عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 02:06 AM   #[39]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي









اول طبيبة سودانية ولدت عام 1926
خالدة زاهر الساداتي هي البنت البكر لضابط في الجيش السوداني وقائد للفرقة السودانية التي حاربت في حرب فلسطين عام 1948، أخت لتسعة أخوات وتسع أخوان. وجدت نفسها فجأة في تحدي مع الذات ومع المجتمع المنغلق في ذلك الوقت عندما شجعها والدها واسع الأفق لمواصلة مشوار تعليمها. خالدة كانت قدر ذلك التحدي بدخولها كلية غردون الجامعية كأول طالبة سودانية
تخرجت خالدة من كلية غردون كأول طبيبة سودانية عام 1952 وكان ذلك حدثا مهما ومشهودا وخطوة رائدة في تاريخ تطور المرأة السودانية.
شاركت خالدة الحركة الوطنية نضالها ضد المستعمر بجسارة فائقة قائدة للمظاهرات وخطيبة اٍعتلت منبر نادي الخريجين في أواخر أربعينات القرن الماضي في زمن لم يكن يسمح للمرأة بالخروج من المنزل وتم اٍعتقالها من جانب المستمر نتيجة لذلك النشاط. وتواصل ذلك النشاط السياسي الوطني بعد خروج المستعمر مساهمة بفعالية في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين ومدافعة بشدة عن الديمقراطية ورافضة لكل أشكال الديكتاتورية.
ظل على الدوام ضمن منظورها ومن أهم اهتماماتها قضايا تحرر المرأة السودانية ومساهمتها جنبا اٍلى جنب مع الرجل في تفاصيل الحياة وتطور المجتمع وسعت اٍلى تحقيق ذلك الهدف بصبر وعزيمة واصرار. كانت تعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من المرأة شيئين هما تأسيس تنظيمها الخاص بها ونشر الوعي ومن ثم كونت وهي في بداية تعليمها الثانوي مع الأستاذة فاطمة طالب "رابطة المرأة" ومن ثم لاحقا ساهمت وكونت مع كوكبة من الرائدات السودانيات أمثال حاجة كاشف، فاطمة أحمد اٍبراهيم، نفيسة المليك، أم سلمة سعيد، عزيزة مكي...الخ على سبيل المثال وليس الحصر تنظيم الاٍتحاد النسائي السوداني ومن ثم اختيرت كأول رئيسة له. ساهم الاٍتحاد النسائي في نضاله الضاري والدءووب في تحقيق مكتسبات للمرأة السودانية لم تحققها تنظيمات نسائية في كثير من البلدان العربية والأفريقية حتى اليوم . استطاعت المرأة بنضالها أن تدخل البرلمان السوداني وأن تتبوأ مراكز متقدمة في كل الوزارات الحكومية ، جامعة الخرطوم ، القضاء ، الاٍدارة ، الشرطة، القوات المسلحة....الخ
من خلال اٍيمانها بقضايا تحقيق العدالة الاٍجتماعية وقضايا تحرر المرأة اٍنضمت اٍلى الحزب الشيوعي السوداني وصارت أول اٍمرأة تحصل على تلك العضوية.
تدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة في وزارة الصحة. من خلال عملها جابت كل أقاليم السودان منادية وناشرة للوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها ومحاربة للعادات الضارة. وقدمت كثيرا من الخدمات الكبيرة والجليلة عندما عملت لفترة من الزمن مديرا لمركز رعاية الطفل باأمدرمان الواقع بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي.
منحت الدكتورة الفخرية من جامعة الخرطوم في احتفالها الماسي في 24/2/2000 وذلك لريادتها ومساهمتها في تطور المجتمع السوداني ومسنادتها قضايا المرأة ظل هنالك دوما شئ يميزها وهي شجاعتها وجرأتها وقدرتها على قول الحق واٍبداء الرأي مع النظرة الثاقبة للمستقبل وسعة صدرها في سماع صوت الآخرين. ذلك النهج أجبر حتى من يخالفونها الرأي على اٍحترامها .

مقتطف من سرد عدنان زاهر فى مناسبة عيد ميلاد اخته الثمانين
التحية لها وامد الله فى عمرها

...............................................




حوار اجرته صحيفة الميدان مع عميدة الطبيبات السودانيات


وهي في عمر الثمانين، ذاكرتها لا تزال تحتفظ ببريقها مع تفاصيل كونها أول طبيبة سودانية تتخرج في كلية الطب، وأول امرأة انتمت للحزب الشيوعي السوداني، وأول من قام بانشاء تنظيم نسائي في السودان.

(1)

خالدة زاهر سرور الساداتي، اسم لا تخطئه ذاكرة التاريخ السوداني، وهي تتحدث الينا تحرص على تأكيد عشقها للوطن رغم انها الآن تتجول مابين مقر اقامتها في لندن، وسويسرا حيث تعيش ابنتها وشقيقتها، وكندا حيث يعيش بعض أشقائها ولكنها تداوم على المجئ سنوياً في فصل الشتاء الى السودان.

إلتقت بها (حكايات) في منزلها بحي العمارات وهي تتشح بالثوب السوداني.. تتحدث تارة عن سيرة والدها الضارب في البطولة، وتارة نخرج لنتناول تاريخها المتفرد بريادتها، كونها مضت في مسيرة تعليمها في عصر لم يكن متاحاً فيه للمرأة فرصة للتعليم ولكنها زحفت لنهايتها تحت حماية والديها واصرارهما على ان تبلغ مراحله كافة.

(2)

لهجة سودانية تتخللها كلمات انجليزية تتسرب منها بين الفينة والأخرى، حين تنظر لمصدرها ترى وجهاً يوغل في حالة وجد أم درماني حتى تتسائل:

كيف لها بهذه القدرة من الصمود والكبرياء لتبلغ المرحلة الجامعية في وقت لم يسمع فيه الكثيرون بالمدرسة؟

كيف قاومت عصرها لتنتصر وهي تركب الترماي من أم درمان الى الخرطوم وتشارك في النشاطات الطلابية والسياسية وتتخصص في طب الأطفال و...؟!

(3)

عن عمرها تقول الدكتورة خالدة زاهر:

(ثمانون عاماً، انا لا أخفي عمري، وحفيدي سيدخل الجامعة) وتضيف:

أمي رحمها الله كانت امرأة لا تعرف القراءة لكنها أصرت على تعليم بناتها وأولادها، وكنت سعيدة لأن أهلي كانوا متعلمين.. ثم إن أبي لم يكن من أقرباء والدتي وهذا ساعد على ان نواصل تعليمنا دون اعتراض الأهل من الطرفين.

د. خالدة زاهر تحكي وتقول: حين دخلت مدرسة الاتحاد العليا كنت أذهب بالترماي في دهشة يسألون والدي: ليه تخلي بنتك تركب الترماي؟

أنا درست في الارسالية وعندما (مشى) المرحوم أحمد هاشم المدرسة، كان بيدرس فيها بنات الاغريق فطلب من جدي محمد عجب أرباب أن يقدم لي ففعل فقبلت بها، ونحن عائلة كلها من الجيش، جدي لأمي كان ضابطا، وكذا خالها عثمان مبروك متولي، وأبي أيضاً.

(4)

عن نشاطها ضد الاستعمار، تقول الدكتورة خالدة:

والدي لم يكن يمنعني من المشاركة في المظاهرات، وفي احداها ذهبت مع زملائي الطلبة، ولأننا لم نكن نفرق بين طالب وطالبة، قدت المظاهرة من نادي الخريجين فطلب مني الاتحاديون أن أقول كلمة، فتحدثت عن الحرية الحمراء رغم صغر سني فكانت حكاية، (سوق أمدرمان كلو مرق وتاني يوم جا أبارو من البوليس اعتقلني، أبوي ما كان في البيت، أخدوني وختوني في المكتب فأرسلت والدتي خالها عثمان الذي قابل (أبارو) وأطلق سراحي.

حين عادت خالدة للبيت من أول تجربة لها مع الاعتقال، ( أمي قالت لي: الله يهديك(..!

(5)

في المرة الثانية لم تذهب خالدة الى المظاهرة التي خرجت من جامعة الخرطوم و (هذه رفت فيها محجوب محمد صالح)، جاء (الديب) ضابط البوليس ووالد الدكتور توفيق الديب واعتقلني لكن سرعان ما اطلق سراحي لأن (الانجليز ماكانوا دايرين يعملوا مشكلة عشان بت اعتقلوها).

خالدة زاهر تحكي وتقول:

(أبوي سمع إنو الأنصار حايضربوني لأني بحرض أولادهم على التظاهرات، شال مسدسو ومشى ليهم في الدار وقال: الراجل يمشي عليها)..!

(6)

خالدة زاهر، أول طبيبة سودانية تخرجت في العام 1952م وتحمل دبلوماً في الصحة العامة وتخصصت في طب الأطفال، الدبلوم من إنجلترا والتخصص في تشيكوسلوفاكيا.

قالت انها قضت فترة الامتياز في عنبر النساء بمستشفى أمدرمان حين كان د. عبد الحليم محمد مسؤولاً عنه.

حين سألتها إن كانت عملت في عنبر الرجال قالت:

د. حليم سألني إن كنت سأعمل فيه فأجبته بنعم. ستة أشهر قضيتها فيه وكانت تجربة ناجحة جداً.

قالت خالدة:

أنا أول امرأة دخلت الحزب الشيوعي السوداني، وقبل فترة كنت في الامارات فسألتني إحدى الصحافيات: (هل ما زلت شيوعية؟)

البت دي كانت تبحث عن الإثارة..!

والاتحاد النسائي؟

أنا أول من قامت بتكوين تجمع نسائي في السودان... باسم (رابطة الفتيات الثقافية) كانت معي فاطمة طالب اسماعيل، ونفيسة احمد الأمين كانت أول سكرتيرة للاتحاد.. وفي الدورة الثانية كانت فاطمة أحمد ابراهيم وفي العام 1958 كانت دورته لي.. ولما بدأت، حدث انقلاب عبود.

(7)

(تصور، النساء لم يكن يلبسن الثوب الملون حتى بداية نشاط الاتحاد النسائي، بعدها بدأن في لبسه بألوان هادئة.. ثم كان تأثير النساء اللائي سافرن الى الخارج مع أزواجهن).

(8)

تزوجت وأنا طالبة في رابعة طب ومن شروط والدي لزوجي عثمان محجوب عثمان ـ شقيق المرحوم عبد الخالق محجوب ـ ، أن أكمل الدراسة. زوجي كان زميلاً لي في الجامعة بكلية الآداب. وعملت لفترة بمنطقة رمبيك عندما كان زوجي يعمل معلماً بمدرستها.

أنا أولادي ما كتار: أحمد طبيب وهو الآن ببريطانيا، وخالد أستاذ في جامعة جوبا، وآخر العنقود تحمل شهادة دكتوراة وعاطلة عن العمل، لم تجد عملاً حتى الآن، تصور؟!

(9)

خالدة زاهر هوايتها القراءة والزراعة: (أنا من قمت زرعت جنينة في بيتنا بأمدرمان، كنت أستغل وجود أخوي أنور وأختي فريدة رحمهما الله ونجيب التراب من البحر، أتذكر كان لنا جار اسمه (الشايقي) اشتريت منو شتلة فل بـ (قرشين ونص) .

وتحكي أول طبيبة عن جذورها بفخر وتقول:

دائماً أقول لأخي أمير (نمشي نشوف جذورنا في دارفور)، لنا أهل هناك لكني لا أعرفهم، بالتأكيد موجودين فأهلنا (كنجارة) حكموا دارفور.

(10)

حين سألت خالدة زاهر ان كانت فعلاً أول طبيبة سودانية ولاتنازعها في اللقب أخرى كما كتب شوقي بدري قبل أسابيع في (حكايات) قالت:

(كنت السودانية الوحيدة أباً عن جد، ولكن كانت هنالك زميلة لي اسمها زروي سركيسيان من أصل أرمني، تزوجها سعد أبو العلا ولها ولد يقيم الآن ببريطانيا). وهي ذات الرواية التي قالها شوقي بدري.

وعن علاقتها مع رفيقات الاتحاد النسائي قالت عميدة الطبيبات في السودان:

ـ كويسة جدا ومتواصلين مع (الأحياء منهن).

