عرض مشاركة واحدة
قديم 27-02-2011, 03:21 PM   #[13]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

.....
حرف الباء



بان النقا الضرير الفضلي الوثيقي
اسمه محمد وأمه سودانية ، فإن سندال العاج كبير الفونج أخوه لأمه ، وسمي بان النقا ؛ لأن أمه قالت بأن نقاي أي صفاي ، وكان عكازاً عند الملك نايل ، ثم لما اتته العناية الإلهية على وفق الإرادة الأزلية أرسله الملك إلى الشيخ عجيب يدليه سنار ، فلما جاء إلى غويبة أربجي اجتمع بالشيخ تاج الدين البهاري عند محمد الهندي ، وقد اجتمعت الناس عنده ليسلكهم طريق الصوفية ، فخبى لهم خبية أدخل كباشه في قطيع ، وقال الناس : أسلك وأرشد واذبح ويموت التلميذ على الإيمان ، فتفرق الناس إلا الشيخ محمد ولد عبد الصادق ، فهو حينئذ شاب لابس قميص علج ملصه ، وتوضأ وصلى ركعتين ، فأدخله في القطيع وسلكه ، وذبح أحد الكباش ، وسال الدم من القطيع ، فظن الناس إنه ذبحه ، ثم جاء الشيخ بان النقا وكان شيخاً كبيراً قال : أنا تورا كمل كراه اخترت لقاء ربي ، فتوضأ وصلى ركعتين ودخل عليه فسلكه وذبح آخر فسال الدم على الناس وقال للناس تعالوا لا حسد ولا بخل ، فامتنعوا وبعد ذلك خرج الرجلين سالمين ، وامر كل واحد أن يأكل لحم كبشه طوى له فيه الدين سراً ، وقال : الولدان يحييان البلد ، ثم إن الشيخ بان النقا لازم خدمة الشيخ تاج الدين إلى أن سافر فأعطاه جميع حالاته وأدخله في مقامات الرجال ، ويكفي من ذلك تربيته لأبنه الشيخ يعقوب ، وبتول ابنته ، ويعقوب ربى ولديه موسى ومرزوق ، وهجو ابن بتول وعبد الرازق وعبد الرافع، فتفرعت طريقة تاج الدين من هؤلاء المذكورين ، وأظهروا الكرامات وخوارق العادات ، توفي الشيخ بان النقا في الوعر ، وقبره ظاهر يزار وقيل : توفى بالدوحة وكلاهما بالحمرة بأرض اليعقوبان ، رضي الله عنهم ، ونفعنا بهم
.....
باسبار السكري

أصله جعلي عوني ، وسمته اسمه باسبارا ليسير الكمالات فجعله الله باسبارا في الدين والقرىن ، حفظ القرىن على مدني الطيار بن الشيخ عبدالرحمن ولد حمدتو بنوري ولد بالمكنية ودرس القرآن بالقوز تحت السدرات الموجودات الآن ، وطلبته بلغت ألفاً ، وسلك طريق القوم على الشيخ شرف الدين راجل أنقاوي ، وقرا عليه رجال صالحون ، منهم أولاد بري الثنان وحميد الصاردي والشيخ عبدالله ولد اباروا ، وأولاد الحاج فايد، وجماعة كثيرو العدد ، وكان من أكابر أولياء الله تعالى الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإنه صايم الدهر وفطوره كل ليلة عند زوجته ، تجيب له مديدة يلعق فيها لعقات ويمص أصابعه منها ويمضمض فاه ، حتى إنه ضافه رجل أعطاه سنسنتين ، فأكلها الرجل ، فقال لخادمه : شوفيه كملهن ، فقالت له كملهن ثم قال لها شوفيه ما انبعج ، قالت له : هو منتظر عشاه يجيبونه له ، وقال الشيخ حسن الشيخ : باسبار ماسك مالانه ، والسبب فس ذلك أن الشيخ حسن في قدومه إلى الأبواب جاء لزيارته ، فقال لعبد القادر ولده أطبل الخلوة وقول لهم روح إلى نسري ، مالي قدرة على أهل الدنيا ، والشيخ حسن جاء بعساكره وجنوده ، قالوا له ما فيش الناس صاحت ن والشيخ واقف قال لهم : خلوه ماسك الدرب مالانه ، فتعدى وترك له قميصاً ازرق وثوباً مقصباً ونزل في الكليوه عند عبده برن جد البرناب عيلة الملك وراوه بعد الموت يحث على الكسرة ، قيل له : أنت تراك ما ابتديتها فضحك حتى خرج من فمه نور عظيم ن وقال : عندي جبل كديته وكداني ، يعني القرآن العظيم ، وإن الشيخ محمد ولد هدوي صاحب التصانيف المشهورة انشد في بأسبار تعزية كبيرة ، وذكر انه من تلامذته ، وقال : آه على باسبار شيخ قرآني ، ووسيلتي في محكم القرآن ، وحكي أن الشيخ بأسبار تزوج بأمراة حمدية وطلقها ، فجاء ابن عم لها حمدي تزوجها ، وكان حوار للشيخ عبد الرزاق أبو قرون ، فنهاه عن ذلك فلم ينته وقال لشيخه : أنت تكافيه مني ، فقال له : لا تقرب البحر ، الناس بحريون ، يقال : إن ذلك الرجل لم يقرب البحر سبع سنين حتى أن زوجته حملت وولدت ، فورد بالقرب للعقيقة أول ما أدخل كراعه في البحر اختطفه تمساح ، فعضه حتى مات ، ثم رماه في ساحل البحر ، وباسبار تحت السدرات صاح شاله شاله علي ولدي ، وعلي يومئذ ولد صغير له ، عرف وأولاده البدوي وعبد القادر ومدني وابو قرون صلحاء فضلاء ، وكان رضي الله عنه غيوراً ، جاءه حواره الشيخ علي ولد بري بجيرانه لزيارته ، فقال : شوف ها الصبي ، عجبته نفسه ، وقال له : أنا بتزوج المرأة الفلانية ، أمش أبني لها بيتاً ، وذكر له مدة أيام يسيرة دون الأسبوع ، فجاء فوجده بناه ، وليّسه ظاهراً وباطناً وفرغ منه .

....
برتي المسلمي

حوار الشيخ سلمان الطوالي أخذ عليه طريق الصوفية هو وأبودليق ، وكان من أرباب الحوال ، وقال للشيخ صالح ولد بان النقا : يكن لك شأن عظيم يجوك الأولياء يجلسونك ، وتوقد نار الشيخ عبد القادر وقبره في الخلاء بين ولد حسونة وولد ابو دليق عليه قبة
....

بر ولد نعيم
عبد الشركة ولد بالكردة وهو من تلامذة الشيخ دفع الله يجيء معه لزيارة الشيخ إدريس ويعصر رجليه ، ويحكي أنه في الكردة سمع الذكر في أبو عشر ، قالوا له :الشيخ حمد ولد الشيخ دفع الله جاء لمواصلة أخواله الطوالين ففرش فروته فوق الماء حتى مرق عليهم وقبره بالكردة.
...

بر بن عبد المعبود
ابن الشيخ عبدالرحمن النويري ، أخذ الطريق على جده لأمه الشيخ محمد ولد محمود العركي راجل القصير بالبحر البيض ، وأخذ هو على أبيه محمود ، وأبوه أخذ على الشيخ محمد البكري واللقانين ناصر الدين وشمس الدين في سفرته للحج وطلب العلم
....

بدر ابن الشيخ ام بارك
ابن الشيخ مسكين الخفي ، كان رحمه الله تعالى عالماً بعلمه سخياً له ضيافة وكرم عام وتواضع وخمول تفقه بالقدال ابن الفرضي ، وهو أحد الأئمة الربعة الذين كانوا في عصر واحد ، وانقادت لهم العرب والعجم ، وانتفعت بدينهم وجاههم الناس الشيخ بدر ، هذا في بلاد الصج ، والشيخ عبدالله ولد العجوز في الهوي ونواحي سنار ، والشيخ محمد ولد الطريفي في ابو حراز والشيخ خوجلي في السافل ، وان الشيخ بدر هذا أقبلت عليه الدنيا ظاهراً وطردها باطناً ، ومما يدل على ذلك أن العطارين وأهل القماش الواحد منهم يقول : يابا الشيخ أنا ببيع عليك الحاجة الفلانية بكذا وكذا من الثمن ، يقول : خير يا عشا أبوي الواحد يخلص منه مرتين أو ثلاثاً ، يظن الشيخ ما عنده خبر بذلك من كثرة الداخلة ، فذات يوم تخاصم عنده رجلان من أرباب الديون في التبدية ، أحدهما خلص كثيراً والثاني قليلاً ، فقال للذي خلص كثيراً : كفاك يا عشا أبوي خله هو يخلص ، ومن تواضعه وخموله مشهور عند الناس بالشرف ، جاءه رجل شريف كاتب نسبته ، قال له : يا شيخ جيب نسبتك أوفقها على نسبتي ، وفي ذلك الوقت قاعد رجل مشرقي تحت ظل شجرة ، قال: إن مسكيناً جاء مثل هذا الرجل نسبته ما بنعرفها ، بلده ما بنعرفه ، ودفن مع إبايه ، وقبره ظاهر يزار ، وجميع المسكيناب من ذريته إلا القليل.
.....

بان النقا
ولد الشيخ عبد الرزاق الأغر المحجل ، ظهرت له كرامات وخوارق عادات ، منها أنه في الرضاع لم يرضع في رمضان إلا ليلاً ، ومنها إنه لما بلغ تسع سنين أرادت أمه ان تمسح له رجليه بدهن ، فوجدت بإحدى رجليه طيناً وماء والأخرى يابسة وهو مضجع على عنقريب فسألته عن ذلك فقال لها : خالي التماري غرقت به المركب في الجزيرة أم سعد ، فأنقذته برجلي حين طلب الاستغاثة ، وسماه أبوه بان النقا على جده الكبير تفاؤلاً ، وقد تم الله فاله ، وكان شيخاً مرشداً ظهر صدقه في ذريته ، وقال فيه أبوه الشيخ عبدالرزاق : إن بان النقا صقر أغر محجل يوقد النار من عل ، قال : وحات نور محمد صلى الله عليه وسلم ديكي يعوع آخر الأدياك يعني بذلك ذرية بان النقا ، وقال الشيخ برتي حوار الشيخ سلمان للشيخ صالح أبوك جعل همه الله فكفاه الله همه وقال الفقيه حمد صاحب الدلايل: فقلت له : يا سيدي ، أنا نجار ، فقال النجارة عمل آخرة ، كنت عند صالح ولدي ، قلت نعم قال : تحبه؟ قلت نعم هذا.
والفقيه حمد من الصادقين ، ومرض الشيخ بان النقا مرضاً شديداً ، فعاده بعض إخوانه وقال له : أنت مرضان ما عندك ولد ذكر ولادتك بنات ، فقال لهم : زوجتي بنت صالح حامل تجيب ولدا ما بموت حتى يبقى طول السيف فكان الأمر كما قال وأن الشيخ صالح قال : أنا بعد وفاة أبي مكثت سبع سنين حتى بلغت ، وأنا في حالة الصغر رأيته جالساً على عنقريب وأنا جالس معه يسلك الناس الطريق ، وأنا من باب الجهل قلت له :سلكني فقال لي : يسلكك عمك صالح أبو نايب وعمك الزين ، قال : فلما كبرت أخذت الطريق من عمي صالح والأوراد من عمي الزين ، وأنا مددي كله من أبي ، ووسيلتي عند الرسول والخضر ، ذات يوم رأيت نفسي جالساً عند قبره على اليسار والخضر عليه السلام على اليمين ، قال لي : أوصي أبيك عليك ، ولقني الحي القيوم وقال لي : قم مقام شرف الدين ولد بري ، قال : واشتغلت من قراءة الدلايل مع حيران العطوية ، فأبي جاء لخالي سعد ولد صالح ، قال له : ولد اختك لا يترك قراءة الدلايل ، توفي رحمة الله تعالى وهو في حدود الأربعين سنة أو نيف بيسير ، وقبره ظاهر يزار وعليه سكينة ووقار.
....

بدوي
ولد أبو دليق ، هذه شهرته عند الناس ، أبوه عبد الله ، وأمه اسمها بوادي ، كاهلي الأصل ، فالكلام فيه على مقصدين:
المقصد الأول: في مدح العارفين له وأنه من أهل هذا الشأن.
المقصد الثاني : في بداية أمره وما أكرمه الله به من الكرامات.
المقصد الأول: قال الشيخ خوجلي : نار الشيخ عبدالقادر بعد الشيخ إدريس عند الشيخ بدوي ، وقال : إنه في وقت طلبه في القوز لقراءة خليل راي أن القمر دخل في عبه ، فقص رؤياه على شيخه الفقيه الزين ، فقال له : يا فقير بدوي هذه من معجزات الأنبياء ثم قصها على الشيخ حسن ود حسونة فقال له: بعدنا تظهر مثل الشمس ، وقال له الشيخ سلمان الطوالي شيخ عمه أبو دليق ما تتمسك يا ولدي بطربقتي ، فسكت فقال له : عارفك النبي والشيخ عبدالقادر أجلسوك للفقراء والمساكين ن وأن الشيخ عبد الرزاق أبو قرون جاء في القوز وقام للجمار الشيخ بدوي لحقه غبريقاً للجمار ، فاستعظم ذلك منه ، وقال له: أجعل بالك إن كان ما أخلي قوم عبد القادر تتعلق بكلاكيتك مان أبو قرينات وقال له :أمش خذ بنت عمك ، قال الشيخ صالح بان النقا : أخبرني رجل يقال له : ولد مسكين ، قال سافرت مع الشيخ بدوي للقضارف قبل جلوسه عنده جملان ، غشينا الشيخ دفع الله ، فسلم عليه من جملة ناس الجلابة ما فرش له ولا قام له مشينا للشيخ بدر حمل له واحداً في الجمال بعدما رجعنا عشينا الشيخ دفع الله ثانياص فقام وفرشه ، بعدما قام منه سمعته يقول لجلسائه : اليوم قلبي قوي على جهة السافل بهذا الولد ، يشير إلى إنه سيكون له شأن عظيم ، وقال الشيخ صالح : بعد ولد حسونة ما مات ، وأولاد عبد الرزاق محمد النقر وبان النقا يظهر بدوي مثل الشمس ضربت له الجمال سافل وصعيد والمظلوم والمرقوب من سنار وقري ما يجد من يقوي قلبه إلا ولد أبو دليق قال غنايه:
جبل الهايعه البقيت ليها ركازه *** من غرب دار صليح إلى شرق بلود البازه
دهب التاجر لما قلبه العطار *** مثل الشمس خفيت الجبة مع العكازه
وقال الآخر في قافية مبار بها حروف أليف:
بالكاف كفاية الهايع الجيعان *** في الفونج والعرب ماله نظير ولا أوزان
رحمه من بوادي الخلفه الرحمان *** أم الجابتو فاقت على النسوان
باللام في سرايا قوم الهميم ملم *** دود الكردة البيكرف نقطة الدم
الجودة والعبادة غيرهن ما هم *** مكة مجلسه وقت الرجل تنضم

المقصد الثاني: في سبب بدء امره ، قال الشيخ صالح : حدثني حمد الشريف صاحب بدوي ومقريء أولاده ، قال : قال لي الشيخ بدوي : أخبرك يا شريف بسبب بدايتي ، مات عمي الشيخ ابو دليق ، فجمعت فقراه ، وبنينا فوقه قبة بعد الفراغ منها دخلت فيها خلوة أربعين يوماً ، وفي تلك الأيام توفى الشيخ إدريس ، وأنا في الخلوة سمعت قايلاً يقول: لك أمانة عند الشيخ إدريس ، خذ أمانتك منه ، وتردد علي مراراً ، فسافرت بفقراي إلى قبر الشيخ إدريس ، نزلنا نصف النهار عند الشيخ حسن ، فجاءني الشيخ إدريس ، وقال لي : أسرع تعال ، حمد ولدنا مسافر لسنار بالمظاليم والمراقيب قبل ما يقوم ، فشدينا وغشينا الشيخ حسن للوعد ، قال : أقل من زادي ضيافتكم فوق النار ، قلت : مأذنون قال: إي والله مأذنون ، فواعدناه ، وسافرنا ، لقينا حمد ولد الشيخ مشدداً للسفر ، أول ما شافني نزل ، وقال لي : ولد الشيخ جاء ابوك الشيخ عريض يظننا مسافرين معه ، قلت : زوار فغسلت ثيابي ، واغتسلت ، ودخلت القبة ، أنا قاعد اصابتني سنة نوم ، فرأيت القبة ملآنة من الأولياء ، ما عرفت فيهم أحداً إلا أربعة : الشيخ عبدا لقادر والشيخ إدريس والشيخ حسن والشيخ عبد الرزاق ، وحضر الشيخ الزين ، فقالوا له : من جابك قال : أنا شيخه في العلم ، قعدوني فوق كرسي من ذهب ، وألبسوني سواراً وجابوا لي سوط عنج ، فالشيخ عبد القادر قال للشيخ إدريس : اده نارك ، فالشيخ إدريس ناولني عوداً في راسه دخان وقال لود حسونة : إده سيف ولايتك فناولني سيفاً قبضته من ذهب ، وقال له : اده سيف قدرتك ، فاداني سيفاً من ذهب ، وقال للجماعة : أقبلوها له ، قالوا : قبلناها له ، وعيت نفسي ، فسمعت الهرجي في القبة ، ثم سافرت ، وولد حسونة جاب النار ابت ما توقد ، ثم بعد موته ترددت في النار ، هل أوقدها في الضهرة او أدلي البحر أوقدها في سلمة عجيب ، فرأيت رسول الله  قال لي : أسكن الأرض الحمراء مع الناس الحمر ، فالرض الحمراء قلعة النجفة ، والناس الحمر البطاحين ، فبنيت خلوة قدامها راكوبة ، وهناك رجل من المرقوباب قتل ولد الشيخ نعيم البطحاني ، والرجل وقع عندي فأدخلته في الخلوة ، وقعدت في الراكوبة ، دخلوا عليه ، فقتلوه ، وقالوا لي : الشيخ نعيم يضرط العبران ، وانت مسوي لك ، وقاعة طلقوا النار في الخلوة أبت ما تاكلها ، قلت : ها الناس ما بسكن معاهم ، فرأيت الرسول  ثانياً وأنا قاعد في وجهه ، ونملاً كثيراً من الجهات الربع يمشي طالبه ، قلت يا سيدي يا رسول الله  ايش هذا النمل ، قال : وقاعك أقعد في مكانك وما يجيهم احد ترانا يا شريف في هذا المكان ، نأكل رزقنا ، وننتظر أجلنا.
قال الشيخ عبد الرحمن : كيلة الشيخ بدوي ثمان ويبات الكسرة للعامة لقمة مسيوطة في البرام دقاقة خميرة الماء فوقها مثل المرق ، وضيافة الخاصة ذبح من كل حيوان ، وكان الناس في الزمن السابق الدرب بالضهرة ، قال ولد أبو عريف الجعلي : نحن طلاب نقرا القرآن في خلوات الشيخ بدوي ختت جلابة بين المغرب والعشاء ، فيها ستمائة حمار بلا الزمل والخيل ، قلنا : هذه الليلة البوابون يبيتون القوى من كثرة الأضياف بعد العشاء بقليل سمعت ناس الجلابة ينهرون الكلاب من الفضلة يسونها فوق أرحلهم ، والبوابي صاح يا جيعان ، وقال إبراهيم الحميلي : جاءت جلابة بين المغرب والعشاء ملت الفق ، فحلفت بالطلاق الجلابة ما بيقدروا يكفونها ، وين ماؤها ، وين حطبها ، وين خدامها ، صليت العشاء مع الشيخ ، ومشيت رقدت مع زوجتي وانا عريس نمت وقمت نصف الليل مذعوراً خوف الحنث ، فسمعت ولد الزين البوابي يصيح لعيلة الشيخ : يا بخيت يا سعيد جيبوا عشاء الفقراء الجلابة اتعشت الفقراء والمساكين ، وناس الطريق لابسون الجبب نحو الستين راقدين في البقعة ، جريت للجلابة وجدتهم يصيحون : جرت جرت للكلاب من الفضال وجيت من البقعة للفقراء ، أدخلت يدي معهم وجدت الكسرة من خمرها مثل العرديب والماء فوقها مثل المرق فسمعت الشيخ من الخلوة تنحنح ، وقال: يا إبراهيم ، قلت : سيدي ، قال : يا ولدي امش راجع زوجتك هذا المر من الله والرسول  والشيخ عبد القادر ، فراجعت زوجتي .
ويحكى ان رجلاً مرقوباً جاء أهل دمه فوجدوه في بيت النار ، فقتلوه فقال الشيخ للقاتل : تقتل وقيعي في بيت نار النبي  والشيخ عبد القادر يا سلوقي عن كان الخرا ما يمرق برأسك أنا ما ولد تاج الدين البهاري ، فيقال : أن الرجل أصابه مرض في رأسه فالخرا يسيل منه ، وجاءه رجل مرقوب قتل رجلاً من الصادقاب زمن الشيخ الجنيد قالوا : مبنخليه ، الشيخ الجنيد قال لهم : انقرعوا لا تمشوا له الشيخ بدوي رجل مقبول عند سيده ، فقالوا له : الشيخ بدوي حوارنا يمسك دمنا ، فقام الزين ولد الشيخ ، أخذ الجماعة وسافر للمرقوب ، فلما دنوا من الحلة كمنوا في مكان وأرسلوا رجلاً يخبر مكان رقاده فجاء الرجل فوجده في حلقة الذكر فصبر إلى أن فرقوا الذكر وعرف مكانه ومشى إلى أصحابه فأخبرهم به فركبوا طالبين له ، تراهم يمشون حتى أصبح الصباح عليهم ، فوجدوا أنفسهم صعيد المندرة في قرى أم جباي ، فقال لهم الشيخ الجنيد : إن كان ما عاين يرميكم وراء جبل قاف ومن كرامة الشيخ بدوي أن الملك عبد السلام مرقوه في سنار والملك أرسل إلى خرت عقابه ، فسبق أهل الأرباب عبد السلام ، ووقعوا على الشيخ بدوي ، فجاء المراسيل للشيخ ، فوجدوه جالساً على عنقريب شايل سبحة غلاظة فيها خمسين حبة ، قالوا له : رقيق الملك تطبل عليه البيبان ، فقال لهم الشيخ : ما عندنا جاه نستعين عليه بالبيان ، الله عالم وشاهد ، قدموا طالبين البيت ، وقالوا له : انت ماك الملك حارسنه بالأسودة ، فانكسروا وخرتوا البقر في الرعية ساقوها عشية النهار ، البقر شعرنت ورفعت أذبانها ، ورجعت إلى محلها ، طردوها ما لحقوها ، فرجعوا خايبين ببركة الشيخ بدوي.
ومنها رجل من شعاره يقال له ولد جاموس جلب سعية إلى سنار ، فباعها وثمنها ملأ به كيساً ، ومشي ليتبرد في البحر ، فنسى الكيس نهم الشيخ بدوي ، فلما جاء عند الشيخ مرق له الكيس من تحت السجادة ، وأعطاه أياه ، ومنها أن الشيخ شرف الدين جاء في دبة عشار وحيرانه وقفوا الذكر نهاراً ، والمغني صاح بكلام شرف الدين ، وحضر رجل بطحاني جاب كلام الشيخ بدوي فلكزوه حيران شرف الدين فصاح وقال :
يا ياب الناس أكلون *** بطل السر بالعنبق جون
إن كان ما تلحق في هذا الدون *** ما عدت بطلع حدب الكبون
فهرجت السماء ، وقالت : كع كع ، فأمرهم الشيخ شرف الدين بتخلات الذكر.
ومنها أن الشيخ حمدأ لما أراد الحرب أرسل عبد الصمد إلى الشيخ بدوي يشيل له حمل النصر ، قال عبدالله ولد بدوي : أداني اسما ، وقال لي توضأ ، وأقرأه في موضع خال اليعرض لك ، حدثني به قال : مشيت قرأت الاسم ، فسمعت قايلا يقول :
أمة مكثت في الظلم أزمنة *** كأنهم هادم اللذات أمنهم
حتى أتى لهم ما لا مرد له *** فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم
قال الشيخ لعبد الصمد بعد أن أخبره ولده عبد الله بما حصل : بعد الاسم ما لكم نصر أبو ذنباً تقيل ، هل يشيل الرسول عليه الصلاة والسلام وأبو ذنباً خفيفاً ، نحن الفقراء نمسكه.
ومنها أنه جاءت له امرأة وقالت له عندي أولاد أيتام عندهم بقرة راحت ترضع نفسها فأرسل لها رجلاً فقيراً ، فقال له : قل لها : قال لك الفقير بدوي : أنت عبت والعيب يوجب لك الذبح والبيع ، أما وقفت فتركت ذلك ، ولما دنا على الوفاة قال : يا كاهليات أنا جبلكن يوم القيامة ، توفى سنة ثمان عشر بعد الماية والألف وفي تلك السنة السميح قتل شندي .
.....

بركات بن حمد ابن الشيخ إدريس
سلك الطريق على الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وعلى جده الشيخ إدريس ، وأخذ الفقه من الفقيه مضةي بن مدني والفقيه محمد بن يوسف وأولاده عشرة صالحون ، منهم مضوي وأرباب الذين شاع ذكرهم بجلالة القدر وعركي وعبد الرحمن وحمد ، وكلهم صالحون.

...
بلال بن القيه محمد الأزرق بن الشيخ الزين ولد صغيرون
تفقه على أبيه وجلس في حلقته بعده ، وانتفعت به الناس ، وممن أخذ عليه من الفضلاء محمد ابن عبد الرحمن الأغبش ، وأولاد الفقيه شميح العرماني سعد وحماد ، والفقيه شمة ولد عدلان وصغيرون أخوه والفقيه ضيف الله ، والقاضي عبد المنعم ، والفقيه مسكين الشنباتي ، ومن المحس الفقيه مضوي ابن الشيخ بركات ، والفقيه محمد ولد راد الله ، والفقيه محمد المرق والفقيه راد الله ، ونحوهم جمع كثير ، وكان صاحب دعوة مستجابة ، ما دعا على أحد أساءه عند قبر أبايه إلا هلك سريعاً ، يحكى أن بقوي ولد عجيب غصب بقراً هول الفقيه أبو الحسن ، ولحقوه في ولد بان النقا ، فامتنع عن الرد ، وقال : يا بلال زين أرجع فدخل في قبة الزين ، وقال لهم : إتن كنت مافي فايدة مان ماسك لكم العقاب بقوى يقول لي يا بلال زين ارجع ، ويقول لولد بان النقا : يا سيدي قال الفقيه محمد المرق سمعت قبر الأزرق قال : كع كع كع وإن بقوي مشى ما رجع قتل شر قتلة في حرب جعل مع العجيل.
...

بقادي
اسمه علي بن حمودة الكاهلي الأسودي ولد بالشراعنة جلس للتدريس ، وانتفعت به الناس في علم الكلام ، وشدت إليه الرحال من ساير الأقطار ، وله مشاركة في الفقه والعربية ، وأولاده محمد وأحمد وإبراهيم صالحون فضلاء ، وإبراهيم شرح كبرى السنوسي شرحاً جيداً يحل ألفاظها ويمشي على معانيها ، وبرع في علم الكلام والمنطق عند الفكي حامد ولد أبو أمونة ، ثم لازم الشريف عبد العزيز ، وأخذ عليه ثانياً وله شرح جيد على السنوسية ، عكفت عليه الطلبة ، وسار بسير الشمس في الأفق.

...
بكري ابن الشيخ عبد الله بن حسوبة
صاحب القبة الفي سوبه وبكري هذا كان فقيهاً عالماً بعلمه ، وتوفي في أم لبن بالبحر الأبيض ودفن بها مع أبيه الشيخ عبد الله.

...

بكري
ولد الفقيه إدريس ولد بالجديد كان من أهل الكشف وكان بينه وبين جدي الفقيه محمد ولد ضيف الله صحبة ، وأخبره قال له : تجيب لك ولداً عالماً صالحاً ولد عقاب قبته في الجديد ، وقبره ظاهر يزار

...

بقدوش بن سرور الجموعي
أخذ العلم من الشيخ محمد ولد عيسى وولاه الشيخ عجيب الكبير القضاء وحارب معه
...

بدر ابن الشيخ سلمان بن ياسر العوضي
انتحل مذهب الصوفيه ، كأبيه أخذ الطريق من أبيه الشيخ سلمان ، وسلك الناس ، وكان لباسه دايماً من الصوف ، وله حظ وافر عند الملوك وقبايل العرب من بربر إلى حلق الريف ، لا ترد له عندهم شفاعة ، وكان له كرم وضيافة للوافدين عليه ، وجيرانه حين المديح يشيلون النار ولا تأكلهم ، ويضربون رؤوسهم بالعصا فلا تؤثر فيهم ، ودفن مع أبيه ، وله كرامات ظاهرة وأولاده الأمين والشيخ محمد وأبو صالح وأولاد البشارية على قدم أبيهم في الدين قال شاعرهم:
أولاد بدر الكلهم زينين *** أبو صالح مع محمد عمود الدين
لا تنس الأمين فارس الماية والخمسين *** وأولاد البشارية الفي الصلاح بينين
...

انتهى حرف الباء...



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس