الموضوع: العيش واخوانه
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2017, 11:42 PM   #[1]
شوقي بدري
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية شوقي بدري
 
افتراضي العيش واخوانه

العيش واخوانه
قرأت البارحة ان وزير المالية السوداني قد اعطى عبد الله شقيق البشير الحق في احتكار تصدير الذرة السودانية . انا لست هنا لكي اناقش هذا الظلم البائن . فالانقاذ منذ البداية كانت مجموعة من اللصوص والقتلة ، تحت عباءة الدين . وسبب بقائهم هو توسيع حلقة اللصوص وادخال لصوص جدد خاصة اهل النفوذ الديني والطائفيى لأن هؤلاء يأتون بالمساكين والمخدرين والمغيبين . والغريبة منهم المتعلمون وحملة الدكتوراة .
العيش او الذرة التي تصدر لاوربا لا تستعمل في الأكل ، ولكن كعلف . وهولندة من الدول التي تبتاع الذرة . شركة داف التي تصنع السيارات خاصة الشاحنات تمكنت في زمن نميري من بيع واهداء الشاحنات الداف
لحكومة السودان . فالدول المتطورة التزمت بتعهد امام الامم المتحدة بإعطاء الدول الفقيرة واحد في المئة من دخلها القومي . وتتنافس الشركات في اقناع حكوماتها بالتصدق بمنتجاتها ، لكي تضمن اسواقا جديدة . ولقد نجحت الداف كثيرا في السودان كنت امتلك ثلاثة منها في الثمانينات في السودان . و علي عكس الشاحنات الاخرى كانت قطع الغيار متوفرة لأن الدولة تستوردها . وهذا يجعلها متوفرة في السوق ، لانها تتسرب من المخازن للسوق كعادة السودان في زمن نميري ثم الصادق . وكانت الذره او العيش تستخدم في بعض الاحيان كمقايضة . ولقد بيع القطن في فترة من الفترات بأقل من سعره الحقيقي واستعمل في مقايضات اضرت بسوق القطن السوداني فلقد استورد السودان السلاح الروسي ودفع بالقطن وباع الاتحاد السوفيتي القطن السوداني بسعر متدني عالميا . وكان هذا في بداية مايو واضر هذا بسعر القطن السوداني . وهذه من غلطات الشيوعيين . ولقد اشترك شريف التهامي في الاضرار بسعر القطن في صفقات الطاقة والغاز تورباين . ولم يستطع الصادق ان يجنب صهره شرف التهامي السجن في الديمقراطية الاخيرة . قام مبارك الفاضل ببيع القطن لتاجر هندي في بريطانيا .ثمنه 100 مليون دولار ووضع 40 مليونا في جيبه ودخل الخزينة 60 مليونا فقط . وجزء من الصفقة طيارة خردة كانت بداية شركة ترحيل يمتلكها مبارك . وحذرت السلطات الكينية من حالة الطائرة المتردية . واودت الطائرة بحياة 6 منهم الطيارون . والبشير لسة بيكوس على دليل للفساد وهو رأس الفساد.
والصادق زعلان من مبارك علشان بيلحس ايدينو خلال الاكل ؟ ما بي سبب الفلوس الضربا مبارك وحرم الصادق. من صفقة المولاس والبترول من شركة فال في الشارقة . واطارات عبد ربه والرخص التجارية من مواسير وسيخ ويمكن كمان فسيخ . والصادق مسكين بقى يشحد البشير . وبت شريف التهامي ضربت ملايين الكيزان بعد وفاة زوجها ابن الكوز رئيس مسخرة البرلمان الحالي .
وانتو زمان فاكرين الكيزان وناس الامة لاصقين في بعض في كل عقد ولا فراش ، بي سبب زكر الله ؟ ما بي سبب القريشات . وكل واحد عاوز يملا طرفه ، وفي الاول حزتو .
