| 
				  
 ثم انتشر ارتداء الملابس المختلفة في السودان ، وغطت النساء رؤوسهن بأنواع مختلفة من أغطية الرأس . وسنحاول هنا التطرق لبعضها واشهرها مثل : 
 
 1) التوب:
 هو قطعة من القماش يبلغ طوالها، نحو أربعة أمتار ونصف تلف بها المرأة جسدها كاملاً من اخمص قدمها وحتى رأسها . وجاء في قاموس اللهجة العامية بالسودان أن " توب (س) ثوب (ف) ما تلبسه النساء ويتلفحن به ( ) ( صورة رقم 39: 1-2) . و لكن الثوب يتلفح به الرجال أيضاً في شرق ووسط وشمال السودان ( صورة رقم 40) . وتكون ثياب الرجال بيضاء على الدوام، بينما يمكن للنساء لبس الأبيض وجميع الألوان الأخرى، ولكن تختلف طريقة ارتدائه ما بين الرجال والنساء، فالرجال لا يسمح لهم اجتماعياً بتغطية رؤوسهم بـ (التياب) ، في حين أنه غطاء الرأس الأكثر انتشاراً بين النساء في الوسط والشمال ، ويستخدم التوب الأبيض أيضا في تغطية الجثامين بعد تكفينها عن المسلمين في السودان.
 
 ويبدو أن الثوب دخل إلى السودان مع الهجرات العربية ، التي جاءت من شمال أفريقيا ، عقب انتشار الطرق الصوفية ، حيث يسود نفس هذا اللباس في بعض مناطق المغرب العربي، وموريتانيا ، لدى قبائلها ذات الجذور المغربية .
 
 ترتدي النساء التوب تغطية رؤوسهن فقط دون الوجه ، ولكن في فترة حكم الدولة المهدية ، صدر قانون مهدوي يلزم النساء بتغطية الوجه ، فظهر ما يعرف بكسر " ( البلامة ) وهي استخدام جزء من الثوب الذي تلف به المرأة جسمها لتغطية وجهها ) " ( ) (صورة رقم 41) . والغريب أن هذه البلامة نفسها ، أصحبت مستهجنة ومدانة أخلاقياً ، في مراحل تاريخية لاحقة ؛ إذ ارتبطت بالعاملات في البغاء، و أصبحت الأمهات ينهين بناتهن عن تغطية الوجه ، في حين يأمرنهن بتغطية الرأس . هذا في الوقت الذي تسود فيه تغطية الوجه دون هذه المحاذير الأخلاقية ، في مناطق شرق السودان ، خصوصاً ، عند قبائل الرشايدة ، حيث ينصب الاهتمام بتغطية الوجه ، دون تشدد في وضع الغطاء على الشعر . ( صور رقم 42 -1 ، 2) . وترتدي نساء القبائل التي تسكن شـرق السودان ، من هدندوة وبني عامر وغيرهم من قبائل البجا ، نوعاً مميزاً من التوب السوداني ، يسمى (فردة كسلا) ، والفردة توب ينسج محلياً من القطن ، ولـه ألوان مميزة وجذابة (صور رقم 43-1 ، 2).
 
 
 
 2) الجدلة:
 جاء في لسان العرب أن " الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ قال: وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ والجَدِيل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو الناقة، والجمع جُدُلٌ" ( ).
 
 أما في القاموس المحيط فقد ورد " جدله يجدله ويجدله: أحكم فتله. والجديل: الزمام المجدول من أدم، وحبل من أدم أو شعر في عنق البعير " ( ).
 
 وجاء في قاموس اللهجة العامية أن " الجَدْلَةْ حرير أحمر مفتول يشد إلى القرطين بحيث يمر بأعلى الرأس ، والعرب تسميها .. الجَدِيل وهو الزمام والحبل المفتول " ( ). ولكن ما يطلق على الجدلة الآن ، هو شعر مستعار مجدول على الطريقة التقليدية السودانية في تسريح الشعر(المشاط) ، ومزين بجدائل الحرير الحمراء ، وحلى ذهبية تتلى على الجبين وتتصل بالأنف ، تسمى (الزمام) .ويشبك بالجدلة قرطين كبيرين، كانت تلبسهما النساء السودانيات في الماضي، تسميان (الفِداء أو الفِد ) ، وتخرم الأذنين من طرفيهما العلوي للبس الفدو ، وبعد اندثارها، واختفاء تخريص الآذان من الجانب العلوي ، صارتا تشبكا بالجدلة . صورة رقم (44 : 1 ، 2) .
 
 ترتدي العروس ـ في وسط وشمال السودان ـ (الجدلة) ، أثناء طقس الجرتق ورقصة العروس ، وقد لبستها بعض المحجبات في حفلات أعراسهن ، باعتبارها ليست شعرهن الحقيقي ، فقد اعتبرنها غطاء لشعرهن الحقيقي ، الذي يتشددن في عدم إظهاره وفقاً لبعض الفتاوي الدينية.
 
 3) الِفركة:
 عبارة عن قطعة مستطيلة من القماش الحريري، وعرفها قاموس اللهجة العامية بأنها "ضرب من الثياب يلبس فوق ثياب المرأة" ( )، وهناك نوعان من الفركة، الأول فركة أم صفيح، وتستعمل كإزار ترتديه النساء (القرقاب). أما فركة القرمصيص فتستعمل كغطاء للرأس عند العروس السودانية أثناء طقوس الجرتق، وعند أداء رقصة العروس، ( صورة رقم 45: 1، 2) .
 
 
 
 |