عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2007, 06:39 AM   #[43]
أم سهى
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

في كل مراحل التاريخ وفي معظم المجتمعات تحتل المرأة ، اجتماعياً ، مكانة أقل بكثير من الرجل. أن القيمة الدنيا لمكانة المرأة التي تواضعت عليها كثير من المجتمعات تترجم على الأرض في شكل مؤشرات بائسة مثل ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة للأمومة ، ارتفاع نسبة الأمية ، القيود على الحرية الشخصية وانعدام المساواة مع الرجل في الحصول على الخدمات الحكومية مثل فرص العمل وغيرها. ونتيجة لتلك العوامل صارت المرأة ، عبر القرون ضحية دائمة للعنف من قبل الأسرة والمجتمع والحكومات.
إن أشهر أشكال العنف ضد المرأة تشمل ضرب الزوج ، الاغتصاب ، التحرش الجنسي من قبل المخدمين ، الدعارة بالإكراه ، الختان الفرعوني وقتل الأجنة.

أن مصطلح (العنف الأسري) يستعمل عادة للإشارة للعنف الموجه ضد المرأة بواسطة أحد أفراد الأسرة وفي الغالب يكون هذا الفرد هو الزوج ويمكن رؤيته ، أي العنف الأسري كحالة قهر نفسي أو اقتصادي (نتيجة للحوجة) أو جنسي، يقود إلى تهديد جدي أو استعمال فعلي للعنف البدني. وتتدرج أشكال العنف الأسري من الدفع باليد أو الصفع وحتى استعمال الأسلحة النارية.
لكن الأدهى ان العنف الأسري قد ينظر له كوسيلة ضبط أو تأديب للمرأة مقبولة اجتماعياً وتدخل في صميم أعراف كثير من ثقافات الشعوب مما يدفع الضحايا إلى الاستسلام المستدام لجلاديهم.

إن العنف ضد المرأة هو محصلة نهائية لتفاعل عوامل عديدة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع (Society) والجماعة. (Community). على مستوى الفرد فإن تلك العوامل تشمل التعرض للعنف في الطفولة أو مشاهدة ممارسته على نطاق الأسرة ، كما تشمل أيضاً غياب أو إهمال الآباء لدورهم في التنشئة أو إدمانهم للمخدرات والكحول

. على مستوى الأسرة تمثل الخلافات الزوجية والهيمنة التامة للزوج على شئون الأسرة المالية وغيرها محددات قوية لظهور العنف. وعلى مستوى المجتمع والجماعة فإن عوامل ظهور العنف تشمل الفقر ، والعطالة والعزل الاجتماعي على الأسرة أو المرأة ، وربط مفهوم الذكورة أو الرجولة بقوامة الزوج أو سيطرته على المرأة ، وقبول العنف أو التأديب بمفهوم المجتمع) كوسيلة لعلاج الخلافات وبالذات العنف ضد الزوجات.
إن العنف ضد المرأة قد ينشأ من الأعراف الاجتماعية لكل من دور الرجل ودور المرأة في المجتمع ,فالرجل هو سيد الأسرة (وبالتالي المرأة) لأنه ينفق عليها مادياً. أما المرأة فمسئولة عن إعداد المنزل ورعاية الأطفال وإظهار الطاعة التامة للزوج في صورة أشبه بالرق أو السخرة. وبالتالي فإن أي تقصير من قبل المرأة أو أي تمرد لتحدى (حقوق) الزوج فإنه يقابل تلقائياً بالعنف (المقبول اجتماعياً وربما وجد له بعض ضيقي الأفق من رجال الدين تخريجاً فقهياً بالفهم المتعسف لبعض النصوص الدينية.

يؤدى العنف ضد المرأة إلى نتائج وخيمة عليها على كل المستويات ، صحياً واجتماعياً بالإضافة إلى الأذى الجسدي المباشر الناتج عن العنف ، فقد ينتج عنه عاهات دائمة والاكتئاب النفسي والحمل غير المرغوب فيه والانتحار والأمراض الجنسية. ويؤدى العنف إلى النزاعات الزوجية وتعويق الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة في تطور مجتمعها. ويزداد الأمر سوءً برؤية الرجل لأي تطوير لقدرات المرأة المهنية أو الشخصية كتهديد محتمل لدورهم (أو قوامتهم)



التوقيع: لأننا نتقن الصمت ..
...
حمّلونا وزر النوايا !!

(غادة السمان)
أم سهى غير متصل   رد مع اقتباس