الدكتور ابو حريرة كان من انضف السودانين . ولكن اذكر ان شقيقي الشنقيطي الذي كان موظفا في المالية كان يقول لي عندما ابديت فرحي بسياسة ابو حريرة طيب الله ثراه ... التجار ما في زول بيقدر عليهم لانه بيشتروا الموظفين . وابو حريرة ما حيقدر على الموظفين .
عندما ضايق اصحاب الماشية ابو حريرة ومسكوا البهايم قام بإاستيراد الضأن من استراليا . وكان رخيصا وهشا . ومنع الاستيراد بدون التصدير . وهذا قرار جيد . ولكن ابو حريرة لم يكن يعرف قذارة ولؤم رأس المال . في فترة نميري وبنك فيصل وجد الكيزان فرصة للسيطرة على الاقتصاد السوداني . وعرف بنك فيصل ببنك العيش . وكانت ممارسات بنك فيصل تتعارض مع قوانين التجارة والدين الاسلامي لانهم كانوا يشترون من المزارعين قبل ان يكتمل الانتاج . ويخزنون العيش . والتخزين حرام في الاسلام ويحب ان يكون هنالك بيع متواصل .
قرار ابو حريرة بأن لا يسمح بالاستيراد الا بعد التصدير اتى بسبب الكيزان بردود فعل سيئة . فلقد اختفت بعض السلع المهمة مثل الادوية وقطع الغيار والكماليات التي تأتي بربح عالي . وعن طريق الدكتور بابكر احمد العبيد الذي كان علي رأس منظمة ,,سيف ذي تشلدرن ,,السويدي تعرفت بالاخ الفاتح كمير. ودكتور بابكر كان يبتاع العيش والكبكبي مع اللبن المجفف لاطعام الاطفال واللاجئين خاصة من اثيوبيا . وبعد اول صفقة اعطاه تاجر العيش ظرفا وبالاستفسار قال التاجر انه ما هو متفق علية مع من كان في الوظيفة قبله . فقال بابكر انت شفت الناس ديل حالهم كيف ؟ ديل بيصلوا عضام والشوك مقطع لحمهم . بالقروش دي اديني عيش زيادة علشان أأكلهم.
بعد نهاية الجفاف كان هنالك فائض من العيش . واتفقت مع الاخ الفاتح كمير على التصدير . وكان السعر 100 دولار . وكان عندي اتفاق مع ثلاثة شركات اوربيبة . وفجأة ابلغني الجميع ان العيش السوداني يباع ب 75 دولارا . ولم يصدق الفاتح وظن انني مخطئ . ولكن وضح ان بعض الكيزان يصدر العيش بسعر 75 دولار ويخسر 25 دولارا . ويكسب 300 % في استيراد بعض السلع المعدومة او الكمالية . وكان التصدير يحدث للسعودية او عن طريق السعودية . وتذكرت كلام الشنقيطي عن الموظفين والتجار .
لقد كانت الحكومات اكثر لؤماو علي الشعب السوداني من الجفاف والفيضانات والجراد . والدليل ما يحدث الآن . فالكيزان قد تحالفوا مع الصادق وسيطروا على جعفر نميبري ثم وضعوا بردعة علي الصادق وحرموا الشعب السوداني من ,, العيش ,, .
في البحرين يسمون الارز العيش . ويقولون انهم يعيشون عليه . ويأكلونه يوميا . والعراقيون يتكلمون دائما عن ,,التمن ,, او الارز . وهم يستوردونه مثل السعودية والكثير من الدول كل انواع الأرز من آسيا . ولنا ان نتصور كم تحتاج الصين من الأرز لاطعام بليون واربعمئة مليون من البشر . نهر آمور يفصل بين روسيا والصين . وهذه منطقة باردة لا يتوقع الانسان ان تكون منطقة لزراعة الأرز . ولكنها تطعم ربع سكان الصين . وهذا قد يعني 350 مليونا من البشر . ونهر آمور لا يساوي اي شئ مقارتة بالنيل . لقد اعطانا الله ارض خصبة منبسطة وانهار عديدة . كل ما نحتاجه هو سدود بدراسة متكاملة وري انسابي لا يكلف الكثير والكهرباء تأتي رخيصة من السدود .
