للآخرين جزء منها، كما عليه الخروج من مأثرة القرن الثامن عشر وإيمان الصحابة بماركس وأطروحاته. فالماركسية في دماغي هي نقد الرأسمالية وما عداها قابل للشطب والتعديل والحذف. ولو قام ماركس من قبره ألان لندهش لما يجري في العالم ولأعاده صياغة أفكاره وأرائه بصورة أخري. بمعنى أن الرأسمالية التي نقدها في ذلك القرن لا وجود لها اليوم بعد أن انفتحت الرأسمالية مرغمة وقدمت الكثير من الحقوق والامتيازات للطبقة العاملة والعاطلين عن العمل، وفي الحقل الذي يعيش فيها زميلنا المنصور يدرك تماماً بان رأسمالية ادم اسميث والقائمة على عدم تدخل الدولة والحرية المطلقة للسوق قد ولى زمانها تماماً ولهذا عليه وأباطرة الماركسية الواقعين في جبة المحافظة والرافضين لتجديد الحزب والأفكار قرأه الواقع السوداني بذهن منفتح ومتابعة برنامج الحزب بواقعية، فالواقع السوداني لا يزال يحمل سمات البدائية والتخلف ورغم كل الضجيج والصراعات الدامية حول السلطة والثروة لم يتم انجاز البنيات الأساسية المطلوبة لإحداث التطور وإخراج القوي المنتجة من حالة العوز والفقر، فمعظم أهل السودان رعاة وزراع والطبقة العاملة ضعيفة ومتخلفة وعاجزة والصراع في السودان يتبلور في عدة أشكال متداخلة مابين الطبقي والقومي ولاثني والديني وبالتالي هذا الصراع لا تحسمه الطبقة العاملة بل تحسمه القوي المتعددة والواقع عليها الظلم والاضطهاد والتي لها مصلحة في التغيير الاجتماعي وتحقيق السودان الجديد، وبقرأة الانتفاضات والثورات التي حدثت في أكتوبر ١٩٦٤ ومارس/ابريل ١٩٨٥نجد دور الطبقة العاملة كان ضعيف جداً وان القوي التي لعبت الدور الحاسم في هذه الانتفاضات هي مجموعة الأفندية والضباط ، "أي البرجوازية الصغيرة" علماً بان البرجوازية الصغيرة في السودان منحدرة من أصول عمالية وفلاحيه ولهذا هي اقرب لمنافذ الثورة ورياح التغيير.
برنامج الحزب الشيوعي واضح ومحدد وهو البرنامج الوطني الديمقراطي والمحزن أن هذا البرنامج لم يجد الاهتمام والتنظير ولا توجد وثائق عنه عدا مساهمة الشهيد عبد الخالق محجوب "حول البرنامج" ولهذا قطاع عريض من الشعب لا يعرف هذا البرنامج بل ومن الشيوعيين أنفسهم لانغماسهم في الدفاع عن المشروع الماركسي وإهمالهم لبرنامجهم كما يحدث ألان بواسطة المنصور و الرهبان وهو في جوهره برنامج رأسمالي يهدف إلي انجاز البنيات الأساسية وتحقيق الفائض للدخول في عالم التنمية وتحقيق الضروريات الأولية للشعب. هذا البرنامج لا يوجد في أطروحات ماركس ولم يكن في حساباته لان ماركس تناول بالنقد مجتمعات رأسمالية كاملة الدسم ولهذا يصعب على البعض الاجتهاد خارج النص.
حول تغيير اسم الحزب. معروف ومن البديهيات أن اسم أي منظمة يجب أن يتطابق مع برنامجها وليس مع الأحلام وبما أن برنامج الحزب هو البرنامج الوطني الديمقراطي فاعتقد أن الاسم المنسجم هو الجبهة الوطنية الديمقراطية أو القوي الديمقراطية إذا أن البرنامج يتحقق عبر تحالف لقوى عديدة تتنوع وتتفق حول هذا البرنامج. لقد اخطأ الرعيل الأول من الشيوعيين في المؤتمر الثالث بتحويل حزبهم إلى حزب شيوعي منغلق ولقد تم ذلك في خضم حماس الشباب والزهو بانتصار الاشتراكية وتفجر الثورات الحمراء واليوم بعد أن خمد البريق وبداء التفكير والنقد لتلمس الدروب يصبح من الضروري إعادة تقيم أفكار السكرتير الأسبق للحزب المناضل عوض عبد الرازق ورد الاعتبار له ولرفاقه. نعم أن التاريخ يكتب بأقلام المنتصرين ولكن ليس بالضرورة صحيح
|
[align=justify] تحياتي أخي علي عوض
فقد وضعت يد على جراح الرفاق وهم لا شك جزء من انتكاسة سياسية عامة في بلادنا ، الحزب الشيوعي كان أقرب التنظيمات السودانية لكلمة حزب وكان به رجال ما ضنوا بجهد على بلادهم ولو لا الخلق السوداني العنيد لكان اليوم حال بلادنا غير الحال ولكن فلندع الماضي خلفنا قليل و لننظر بعين ثاقبة لحاضر يوشك أن يلد مستقبل مشوه ! لا شك إن الشيوعية ليست شعار المرحلة ولن تواكب واقعنا الشديد البساطة والكثير التعقيد الذي يلعب الدين فيه عمود الانتماء و الذي يستغله الخبثاء لمأرب كالذي نرى . فلابد لكل قوى المجتمع أن تنظر في حالها وان تجيب نفسها قبل غيرها كيف بدأنا و إلى أين انتهينا وما هو المخرج فلم يزل الطريق ممتد و إن شق المسير فهمم الرجال لا تلين و إن الأخذ بتجارب البشر وأفكارهم متى ما لاءمت واقعنا دون فرض للقوالب الجاهزة لهو عين العقل ومنتهى الحكمة . أتمنى أن أرى هنا حوار شيوعي صريح لا تجمل ولا تزين ولا تستر فيه .[/align]
|
|
|
|
|