عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2010, 08:27 AM   #[19]
أسامة معاوية الطيب
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أسامة معاوية الطيب
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً استوقفنى العنوان كدلالة يمكن أن يبنى عليها الكاتب أحداث النص
ومن ثم يؤسس للقيمة الأخلاقية التى يود إيصالها الى القارئ ..
وفى تقديرى أن الكاتب افلح فى لفت نظر القارئ ـ غير العابر ـ منذ البداية الى أن ثمة رؤية مرتبطة بالعنوان يدور حولها العمل الذى بين يديه ..

أحداث القصة تدور حول شخصية يوسف ـ ابن الأربعين ـ والتى اتخذها الكاتب مرتكزاً يعود عليه عارضاً مواقفه ورؤاه التى تتصاعد وتيرتها ..
فبينما يحتفظ بشئ من الثبات فى الشخصية المحورية للقصة ( الإرتباك والتشتت خصيلة لازمته منذ الصغر ..)

نلاحظ أن أحداث القصة اتسمت بوتيرة تصاعدية , فارتقت من
المصادفة فى حادثة ( الشاب الذى تشغل نصف وجهه نظارة شمسية )
الى المالوف فى لقاء الشابة التى تسأل عن فندق الشرق ثم
الى الإثارة فى لقاء ( الحاجة ) والتهيئة لنقل القارئ الى مشهد آخر .

مشهد تعود فيه الأحداث الى عالم عاشه بطل القصة منذ نعومة أظفاره
وما كان أبداً لأي من المشاهد الأخرى السابقة ( الشاب صاحب النظارة , والفتاة التى تسأل عن فندق الشرق ) القدرة على إحداث هذه النقلة دون أهتزاز بنية القصة الفنية

هنا يحس القارئ بأن هناك خيطاً رفيعاً لابدّ من أن يضيفه ليكتمل البناء الدرامى للوقائع .. وهذا الإحساس يشكل رهقاً لذيذاً هو ذاته مساحة الخيال التى تركها الكاتب لقارئه ..
ولعل هذا الغموض والتداخل الذى أحدثه إسقاط عاملى الزمان و المكان هو الذى اضاف عنصر التشويق وارتقى بالنص ..

وحين بلغت الحبكة قمتها وشخضية القصة المحورية ملقاة على الأرض أمام منزله يعمد الكاتب وبمهارة الى إظهار البنية الفكرية التى يريد إيصالها الى المتلقى


يوسف يجهل الكثير عن مكنونات نفسه الى درجة التوهم فى حين يلم ويدرك التفاصيل الصغيرة للأشياء من حوله .. عيادة د. خالد الخير
( بتاع نساء وولادة ) بوصفها ورقم الشقة بالرغم من أنه لم يستطع أن يحقق حلم أمه لكى تشيل أولاده وترضعهم له !! وفندق الشرق ومطعم الإنترنت

يوسف الشاعر يجهل قصيدته ثم يكتب للآخرين احاسيسهم ومشاعرهم


النص فى تقديرى يحتوى على رؤية جديدة ونظرة مغايرة لمفهوم ساد وما زال من أن الشاعر يملك خارطة الطريق لنصوصه وما على الآخرين سوى القبول بفيض من وجدِه
وايضاً فخلافاً لكثير من النصوص التى يرسل كاتبها مضمون الفكرة فى شكل وازع اخلاقى أوإجتماعى متفق عليه ـ فضيلة العدل فى قصى ( حفنة تمر ) للطيب صالح ـ
نرى هنا أن القيمة المرسلة رؤية نقدية قد نتفق أو نختلف عليها ..

شكراً أسامة .. إن اسعفنى زمنى سأعود لقراءة أخرى فى اللغة ..


استاذنا النور
هذه القصة - القصيدة - أنا عمدت من خلالها أن تكون قصيدة تحكي القصة وقصة تشرح مكنونات القصيدة ( التي يتوه شاعرها فيها ) ليست تلك التي تحتفي بقدرة على النظم
منذ أمد بعيد تستفزني القصيدة ... ومنذ ذات الأمد تحك ذاكرتي رؤية للقصة وما يجب أن تكون عليه ... وهذه القصة بالذات هي ما توكلت على رؤيتي ودلفت إليها ( يبدو أنك لاحظت جيدا التشابك بين واقعنا كسودانيين وواقع القصيدة ... وربما لاحظت بعضا من خيوط النزيف بين أذنيك وأنت تقرأ يوسف ويتطاير حولك ألف يوسف تعرف ) ربما
كنت أخشى كثيرا عليها من غموض ما ... وربما احتدام الأفكار والأحداث بدجة تخل بتراتبية النص ( غير أني لم أعبأ كثيرا بالقالب وشروطه ) أثناء الكتابة تخلقت عندي أمشاج ونطف الأحداث وتصاعدت وتيرتها حتى أحسست بالنزيف - غير المتوّهم - وأعتقد ان إجراء المقارنة لفعل القصيدة كان نوعا من خوفي من غموض الفكرة ... وربما هيولها
أوقفتني قراءتك على رجلي قلمي ... وأنا ماض نحو عالم للقصة يخصني - لا يخص القوالب المألوفة - ويمكن بعد مية سنة نقدر نقول الذي نريد

انتظر قراءتك حول اللغة لأنها عكازتي التي أهش بها عليّ
ياخي القصيدة مدينة لك بشكر لا قبل لك به



أسامة معاوية الطيب غير متصل   رد مع اقتباس