في شمال الصين علي نهر آمور يضطرون لاستعمال مدافع عملاقة بقذائف خاصة لتفريق السحب خوفا من تساقط البرد الذي يأتي في شكل حصى تقضي علي المحصول .و نحن في السودان لا نواجه هذه المشاكل . ولكن عندنا مصيبة الحكام الجشعين. ولهذا بعد 61 سنة لايزال 65 من السودانيين يعيشون بدون كهرباء و55 % لا يعرفون الماء النظيف . والبعض لا يجد حتى الماء . والبشير يرقص .
ان المناطق الشاسعة والانهار والامطار تسمح للسودان ان يكون اكبر مصدر للغلال والزيوت وهنالك 60 نوعا من العيوش ينتج السودان كل هذه الانواع . كما يزرع ال ,, تف ,, وهي الحبوب التي تصنع منها جيرة او الانجيرة وهي الكسرة الاثيوبية . ويزرعها الفلاحون الاثيوبيون في الفشقة اليوم .
والارز قد نجح في اعالي النيل وكانت هنالك تجارب ناجحة في جونقلي على بعد كيلومترات من ملكال . وكان الصيادون يذهبون لصيد البط والوزين الذي تكاثر بسبب الارز . والارز يمكن ان يصدر والكثير من الدول الافريقية تأكل الارز .
اكل الجذور مثل البافرة او الكسافة كما معروف عالميا يعتبر مرحلة اولية في تطور الغذاء . والذرة الشامية لم تكن موجودة في العالم القديم واتت مع الفول السوداني والطماطم والبطاطس الديوك الرومية الخ من امريكا . والذرة الشامية يسهل زراعتها . وفي الجنوب وشرق افريقيا تعتبر الغذاء اليومي وتعرف ب ,, اقالي,, ومع السمسم والفول السوداني نكون قد تحصلنا علي البروتين النباتي ., وهذه اشياء يمكن ان ينتجها السودان بسهولة ويقوم بتصديرها . واكل القمح والشعير والشوفان التي تحتاج لرعاية يعتبر تطورأ لاكل البشر . واتت انواح البطاطس . وصار البطاطس من اهم الاغذية خاصة في اوربا . ولقد هاجر الكثير من اللارلنديين الي امريكا عندما تعرض محصول البطاطس للأفات . وحدث نفس الشئ في مقاطعة بليكنقا في جنوب السويد ورحل الكثير من اهل المقاطعة لامريكا . ومن العادة يرحل الانسان لمنطقة يماثل مناخها مناخ الوطن . وتركز المهاجرون السويديون في مينسوتا الباردة في امريكا وهنالك مدينة اسمها اسطوكهولم في مينسوتا .
الكثر من النازحين في ايام مجاعات الثمانينات لم يعودا لمناطقهم . وصارت المويلح والحاج ابو زيد وطنا للكثيرين منهم . وبعد ان كانت تلك المناطق خارج امدرمان صارت داخل امدرمان . وهذه مشكلة افريقيا لان امريكا وآسيا ... الهجرة الي المدينة . ولهذا يعتبر الامن الغذائي اهم شئ بعد السلامة . فلقد يهرب البشر من القصور عندما لا تتوفر السلامة . ولقد هرب بنو الاحمر من قصر الحمراء في اسبانيا . وعلي الحكومات توفير السلامة والامن الغذائي للمواطن .

لقد قرأت انه سيصدر 6 مليون طن من الذرة . وهذه ترهة . فهذا المقدار من الذرة لا يتوفر للسودان لكي يصدره. والصوامع والتخزين مهم مع الوفرة ووجود احتياطي مهم لكل الدول . ولكن عملية التخزين تجعل الغلال تفقد البعض من قيمتها الغذائية . والمطمورة وهي الطريقة التقليدية في حفظ العيش في السودان تجعلة يفقد ما قد يصل الي نصف قيمته الغذائية . وقديما قرأت ان الاتحاد السوفيتي يحتاج ل117 مليونا من القمح . ولكن في بعض الاحيان يفشل الانتاج ويحتاج الاتحاد السوفيتي للإستيراد . وكانت امريكا وحلفاءها يرفضون البيع لروسيبا . ويقولون. كل مزارع يتوقف من انتاج القمح يتحول لجندي يوجه سلاحة نحو امريكا وحلفاءها . ومن السياسات الرعناء كانت محاولة جعل الخبز مجانيا او شبه مجاني . واخذ المواطن اكثر من حاجته وبعضهم اطعن الخنازير الخبز . وتلك اول محاولة في طريق الشيوعية . وشعار الاشتراكية هو لكل حسب مقدرته ولكل حسب عمله . وفي الشيوعية ...من كل حسب مقدرته ولكل حسب حاجته .
خروتشوف رئيس روسيا بعد استالين كان مسكونا بزراعة القمح ، والذرة الشامية خاصة لانها يمكن ان تستعمل كطعام وعلف للحيوانات . وكان الروس يحاولون زراعة الذرة الشامية . ثم ينقلون الحبوب كيلومترات نحو الشمال حتي تتأقلم الذرة الشامية مع البرد . ولقد كان الروس يسألون لماذا يريد خروتشوف الذهاب الى القمر . وكان الرد ... ليزرع الذرة الشامية .
احد المسئولين في وزارة الزراعة قال لي في الثمانينات انهم للقضاء علي الحشرات والطيور لحماية المحاصيل يستعملون الرش بكثافة . وعندما قلت له ان هذا يؤثر علي البيئة والطيور الصديقة قال انه لا يهم وحتي الطيور الجارحة وآكلة الرمم تموت . لكل هذه الطيور دور في الطبيعة . والرش يحصل قبل المغيب عندما تأتي الطيور لاعشاشها . وزكرت له ان الصين فقدن بين 30 او 40 مليونا من البشر بسبب المجاعة التي سببتها السياسة الخاطئة . فلقد خرجت الصين وهي تقرع الطبول والاواني المعدنية والابواق لكي لا تهبط العصافير . وماتت العصافير من التعب .وظهر المسئولون في الافلام وهم على رأس المواطنين لجمع الاطنان من العصافير النافقة . وهي الزرزور الذي يغير علي المحاصيل في السودان . ولكنه يقضي علي الكثير من الحشرات . وفي الصين ماتت العصافير وقضت الحشرات علي المحاصيل ومات الملايين من البشر. ولم يعرف العالم الا بعد انتهاء... الثورة الثقافية .
هنالك سبعة محاصيل في اوربا .اولها القمح والشعير والشوفان والذرة الشامية . وهنالك الحبوب الزيتية وما يعرف ب ... رابس وهو السمن النباتي والذي يجد طريقه حتي لموائد السودانيين . وهذا نبات يزورع كل سنة وله زهرة صفراء جميلة ويرى الانسان بحارا ممتدة من اللون الاصفر .و هنالك انواع مختلفة من البطاطس . وهنالك البنجر الذي يصنع منه السكر . ولونه ابيض وحجم الحبة حوالي كيلوجرام واحد . هذه اهم مقومات الزراعة الاوربية . وعندما سمع البشير بأنهم سيزرعون بنجر السكر خطب في اهل الشمالية قائلا ... بتعرفوا البامبي ؟ حنزرعوا ونعمل منو سكر . ومن القمح تصنع الخمور , خاصة الفودكا . ويصنع الويسكي من البطاطس . وفي جنوب السودان ويوغندة يصنع العرقي من الموز . والاعناب في جنوب اوربا تتحول لنبيذ وكونياك وشمبانيا الخ . والكونيا بتواجد في المستشفيات لرفع مقدرة الجسم . وفي السودان يوجد في المستشفيات لعلاج لدغة العقرب والثعبان . في السودان يذهب الكثير من العيس لصنع الخمور خاصة المريسة التي تعتبر الغذاء الرئيسي في بعض مناطق السودان ... شماله وجنوبه . ومن العيش يصنع العرقي الذي ازدهرت صناعته بعد ان منع الاستيراد .
التمركان من اهم منتجات الشمالية . وبعد الحصاد تتم الزيجات وتبتاع الثياب والاثاث . وتسدد الديون . وكان يصنع منه العرقي خاصة المشرقي والبركاوي والقنديلة كان يصدر لكل انحاء السودان ويعتبر هدية رائعة .. وشرق السودان يستهلك كميات مهولة من العجوة لشرب القهوة ومع لحمة السلات المشوية علي الحصى الكبار . واقد اشتكي اهل الشمالية من ادخال الشتول من السعودية والامارات في الثمانينات بكميات صغيرة صحبة راكب لانها تحمل آفات ليس هنالك ما يقضي عليها من المخلوقات . واخيرا استوردوا عشرين الف من الشتول من الامارات ممنوع استيرادها بسبب الآفات . واستراليا تغرم الراكب الذي يحضر وفي جيبه او حقيبته موزة او تفاحة 220 دولارا , للمحافظة علي البيئة . لكن نحن السودانية ملطشة .
نحن في السودان يمكن ان ننتج انواعا متعددة من الخضروات والثمار والمحاصيل اكثر تنوعا من اوربا . فاليوم تأتي الزهور الي اوربا من افريقيا خاصة كينيا . ويستخدمون الطائرات .ولقد تضاعف انتاج كينيا ومالي وزامبيا الزراعي عدة مرات ونحن نستورد الطعام . بعض الكيزان لا يفضلون الانتاج السوداني لانهم يكسبون الكثير من استيراد الدقيق . وعملية الطحم سهلة وغير مكلفة . فلماذا لا تتم في السودان ؟ وفي السنين الماضية تدنى سعر القمح عالميا وارتفع في السودان . ولكن مع الكيزان لا يوجد منطق .
نعم العيش هو قوت اهل السودان الاول . ولكن للدخن مكانة خاصة . ومنه يصنع القدو قدو وهي كرات تفصل من بعض ببعض الدقيق لكي لا تلتصق عند الحفظ . ولكنه يستخدم اكثر كنوع من المديدة . وصار حتى اهل الوسط يأكلون الدخن . من الصعب تغيير عادة الاكل . احدي السيدات من الشمالية اتت للوسط ولم تتعود علي الكسرة وهي متعودة علي القراصة . فقالت قصيدة اذكر منها
اكلوني شيطي وشيطي وفي البيت سوولي بيتي . وكانت تصف الكسرة بالشيطي . وتتحدث عن الناموسية التي كانت تقي من الباعوضة .
بعض اولاد الاشلاق عندما يحضرون للطاحونة الكهربائية الصغيرة في سوق حي الملازمين بالقمح لطحنه ، يحضرون قليلا من القمح في صرة لكي يقوم الطحان بنظافة الحجر من العيش . واظن الصرة لتحديد القدر لنظافة الحجر .
من ارخص انواع العيش كانت الفيتريتة ولونها احمر وطعمها لذيذ . كان من يحضر الفيتريتة يجد بعض التفرقة في الطاحونة . ولقد قلت ان الانقاذ جعلت السودان مثل صاحب الفيتريتة بين الامم ، في الآخر . فصاحب الفيتريتة يطلبون منه الانتظار في الآخر . فمن العادة ان تصنع الكسرة من المايو او المقد والمقد حبته كبيرة وفي بعض الاحيان يخلطونه مع القمح لعمل الرغيف . ولكن بعد ان انتشر عمل العرقي ارتفع سعر الفيتريتة . لانها تتخمر بسرعة لعمل ,, المونة ,, التي تخمر وتطبخ في القدر الذي هو البرميل وتقطر بواسطة البوصة وهي ماسورة تلف بالخرق وتبل بالماء لتقطير العرقي . العيش متعدد النشاطات .
