عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2006, 12:19 PM   #[1]
عالم عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي ليل يشبه شحاذين بلادي

[frame="7 70"]ليل يشبه شحاذين بلادي

حافظ عباس محمد نور
المدينة المنورة/ ديسمبر 2005

سوقْ نَرْبوُ/ أَمْ نَرْفُو/، لا أدري
من أين أتى هذا الاسم الغربي،
أم العربي..
لا أدري!
أبناء فرنسا كانوا عند الباب الغربي،
لكن هذا سوقٌ لا يشبه أبناء فرنسا!
خيامٌ بائسةٌ،
وبضائِعُ من سَقْطِ الأسواق!
جِرارٌ تتجَشّأُ ب "الكوشيب"،
شواءٌ غير سمين،
ومسارجُ تومِضُ في ليلٍ مسكين.
ليلٌ يشبه شحّاذين بلادي،
هذا الرهط الطيِّب،
قافلة المنبوذين.
غُبَارُ (حجر قدّو) يمنحهمْ
لغةً وهوِيَّةْ.
يعَمِّقُ دكْنةَ ليلٍ مسكونٍ بالفقر،
وبالجوع الكافر،
يتلوَّى مثل بخورٍ، فوق أناسٍ
من جلدتنا،
أرخى الزمنُ عباءته فيهم
وتخَثَّر...!

آهـٍ يا ليل الفاشر
يا بئر (حجر قدُّو)
يا هذا الماء الحلو....
المُر...
المالح!

قديماً قيل:
من عبّأ قِربَتَهُ وتجرّع كأساً،
أو حتى مضمض منه قليلاً
سوف يعود
ها أنا ذا من ذاك الماء عجينْ!
بعيداً، تصهرني نارُ الأيامِ الصَّدِئةْ،
تنضج في عَجَلٍ،
تحت مصابيح المدن الكبرى!
مدنُ لا تشبهنا...
لكِنَّا جزءٌ من هذا النهر الصاخبْ.

آهـٍ يا ليلَ الفاشر
يا بئرَ (حجر قدّو)
يا هذا الماء الحلو،
المر،
المالح!

أدرك أن الزمن تغيّر
والناسْ،
ما عادوا نفس الناسْ!
لكنَّ يقيني...
أن (الراكوبة) ما زالت صالون الفقراء،
تنيخ مظلَّتها في الصيفْ،
و(البرمة)، ذات البُرْمَةِ،
ما زالت تُخْرجُ لقمتها للضيفْ!
و( التُّقَّابة) مسرجةُ الخلوةْ،
ما زالت ترسل نفس الضوء،
وتعطي ذات الإحساسْ,
(للحيران)، عصافير الجنّة!
و الضيفُ القادِمُ
و(المنصاصْ)!

يا ليل الفاشر
يا بئر (حجر قدُّو)
يا هذا الماء الحلو....
المُر...
المالح!

قديماً قيل:
من عبّأ قِربَتَهُ وتجرّع كأساً،
أو حتى مضمض منه قليلاً
سوف يعود
وسوف يئوب
[/frame]



عالم عباس غير متصل   رد مع اقتباس