عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2007, 04:46 AM   #[1]
عبدالله الشقليني
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي القيام إلى الثلث الأول من ليل الرواية

[align=center]القيام إلى الثلث الأول من ليل الرواية ،
آيات شيطانية ( حول عنوان الرواية ) ـ ( 1)
[/align]


(1)


مقدمة :

قلت لنفسي منذ زمان : إني لا أذهب مع التيار ، ولا يروقني الانصياع لمسلك القطيع . وأعلم أن كثير من الأبواب التي لا ينام حُراسها بقرون استشعارهم الفتية سوف تترصدك ، فهجمة القطيع وهي في انحدارها إلى النهر ، تفل التربة . وأنت بعيد تقرأ وتكتُب على مهل ، ولا تقف أمام ما تكتُب غيوم . لكنك إن رغبت أن تُنير النصوص بنور الإعلام فإن النص يتعين عليه أن يعرف موطئ القدم . بيني وبين الجلوس لنسج الفكرة والدراسة حيز الزمان القلق والمكان المتقلب الأهواء .

(2)

قطوف عن التواري خلف النصوص :

نبدأ بأن نقطف من مقال دسم بقلم الشاعر الباهر ( عالم عباس محمد نور ) خطه تحت ثوب ( مجلة سودانيات الفصلية التجريبية ) . لا أعرف حتى التاريخ حظها من عناية القُراء أو أطلع على حصاد ما كتبنا . لندع كل ذلك إلى القطوف :


[align=center]
التستر بالعري أوالتواري خلف النصوص
للشاعر : عالم عباس محمد نور
[/align]


حين طُلب أليّ أن أقوم بذلك انتابني رعب حقيقي، أنا الذي كنت أتخفى بالقصيد ، أتدثره، وأندس فيه، أنا الهارب منه إليه، هذا القناع الساحر الرقيق، الذي يستر عريي، ويداري سوءتي، مكنون أسراري، وأمان خوفي، ملاذي عند احتدام الخطوب، كيف أهتك هذا الحجاب وأزيل هذه الطمأنينة الوارفة، وأزعج هذا الأمن السابغ؟
(3)
الغرانيق في اللغة :

غَرنَق : غازل بعينه
الغُرانِق : نبات شجري معمّر من فصيل الجارونية ينبت في المناطق المعتدلة ، أوراقه مزغبة طويلة العنق مستديرة النصل تقريباً نورته شبه خيمة ، والثمرة جافة منشقة ذات مِنقار طويل .
الغرانق : الشاب الأبيض الناعم .
الجمع : قرانق وغرانيق .
الغرنوق : طائر مائي أبيض طويل الساق جميل المنظر له قُنـزُعة ذهبية اللون ، وهو ضرب من الكراكي . الجمع غرانيق .

(4)

رؤانا حول اختيار الكاتب للعنوان :


نبدأ بالعنوان الذي انتقاه الكاتب سلمان رشدي ( آيات شيطانية ) ، واستعان من الذاكرة التفسيرية للنص القرآني ( الغرانيق ) : ( ألقى الشيطان على لسان النبي تلك الغرانيق العُلى وإن شفاعتهن لتُرتجى ) واختار لروايته ذلك الاسم من ذلك التعقيد ، رغم تعدد الروايات من أهل السنة التي تقول بأنه تفسير من الإسرائيليات أو تفسير منقطع أو هو من الغرائب . لقد اختار الكاتب الجانب الرطب من القص القرآني والتفاسير ، ليُنسج من منوال ذلك الجنوح الشيطاني رواية ضخمة بتفاصيل حياة من يقتسمون بطولة النص ، ومن هاجرت أرواحه من جسد إلى آخر . نهل الكاتب من المخزون الديني بتفاسيره الموثقة وغيرها ، فالراوي ليس لكتابته حساب كتاب المقالات أو التحقيقات أو الرؤى المباشرة الدلالة ، أو التقريرية التى اعتدنا في الخطاب الصحافي أو المنشور الحزبي . فهو خارج من تحت عباءة النص برواية ليحكم القراء والنقاد على الشخوص وحيواتهم التي صنعها ، وانسل كما يقال في المثل : رمتني بدائها و انسلت.

إن التخفي والالتحاف بالشكل الروائي ، هو طريق مأمون لكل من اعتاد أن الدنيا لا تُفتش الأدمغة ، لتُنظفها بفرشاة العقائد ، إلا عندما استل شيخ من أئمة الشيعة غدارة محشوة وأطلق رصاصة الفتوى بأن النص الروائي قد سب الرسول الكريم وأهل بيته و يستحق كاتب النص ( الموت الحقيقي ) وليس موت المؤلف كما يرد في فن النقد و أخرجت الدولة من بيت المال حافزاً لمن ينفذ الفتوى .كان المال المرصود يكفي لصناعة الأحلام فوق البنفسجية من رهافة العيش وفرح الورثة من بعد .
لقد عبرت الفتوى إلى تحريض ، بل والمشاركة بالمال في التأسيس للقتل ، ليس بسبب الرأى بل بسبب كتابة رواية ! .

أسست للقصاص ليس من أبطال الرواية بل من الكاتب نفسه . ذاك الذي صاغ الرواية من بنات أفكاره ، وعبثه الطلق بصناعة الشخوص من عجين يضرب أركان الكون ويأتي بالنفائس من كل شكل ولون . يجنح للغرائب ، ويفتش أعشاش الشياطين عما تُخبئ .

سنواصل ... إن تيسر



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الشقليني ; 23-06-2007 الساعة 08:41 AM.
التوقيع: من هُنا يبدأ العالم الجميل
عبدالله الشقليني غير متصل   رد مع اقتباس