عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2010, 08:14 AM   #[85]
معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معاوية محمد الحسن
 
افتراضي

قضية أسم الحزب الشيوعي : أحمد و لا حاج أحمد ؟

للوهلة الاولي تبدو قضية أسم الحزب أو مسماه قضية ثانوية بالقياس الي جملة أشياء أخري لكن تبقي عند الفحص و اطالة النظر و التدقيق قضية ذات أبعاد كبيرة جدا و تدخل في صميم الأزمة الفكرية و النظرية التي تطال عمل الحزب .
بدأ ما يعرف الان بالحزب الشيوعي السوداني نشاطه كطليعة للعمل الثوري ضد الاستعمار وسط الطلبة السودانيين في اواسط الاربيعينيات من القرن الماضي و كان هذا التنظيم وقتها يحمل مسمي ( الجبهة المعادية للاستعمار ) و من ثم ( الحركة السودانية للتحرر الوطني ) او ما يعرف لاحقا ب ( حستو ) و من الواضح جدا هنا أن هذين الاسمين لهما مغزي و دلالة واضحة و يعبران عن خط و منهج عمل التنظيم في ذاك الوقت و هو العمل علي مكافحة الاستعمار و تحرير البلاد من الهيمنة الاجنبية لذلك فانه و بمجرد قراءة هذا العنوان - الاسم يتضح جليا أن قادة الحزب الاوائل قد أبرزوا أهم ملامح التوجه العام للحزب في تلك الفترة التاريخية و التمثلة في النضال ضد المستعمر الاجنبي من خلال الاسم الذي عكس كل ذلك لكن و بعد خروج المستعمر ظل التنظيم يحمل اسم الحزب الشيوعي السوداني و يمارس عمله و نشاطه السياسين من خلف هذه اللافتة و حسبما يوضح من هذا الاسم فان معني مسمي الحزب الشيوعي و بجلاء طبعا أن هذا التنظيم يتخذ من الماركسية تحديدا فكرا اساسيا للتنظيم و الا فلن يكون للاسم اي معني مع علمنا التام ان مصطلح (ماركسية ) مثلا يشير الي جملة افكار ماركس و انجلز و توجهاتهما الاساسية في الاقتصاد و السياسة و الدولة مع الاخذ ايضا بجملة توجهات المدارس المختلفة للفكر الاشتراكي بينما الشيوعية نفسها كمصطلح يمكن تعريفه بأنه ( علم تحرير الطبقة العاملة ) و بالتالي فان السؤال الذوي يدور في الاذهان كالاتي ( هل ثمة طبقة عاملة وفق الشروط و المواصفات التي تحدثت بها الماركسية نفسها لوصف و تعريف هذه الفئة حتي يقوم تنظيم سياسي كامل للدفاع عن مصالحها و غير ذلك أم أن واقع ما بعد الحداثة قد نفي كليا وجود هكذا طبقة بل و أضحي من المستحيل جدا تحديد معالم واضحة للطبقات نفسها ؟
و ثمة سؤال أخر و هو هل ما زال الحزب الشيوعي متمسكا بالماركسية نفسها و يعمل هذه النظرية الاجتماعية في مساءلة الواقع و تفسيره وفق هدي النظرية أم ان الحزب و بصورة عملية كما رأينا سابقا من خلال هذه الحلقات أ ن الحزب و بصورة عملية قد فارق الماركسية شأنه شأن كثير من الاحزاب الشيوعية الاخري في المنطقة - فراق الطريفي لجمله في جوهرها و مبادئها الاساسية و بالتالي لم تعد هناك ثمة ضرورة لمسمي الحزب الشيوعي

ان طرح قضية الاسم و كما ذكرنا من قبل مسألة لا تعد ثانوية بالقياس الي غيرها من القضايا فنحن نعلم تماما بان أسم الحزب يعكس و يعبر بالضرورة عن جملة مبادئه و مراميه الاساسية في العمل السياسي و الاجتماعي كما يحشد بالضرورة جملة من المفاهيم حول عمل الحزب نفسه و بالتالي فان الاسم لابد ان يكون متسقا مع البرنامج و الشعار و لا يمكن ان يكون ابدا مثل مسميات العقاقير الطبية فان هذه القاقير الطبية و كما يعلم الاطباء و الصيادلة تحمل مسميين الاول يعرف عند العامة و سائر الناس من غير المختصين بالاسم التجاري Trade Name بينما يحمل ذات العقار او الدواء مسمي علمي محدد يتم التعمل به في الوسط العلمي و يعرف ب Generic Name و بالتالي فان عقار ( البنادول ) هو من حيث تركيبته الكيميائية لا يختلف عن عقار ( الفيفادول ) مثلا فكلاهما في نهاية الامر يعتبران من ضمن مركبات ( الباراسيتامول ) لكن بالمقابل فان اسم الحزب السياسي لا يجب ان يكون مثله مثل مسميات العقاقير , يحمل عبارات كبيرة و محشودة بمعاني الدعاية التجارية وسط الجماهير لكنه و علي صعيد الواقع و الممارسة نفسها لا يساوي شيئا ... أواصل .



معاوية محمد الحسن غير متصل   رد مع اقتباس