عرض مشاركة واحدة
قديم 19-05-2014, 09:43 PM   #[1869]
Hassan Farah
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية Hassan Farah
 
افتراضي

اعود لاحدثكم عن المدرسة وهيئة التدريس وقرية كاتشا فى ذلك الزمان
استقبلنا اخوتنا الاساتذة بترحاب صاحبه بعض التحفظ وربما الحذر...فنحن شبانا صغار السن ليست لدينا خبرة سابقة فى التدريس ولم نحصل على تدريب فى معهد بخت الرضاء ....الاساتذة كانوا اربعة: الناظر كمال محمود من اصول مصرية اسرته من عطبرة يذكرك بمامور المركز فى الزمن السابق ...نائب الناظر عبدالحليم احمد طه وهو ايضا من اصول مصرية من سكان مدينة تندلتى واظنه من اقارب عمر الجزلى مقدم البرامج فى التلفزيون ...شخصية هادئة ومتواضعة يطغى عليه طبعه السودانى بوضوح بحيث لا يترك لديك اى انطباع آخر ثم الاخ شبور من الابيض والاخ نمر من المجلد وبالطبع ديل اولاد بلد لهم خبرة طويلة فى التدريس سرعان ما انضممنا لهم فى الميز
بجانب المدرسة المتوسطة كانت هناك مدرسة اولية ذات نهرين نقل اليها حديثا الناظر ابراهيم عيسى وهو من اهل دنقلا كان يعمل بمدرسة فى قرية عبرى بشرق الجبال...... ابراهيم عيسى رجل حبوب واسع الافق متقدم الفكر حدثنا عن تجربته فى عبرى وكيف اكتشف ان كثيرا من الكلمات فى لهجة اهل المنطقة تنطبق مع كلمات فى لهجة الدناقلة فى الشمال مما سهل له التفاهم مع السكان فى تلك المنطقة...
عموما وبشكل عام اكتشفت فيما بعد ان الكثير من التجار الشماليين المنتشرين فى احراش تلك المنطقة يجيدون الرطانة ويتفاهمون بطلاقة مع السكان
بجانب المدرسة كانت هناك عيادة طبية يراسها المساعد الطبى محمد موسى كما كانت هناك كنيسة ضخمة يديرها قسيس من ابناء النوبة بعد طرد القساوسة الاجانب....هذه الكنيسة لم ارى لها زوارا منتظمين اللهم الا فى مواسم الاعياد حيث يتجمعون ليتلقوا هدايا من الملح النادر فى المنطقة
بيوت المدرسة جميعها مبنية من الحجر على الطراز الاوربى مسقوفة بالزنك وفوق الزنك عريشة من القش لتخفيف الحرارة..
انا وصديقى عبدالله منحنا منزلا يبعد عن المدرسة مسافة نصف ميل تقريبا يطل على وادى كبير تغطيه حشائش ترتفع لاعلى من مترين...
قرية كاتشا تكثر فيها الثعابين وقد نبهنا الاخوة المدرسون الى ذلك فاغتنى كل واحد منا بطارية وعكاز مضبب وبما انه كانت لنا مشاوير ليلية اما لمراقبة المذاكرة او لتناول العشاء فى الميز فكان من الطبيعى ان نصادف بعض صغار الثعابين فى طريقنا فنقتلها....
ليس ذلك فحسب فحتى عرشية القش التى تعلو الزنك كانت مليئة بالثعابين وليلا لا تدع لك عينا تغمض بكشكشتها مما جعلنى اتوسل العم كوكو ان يزيل عرشية القش مع استعدادنا لتحمل ارتفاع الحرارة ..... اما الحشائش الكثيفة المنتشرة فى الوادى امام البيت فقد توليت امرها بنفسى.....اشعلت فيها النار....لم تنطفئ لعدة ايام الا بعد ان تركته ارضا جرداء



Hassan Farah غير متصل