| 
				  
 [align=center]ثالثاً : غطاء الرأس والهوية السياسية للناشطات السودانيات[/align]
 تعبر أزياء الناشطات السودانيات ، عن مواقفهن الفكرية وهويتهن السياسية ، بقدر كبير من المباشرة ، فالنقاب مع العباءة السوداء ، يتم تصنيف مرتديته على الفور بأنها من جماعة أنصار السنة ، وهي جماعة وهابية موجودة في السودان ، وكانت عضواتها من النساء وحتى منتصف الثمانينات يرتدين الجوارب والقفازات والثوب السوداني . ثم بدأن في إرتداء النقاب المعروف في السعودية واليمن ، وقد تنامى وجود هذه اللباس في الشارع السوداني خاصة بعد الانتشار النسبي لتيار السلفيين و نشاط حركتهم وسط الطلاب ، مما أسفر عن حصولهم على بعض المنابر النقابية الطلابية في بعض الجامعات السودانية .
 
 و ارتداء الطرحة تحت التوب السوداني والحرص على تغطية الأذنين والعنق بالطرحة ، تصنف مرتديته بالانتساب إلى تيار الإسلام السياسي في السودان ، سواء كان حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، كما تظهر زوجات رئيس الجمهورية ، ( صورة رقم 53 ) ، و( صورة رقم 54) ، وقيادات الاتحاد العام للمرأة السودانية ، والوزيرات والبرلمانيات (صورة رقم 55) ، أو كن ينتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي المعارض . وقد حورت بعض منتسبات هذا التيار إرتداء التوب التقليدي ، ليتناسب مع مقولات الزي الشرعي (الحجاب) ، التي ينادين بها ، فأصبحن يرتدين التوب ويتلفعن بطرف منه ، بحيث يغطي الشعر والرقبة بنفس الشكل الذي تلف به الشيلان أو الطرح عند المحجبات. ( صورة رقم 56 ) .
 
 أما لبس التوب ، مع منديل الرأس ، دون التشدد في تغطية الأذنين والعنق ( صورة رقم57)، يكاد أن يكون زي المنتميات  إلى كيان الأنصار وحزب الأمة فترديته غالبية الناشطات المنتميات لهما.
 
 وإرتداء الثوب الأبيض ، دون أن يكون هناك ، أي نوع من الغطاء تحته ، فهو زي العاملات والموظفات ، ولكن الظهور به في المناسبات الاجتماعية ، وخارج ساعات العمل وأماكن الوظيفة ، يشير إلى أن مرتديته ، تنتمي إلى حركة الأخوان الجمهوريين . فقد اشتهرت الأخوات الجمهوريات، بثيابهن البيضاء ، في سبعينات القرن الماضي ، أثناء الحملات التروجية لحركتهم ، والتي شاركن فيها بفعالية وحضور كان غريباً آنذاك على الشارع السوداني . ( صور رقم 58- 1 ، 2 ) .
 
 ارتدت المحافظات في تيار اليسار السوداني فقد التوب ، وشجعن على إرتدائه( ) ، أمثال السيدة فاطمة احمد إبراهيم ، أول برلمانية سودانية ، ورئيسة الاتحاد النسائي السوداني ، صورة رقم (59) ، والسيدة حاجة كاشف بدري ، التي نشرت مقالاً في عام 1955م بعنوان (دفاعاً عن زي المرأة السودانية ) ( ) وغيرهن. وأما الراديكاليات في نفس التيار ، فقد تميزن بعدم التزامهن ، بلبس الثوب السوداني ، وأبرزهن الأستاذ  سعاد إبراهيم احمد عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني التي لم تظهر مرتدية الثوب ، أو إي نوع آخر من أغطية الرأس ( صورة رقم 60) . أما السيدة نعمات مالك ، زوجة الزعيم الشيوعي الراحل عبد الخالق محجوب ، والناشطة المعروفة ، فتظهر حيناً بالبدلات النسوية العصرية (صورة رقم 61)، وأحياناً أخرى ، بالتوب التقليدي. وعلى نفس منوال السيدة نعمات مالك ، في المراوحة بين ارتداء التوب، وخلعه ؛ يجئ مظهر، بعض الوجوه السياسية، التي برزت مؤخراً في الساحة السودانية، مثل الدكتورة آمنة ضرار، رئيسة حزب مؤتمر البجا، صورة رقم (62)؛ والأستاذة هالة عبد الحليم محمد، رئيسة اللجنة التنفيذية، لحركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) ( صورة رقم 63) .
 
 أما الناشطات من جنوب السودان، فيظهرن في معظم الأوقات في البدلات النسوية الحديثة، وأحياناً في بعض الملابس التقليدية، التي يكون غطاء الرأس جزء منها، كالكنقا والكتنجة. فغالبية البرلمانيات، اللواتي تصل نسبتهن إلى 25% من أعضاء البرلمان، بحسب نص اتفاقية السلام الموقعة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، يظهرن في جلسات البرلمان، وهن مرتديات الكتنجة، كما ترتديها الدكتورة  تابيتا بطرس شوكاي، وزيرة الصحة الاتحادية، في اغلب الأوقات . ولكن الكتنجة لا تعبر عن الهوية السياسية، للناشطات من جنوب السودان والمتنميات إلى الحركة الشعبية فحسب، فقد ارتدها عضوات حزب المؤتمر الشعبي من جنوب السودان أيضاً . فهي تعبر عن أفريقانية هؤلاء النشاطات وانتمائهن إلى جنوب السودان ، وتعلن عن هويتهن الأفريقية، دون دلالة سياسية معينة . ولا تعبر أيضاً عن هوية دينية، فالمسيحيات والمنتميات ، إلى ديانات أخرى في الجنوب والغرب يرتدينها ، كما ترتديها النساء المسلمات في السنغال ومالي ، وغيرها من دول وسط وغرب أفريقيا.
 
 ظهرت السيدة ربيكا قرنق ، وزيرة المواصلات في حكومة جنوب السودان ، وزوجة الزعيم السوداني الراحل جون قرنق ، في أكثر من مظهر (بدون ومع غطاء للرأس). فقد ظهرت في احتفالات توقيع اتفاقية السلام السودانية بنيفاشا، وهي ترتدي بذلة أوربية نسوية كاملة ، بما فيها القبعة التي ترتديها السيدات في أوروبا ( صورة رقم 64-1 ) . ثم ظهرت في البذلة النسوية الحديثة ، دون غطاء رأس ، أثناء استقبالها لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس ( صورة رقم64-2) ، و ظهرت وهي تعتلي المنبر ، وتخاطب جماهير الحركة الشعبية ، مرتدية اللاوي وتغطي رأسها بمنديل ، جعلت من ربطته أشبه بالكتنجة (صورة رقم 64-3) ، ثم ظهرت وهي ترتدي اللاوي دون غطاء رأس (صورة رقم64-4) .
 
 
 
 |