عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2009, 09:20 AM   #[9]
hatim ALi
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية hatim ALi
 
افتراضي



رؤية الاستاذ محمود محمد طه في حقوق المرأة في الإسلام:
========================


وفيما يلي إستعراض لاراء الأستاذ محمود محمد طه في أمور مهمة تعتبر من القضايا الجدالبة التي يعتمد عليها السلفيون و المتعصبون الاسلاميون في التحقير بالمرأة و الحط من شأنها :

ه
(1) القوامة:
=======

قال تعالى في سورة النساء الآية (34) (الرجال قوامون على النساء لما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإذا أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً) صدق الله العظيم.

يقول الأستاذ محمود محمد طه : نسخت هذه الآية آية الأصول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة)، فقد تنازلت المرأة في شريعة الفروع عن قسط من حريتها مقابل الحماية والنفقة فلما تطور المجتمع واستطاعت المرأة العمل والإنفاق على نفسها وغيرها وأحيلت حماية الرجل والمرأة إلى القانون الدستوري فيجب أن ينتقل المجتمع إلى رفع الوصاية عن المرأة لمستوى المسئولية الفردية (كل نفس بما كسبت رهينة) والدرجة المقصودة في الآية تعني أن في قمة هرم الكمال البشري رجلاً تليه زوجته ويليهما بعد ذلك عدد من النساء والرجال يتفاوتون في درجات القرب من الله .

ه
(2) الولاية في الزواج:
=============

الولاية في اصطلاح الفقهاء سلطة تقتضي تنفيذ الإنسان قوله، رضي غيره أم أبى وهي قاصرة إن كانت في شئونه الخاصة ومتعدية إذا كانت في شئون غيره .

قال الأستاذ محمود محمد طه : إن المرأة الرشيدة لها الحق أن تزوج نفسها وغيرها كما يقول المذهب الحنفي مع مراعاة النظر في شروط الكفاءة وتعديلها .


ه
(3)الطلاق:
=======

يعرف الطلاق بأنه حل رباط الزوجية الصحيحة في الحال والمال وهو يتبع تلقائياً الولاية و العصمة و هو مكفول للرجل في هذه الحالة دون المرأة. و لكن يجوز للمرأة إذا كتبت حق الطلاق قبل الزواج في العقد ، فلها حق الطلاق ، وكذلك لها حق الخلع إذا ماتنازلت للزوج عن المؤخر وردت له كل شئ .

يرى الاستاذ محمود محمد طه بانه يحب أن تعدل صورة وثيقة العقد - عقد الزواج - بحيث يكون للمرأة مكان ثابت للتفويض هذا ما يعين على انتشاره والعمل به، والمشاركة في العصمة بالإضافة إلى أنها ترد للمرأة بعض اعتبارها، وتساعد على انضباط تصرفات الرجل فهي تقلل من احتمالات وقوع الطلاق إذ أنه مقيد بدخول الحكمين.

وترد الأستاذه أسماء قائلة في شأن الخلع : الخلع إهانة للمرأة - أن تتنازل للرجل عن كل شئ - فهذا يعتبر إهانه . إذا كان لديها حق الطلاق ، فلماذا تكتبه قبل الزواج !؟ وحتى كتابته قبل الزواج فلزاما أن يكون برضاء الزوج ، فهل هذا يعتبر حق !؟ وهل حق الرجل فى الزواج باربعة هو مساواة !؟ لايجب أن يكون حديثنا عاطفيا . فى عصر التكنولوجيا هذا لايمكن أن نظل نطبق قوانين مضى عليها 1400 عام بدون تنقيح وإعادة نظر تتماشى مع الواقع المعاش . نحن نضر بالإسلام إذا ماتمسكنا بالقديم وأغلقنا على أنفسنا رافضين لمتطلبات العصر .

ه
(4) حق التأديب:
==========

وفقاً لـ (النص الوارد في سورة النساء والذي تقدم ذكره في القوامة).

يقول الأستاذ محمود محمد طه : أعطت شريعة الفروع الرجل حق التأديب وأن هذا الوضع حكيم كل الحكمة عندما جاء في وقته في القرن السابع ولكنه ليس كلمة الدين الأخيرة ولقد نسخت هذه الآية آية الأصول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) .

وهكذا يكون الأستاذ محمود محمد طه قد حرم ضرب المرأة وفقاً لآيات الأصول (كل نفس بما كسبت رهينة)
ه
ه
(5) تعدد الزوجات:
===========

قال تعالى : قال الله تعإلى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ [النساء:3].

نبذ الأستاذ محمود محمد طه التعدد مشيراً إلى مرحلية الحكم بقوله: (جاءت السنة بتحديد العدل في قوله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فأصبح (العدل) قاصراً على العدل في القسمة متجاوزاً عن ميل القلوب، وقد جاءت السنة بهذا التقييد للتعدد من قوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم... فلا تميلوا كل الميل) وإنما تجاوز عن بعض الميل ليجعل شريعة التعدد ممكنة، وهي شريعة كانت ضرورية لذلك الوقت، والتجاوز عن بعض الميل أخذاً بأخف الضررين، وهو يستقيم في المرحلة ولا يستقيم عند التمام، وأن قوله (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) يصبح قولاً حاسماً في النهي عن التعدد، ذلك أن العدل في مستوى الأصل ينتقل من عدل القسمة إلى عدل الميل القلبي ولا مشاحة في أن القلب لن يعدل بين أثنين فلم يبقى إلا واحدة) .

وإذا كان القرآن والسنة قد أوجدا حلاً للشباب الذي لم يستطيع الزواج بالباءة (والذي كان يقضي أكثر من خمسة عشر عاماً سعياً لتحسين أوضاعه الاقتصادية دون زوجة) بالعفة عن طريق الصوم وغض البصر وغيرهما من وسائل التربية السوية التي تحسن الغريزة فمن باب أولى أن يصبر المتزوج أسبوعاً أو أربعين يوماً على الأكثر وفاءاً لمؤسسة الأسرة على الأقل.

الرجل وإن استمرت خصوبته لمدة أطول من المرأة فهي لا تستمر بذات قوتها بل تبدأ في الضعف تدريجياً مع التقدم في العمر كسائر أعضاء جسمه حتى تزول نهائياً ليصبح من (غير أولى الأربة من الرجال)، فإن كنا نطالب الشباب العازب بالصبر أفلا نطالب المتزوجين الشيب بالإخلاص للزوجة التي أفنت عمرها في خدمته وأبنائه إلى ما بعد سن اليأس؟

ه
(6)الحجاب:
=======

وفقاً لحديث أسماء بنت أبي بكر الشهير "يا أسماء أن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفه الطاهرة" (مرسل رواه أبو داود) .فالمرأة المسلمة مطالبة باحتشام الزي وإخفاء المفاتن وإخفاء الزينة إلا ما ظهر منها في الوجه والكفين.

أتي الأستاذ محمود محمد طه بفكرة غير معهودة بحديثه عن الحجاب باعتباره عقوبة لإساءة استخدام حرية السفور،

و ذكر أن الحجاب ليس أصلاً في الإسلام إنما هو عقوبة لإساءة استخدام حرية السفور مستخدماً الآية الآتية كمرجع (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً) فالفاحشة هنا ما دون الزنا وإلا فعقوبة الزنا معروفة (فامسكوهن في البيوت) عقوبة على سوء التصرف في حرية السفور فالحجاب قائم في الشريعة وليس في أصل الدين) كما ذكر أن التبرج دليل السطحية وخفة العقل ورقة الدين وأن السفور ليس غاية في ذاته إنما هو وسيلة الحرية واقترح زياً عبارة عن الفستان الساتر ما دون الركبة والثوب الأبيض غير الشفاف .

ومن الخطل بمكان القول بأن الاستاذ محمود يدعو الى عري و تفسخ و خلاعة المرأة فقد خاطب نساء السودان كافة قائلا:

"يا نساء السودان !! اعلمن ان السفور ليس غاية فى ذاته ، وإنما وسيلة الحرية ، فإحسانكن التصرف فى الحرية هو الذى يسكت أصوات أعداء المرأة .. اعلمن أننا ضد التبرج ، لأن التبرج دليل خفة العقل ، وسوء الخلق ، ولاتستحق المرأة المتبرجة حرية السفور ... اعلمن ان الدعوة السلفية للإسلام المتمثلة فى الأخوان المسلمين ، والطائفية ، وأنصار السنة ، وفقهاء ، ووعاظ الشئون الدينية ، هى أكبر عقبة أمام حقوقكن ، ولابد من هزيمتها هزيمة لاتملك منها فكاكا ... ولاتكون هزيمتها إلا بإبراز المرأة الصحيحة الإسلام ، العفيفة ، ذات القلب السليم والعقل الصافى ... فهذا وحده هو الذى يقطع السنتهم ...اعلمن ان مساواة النساء بالرجال ليست مساواة المسطرة ، ولكنها مساواة القيمة ... ومعنى ذلك أن المرأة ، فى نفسها كإنسان ، وفى المجتمع كمواطنة ذات قيمة مساوية للرجل ، فى نفسه كإنسان ، وفى المجتمع كمواطن ... وهذه المساواة تقوم وإن وقع الإ ختلاف فى الخصائص النفسية والعضوية فى بنية الرجال والنساء ... وهى تقوم وإن إختلفت الوظيفة الإجتماعية ، وميدان الخدمة للمجتمع الذى يتحرك فيه الرجال والنساء ... اعلمن أنه ليست هناك كرامة ترتجى لكُن إلا عن طريق بعث الإسلام ، بأحكام آيات الأصول ، حيث الحرية ، وحيث المسئولية ، وحيث المساواة ... فإن تم هذا البعث فإن الأرض ستشرق بنور ربها ، وستتم نعمة الله على سكانها ... هذا هو وعد الله ، وهو لابد كائن ، فان الله قد تأذن بإنجاز ما وعد .."


(7) شهادة المرأة :
===========

آية الدين سورة البقرة

الآية: 282 { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

حيث استشهد البعض بجزء من هذه الاية في قوله تعالى :

{ واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى }

ليحكموا بنقصان شهادة المرأة مطلقاً و هي بالتالي نصف الرجل عموماً

قالت الأستاذه / أسماء على لسان والدها الأستاذ / محمود محمد طه : أما بشأن شهادة المرأة التى تحتاج فيها إلى إمرأة أخرى لتذكرها ، فالسبب من وراء ذلك كانت المرأة فى فجر الإسلام حبيسة بيتها وأنها لم تكن تعى ما يجرى خارج دارها من امور البيع و التجارة ، أما فى الوقت الحاضر فهى قاضية ومحامية ووزيرة ورئيسة وزراء وأن نأتى ونقول لها أن شهادتها ناقصة لأنها إمرأة بدون الأخذ فى الإعتبار لما توصلت إلية من علم ومنصب فهذه والله مصيبة وقصور فى الفكر . و حتى في زمن الرسول الكريم عليه افضل الصلاة و السلام شهادة المرأة - الناقصة - كانت فى امر الدين (بفتح الدال) فقط كما نصت الآية الكريمة، .

ه
(8) حبس المرأة في المنزل
================

قوله تعالى في سورة الاحزاب الآيتين : (32) و (33)

(يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33))

حيث رأى البعض بقاء المرأة المسلمة فى بيتها عبادة تؤجر عليه ،و فيه إستجابة لنداء ربانى


ترى الأستاذه / أسماء محمود محمد طه ان سياق الآيتين واضح منه ان المقصود بعبارة (قرن في بيوتكن) المعني بها نساء النبي عليه افضل الصلاة و السلام و ذلك لكونهن (لستن كأحد من النساء) ،حتى أنه فرض عليهن ألا يتزوجن بعد النبى صلى الله عليه و سلم. و لكن حتى نساء النبي عليهه افضل الصلاة و السلام منهن السيدة خديجة كانت تعمل فى التجارة وهناك أخريات عملن فى حرف شريفة أخرى وشاركن فى الحروب ، إذن النظرة الكلية دون الجزئيات ربما تبعدنا عن الحقيقة ، هذا من ناحية. أما من ناحية أشمل علينا أن نعترف بأن الكتب السماوية والرسل جاؤا لإسعاد الإنسان . وما جاء فى سورة الأحزاب " وقرن فى بيوتكن ... " الخطاب فيها حتى وإن جاء مخاطبا زوجات رسول الله ، فهل يمكننا بعد أكثر من 1400 عام أن نطالب المرأة ونحن فى هذا القرن بأن تبقى فى منزلها ولاتبرحه !؟ وهل من السهولة تطبيق ذلك فى الأوضاع الإقتصادية الراهنة التى فيها دخل الرجل ودخل المرأة كزوجة بالكاد يوفران الضروريات من متطلبات الحياة !؟ وهل بعد أن قطعنا شوطا فى تعليم المرأة أن نطلب من الوزيرة والطبيبة والمهنية أن تبقى فى منزلها ولاتبرحه ! أم هؤلاء يطالبون بعدم إتاحة الفرصة لتعليم المرأة وإجبارها لتكون رهينة الجهل الذى يريحها من عناء مطالبتها بحقوقها !؟

(9) المساواة الاجتماعية وحقوق النساء
========================

تقول الأستاذه / أسماء محمود محمد طه ان قضية المرأة كانت من أولى القضايا التى تبناها الأستاذ / محمود محمد طه . كما أن دخوله السجن لأول مرة كان دفاعا عن المرأة بسبب الخفاض الفرعونى الذى أراد المستعمر أن تعاقب مرتكبته جنائيا وأرادها هو أن تحارب عادة الخفاض الفرعونى عن طريق التوعية والتعليم الشئ الذى أغضب المستعمر . فكان الاستاذ محمود محمد طه أول سجين سياسي للإستعمار البريطاني في السودان.

و يعتبر موضوع المرأة من اهم المواضيع التى عالجها الاستاذ محمود محمد طه فى فكرته ، حيث دعا الى تطوير التشريع فيما يختص بشريعة الأحوال الشخصية ، والى وضع المرأة من حيث التشريع فى موضعها الصحيح ، بعد أن تعلمت وتسنمت الوظائف الرفيعة ، متجاوزا بذلك القصور الفكرى الذى ظل ملازما للفكر الاسلامى السلفى تجاه وضع المرأة فى التشريع الدينى ، ومتجاوزا دعوات تحرير المرأة التى هدفت لمحاكاة الغرب، ومقدما فهماً جديداً مستمداً من اصول الدين ، يقوم على مساواة الرجال والنساء أمام القانون وفى النظام الاجتماعى ، انطلاقا من فكرة تطوير التشريع الاسلامى ، واستلهاماً أكبر لغرض الدين فى الحياة الحرة الكريمة للنساء والرجال على قدم المساواة.

وهذه المساواة الإجتماعية قد كان واضحاً بشأنها في خطابه لنساء السودان ، يقول الأستاذ محمود مخاطباٌ نساء السودان :

(...اعلمن ان مساواة النساء بالرجال ليست مساواة المسطرة ، ولكنها مساواة القيمة ... ومعنى ذلك أن المرأة ، فى نفسها كإنسان ، وفى المجتمع كمواطنة ذات قيمة مساوية للرجل ، فى نفسه كإنسان ، وفى المجتمع كمواطن ... وهذه المساواة تقوم وإن وقع الإ ختلاف فى الخصائص النفسية والعضوية فى بنية الرجال والنساء ... وهى تقوم وإن إختلفت الوظيفة الإجتماعية ، وميدان الخدمة للمجتمع الذى يتحرك فيه الرجال والنساء ... اعلمن أنه ليست هناك كرامة ترتجى لكُن إلا عن طريق بعث الإسلام ، بأحكام آيات الأصول ، حيث الحرية ، وحيث المسئولية ، وحيث المساواة ... فإن تم هذا البعث فإن الأرض ستشرق بنور ربها ، وستتم نعمة الله على سكانها ... هذا هو وعد الله ، وهو لابد كائن ، فان الله قد تأذن بإنجاز ما وعد ..)

وقد كان أكبر تجسيد لدعوة الاستاذ محمود الى تطوير وضع المرأة الدينى هو المرأة الجمهورية نفسها ، فقد دخلت تلميذات الاستاذ محمود من الجمهوريات التاريخ كأول طليعة من النساء تخرج للدعوة الى الدين بصورة جماعية ومنظمة ، فى ظاهرة فريدة ظللتها قوة الفكر وسداد السيرة وسمو الخلق.





hatim ALi غير متصل   رد مع اقتباس