في امدرمان كانت زريبة العيش في شارع سوق العناقريب جنوب الجزر من اساطين سوق العيش العم شاخور رئيس نادي المريخ . وكان تجار العيش من الاثرياء عادة . وتميزهم الفتاشة وهي اداة من الصفيح يصنعها السمكري في شكل ماسورة حوالي الخمسة عشر سنتمتر برأس ضيق لادخالها في جوالات العيش للكشف علي نوعية العيش . وكثيرا ما تثقب الفتاشة جيب التاجر . والبعض يلفها بالمنديل للمحافظة على الجيب . وتجار العيش يحملون عادة فلوسا كثيرة في كيس من المشمع مكتوب علية الحرفان أس جي بالانجليزية اشارة لحكومة السودان . ويتحصلون عليها من الصرافين لحمل الريالات الثقيلة .
بينما نحن في اثناء تناول الشاي بعد طعام الغداء في منزل خالي اسماعيل خليل في ملكال يوم الجمعة ، ومن العادة ان يتجمع الكثيرون في المنزل بطعامهم . اتي زكريا شيخ العتالة مصحوبا بصديقي بيور وهو العتالي الوحيد في ملكال من الدينكا . واغلب العتالة في كل السودان كانوا من اهلنا الفلاتة . الذين تحملوا العبئ الاكبر في الجهد والعمل . طوبي للفلاتة .
الريارة كانت بحثا عن تاجر العيش الذي كان من الحضور . وكان العتالة قد اتفقو معه على قرش لكل جوال عيش . ولكن وضح ان العيش في مركب ضخم . ولم يكن في الباخرة بالسقالات والمزلقان كالعادة . والسعر قرش ونصف . واخرج التاجر مبلغا خرافيا وقتها يماثل الالف جنيه وكان العامل يعمل باقل من ثلاثة جنيهات في الشهر وقتها . واعطى زكريا الفرق . وعلق التاجر بأنه من الخطأ الاختلاف مع العتالة لانهم قد يضربون عن العمل مع التاجر الذي لا يعطيهم حقهم وقد يرصون جوالات العيش بطريقة ا قد تنهار بعد انصرافهم . وزكر انه قد عمل لسنين من خواجة . وقد كافأه في نهاية عملة برأ سمال بدأ به حياته .
قديما كانت اعالي النيل من اكثر الاماكن امنا . لان النوير والدينكا والشلك والانجواك والمورلي الخ لا يعرفون السرقة . ويترك الناس منازلهم في نهاية مارس وابريل في فترة الجفاف ولا يفقدون اي شئ .
في الخمسينات وانا في الثالثة عشر من عمري كنت ارافق الرجل الجنتلمان محمد يس طيب الله ثراه علي ظهر القندران لاكوبو البيبور فشلا الخ . وبين ديرور وايرو شرق واط عاصمة اقليم النوير لاو توقف القندران في الليل بسبب جوال عيش علي الطريق . وفي الصباح توقفنا عند دكان احد الجلابة وسلمناهم الجوال الذي سقط من اللوري . والغريبة ان اي من النوير بالرغم من انعدام العيش في فترة ابريل لم يمد يده الى جوال العيش . وفي ايرور اكلت كسرة بي موية عند التاجر ود الزين الذي كان يقول لي مفتخرا انه قد علم النوير صنع الكسرة . ونحن قد تعلمنا بعض الاطباق من المصريين والاتيوبيين واليونانيين الخ . وكانت عملية الكسرة في اعالي التيل تحدث بالطريقة القديمة ، الفندك والمرحاكة ثم الدوكة .
الشلك بجانب نظافة اجسادهم ومنازلهم المشهورة يتمتعون بمقدرة عالية في صناعة الطعام . وأكلتهم الاولى هي الولول او المنوكولو , وتصنع من العيش وتشبه السكسكانية . والجنوب كان يستورد كميات ضخمة من العيش من الشمال . واخيرا اتجة الناس لزراع الذرة في ام دلوس والعدالة
والطيارة واماكن اخري في شمال اعالي النيل . وكان النقل يحدث بالبواخر للكميات الكبيرة والمراكب الشرعية التي كانت تسبق الباخرة عندما يكون الريح متوتيا . ولكن للمسافات القصير وللكميات الصغيرة كانت اللواري تجوب المنطقة . واللوري العادي يحمل 55 جوالا من العيش ، او 5 اطنان . وحمولة اللوري العاديي 3 طن ولكن السودانيون قاموا يإضافة حوالي المتر لشاسي البدفورد ورفعوا اللوري باطارات 120 في الخلف بدلا عن المقاس العادي 900. وكانت الصناديق الحديدية تحمل اسم ,, ختر ,, وهو اشهر حداد وقتها في السودان وورشته في امدرمان . وهذه اللواري ساعدت كثيرا في تطوير السودان .
بعد هطول المطر ينتظر الناس ظهور القش ويقومون بحشه بالملودة او النجام . ويأتي وقت السلوكة لصنع الحفر وخلف صاحب السلوكة يتبع من يبذر البذور من القرعة ويغطي عليها بقدمه . وعندما يظهر الزرع في مرحلة اضان فار يحتاج الزرع للشلخ حتي لا تكون هنالك اكثر من نبتة واحدة تتنافس في نفس الحفرة . وعندما يعلو العيش يقولون لتيبة . ولكن اخطر فترة هي المرحلة قبل نضوج العيش . فاذا حدث جفاف شديد ينكسر القندول قبل ان ينضج ويقولون العيش برطج . وهذه اكبر مصيبة يواجهها المزارع بعد الجراد في بداية الموسم لان العتاب يفقس في مايو عادة بعد الامطار .
ومنازل المطر في الوسط تبدأ بالضراع والنترة والطرفة وبعده الجبهة والصرفة والحرسان ، واخر فترة هي العوا والسماك . وهذه فترة جميلة تخضر الارض ويهب النسيم ويختفي الهجير . وبعدها يأتي الدرت وهو الحر الشديد في اكتوبروينضج العيش . ويبدا الناس بأكل العيش وهو اخضر في شكل فريك . ونسمع ونحن اطفال من يتفاخر قائلا ,, انا الكيك الكمل بلادة فريك ,, . وبعض ما ينضج العيش تأتي مرحلة القطع ,, السكب ,, ثم التقا ,, وهي الارض المهيأة لدق العيش . ولهذا نسمع دقاه دق العيش وهذه هملية تحتاج لتعهاون الجميع . ثم دور السويبة حيث يحفظ العيس للاستعمال ، او المطمورة لدفن مئونة السنة . ولقد حضر صلاح كرار بكل غباء وعنجهية ويقول لاخي السلطان يوسف نقور جوك سلطان عموم قبائل شمال اعالي النيل وهو شقيق اخي وتاج رأسي فقوق نقور جوك ويحمل اسمه ابني فقوق نقور ... انحنا المشاريع الزراعية كلها حنستلمها . فقال له السلطان مافي مشاريع دي كلها بلدات ولم يعرف الكوز معني بلدات لانه من جزيرة في الربطاب ما تعمل ميدانين كور ة . ولم يكن يهتم ان هذا ما يعيش عليه المواطن .
لقد قلت في رثاء صديقي واستاذي ومن كنت ازرع معه في توتي واسوق المعدية مبارك بسطاوي طيب الله ثراة .
الريح قلب والموج فات الدير
والقرية ميلت وانقطعوا العيايير
مبارك يا ود بسطاوي وسط الفوارس امير
عرفت منك البجيبو الله كلو خير في خير
والعمر عارية وما بيربطوه بي سير
واللدر العشاري يوما بياكلو الصير
يالعوا والسماك الما بداخلو هجير
يا نسمة فجر وفي الفارغة ماك وكير .
الدير هو حافة المركب . والقرية هي سارية المركب والعيايير الحبال التي تريط القرية مع المركب . والدر العشاري التمساح الذي يصل طوله لعشرة ازرع .
والعوا والسماك آخر ايام المطر . واجمل الاجواء .
الفيلسوف الشيخ العبيد ود بدر حمل معدات الزراعة فقالوا له ان وقت الزراعة لم يحن وذكروه بمنازل المطر فقال ... وكتين جانا نازل شن لينا في المنازل . كان عمليا . قال لمن طلب منه ان يدعو له بالغنى ، بعد ان امسك بيدة مخاطبا اليد . حشي بدري وازرعي بدري شوفي كان تنقدري .
زكر بابكر بدري ان المجاعة المت بالسودان قبل بداية العشرينات . ولكن الادارة البريطانية اتت بالعيش من الهند وعرفت السنة بعيش الهندي , مثل عيش ريقان اخيرا . وارسل يوسف بدري الكبير المعروف بخريف الناس شقيق بابكر بدري بقافلة من الدويم لاهلة في رفاعة . وزكر بابكر بدري ان باخرة وصلت بورسودان لايعرف عنها الا انها مرسلة للشيبخ حسب الرسول ابن الشيخ العبيد ود بدر وزعت علي المساكين . وزكر رئيس تحرير الصراحة الاستاذ عبد الله رجب ، ان الناس كانت تنزل في المحطة الوسطي الخرطوم من الترام والبضات والسيارات وهم يبكون بسبب موت الشيخ حسب الرسول .
في فترة تعاملت مع استئجار الطائرات وكانوا يسألون .. ويت ليس ,, ام ,, دراي ليس ,, اسئجار جاف ام غير جاف . وتعني بطافم او بدون طاقم . وكان الناس يتكلمون عن اسعار العيش ويقولون ... عريان ولا لابس . ولابس تعني في جوالات . وفي بداية الستينات كان العيش كثيرا ورخيصا لدرجة ان الجولات كانت اغلي من ثمن العيش . وتواجه احد المنتجين بمصاريف التخزين والعتالة . فاشعل النار في العيش . وقدم للمحاكمة , واول مرة نسمع بتهمة الاساءة للمال . وحكم علية بالغرامة 6 اشهر .
كركاسة
عندما كتبت عن مجاعة 1984 تذكرت عن طريف المداخلات كيف اندهش المغني العالمي والممثل هاري بلفونتي الذي اتي للمساعدة ، عندما غنى الفنان العظيم شرحبيل احمد احدى اغانيد بلفونتي فاندفع معانقا شرحبيل علي المسرح وواصل الغناء معه في شكل دويت واول دوين كان بين عشا موسي احمد الفلاتية مع الملحن الموسبقار احمد عبد االرازق . وهي اغنية الريدة الريدة .
عنما كنت اذهب لشقيقتي الهام في باريس كان عنوانها شارع ليوناردو دايفتشي بلاتس فكتور هوقو . لقد اكرمت باريس الكاتب فكتور هوقو باطلاق اسمه علي شارع سكنه بالقرب من الشارع العظيم جنرال فوش بالقرب من برج ايفل . وكان اصدقاء فكتور هيقو يكتون علي الظرف الي المسيو فكتور هيقو في شارعة . الا يمكن ان يطلق اسم شارع الفنان شرحبيل احمد رسميا علي شارعه . لقد اطلقت امدرمان اسم شارع الشنقيطي على شارعه في حياته . الا يستحق الرائع شرحبيل اكثر من هذا .



التوقيع: [frame="6 80"]

العيد الما حضرو بله اريتو ما كان طله
النسيم بجى الحله عشان خاطر ناس بله
انبشقن كوباكت الصبر
وتانى ما تلمو حتى مسله
قالوا الحزن خضوع ومذله
ليك يا غالى رضينا كان ننذله



[/frame]


http://sudanyat.org/maktabat/shwgi.htm

رابط مكتبة شوقي بدري في سودانيات
شوقي بدري غير متصل   رد مع اقتباس