عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2011, 08:31 PM   #[4]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

حرف الألف

إبراهيم البولاد بن جابر

ريحانة من أخباره: هو الشيخ الإمام الحجة الرحلة إبراهيم بن جابر بن عون بن سليم بن رباط بن غلام الله والد السادة الركابية، ولد بترنج ـ جزيرة بأرض الشايقية ـ ودخل إلى مصر وتفقه بسيدي محمد البنوفري وأخذ عليه الفقه والأصول والنحو، ثم رحل إلى ترنج ودرس فيها خليل والرسالة، وهو أول من درس خليل ببلاد الفونج وشدت إليه الرحال، ومدرسته في خليل سبع ختمات، وتعلم فيها أربعين إنسانا، صاروا كلهم أولياء وأقطابا بإذن الله تعالى، ومن جملتهم الشيخ الصالح عبد الرحمن أخوه، ويقال سبب عظمة أولاد جابر دعوة صالحة من أمهم، اسمها صافية، وذلك أن عندها قدحا فيه دهنا مقرفا، ففرقوه في الأرض وجعلوا له جداولا وحيضانا، فجاءت أمهم فوجدت دهنها مفرقا فقالت: :اللهم إجعلكم يا وليداتي أوتادا في الأرض”، فسمعت قائلا يقول في الهواء: “آمين”، أو لأن أولاد جابر رضي الله عنه وجدهم تركوا ألواحهم حين انكسر جدوله فاشتغلوا بجمع التراب لسده، وقال لهم :” كلنا اشتغلنا بالدنيا”، فدعا لهم بقريحة صادقة فجعل الله البركة فيهم وأحيا بهم الدين.

وأولاد جابر الأربعة كالطبائع الأربعة: أعلمهم إبراهيم، وأصلحهم عبد الرحمن، وأورعهم إسماعيل، وأعبدهم عبد الرحيم، وأختهم فاطمة أم الشيخ صغيرون نظيرتهم في العلم والدين، وسبب تسميته ببولاد أن رجلا حلف الطلاق أن يدخل بيته جميع ما خلقه الله، فأفتاه بوضع المصحف على سريره، واستدل بقوله تعالى:” ما فرطنا في الكتاب من شئ” فقال له شيخه:” انت بولاد البر”، فمن ذلك صارت تسميته بالبولاد، وله من الأولاد الحاج محمد والحاج حمد، وهما صالحين فاضلين، والنسل الموجود الآن هو نسلهم.

إسماعيل بن جابر
نبذة من أخباره

هو الشيخ الإمام الورع الزاهد الناسك، وتفقه على أخيه عبد الرحمن، وجلس في خلوته من بعده، وانتفعت به الناس، وكان من زهاد العلماء وكبار الصالحين، وممن تفقه عليه الشيخ صغيرون والشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وهما كافيان في صدقه، ودخل مصر واجتمع بالشيخ البنوفري وأجازه وحج بيت الله الحرام ومعه أخته فاطمة وولدها سيدي محمد بن سرحان وهو صغير لم يبلغ الحلم، فلما جاءوا عند الوقوف بعرفة فقال : “يا زعم ولد فاطمة ما بلغ” فمن بركته أنه بلغ الحلم في تلك الليلة، وبلغ من ورعه أنه لا يستعمل ما جاء من جداول الشايقية وقال جرارقهم مغصوبة من الناس.

إدريس بن الشيخ عبد الرحمن بن جابر

جلس للتدريس بعد عمه الشيخ إسماعيل، وكان شيخا عالما لكن الخلوة خربت من زمنه، والسبب في ذلك أنه تزوج بالملكة في كجبي وكان يمشي إليها بالبطالة، فمنعته من ذلك، وقالت له ارحل بقراءتك، القراءة التبقى في بيتي، فامتنعوا الفقرا من ذلك، وقالوا عندها الخدم الجمال يدخلن ويمرقن يفسدن علينا أدياننا، وتفرقوا: طائفة بدأت عند الشيخ عبد الرحمن ولد حمدتو، وطائفة عند الشيخ صغيرون وكان من جملتهم حمد بن الأغبش، فسبحان من لا انقضاء لملكه.