وتضيف: (من الأشياء المهمة في حياتي ان تربية والدنا لنا كانت بالثقة والحرية، يعمل معنا بمبدأ ما نراه صحيحاً، نعمل به.. وهذا ما دفعني للاجتهاد في الحياة والعمل بالشكل الذي اعتقد انه كان صحيحاً بالنسبة لي ولعائلتي.

وتقول: من المعروف في الطب الزول (ما بيعالج أهلو إلا الحالة الطارئة)، عموماً أنا (بوصف ليهم أمشو لدكتور فلان أو علان).

(ورقة اخيرة)

خالدة زاهر امرأة سودانية تستحق التكريم، زوجة مخلصة وأم مكافحة كرست جهدها بعد وفاة زوجها العام 1988 لتربية أبنائها والعمل على مواصلة تعليمهم وحصولهم على الشهادات العليا في مجال تخصصاتهم التي اختاروها بحرية ورغبة.

ربما تكون هنالك أوراق تحتفظ بين سطورها بما دونته، وربما في أوراق عمرها ومشوار الحياة ما يؤرخ لها بمحبة وبين أروقة تنظيمات نسائية وذاكرات نساء رسمن على خارطة الوطن قصة كفاح لبنات جيل كامل.

ترى من يؤرخ لعميدة نساء الطب في السودان، ومن يفكر في تكريمها قبل أن يأتي (يوم الشكر) بعد عمر طويل كما فعلنا مع لويس سدرة؟

هل تبعث وزارة الصحة فريقاً من المختصين (بكراتين من الاشرطة) لتسجيل حكايتها ثم تنشرها في كتب على نفقة الحكومة خلال أيام، قبل أن تغوص الدكتورة خالدة في بلاد تموت من البرد حيتانها؟

من يكرم المرأة من؟

.....................................



مقال اخر عن الرائدة خالدة زاهر



د. خالدة زاهر في عيد ميلادها الثمانين!

عدنان زاهر

يقول بعض المفكرين والمهتمين بكتابة التاريخ في السودان ، أن واحد من أسباب وجود فجوات في تاريخنا يرجع لندرة وضعف وجود المادة التاريخية المكتوبة التي توثق لأحداث كثيرة جرت في وطننا. ويشيرون تحديدا لضعف الكتابة التي توثق للذات أو الكتابة عن من يمتون اٍلينا بصلة القربى. ويبدو أن ذلك النأي - الذي يتحدث عنه كتاب التاريخ – ترجع أسبابه للتواضع الذي يميز الشعب السوداني وبعده عن تمجيد نفسه أو التطرق للمآثر التي قام بصنعها اٍضافة اٍلى أسباب أخرى متفرقة لا يسعى المجال لذكرها.

بمبادرة من المجلة الاٍلكترونية "سودان للجميع" في طرحها خط لتكريم الرواد في السودان وبطلب من الدكتورة نجاة محمد علي والدكتورة شادية زاهر وفي عيد ميلاد دكتورة خالدة الثمانين الذي يهل علينا غدا – (8/1/1926 – 8/1/2006) وفي محاولة متواضعة ضمن مقال صغير أمزج فيه العام بالخاص وضمن مساهمة مع آخرين سعوا لنفس الهدف وهو كسر حاجز الصمت والتوثيق عن الأشخاص وهم أحياء أكتب هذه الكلمات.

خالدة زاهر الساداتي هي البنت البكر لضابط في الجيش السوداني وقائد للفرقة السودانية التي حاربت في حرب فلسطين عام 1948، أخت لتسعة أخوات وتسع أخوان. وجدت نفسها فجأة في تحدي مع الذات ومع المجتمع المنغلق في ذلك الوقت عندما شجعها والدها واسع الأفق لمواصلة مشوار تعليمها. خالدة كانت قدر ذلك التحدي بدخولها كلية غردون الجامعية كأول طالبة سودانية. يحكى أن هنالك بعض من أعيان الحي الذي نسكنه وهو "فريق ريد" بالموردة وبعض أعيان أمدرمان كانوا ضد فكرة تعليم المرأة ناهيك عن مواصلة تعليمها الجامعي و عملها بعض التخرج. كان ذلك هو التفكير السائد في ذلك الزمن وهو أن تظل البنت حبيسة المنزل الذي يعتبر مكانها الطبيعي. وبالنهج العشائري الأبوي أتى ذلك النفر اٍلى والدي واحتجوا أو اعترضوا أن يسمح لاٍبنته أن تدرس مع الرجال. يقول بعض من حضروا ذلك اللقاء أن والدي ذكر لهم "بتي خالدة دي لو عجنوها مع رجال عجينتها مختلفة" ومن ثم رفض طلبهم بشجاعة وحسم. تخرجت خالدة من كلية غردون كأول طبيبة سودانية عام 1952 وكان ذلك حدثا مهما ومشهودا وخطوة رائدة في تاريخ تطور المرأة السودانية.

شاركت خالدة الحركة الوطنية نضالها ضد المستعمر بجسارة فائقة قائدة للمظاهرات وخطيبة اٍعتلت منبر نادي الخريجين في أواخر أربعينات القرن الماضي في زمن لم يكن يسمح للمرأة بالخروج من المنزل وتم اٍعتقالها من جانب المستمر نتيجة لذلك النشاط. وتواصل ذلك النشاط السياسي الوطني بعد خروج المستعمر مساهمة بفعالية في كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين ومدافعة بشدة عن الديمقراطية ورافضة لكل أشكال الديكتاتورية.

ظل على الدوام ضمن منظورها ومن أهم اهتماماتها قضايا تحرر المرأة السودانية ومساهمتها جنبا اٍلى جنب مع الرجل في تفاصيل الحياة وتطور المجتمع وسعت اٍلى تحقيق ذلك الهدف بصبر وعزيمة واصرار. كانت تعلم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب من المرأة شيئين هما تأسيس تنظيمها الخاص بها ونشر الوعي ومن ثم كونت وهي في بداية تعليمها الثانوي مع الأستاذة فاطمة طالب "رابطة المرأة" ومن ثم لاحقا ساهمت وكونت مع كوكبة من الرائدات السودانيات أمثال حاجة كاشف، فاطمة أحمد اٍبراهيم، نفيسة المليك، أم سلمة سعيد، عزيزة مكي...الخ على سبيل المثال وليس الحصر تنظيم الاٍتحاد النسائي السوداني ومن ثم اختيرت كأول رئيسة له. ساهم الاٍتحاد النسائي في نضاله الضاري والدءووب في تحقيق مكتسبات للمرأة السودانية لم تحققها تنظيمات نسائية في كثير من البلدان العربية والأفريقية حتى اليوم . استطاعت المرأة بنضالها أن تدخل البرلمان السوداني وأن تتبوأ مراكز متقدمة في كل الوزارات الحكومية ، جامعة الخرطوم ، القضاء ، الاٍدارة ، الشرطة، القوات المسلحة....الخ

من خلال اٍيمانها بقضايا تحقيق العدالة الاٍجتماعية وقضايا تحرر المرأة اٍنضمت اٍلى الحزب الشيوعي السوداني وصارت أول اٍمرأة تحصل على تلك العضوية.

تدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة في وزارة الصحة. من خلال عملها جابت كل أقاليم السودان منادية وناشرة للوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها ومحاربة للعادات الضارة. وقدمت كثيرا من الخدمات الكبيرة والجليلة عندما عملت لفترة من الزمن مديرا لمركز رعاية الطفل باأمدرمان الواقع بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي.

منحت الدكتورة الفخرية من جامعة الخرطوم في احتفالها الماسي في 24/2/2000 وذلك لريادتها ومساهمتها في تطور المجتمع السوداني ومسنادتها قضايا المرأة ظل هنالك دوما شئ يميزها وهي شجاعتها وجرأتها وقدرتها على قول الحق واٍبداء الرأي مع النظرة الثاقبة للمستقبل وسعة صدرها في سماع صوت الآخرين. ذلك النهج أجبر حتى من يخالفونها الرأي على اٍحترامها . في رحلة لها في القاهرة اٍلتقت في حفل عام ببعض قادة المعارضة في ذلك الوقت. وفآجئت الجمع عندما خاطبتهم قائلة "مش أحسن الناس يناضلوا ضد هذا النظام من الداخل بدل العمل من الخارج؟" حقيقة توصل اٍليها بعض من اٍولئك القادة بعد سنوات طوال!

باشرت بمسئولية وعقل وقلب مفتوح شئون أسرتها الكبيرة. وساهمت مع أشقتها المرحوم الأستاذ أنور زاهر، والمرحومة الأستاذة فريدة زاهر والأستاذ هلال زاهر أطال ومد الله في عمره في مساعدة اٍخوتها حتى أتموا جميعم تعليمهم الجامعي وكانت هي المثل الذي يحتذونه. ولا زالت تسهم وتعطي في سخاء.

أتذكر بعد خروجي من المعتقل وتعذيبي على يد رجال الأمن في عام 1992 وكنت وقتها أسكن معها في منزلها بالعمارات بالخرطوم قامت بشجاعتها المعهودة بالاٍتصال بكل من تعرف من رجال الرأي والقانون ومن ضمنهم في ذلك الوقت المحامي أبيل ألير لتوضيح ما تعرضت له وحالتي الصحية المتدهورة. كنت أشفق عليها كثيرا خوفا أن تتعرض لمثل ما تعرضت له لكنها لم تبالي في وقت صمت فيه الكثيرون.

قارئة نهمة ومطلعة ومثقفة من الطراز الأول ، كنت أتحدث معها قبل أيام عبر الهاتف وقبل سفرها من لندن للخرطوم للاٍحتفال بعيد ميلادها مع أسرتها الصغيرة فذكرت لي أنها لا تدري ماذا سوف تفعل اٍذا – لا قدر الله – حدث شيئا لعينها السليمة وذلك لأن عينها الأخرى قد أعطبها داء السكري. ثم أعطتني أسماء لثلاث كتب كانت تقوم بقراءتهم في ذلك الوقت ذاكرة أنها لا تستطيع القيام باٍرسالهم لي لأنها سوف تقوم بأخذهم للسودان وطلبت مني أن أرسل لها كتابا صدر حديثا عن مانديلا في كندا. عندما ذهبت لمكتبة "تورنتو" لاٍستعارة تلك الكتب قيل لي أن هذه الكتب حديثة ولا توجد الآن بالمكتبة وهنالك قائمة طويلة للمنتظرين لها والكتب هي

1) Long Walk to Freedom. Author: Nelson Mandela. Publisher: Little Brown & company, 2005.

2) The Da Vinci Code. Author: Dan Brown. Publisher: New York: Doubleday, 2003.

3) Darfur: the Ambiguous Genocide. Author: Gérard Prunier. Publisher: Cornell University Press, 2005.

4) A Prisoner in the Garden. Author: Nelson Mandela. Publisher: Penguin Group (Canada), 2005.

خالدة تؤمن اٍيمان كامل أن الجيل الجديد من النساء يقع عليه عبء قيادة العمل النسائي والاٍجتماعي، وتؤكد بتواضع أن هذا الجيل أقدر منهم على تفهم مشاكل عصره ووضع الحلول المناسبة لها وتلك هي سنة الحياة.

زوجة للمرحوم الأستاذ الفذ والمربي الفاضل وأحد مؤسسي حركة اليسار في السودان عثمان محجوب الشقيق الأكبر للشهيد عبدالخالق محجوب والأستاذين محمد وعلي محجوب.

أم للدكتور أحمد عثمان، الدكتور خالد عثمان، مريم عثمان والدكتورة سعاد عثمان وهم عصارة جهدها وتنشئتها مع رفيق دربها المرحوم الأستاذ عثمان محجوب.

اٍمرأة في قامة الدكتورة خالدة زاهر يحتار المرء كثيرا في كيفية تكريمها أو الاٍحتفاء بها ، الشئ الوحيد الذي قدرت على فعله هو أن أطلق اٍسمها على أحد بناتي متمنيا أن تصبح مثل عمتها وأنا مدرك تماما للحمل الثقيل الملقى على عاتق صغيرتي.

أهنئك بعيد ميلادك "ماما خالدة" كما يحلو للبعض من الجيل الجديد أن يطلقوا عليك وعقبال مائة عام.

عدنان زاهر

7 يناير 2006




.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس