عرض مشاركة واحدة
قديم 20-01-2007, 10:24 AM   #[8]
محمد حسن العمدة
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محمد حسن العمدة
 
افتراضي

لقد ظهرت في الساحة السياسية احزاب جنوبية كثيرة هذه الاحزاب الجنوبية لم تتمكن من التطور الطبيعي لأن حركة العنف المسلح ادخلت معاني جديدة في العمل السياسي في الجنوب وخلقت ظروفا في الاقليم حالت دون النشاط السياسي الديمقراطي بل وأدت الى نزوح الوجود الجنوبي نفسه شمالا أو اللجوء لأثيوبيا.
هذه الظروف غير الطبيعية ادت لمنع تطور الأحزاب الجنوبية ثم الى تمزقها امام الخلاف بين الذين يرون المشاركة في الحكومة دون التوصل لصيغة حول القوانين الاسلامية والذين يرون الا تتم المشاركة في الحكومة الا اذا ارجي امر القوانين الاسلامية ليحسم في المؤتمر القومي الدستوري وبين هؤلاء الذين يرون قبول واقع الاقاليم الثلاثة في الجنوب اولئك الذين يرون العودة لوحدة الاقاليم الثلاثة قبل التقسيم اضافة الى من نادى بمعاداة حركة العنف المسلح ومن ارتضى محاورتها أو موالاتها لذلك تمزقت الأ،حزاب الجنوبية الى اجنحة عديدة بيد ان الامر انتهى بهذه الشظايا المتناثرة الى تكوين جبهتين عريضتين هما:
1-جبهة الاحزاب الجنوبية
وهذه قبلت المشاركة في الحكومة دون اشتراط احالة القوانين الاسلامية للمؤتمر الدستوري.وكانت اقرب لقبول واقع تقسيم الجنوب الى ثلاثة اقاليم.وكانت أصرح عداء لحركة العنف المسلح.
2-جبهة الأحزاب الافريقية:
وهذه اشترطت تحويل أمر القوانين الاسلامية الى المؤتمر الدستوري كي يتسنى لها المشاركة في السلطة.وكانت اقرب لطلب العودة للجنوب كإقليم واحد مع ميل لحوار حركة العنف المسلح.ومهما كان بين هاتين الجبهتين من خلافات إلا أنهما اجمعتا بعد طول حوار على النقاط الآتية:-
أ-رفض الإنفصال كخيار للجنوب،والمطالبة بالعدل والمساواة داخل سودان واحد.
ب-الالتزام بوثائق النهج القومي في السودان،ميثاق الدفاع عن الديمقراطية والبرنامج الوطني للسلام والبرنامج المرحلي الذي وقع عليه في مارس 1989م.
ج-المشاركة حسب الوزن النيابي في حكومة الجبهة الوطنية المتحدة.
سوف لن يكتمل الحديث عن القوى السياسيه السودانية إذا لم نحلل وزن ودور الحركة الشعبية في جنوب السودان.فقد اكتسبت وزنا في السياسة السودانية رغم انها مازالت تحمل السلاح مع وجود قيادتها بالخارج.
تعاظم هذا الدور كثيرا عندما وقع انقلاب يونيو 1989م في السودان وتبنت الحركة الشعار الديمقراطي تبنيا كاملا وجعلت منه قاعدة لبناء السودان الجديد الذي تنشده.
لقد صارت الحركة الشعبية قوة قومية ذات أثر في مسيرة السودان .أما بالنسبة للجنوب فإنها اعطت الجنوب لأول مرة قيادة لها وزنها الاقليمي والقومي .لقد تطلع السيد الصادق المهدي الى السيد وليم دينق(رحمه الله)ليلعب هذا الدور ولكن ايدي الغدر لم تمهله.
إن وجود قيادة بهذه القدرات يسهل مهمة التفاوض للاتفاق حول المسائل الأساسية المختلف عليها في السودان بين العناصر المكونة لسكانه كذلك ان في بروز هذه القيادة بلورة للرأي الآخر في السودان تجعل للإتفاق قيمة أبقى.
وهنالك الحزب الشيوعي السوداني الذي نما حتى صار أهم حزب شيوعي في المنطقة العربية والأفريقية ثم تورط في انقلاب مايو1969م،فخاض التجارب المريرة التي ذهبت بعطائه ودوخته.
لقد لعب الحزب الشيوعي دورا هاما في السياسة السودانية لا لمجرد تطوره الذاتي فحسب ولكن للأفكار والأساليب التي انتشرت عنه فاستحدثت منها القوى السياسية والفئوية الاخرى.
أ-كانت القوي السياسية السودانية بعيدة كل البعد عن مخاطبة تنظيمات القوى الحديثه،فالحزب الشيوعي الذي استمد هذا الاهتمام من مصادر الثورة الاجتماعية في أوروبا وآسيا فتح الباب في هذا المجال.
ب-الاهتمام بقضية التنمية وربطها بالعدل الاجتماعي اتخذ شكلا محددا في البرامج الشيوعية.
ج-تطوير البعد الخارجي في السياسة الداخلية ايضا فتحت بابه السياسات والممارسات الشيوعية.
ومثلما اثر الحزب الشيوعي السوداني في الحركة السياسية والنقابية السودانية فإنه تأثر ايضا بالسياسية السودانية والواقع الاجتماعي السوداني يساعده على ذلك الانتفاع بالتجربة المره.فسكت عن الفتنة الطبقية في مجتمع لم تتأطر فيه الطبقات بالصورة المعهودة في أوروبا اصلا وادرك اهمية الولاء الوطني كشرط للإنتماء الأممي وأدرك اهمية الدين كقوة اجتماعية ينبغي احترامها ولا يجوز اغفالها كما ادرك اهمية الديمقراطية والحريات الأساسية شرطا للعمل السياسي في المجتمع الحديث.هكذا خلقت ظروف السودان تفاعلا بين الحزب الشيوعي والمجتمع السوداني مكنه من نشر بعض الافكار والممارسات على الصعيد القومي السوداني ودفعه لتطوير ارائه وممارساته في اتجاه لحقته فيه آراء الشيوعيه الصينيه ثم السوفيتيه وانفتح الباب بموجبه لتطورات في المجر وبولندا لاحد لما ستأت به من جديد.
وفي اثناء العهد المايوي نشأ تنظيم جديد هو البعث العربي الاشتراكي السوداني ظل هذا الحزب ضيق القاعدة الشعبية ذو قيادة صفوية وله امكانات اعلامية ومالية كبيرة. ورغم ذلك فإنه استطاع ان يضيف للفكر البعثي المعروف اهتماما بخصوصيات السودان.واستطاع بتقديره لتلك الخصوصيات ان يلعب دورا ايجابيا في كوكادام وفي المؤتمر القومي الاقتصادي الاول والثاني وفي ميثاق الدفاع عن الديمقراطية وفي البرنامج المرحلي.
وعلى طول الفترة الديمقراطية كانت الاحزاب السياسية السودانية رغم اختلاف اجتهاداتها الفكرية والسياسية على وصال واتصال بالسيد الصادق المهدي كرئيس للوزراء تجتمع اليه في اجتماعات دورية للاستماع لموقف الحكومة حول قضاياالساعة وللتعليق برأيهم فيها أوإثارة اية موضوعات يرونها.
وكانت الاحزاب السياسية السودانية تدعى فتلبي الدعوة لاستقبال زوار السودان الأجانب الى جانب الاجتماعات القومية مثل:
1-المؤتمر القومي الاقتصادي الأول-فبراير 1986م.
2-المجلس القومي للتخطيط الاقتصادي –أغسطس1988م.
3-المؤتمر التمهيدي للميثاق الاجتماعي لعام1988م.
4-المؤتمر التداولي للإيرادات البديلة –ديسمبر1988م.
5-محادثات البرنامج المرحلي-فبراير 1989م.
الجمعية التأسيسية



محمد حسن العمدة غير متصل   رد مع اقتباس