أبـــــــودلـــــــق

تفقه على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وهو أحد التلامذة الأربعين الذين تعلموا على الشيخ عبد الرحمن بن جابر وبلغوا درجة القطبانية، وهو أحد الزرايب السبعة الذين جوههم الشيخ عجيب لولد جابر، وأصله جعلي ومسكنه في ضنقلة الدفار، وذريته تعرف بأولاد أبودلق.

إدريس ولد محـــــــــســــن

أصله جعلي نبيهي ومسكنه في الهوبجي الأعداد، وتفقه على الشيخ عبد الرحمن بن مشيخ النويري، وقرأ عليه الشيخ دفع الله ولد أبو إدريس مختصر خليل، كذا وجدته بخطه، وقال أخذت هذا الكتاب من جماعة منهم الفقيه إدريس بن محس، وقال الشيخ محمد ولد الطريفي:” الشيخ دفع الله بعد ما قدم من الشيخ صغيرون وبدأ في تدريس خليل، تقيف عليهم المسألة، يمشي إلى فقير في الهوبجي يشرحها له، وأولاد محسن جماعة بلغ من ورعهم أنهم إذا تبين لهم أن تيراب بلادهم مخلوط بتيراب غير تيرابهم فامتنعوا عن أكل زرعهم.

إدريس بن محمد الأرباب بن علي

الكلام فيه على خمسة أبواب: الباب الأول في التعريف بأنه من أهل هذا الشان وأنه الحامل في وقته لواء أهل الأعيان، والثاني في كرمه وعلمه وزهده وورعه وحلمه وصبره وسداد طريقته، الثالث في ألفاظه الجامعة لحكمة الحكماء وعلم العلماء من غير ان ينظرها في كتاب، الباب الرابع في كلامه على الأفلاك العلوية وأحوال حملة العرش، وفي العالم السفلي إلى ما تحت الثرى، الباب الخامس فيما تكلم عليه الأعيان المغيبات منها ما وقع ومنها ما هو منتظر الوقوع.

الباب الأول في التعريف بشأنه: هو الشيخ الإمام حجة الصوفية، مرشد السالكين، منقذ الهالكين، قطب العارفين، علم المهتدين، مظهر شمس المعارف بعد غربوها، الواصل إلى الله والموصل إليه، وهو الشيخ إدريس بن الأرباب. كان رضي الله عنه لا تتحدث معه في علم من العلوم إلا تحدث معك حتى يقول السامع له أنه لا يحسن غير هذا العلم، وأما علوم المعارف والأسرار فقطب دجاها وشمس ضحاها، تقول إذا سمعت كلامه أعرف بخبر السماء من خبر الأرض، وقال الشيخ خوجلي أن الشيخ إدريس أعرف بطرق السماء من طرق الأرض: “كنت لا أسمعه يتحدث إلا في الاسم الأعظم ودواير الأولياء والملايكة المقربين عند العرش”. ولد رضي الله عنه بالعيلفون وقيل بالحليلة شوحطت، ووالده وداه عند الشيخ البنداري بدأ عنده المكتب، وقال له يظهر لك شأن عظيم فإذا قربت فأخبرني أن أتزود لمعادي، والبنداري قبره قدام الحلفاية معروف، ودخل المكتب أيضا عند الشيخ حمد ولد زروق بالصبابي، وشهد له بجلالة القدر، ثم إن أول أمره جالس الشيخ بان النقا الضرير ودخل معه سنار، وسأله الملك عمارة عنه، وقال له من المحس، أهله في السافل. يقال أن أم الملك عماره أبو سكيكين مرضت مرضا شديدا فعزم لها الشيخ بان النقا فلم تعافا، فقال له الملك:” أنت سابق كنت جندينا ثم بقيت جندي الله، وحات الملك إن كان ما عافيت أمي أردك إلى جنديتك”، فعزم لها الشيخ إدريس فعوفيت بإذن الله من حينها، فحينئذ سأله الملك عنه، فقال له :” هذا الولد يظهر له شأن عظيم”.

ثم نزل عليه الفيض الإلهي والعلم الرباني فتكلم في علوم الأولين والآخرين والأمم الماضية من غير أن ينظر ذلك في كتاب، فكان أكابر العلماء يكونون بين يديه كالأطفال، ولا يوجد له كتاب إلا متن رسالة
في علوم الأولين والآخرين وجد في عيبته بعد وفاته، ففي أول بدء أمره أنكر عليه الناس، ورموه بالكذب والزور والبهتان، كما كانت سنة الله في أوليائه، فأرسل إلى الشيخ محمد ولد عيسى يشكو إليه ذلك، فأرسل إليه يسليه، ومن جملة ذلك أبيات ذكرها:

والله لو كان بين الناس جبريلا
لابد فيه من قال وقيلا
قالوا في الله أضعافا مضاعفة
تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
وقد قالوا بل ابن وصاحبة
إثما وزورا وتعطيلا وتبديلا
أنظر كلامهم في الله خالقهم
فكيف غذا قيل وما قيلا

ثم مضى الألف، وفي وأول القرن الحادي ارتكبت الناس التنباك والقهوة، فاتفقوا العلماء على إباحتها واختلفوا في التنباك، منهم المحلل ومنهم المحرم. وممن حكم بإباحته الشيخ علي الأجهوري، والشيخ إبراهيم اللقاني قال بحرمته، ونهى الناس عن شربه، والشريف عبد الوهاب راجل أم سنبل قال بإباحته وتناظر مع الشيخ إدريس في وجه الشيخ عجيب.

ثم بعد الألف وأول القرن الحادي عشر استعملت الناس شرقا وغربا التنباك والبن، فأما البن أول من استعمله رجل باليمن يقال أنه من العلماء اسمه الشاذلي، فاتفقوا العلماء على إباحة شربه لأهل الطبيعة البلغمية بخلاف الصفراوية فإنه يزيدها. وأما التنباك فاختلفوا العلماء فيه، وأفتى شيخ الإسلام الأجهوري بإباحة شربه، وأفتى سيدي إبراهيم اللقاني صاحب جوهرة التوحيد بحرمة شربه، وفي بلادنا أفتى الشيخ إدريس بحرمته، وأفتى الشريف عبد الوهاب راجل أم سنبل بإباحته وحضر عند الشيخ عجيب وهو نازل في رفاعة وقال له: “الشيخ إدريس قال بحرمته”، وأنكر ذلك وقال له:”من راسه أو من كراسه؟”، ثم حضر الشيخ إدريس عند الشيخ عجيب، وسأله بحضرة الشريف عبد الوهاب، وقال بحرمته، وقال له :”من راسك أو من كراسك؟” فقال له:” حرمه السلطان مصطفى سلطان الإصطنبول، ومذهب مالك إطاعة السلطان”، وأخبره بالأمور التي لم يرد فيها نص من الشارع، “وأيضا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرمته، ويشهد على ذلك الشيخ محمد الهميم، والشيخ حسن ولد حسونه، والقاضي دشين كان يشربه إلى أن توفي، يقول أولا بحرمته”، فقال الشريف رضيت بالقاضي دشين، فأرسل الشيخ دفع الله وسأله وهو في القبر فقال :” التنباك حرام كلم الشيخ يسأل لي المغفرة بسبب شربي له”، والحكاية مشهورة، والله أعلم بالحال، فقلت سؤال الميت لا يترتب عليه حكم شرعي، وإنما هو من باب كرامات الأولياء.


يتبع .....



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس