عرض مشاركة واحدة
قديم 21-08-2006, 01:15 PM   #[1]
elmhasi
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي ماذا تريد الحركات التحررية في السودان ؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم



ماذا تريد الحركات التحررية في السودان ؟؟؟؟



قرأت في أحد المقالات لأحد الأساتذة الذي صرخ طالباً النجدة من قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان أعني (جناح الجنوب ) حتي لا يختلط الأمر علي القارئ الكريم ويتشابه عليه البقر كما تشابه علي بني إسرائيل من قبل وتشابه علي أيضاً بكثرة الحركات التحررية للسودان المغلوب علي أمره ....

عودة لنقطة البداية : الأستاذ ينبه قيادات الحركة الشعبية التحرير السودان لتدارك واقع مكاتبها في الشمال وتقديم الدعم المالي اللازم لها حتي تستطيع أن تقوم بواجبها لإستقطاب مواطن الشمال للإنضمام إليها أي إلي حزب الحركة الشعبية الميمونة التي لم تشأ أن تكلف نفسها حتي الآن مشقة البحث عن إسم آخر يقتضيه التغير المرحلي الذي طرأ عليها وهي التي أصبحت بين عشية وضحاها (حاملة لواء الديمقراطية وحامية حمي المغلوبين علي أمرهم ..... ) ؟؟؟؟؟



كلام عجيييييييييييييييييييب !!!!

ولكن لا تندهش عزيزي القارئ فقد ولي عصر الإندهاش عندنا في السودان منذ زمن طويل وأصبحنا في الزمن الفلاني وإلا فلن يتسع بك المقام وماعون الإندهااااااااااش لأن في شروق شمس كل يوم لنا من الأهوال العجب والأقوال العجاب ومن الأفعال ما لا عينٌ رات ولا أذنٌ سمعت ولا خطر بقلب بشر . أي ٍ كل هذا يحدث عندنا في السودان وما خفي َ كان أعظم ولسنا هنا لمعرفة السرائر وما تُخْفِي القلوب ولكن أتعامل مع الواقع الذي أمامي بكل تجرد وأتفاعل معه إيجاباً إن كان إيجابياً وسلباً إن كان سلبياً !!!!!


حقيقة أنا كمواطن من الشمال ( كما يحلو للحركة أن تقسمنا شمال وجنوب ) أو أي مواطن آخر من الشرق أو الغرب ما الذي يدعوني أو يدعو الآخرين للإنضمام لحركة أو حتي نسميه حزب له خيار الإنفصال أو لنقول أنه وقع علي وثيقة سلام ملزمة للشمال بأن يُعْطَي مواطنيه في الجنوب حق الإقتراع علي خيار الوحدة أو الإنفصال ودون الرجوع أو إعطاء نفس الفرصة لهذا الشمال في إبداء الرأي أو الموافقة علي هذا الفصل أو الإنضمام في الوحدة ؟؟؟



وعلي اي شئ تستند الحركة في فتح مكاتب لها في الشمال وهي التي وضعت شرط الأقتراع علي الوحدة أو الإنفصال ؟؟؟



رغم رفضي لكثير من جزئيات ذلك الإتفاق التي سمته الحكومة بالسلام العالمي ، وهي ذات الجهة التي رفضت الإتفاقيات السابقة التي كاد أن يوقعها (محمد عثمان الميرغني ـ أو إتفاقية كوكدام بقيادة الصادق المهدي ) ووصفتها حزب الجبهة الإسلامية بالإستسلام ليس لشئ وإنما لتزيد عدد القتلي في الجانبين وتزيد حجم الخسائر والدمار ومن ثم تبعث بخلصائها إلي الجنات نزلا ، ولكن لا بد من أن نعترف إن الحسنة الأولي لهذه الإتفاقية هي أنها حقنت ما تبقي من الدماء بين الطرفين ونقلت الجنوب إلي طاولة الحوار المباشر وأدخلت القادة الجنوبين في ميدان المعترك السياسي للمنافسة علي كسب ثقة جماهيرهم أولاً ومن ثم المنافسة علي كسب ثقة المواطن في الشمال . وهنا لا بد أن يظهر الأخوة الجنوبين المهارة والشطارة الفائقتين بعد أن فشل كل القادة الشمالين منذ الإستقلال في الوفاء بالعهود التي كانت تقطعه أمام الشعب بأداءها القسم علي الكتاب بالصباح وحنثها بقسمها في المساء وعلي طاولات النقاشات الخاصة بمستقبلها وهمومها تارك الوطن والمواطن يلوج في أمواج بحر متلاطم كالجبال حائراً محتاراً وعلي غير هدي ... حتي إنه قد بلغ بأحد الأساتذة أن سأل مندهشاً ( من أين أتي هؤلاء ؟؟؟؟ ) ولكني أسأل الآن ... إلي أيّ نفق مظلم يقودونا هؤلاء ؟؟؟



علي كلٍ خير للحركة ان تحتفظ بأموالها وتوجهها في تنمية الجنوب وعملٍ يعود علي مواطنيها في الجنوب بالنفع بدلاً من أن تبدد هذه الأموال في إنشاء مكاتب ودور عجزة ومسنين وهلمجرا في الشمال وتخلق وظائف هامشية وتصرف مرتبات لموظفين عاطلين عن العمل لعمل غوغائية لن يعود عليها أو علي الوطن والمواطن بأية نفع أو فائدة ، وتخرج خالي الوفاض في آخر حلقات المسلسل السوداني ذو الإخراج والتصوير الردئ دوماً ....

للأسف أن الحركة قد إنتهجت أو سلكت نفس الطرق العرجاء التي لا تؤدي إلي اي نتائج في مصلحة الوطن والمواطن ، وهي نفس الطرق الغبية التي ظلت تنتهجها كل الأحزاب السودانية منذ أن قامت وإستلمت أمور البلاد وسلطها الله علي العباد ..

الحملات الغوغائية والهتافات بإسم السيد ( وعاش أبوعايش وفطس أبوكديس ـ وطيروا طيروا ـ وبكرة يجيكم الكومر ... وصاحب هلمجرا ... وناس لالا ... هئ هئ هئ .. ) ...

وأصبحت تتصرف في أموال الإعانات كما تشاء وتركب من العربات الفارهات ووووو ... ( الباقي عشان ما يزعلوا والحدق يفهم بالفكاكة ) . دون أن تضع في الحسبان أن الكل يترصد خطوها وإن أحزاب الشمال تنتظر هفواتها حتي تأخذه ورقة لعب لصالحها وتمررها علي الجميع بأن أنظروا هؤلاء الذين كانوا يحاربوا من أجل الغلابة هؤلاء هم الذين كانوا في الغابة ولمدة عقدين من الزمان ليحرروا السودان !!!!


كانت دوماً آمال الشعب السوداني معقوداً علي فارس يأتيهم علي صهوة جواد ( مثل فارس بلا جواد ) ويقودهم ويخوض بهم البحار السبع فاتحين العالم وناشرين السودانية (ليست ديانة جديدة ـ وإنما حب الإنتماء للقومية السودانية ) في كل بقاع الأرض شرقاً وغرباً ....


وهذا بعد أن يكون قد سما بالشعب إلي علياء المجد وطبعاً سنكتب ساعتها في جوازتنا ( تذكر أنك سوداني وأنك إبن سيد العالم ... ) ولكن دوماً تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن مواطن السودان ، وبعد أن فقد الشعب ثقته في نفسه وفي ذلك الفارس (الدونكنشوتي ) أصبح شباب جيلي في العاصمة يرددون أن آملنا في ( جون قرنق ـ رحم الله ) وكنا في إنتظار الفرج ولكن علي قول المصريين ( الحلو ما بيكملش .. ) ، وكان ضرباً من الخرافة في منتصف التسعينات بعد أن لفت الحكومة دفة الحوار السياسي وأصبحت تلهي الشعب عن أفعالها بإختلاق المشاكل الدولية لنفسها وللمواطن وإختلط الحابل بالنابل وإختلط عليها الأمر حتي إنها أصبحت لا تدري هل هي مقبلة أم مدبرة أم هل هي عاجزة أم قادرة أكاذبة هي أم غير صادقة ( وكانت تطلق الآكاذيب ثم تقوم بتصديق آكاذيبها وتستميت لإقناع الآخرين ) ...؟؟؟؟

بقراءة بسيطة في تأريخ الحركات التحررية في السودان أو ما كانت تسمي من قبل المواطنين في الداخل ( حركات التمرد ) نجد أن معظمها قد بدأت جهوية ثم لبست ثوب القومية وطعمت صفوفها بأعضاء من مختلف مناطق السودان ( الشمال ـ والشرق ـ والغرب ) ، ومعروف أن أول من سن هذه السنة هي الحركة الشعبية لتحرير السودان ، التي كان إسمها الأنانيا 1 ثم بعد إإتفاقية مارس 1972 التي وقعت في أديس أبابا بين القائد جوزيف لاقو وحكومة مايو ، تشكل الفصيل الثاني الذي رفض الإتفاقية وسمي الأنانيا 2 ، ثم في مايو 1983 إنضم العقيد جون قرنق ديمبيور إلي القائد وليم نون بالكتبة 105 بور ، ومن ثم تم تغيير الإسم إلي الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان وكانت تدعو لإنفصال الجنوب إنفصالاً كاملاً عن الشمال دون قيد أو شرط ، ومن ثم غير من النهج الإنفصالي وسمي بالحركة الشعبية لتحرير السودان ( من من ؟؟؟ الله أعلم !!! ولا أدري هل قد وصلوا إليه ما كان يصبون إليه من تحرير أم ما زالت هناك بعض النقاط التي لم يحرورها ؟؟؟ ) ...



الحركات التي نشأت في الشرق أو كانت في الغرب إنتهجت نفس أسلوب الحركة الشعبية منذ البداية حيث أنها جميعاً لم تتبني طرحاً أو تعني قضية الوطن ، لذلك كانت تبدل من ثوبها كما فتاة الملهي الليلي في ساعة وعند كل حدث جديد ...


خلاصة القول أن هذه الحركات لم تقصد أو تريد مصلحة الوطن أو المواطن بقدر ما هي تسعي لغاياتها الشخصية والجهوية ... والمعني واضح ...



ولكن السؤال : -

هل من حق أي جهة أو حركة تخرج حاملة السلاح أن تعود حاملة لواء حزب خاص بها ؟؟؟ وماهو العدد المحدد لسقف الأحزاب في السودان ؟؟؟



elmhasi غير متصل   رد مع اقتباس