عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2010, 04:00 PM   #[84]
معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معاوية محمد الحسن
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الحاج مشاهدة المشاركة
سلامات معاوية ...
وصلتني رسالة بالايميل سأنشر بعضها مع حجب الاسم . وبعضها لأن الرجل شتمني .. أي والله ..




وأقول للرجل شكرا علي رسالتك وأنت لم تكن في حوجة إلي شتمي يا أخي أنا أعرض أفكار هنا قد لا تكون مثالية أو حتى صحيحة لكنه اجتهاد لا أستحق عليه شتيمة !!؟

نعم يا سيدي الماركسية لا تؤمن بأي قوي خارجة عن الطبيعة وتنظر للكون علي أساس أنه مكون مادي في تطور مستمر . وتنظر الماركسية للدين علي أساس أنه مرحلة من مراحل تطور البشرية . وكلما تطور وعي الانسان وتطورت قدرته في تطويع الطبيعة والأشياء قلت حوجته للدين والغيبيات .
وشخصيا يا صاحب أنظر إلي الدين وأميزه "كنوعين" وليس دين واحد .
الأول :
هو الدين السياسي . والسلطة السياسية للدين . وهنا يستغل لقهر وتركيع وسلب حقوق البشر .
هذا النوع عندي مرفوض.

الثاني :
الدين كعقيدة راسخة في وجدان عامة الشعب بعيدا عن السلطة السياسية .
والأخير يمكن النظر إليه كمكون ثقافي وكأحد موروثات الشعوب مثله مثل العادات والتقاليد التي لا يضير وجودها ولا تستخدم كآداة هدم وتعويق نمو الأمم .

وعندما أنظر إلي الحزب الشيوعي السوداني في نظرته للدين أجده لا يختلف عن الأحزاب الشيوعية الأخري في المنطقة . وضعوا انفسهم في مواجهة مع الدين إن كان ذلك بتبني الالحاد ومقاومة الدين والنظر إليه كمعوق لتطور الشعوب أو بسلبيتهم في ابتداع رؤية تواكب مفاهيم عامة الشعب لا تصادم معتقداته وايجاد لغة بسيطة تخلو من التعقيد الفلسفي بحثا عن تصالح مع هذه الشعوب حتى وإن كان تصالحا وقتيا "مرحليا" حتى تمام الوعي ويبدأ بالقبول . قبولهم وقبول ما يقدمونه من فكر وعمل .
وسائل الصدام جعلت المرجعيات الدينية عدوا لا يرحم ولا يستكين لهذه الأحزاب الشيوعية لأنها تهدد مكتسباته . وأدت هذه العداوة إلي ضعف مكانة هذه الأحزاب وسط عامة الناس ، وصنعت حائطا سميكا ضد وصول أي فكر توعوي إليهم .
في اعتقادي أن أكبر عدو واجه ويواجه الماركسية هو النظر إليها وكأنها نص مقدس لا يقبل المساس . وهذا يناقض روح الماركسية نفسها ؟؟! التي تنظر إلي الأشياء والكون كمكون في حراك مستمر يكتشف الانسان من خلال هذا الحراك معارف جديدة وبروز الماركسية نفسها نوع من أنواع هذا الحراك التاريخي الحتمي في حينه .
أعتقد جازما أن عدم تطوير أي فكر يرمي به للتكلس والضمور ومن ثمة عدم المواكبة .لا يمكن ولا يعقل النظر للماركسية علي أساس أنها تصلح لكل زمان ومكان !!
للأسف تحولت الماركسية بفعل الجمود والخمول إلي عقيدة دينية أخري لها كهانها وسدنتها المنتفعين بها ، وصار بعض مريديها أدوات لاستغلال الانسان تماما كالبرجوازيين في النظام الراسمالي .
أنظر لحال البعض من الماركسسين وهم يتكالبون علي منظمات العمل الطوعي وينهبون المال العام وأتسائل ؟ ما الفرق ؟؟!
عزيزنا الاستاذ خالد الحاج
ما كنت أحسب أن طرح هذا الموضوع للنقاش سيجر عليك في نهاية الامر شتيمة من بعضي ضيقي الأفق و المختالين بما لديهم من أفكار قد لا تبلغ شأوا بعيدا لكن علي أية حال فلك العتبي
أولا أجدني شاكرا و مقدرا جدا لرفدنا هنا بمجموعة من الوثائق التاريخية الهامة التي يجب بالطبع الاحالة دوما اليها في سياق الحديث عن موضوع موقف الحزب من الدين فهي تبدو هنا ذات اهمية قصوي للباحث و رغم أن هذا الموضوع نفسه موضوع كبير و شائك و معقد و يكاد يصلح لبحث فوق درجة البكالريوس الا أن ما يكتب هنا يعتبر مساهمة متواضعة جدا يجب تشجيعها و تحفيزها
ثانيا : ما ذكره الرجل بشأن اسقاط الالحاد عن الماركسية خطل كبير فيه بؤس شديد و مجرد كلام مثله مثل اي كلام اخر يخلو من الدقة العلمية كثيرا من أغلب جوانبهو سنري بعد التدقيق و المماحصة أنه يمكن اسقاط هذا الجانب الالحادي ان لم يكن قد سقط بالفعل و تبقي حينها الماركسية مجرد علم او نظرية اجتماعية يمكن تناولها بالنقد .
صحيح أن الماركسية يمكن أن توصف بأنها فلسفة مادية بحتة مضادة لغيرها من الفلسفات المثالية لكنها - اي الماركسية - كان لابد لها أن تكون كذلك للأتي :
1- ظهرت الفلسفة الماركسية حين كان العلم الطبيعي و التجريبي في أوج ثورته و صباه الباكر فقد ظهرت الفرويدية مثلا في ذاك الوقت و الداروينية و نظريات اسحق نيوتن في الفيزياء و غيرها من نظريات العلم الطبيعي التي قامت علي مبدأ التجريب و الايمان المطلق بسلطة العقل وحده لا غير لذلك كان لابد للماركسية ان تتأتي متسقة مع كل هذا من حيث السياق التاريخي الذي ظهرت فيه
2- في حين برزت ثورات العلوم و الميكانيك كانت ايضا و بالمقابل سلطة الكنيسة و رجال الدين ما تزال تفعل فعلها و تستخدم الدين كأدأة في الصراع الاجتماعي و هنا تصدي لها الماركسيون الاوائل و حاولوا أن ينزعوا عن الكنيسة هذه القداسة في الحياة السياسية و الاجتماعية و ان يؤسسوا سلطة العقل وحده لا غير
لكن هل الماركسية من كل جوانبها نظرية هدامة و ضارة و تؤسس بالتالي لمجتمع انساني منحرف عن القيم والاخلاق ؟
نعارض الماركسية كفلسفة تطرفت في الاتجاه المادي بصورة كبيرة لكن هل معني هذا أنها ليس لديها ما تساهم به في سياق التطور الانساني كعلم اجتماعي . أن هكذا موقف يعتبر سلبيا الي حد بعيد و ثمة شيء أخر و هو ان ماركس و كما اسلفنا لم يول مسألة الدين اهتماما كبيرا بل انصرف كلية الي دراسة الاقتصاد السياسي و نقد الرأسمالية لذلك فان الجاهل بالماركسية يظن ان كتاب مثل (رأس المال ) مثلا كله الحاد و زندقة مع أن ماركس لا يتعرض فيه للدين كثيرا و من الوهلة الاولي يبدو ماركس مهتم حسبما ادعي بمحاربة الاغتراب الانساني في بعده الاساسي و هو ميدان العلاقات الاقتصادية بالدرجة الاولي و هو كان يعتقد بان هذا الاغتراب حين يزول سيزول الدين ايضا كبناء فوقي
ما اود قوله هنا هو أن نقد الماركسية لا يجب ان يتأسس وفق موقفها من الدين فالدين في نظرية ماركس اضعف حلقة لكن يجب نقد الماركسية في اصلها الفكري الاساسي و هو ميدان الاقتصاد السياسي .
ايضا هنا اجدني أتفق معك مئة بالمئة فيما يتعلق بحديثك عن موضوع الجمود الذي اصاب الفكر الماركسي و ضرورة مراجعة هذا الفكر و علينا ان نتذكر أن ماركس نفسه لم ينظر الي عمله باعتباره عقيدة بل كان يمارس عملية نقدية بالكامل و كما ذكرنا فان الماركسية كانت قد تحولت الي عقيدة علي يد لينين و ستالين فقط اللذان اختزلا النظرية في الحزب و الحزب في الدولة و الدولة في سلطة الزعيم المطلقة !
بالنسبة لموضوع الحزب الشيوعي فهو لا اعتقد قد دخل في مواجهة حقيقية مع الدين لكنه ظل موضع اتهام فقط و تقوقع داخل جدار سميك من ( الطناش ) علي خط الدفاع و التبرير فقط دون اللجوء الي مواجهة الامر بصورة فعالة لاكثر من خمسين سنة .
مع نقدنا للماركسية المعاصرة علي تواضع الامكانيات هنا لكن بالمقابل فان الرأسمالية لا تبدو حتي براقة بما يكفي بالنسبة للشباب بل هي بشعة بشاعة مخيفة جدا , أنظر فقط الي الحروب الحالية في العالم من الذي أشعلها و من وراء الازمة المالية العالميةو المجاعات و جميع الكوارث الانسانية لذلك كيف يدعي الرجل ان الرأسمالية جذابة من المؤكد أنه ينظر فقط الي شريحة من الشباب الذين يغرقون في حلم الهجرة الي بلاد العم سام و حينما يصلون الي هناك يدركون فداحة الثمن و ينتهي الامر بالاحباط و ادمان المخدرات و ربما الانتحار بعد ان يقونوا ان الراسمالية ليست الجنة التي يوعدون او ربما يري الرجل صورة الشباب العصري الذي يحتسون البيبسي و يتناولن وجبات ماكدونالدز و مولعون باغاني شكيرا وجنيفير لوبيز و يتأبط الواحد منهم لاب توب يتجول به في شوارع بلاد يموت اهلها من الملاريا فقط بفعل الانتهازيين من ابناء الطبقة الوسطي الذين تحالفوا مع حكومات عميلة ترضخ لشروط صندوق النقد الدولي !
نتناول الماركسية بالنقد و نوقن في ذات الوقت ان الراسمالية الحالية ليست هي الخلاص
أذن ينبغي البحث عن طريق للخلاص
مع تحياتي يا استاذنا



التعديل الأخير تم بواسطة معاوية محمد الحسن ; 28-06-2010 الساعة 04:28 PM.
معاوية محمد الحسن غير متصل   رد مع اقتباس