عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2012, 05:29 PM   #[12]
طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية طارق صديق كانديك
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جعفر بدرى مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة

حويت ضرع السحاب
حلبتها الغيمة التنقنق فوقك
كتفت البحر من جنو
بى جنو البموت فى شوقك
حفيان فى الطلاق
سارقت فى طرف الحنين
بى نوقك
هشيت النحل .. صحيتو
صحيتو من عسلو الحلاتو تضوقك
فجيت العطش نقـّعتَ
ناداني التراب " حلـُّوقك!"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ


من الأمور المتفق عليها ... أن أول وأهم وظيفة للشعر و الشعراء الملتزمين ... تجميل وجه الحياة ... من بثور القبح التى تلازمها أغلب الأحيان ... وهذا الجمال لا يمنحه إلا من يملكه ... وأزهرى شاعر جميل ... جميل جدا ... وهو يحوّل حتى النميمة إلى شىء محبب !!

وأزهرى محمد على ... الذى يبدو فى لغته الشعرية ... موغلا فى عامية السودان ... ينطلق لسانه من قواعد متينة فى اللغة العربية الفصحى ... كما سنبين ... فى المقطع المقتبس أعلاه ... وهو نفس المقطع الذى استحسنه ... شليل ... وقدم به لمداخلته وتساءل عن بعض العبارات .

أعلم أن هذه القصيدة قد كتبها ... أزهرى ... لصديقه الباشمهندس ... معتصم الطاهر ... وأعلن ذلك عندما قرأها فى أحد المنتديات التى استضفناه فيها ... بمركز الوافر ... وأعلم أيضا أن الاستطراد فى الشرح ربما يفسد على القارىء ... متعة تذوق النص ... لكن هناك بعض الصور التى تستوجب الوقوف عندها ولو قليلا.

الصورة الأولى تمركزت فى قوله ...

( حفيان فى الطُلاق
سارقت فى طرف الحنين
بى نوقك )

فحسب رؤيتى ... لا أشاهد إلا مضمارا للسباق ... أو الطلاق ... بفتح الطاء وهى فى العربية الفصحى تعنى الشوط الواحد فى السباق ... عندما يشتمل على عدد من الأشواط ... و لما أحيلت للعامية ... ضمت الطاء فأصبحت ... الطُلاق ... و للكلمة معانى متعددة منها ... أطلق رجله ... بمعنى استعجله فى أمر ما ... وأطلق خيله فى الحلبة أجراها ... و استطلق الظبى ... أسرع فى عدوه لا يلوى على شىء ... ومن استعمالاتها ... طلق اللسان ... وطلق المحيا ... وطلق اليدين ... ويوم طلق ... و تعنى أيضا وجع الولادة عند الإنسان والحيوان ... ولها معانى أخرى سواء كانت فى القصحى أو العامية .

ولكن ما الذى دعانى لاستحضار صورة السباق و المضمار ...؟؟
ليست كلمة ( حفيان ) لوحدها ... بل هذه المسارقة التى لجأ إليها الشاعر حتى يفوز بالسباق .
و المعروف لدى الجوكية و المتسابقين ... أن طرف الميدان ... خاصة اليسار ... هو آمن وأنسب مكان للفوز بالسباق ... وكثيرا ما كان الجوكى الشهير... عثمان قسم السيد ... يربح السباقات فى ميدان الفروسية بالخرطوم بهذه المسارقة التى تحتاج للذكاء و البراعة !

ثم كلمة ( نوقك ) التى لا يمكن إبعادها بأى حال ... عن معنى الجمع لكلمة ( ناقة )
فالسباق إذن سباق هجن ... فى ظاهره ... ولكنه حقيقة ... سباق حنين وأشواق ... ومعروف بالتأكيد ارتباط هذه الوجدانات عند الإنسان العربى ... بالإبل فى البادية .

قلت إننا لا نستطيع إبعاد الناقة من هذه الصورة ... رغم أن ... نوق ... فى الفصحى قد تعنى جسن المظهر فى الملبس ... والوجاهة ... فمنها اشتقت كلمة ( أناقة ) ... وكل ذلك مربوط بالناقة التى تحظى بقدر سام عند العرب ... فبقدر ما تغتنى من النياق تكون ... وجاهتك بينهم !


أما الصورة الأخرى فتتمركز فى ...

( فجيت العطش نقعت
نادانى التراب .. حلوقك )

وهى لا تقل أناقة عن الصورة السابقة ...
وأرجو أن أعود إليها ... وإليك صديقى الحبيب ... سيد احمد



آمنت بالله

يا لهذا الجمال

شكرا ياباشمهندس على استثارة الجميل استاذي جعفر بدري اذ باضاءته تلك يمسكنا من تلابيب دهشتنا الى حيث الطريق أو السباق أيهما أقرب الينا من حبل الجمال.

نحن هنا نتكئ على تفاصيل هذه الرفقة المأمونة

لكم محبتي وتقديري



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
طارق صديق كانديك غير متصل   رد مع اقتباس