عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2007, 03:56 AM   #[2]
الخير ابنعوف
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الخير ابنعوف
 
افتراضي

أصل كلمة النوبة

ذكرنا فيما سبق ما اثبته الباحث محمد رشيد ذوق في كتابه لغة آدم ، وكيف كانت العلاقة بين منطقة النوبة والأنبياء عليهم السلام وذكرنا على سبيل المثال نبي الله إدريس عليه السلام 0فبالرجوع على أصل كلمة (نوبة)نستطيع أن نعرف الكثير عن علاقة النوبة والنبوة0 فاصل كلمة نوبة مشتقة من فعل نوب يعني تخليص الشئ من الشوائب مثلا: كأن تقول ( أولقي نوب ) أي أجعل الخيط ناعماً سهلاً للإستعمال 0، وكذلك( جكدكي نوب)أي افرك البامية أو الخضار-عند الطبخ- والكلمة في معناها العام إزالة آثار الخشونة من الشئ سواء كان ذلك بالدلك أو بالفرك0 وهذا تقريباً هو نفس مهمة الانبياء عليهم السلام إذا ما اعتبرنا أن مهمتهم هي تنقية المجتمع من الرذائل 0 وعن إدريس عليه السلام ذكر الدكتور عبد الوهاب النجار مؤلف قصص الأنبياء في كتابه صفحة 348(أنه أول من أنذر قومه بالطوفان ، ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض من الماء والنار ، فخاف ذهاب العلم ودروس الصنائع فبنى الاهرام والبرابي في صعيد مصر الأعلى ( السودان )وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم فيها صفات العلوم حرصاً منه على تخليدها لمن بعده خفية أن يذهب رسمها من العالم ) إنتهى المصدر 0نرجع إلى أصل إسم إدريس بالنوبية ، فالإسم يتكون من مقطعين ( إد –Id ) تعني الأنسان و(إريس irs ) تعني الطيب ، وكلمة (إد ) مرادفة لكلمة ( أدم ) التي هي تعني الإنسان بالنوبية أيضا 0 وهنالك حيوان خرافي الأدب النوبي يسمى (إدكال- idkaL ) ومعناه آكل لحوم البشر ، وتوجد مناطق في شمال دنقلا تحمل المقطع الأخير من إسم إدريس مثال لذلك : شلال إريس وقرية إريس الأثرية0 والمدهش أنه لاتخلو عائلة في إريس من إسم إدريس0
معلوم أن بلاد النوبة قديماً كانت تشمل معظم أراضي السودان الحالية ولعل هذا هو السبب الذي يجعلهم دائماً في مقدمة الذين ينادون بوحدة السودان0 يقول الدكتور ول ديورانت مؤلف كتاب قصة الحضارة – الجزء الثاني صفحة 65 ترجمة زكي نجيب محمود ( ما من أحد يعرف من أين جاؤوا المصريون الأولون ، ويميل بعض العلماء الباحثين إلى الرأي القائل بأنهم مولودون من النوبيين والأحباش )0
رأي العلم الحديث
ورد في جريدة السوداني الدولية –العدد- 353بتاريخ 1/11/2006 للكاتب قصي مهرور مقالاَ تحت عنوان : نظرة جينية لموضوع الهوية0 فإلى المقال : هذه محاولة للنظر لموضوع الهوية السودانية من زاوية مختلفة بعض الشيء، وهو الموضوع الذي استغرق تناوله سنين طويلة بين السودانيين، بتعقيداته وتبعاته.. وهي محاولة، رغم ابتعادها عن العوامل الثقافية، التاريخية والعقيدية واللغوية والأيدلوجية بصورة عامة، إلا أنها لا تنفي تأثير هذه العوامل على مشكل تعريف الهوية في السودان، في مختلف مراحله وتجلياته.. غير أن تعديد زوايا النظر إلى هذه المشكلة يسهم بشكل إيجابي، في زعمنا، في محاولة استجلاء الأمر بصورة أكمل..


في عددها الشهري لمارس 2006، قدمت مجلة الناشونال جيوغرافيك (National Geographic)، لموضوع الغلاف، مقالا علميا رصينا وزاخرا، كعادة المجلة.. الموضوع يتناول، بصورة عامة، مسقط رأس الجنس البشري المعاصر (Homo Sapiens)، أي الجزء من الأرض الذي ظهر فيه لأول مرة، ومن ثم رحلته على سطح الكوكب، بجميع أصقاعه، ليصيّره آهلا به في قاراته الخمس×..

المقال يرتكز على خلاصة الأبحاث العلمية المعاصرة في مجالي البيولوجيا والأنثروبولوجيا.. وهو يحاول عبر هذه الركيزة تناول الخطوط العامة لرحلة استغرقت عشرات الآلاف من السنين على سطح هذا الكوكب..

نقطة البداية هي أفريقيا، حيث تشير الأبحاث إلى أول ظهور للجنس البشري المعاصر.. يقوم المقال بعدها بتقصي ثلاث مناطق في المساحة الشاسعة لأفريقيا، إحداها هي صحراء الكالاهاري، في جنوب القارة، حيث تعيش لليوم شعوب السان (The San People) الذين استطاعوا، وحتى وقت قريب جدا، أن يحافظوا على نفس الصيغة العامة لمجتمعاتهم وأساليب عيشهم لآلاف السنين (بما في ذلك اللغة التي تعتبر، بخصائصها المتميزة، من أقدم اللغات التي عرفها الجنس البشري على وجه الأرض).. والمنطقة الأخرى هي منطقة شعوب البياكا الأقزام (Biaka Pygmies) في وسط أفريقيا.. أما المنطقة الثالثة فهي حيث توجد بعض القبائل من شرق أفريقيا.. شعوب السان وقبيلتان من قبائل شرق أفريقيا يشتركون في وجود تلك الخصائص المتميزة في اللغة××.. شعوب هذه المناطق الثلاث هم أكبر المرشحين، حسب الأبحاث، لأن تكون أول مجموعة خرجت من أفريقيا منهم..

ويشير المقال لأن أول رحلة خارج أفريقيا قامت بها مجموعة بسيطة العدد (بضع مئات تقريبا)، ومن ثم صارت هذه المجموعة البسيطة الأسلاف الشرعيين المشتركين لكافة شعوب الكرة الأرضية اليوم، خارج أفريقيا.. بعد عشرات آلاف السنين من الترحال المتواصل على مدى المعمورة..

ومن أكبر الأسانيد التي تعتمد عليها هذه النظرية الأنثروبيولوجية هي الخريطة الجينية لشعوب العالم اليوم.. حيث تشير الدراسات الجينية إلى أن أكبر قارة اليوم، من حيث التنوع في المعالم الجينية لسكانها من البشر (Genetic Markers)، هي أفريقيا، القارة الأم.. أما بقية شعوب العالم، فإن الملامح الرئيسية لمعالمها الجينية المعاصرة (جميعها) تعود إلى نسبة بسيطة من الخصائص الجينية المتوفرة في القارة الأفريقية اليوم! أي أن أفريقيا، في تنوعها الجيني، تفوق جميع قارات العالم.. أكثر من ذلك، فإن المعالم الجينية للشعوب غير الأفريقية لا تعدو كونها جزءا من المعالم الجينية الموجودة في أفريقيا، إذ ليس هناك معلم جيني أساسي في البشر المعاصرين، في جميع أنحاء المعمورة، لا تعود أصوله لأفريقيا.. يقوم المقال بعرض صورة توضيحية لهذا الأمر، تبرز فيها خريطة العالم مع وجود نقاط ملونة فيها ترمز للمعالم الجينية الأساسية في الـ(DNA) البشري.. من توزيع هذه النقاط، يظهر جليا أن التكوين الجيني لكافة شعوب العالم خارج أفريقيا آت من جزء بسيط من التكوين الجيني العام لشعوب أفريقيا..


(Diverse From the Start - The diversity of genetic markers is greatest in Africa (multicolored dots in map), indicating it was the earliest home of modern humans. Only a handful of people, carrying a few of the markers, walked out of Africa (center) and, over tens of thousands of years, seeded other lands (right). »The genetic makeup of the rest of the world is a subset of what's in Africa,« says Yale geneticist Kenneth Kidd.)***
بعد ذلك تصبح الاختلافات الماثلة أمامنا اليوم في سحنات البشر وعموم ملامحهم حول الأرض عبارة عن خصائص مكتسبة من البيئات المغايرة، تم دخولها تدريجيا في التركيبة الجينية عند الشعوب، ومن ثم توارثها، عبر فترة مديدة من آلاف السنين..

وبعد هذا التلخيص الملخص، نتأمل قليلا في بعض المفارقات التي تسود عالمنا اليوم.. خصوصا في أرض السودان.. هذه الاكتشافات العلمية تواجه الكثير من اللغط المتوارث حول مفاهيم النقاء والاستعلاء العرقي عند شعوب العالم اليوم.. خصوصا عندما نسوق الأمر إلى نهاياته المنطقية! ومن عجب أن الكثير من أهل السودان اليوم، وهم يعيشون في منطقة مرشحة علميا لأن تكون أصل جميع البشر المعاصرين خارج قارتهم (شرق أفريقيا)، لا ينفكون يحتالون لأنفسهم الحيل الثقافية للتخلص من وصمة عرقية، يرون فيها ما هو أقرب لوصمة العار! في حين أن هذه الوصمة تحمل الجذور الشرعية لكل شعب آخر يسعون للانتماء إليه، وجدانيا وعرقيا، بشتى السبل..

عجبا لقوم يزدرون أصولهم الأولى، السابقة، ومن ثم يفاخرون بأصول لاحقة! إن صح، جدلا، زعمهم في الانتماء لتلك الأصول اللاحقة.. الأمر برمته يصبح من المضحكات المبكيات.. ويمكننا أن ندير البصر في كافة أرجاء الأرض اليوم، لننظر إلى دعاوي الاستعلاء العرقي المختلفة، أيا كانت، لنجد نفس الصيغة المضحكة المبكية.. خصوصا عندما نسوق الأمر إلى نهاياته المنطقية!

هامش:

×James Shreeve. »National Geographic Magazine - March 2006. Page 60.

** Same Article. Page 63.

*** Page 63 (with illustrating map on the same page).

+ Page 62.

++ Page 71. (انتهى المصدر)0

رأي المصريين

يقول الأستاذ مجدي حسين في جريدة الشعب المصرية تاريخ 27/ 8/1996م تحت عنوان ( شعب وادي النيل شعب واحد وحضارة واحدة ) يقول إن تاريخ مصر يبدأ جنوباًويتمحور مع إفريقيا ، وقد ظهرت في الاسواق منذ عام ترجمة الدراسة المهمة للمؤرخ السنغالي الشيخ أنتاديوب وإسمها الأصول الزنجية في الحضارة المصرية وهي دراسة علمية مهمة ، ليس من المهم أن نتفق تماما أو نختلف معها المهم أنها تفتح آفاقاً رحبة لدراسة تاريخ مصر 0 والحقيقة أن المصريين كانوا دائماً ينظرون إلى الجنوب( السودان )بإعتباره منبع النيل وبالتالي منبع الآلهة بل موطنهم الأصلي 0 ويشير الشيخ أنتاديوب أن الحضارة المصرية لا بد أن تكون قد نشأت جنوباً في البداية ، لأن الشمال الأفريقي كله كان مغمورا بمياه البحر ثم عمت الحضارة تدريجياً الشمال الإفريقي وذلك مع استقرار النيل وجفاف الشمال الإفريقي ، وهي على أي حال حقيقة جيو لوجية متفق عليها والدراسة لا تستند إلى أفكار قائمة على التخمين بل إلى كثير من الحقائق التي لا يمكن المماراة فيها وهي تؤكد التقارب الذي يصل إلى حد التماثل بين اللغة المصرية القديمة واللغات الزنجية في غرب القارة الإفريقية وجنوبها ويؤكد التماثل بين الحضارة المصرية القديمة والحضارة الإفريقية0 والدراسة تكشف بذكاء وعلمية كيف طمست كتابات المستعمر العنصري الحضارة الإفريقية التي لاحظ شواهدها بعض المكتشفين والرحالة من بينهم ابن بطوطة ، ولأننا نقرأ تاريخنا ثم نكتبه بأفكار الغربيين وكتاباتهم فقد وقعنا في هذا الفخ 0 ويواصل مجدي حسين( نحن نعتمد في كثير من معلوماتنا وآرائنا عن مصر القديمة على هيرودت الذي زار مصر في العهد الفرعوني ولكننا لم ننقل عنه بأمانة لأن هيرودت أول منم أثبت أن الشعب المصري القديم كان يغلب عليه الطابع الأسود والزنجي ، يقول هيرودت على سبيل المثال- عن الإغريق أنهم عندما يقولون أن هذه المرأة سوداء فإنهم يقصدون بذلك أن هذه المرأة مصرية 0 وهذا ما أكده أيضا ديو دور الصقلي الذي تعد كتاباته أحد المراجع الأصلية عن التاريخ المصري القديم ، وهذا ما لخصه ماسبيرو بإعتباره رأي كل المؤرخين القدامى فإنهم ينتمون إلى جنس إفريقي0 ويقول شيروبيني مرافق شامبليون (أن مصر ليست سوى مستوطنة سودانية) 0إنتهى المصدر0 وإلى الحلقة القادمة بمشيئة الله0


اللغة النوبية والأنبياء

أذكر هنا الشروط التي يجب توفرها في لغة الإنسان الأول كما ذكرها الباحث / محمد رشد ذوق في كتابه لغة آدم، وهي :-
1- يجب أن تكون هذه اللغة قديمة قدم الإنسان0
2- يجب أن تكون اللغات التصويرية الأولى تحتوي على معاني هذه اللغة0
3- يجب أن تكون مفرداتها منتشرة في العالم القديم والحديث0
4- يجب أن يكون للناس الأوائل الذين عاشوا في الأرض صفات مشتقة إشتقاقاً أصلياً منها0
وإذا اردنا أن نضع الشروط المذكورة آ نفاً على اللغة النوبية ، نجدها تطابق في كثير من الجوانب0 واليكم بعض الأمثلة :-
*- آدم عليه السلام :
( أدم –adem ) تعني الإنسان بالنوبية، وهي مرادفة لكلمة( إد) كما ذكرنا من قبل0
*- حواء :
( أواء- owwa) تعني الثاني أو الثانية0
*- هابيل :
( هب-hap ) يعني الفعل يمسك بلطف ، ويستعمل في التعامل مع الأشياء القابلة للكسر ،( إيل-eal ) أداة إسم الفاعل بالنوبية، إذن هابيل يعنى : الماسك بلطف 0
*- قابيل :
( قب – gap ) يعني الفعل يخنق ، وحتى العرب في السودان يستخد مون هذ الفعل كثيراً ، كأن يقول أحدهم : فلان قبقب فلاناً –أي خنقه 0 فالكلمة أصلاً نوبية0 ( إيل - eal ) أداة إسم الفاعل بالنوبية 0 هابيل : يعني الخناق0
*- إسحاق عليه السلام :
يقول الثعلبي في كتابه : قصص الأنبياء صفحة 96 في وصف يوسف عليه السلام( أن يوسف ورث الحسن من جده إسحاق بن إبراهيم، وكان أحسن الناس ، وإسحاق هو الضاحك بالعبرية )0وهو نفس المعنى بالنوبية ، فالكلمة أصلها (أسو آق - osu ag ) ويعني الضاحك أيضاً 0
*يوسف عليه السلام
ويتكون من مقطعين 0يو:تعني الأم بالنوبية، سف أصلها (شف) وهي قطعة كبير من الحلي دائري الشكل تستخدمه النساء في العنق، وأصل الإسم هو ( يونشف)، أي الشف هذا ملك للأم0علماَ بأن حرفي السين والشين يتبادلان في العبرية، كإسم موسى وموشى0
*يونس عليه السلام
يقول الثعلبي في كتابه قصص الأنبياء –صفحة -228- أن والدة يونس بن متى طلبت من إلياس أن يطلب الله أن يحيي ولدها الوحيد الرضيع (يونس ) بعد وفاته فدعا الياس أن يحييه فأحياه الله تعالى مرة أخرى 0انتهى المصدر0 متى : أصلها بالنوبية :متِّي وتعني الوصية التي يوصيها الميت عند وفاته للوثة (متي مر)بالنوبية: أوصي الوصية 0 يو : تعني الأم ، ونون : أداة الإضافة0 أسي : تعني الماء 0 والإسم بالنوبية: يونسي0والله أعلم0 والملاحظ أن( يو) تدخل في أسما الأنبياء الذين لهم علاقة متميزة بالأم0
*إسماعيل عليه السلام :
نفس المصدر السابق للثعلبي صفحة 132 يقول ( أن إسماعيل هو شمويل بالعبرية ) 0 ( سميل - Samil ) يعني الشيخ بالنوبية 0 ( وهو لقب لمنصب جامع الضرائب )0
*إبراهيم عليه السلام :
ورد في التوراة – سفر التكوين إصحاح 13 من الآية (1-4) ، ( فصعد إبرام من مصر وإمرأته وكل من كان له ولوط معه إلى الجنوب 2/ وكان إبرام غنياً جداً في المواشي والفضة والذهب 3/ وسار في رحلاته من الجنوب إلى بيت إيل إلى المكان الذي كانت ضمته في البداءة بين بيت إيل وعاي 4/إلى مكان المذبح الذي علمه هناك أولاً ودعا هناك إبرام بإسم الرب )0إبراهيم هوإبرام بن تارح بن ناحوربن سروج 0إبرام : بلدة في المحس ، سروج : بلدة في نفس المنطقة أيضاً 0
*سارة زوجة إبراهيم عليه السلام :
ورد في التوراة- إصحاح 12 آية 5 (فأخذ إبرام ساري إمرأته ولوطاً ابن أخيه ) وفي سفر التكوين إصحاح 17 الآية 5 ( وقال الله لإبرام ساري إمرأتك لا تدع إسمها ساري بل سارة )0( ساري - sari ) يعني الطيبة بالنوبية الدنقلاوية ، وإلى اليوم يستعمل في التحية 0 ( ساريناقمي - sarain agme ) 0
*يعقوب عليه السلام :
ورد في التوراة إصحاح 13 الآية 17 ( أما يعقوب فارتحل إلى سكوت وبنى لنفسه بيتاً ووضع لمواشيه مظلات لذلك دعى إسم المكان سكوت ) 0 كوت : تعني العلامة،( س )أو(ص) : تعني الأرض بالنوبية القديمة ، وهي مرادفة لكلمة (قو- Geo ) المقطع الأول لجميع علوم الارض0ورد في كتاب قصص الأنبياء للثعلبي على لسانه في صفحة -88- أن اسحاق عليه السلام تزوج رفقة بنت بتويل نورد هنا قصة عجيبة ذكرها السدي وهي : أن رفقا حملت في بطن واحد بغلامين فلما أرادت أن تضع اقتتل الغلامان في بطنها ، فأراد يعقوب أن يخرج قبل عيص ، فقال عيص والله لإن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي فأقتلها ، فتأخر يعقوب وخرج عيص قبله فسمي عيصاً لأنه عصى فخرج قبل يعقوب وسمي الآخر يعقوب لأنه خرج آخراَ 0 وكان عيص صاحب صيد وكان أحبهما إلى أبيه ويعقوب أحبهما إلى أمه 0إنتهى المصدر0 عيص : أصله آيس-Aiss ويعني بالنوبية الحر الشديد ، والمعنى ضمنياَ نفس صفاة عيص، بينما يعقوب علاقته المتميزة بأمه تظهر من المقطع يو في اسمه 0
*- يو كابد: والدة موسى عليه السلام :
ورد في التوراة سفر الخروج-إصحاح 4 آية 31 (وأخذ عمرام يوكابد عمته زوجة له فولدت له هارون وموسى )0
( يو) تعني ماما ( الأم) ، ( كابد ) تعني القراصة وهي من أنواع الخبز الفطير غير المخمر 0وهو النوع الوحيد من الخبز الذي كان مسموحاً لبني إسرائيل بأكله في رحلتهم الطويلة كما جاء في التوراة - سفر الخروج إصحاح 12 الآية 15( سبعة أيام تأكلون فطيراً فإن من أكل خميراً من اليوم الأول إلى السابع تقطع تلك النفس من إسرائيل ) 0 كذلك وصفت القراصة في التوراة بخبز المشقة، ولذلك اعتمد عليها بنو إسرائيل طوال رحلتهم الشاقة لأ نها لا تحتاج إلى جهد كبير في الإعداد 0جاء في سفر التثنية إصحاح 6 آية 3 ( سبعة أيام تأكلون فطيراً خبز المشقة لأنك بعجلة خرجت من أرض مصر )0 وعن سبب تسمية القراصة بالكابد ، نرجع إلى الأصل النوبي ، ( كا ) تعني البيت0( بود) تعني العراء أي المكان الخالي من البيوت0 المعنى الكلي : اللا بيت ، أو المكان الخالي من البيوت0
* موسى عليه السلام :
موسى : يعني بالنوبية المرفوض وغير المرغوب فيه ، وينطق بالنوبية ( موسّا - Mossa ) ، ويؤكد ذلك ما جاء في التوراة عن سبب التسمية 0 سفر الخروج-إصحاح 2 آية 5 ( فنزلت ابنة فرعون إلى النهر فرأت السفط بين الحلفا (6) لما فتحته رأت الولد وإذ هو يبكي ( 7) ودعت إسمه موسى وقالت إني انتشلته من الماء)0 واضح هنا سبب التسمية، إذ أنها اعتبرته غير مرغوب فيه من قبل أهله ولذلك ألقوه في الماء0
قال تعالى في سورة البقرة الآية(71) قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها00 الى آخر الآية0
نجد هنا شرطين للبقرة المطلوبة:-
الأول : ان لا تثير الارض، اي لا تستخدم في الحرث0
الثاني: أن لا تسقي الحرث، أي لاتستخدم في الساقية0
قد نجد في المنطقة العربية من يستخدمون البقر في عملية حرث الارض ، ولكننا لا نجد من يستخدم البقر في السقي الا في المنطقة النوبية ( السودان) فالنوبيون وحدهم هم الذين يستخدمون البقر في الساقية0 وكلنا يعلم ان وسائل الري الأخرى كالشادوف المصري والناعورة الشامية لا تحتاج إلى بقر للتشقيل0 وهذا يضاف الى الادلة التي تثبت ان موطن موسى عليه السلام السودان0



الخير ابنعوف غير متصل   رد مع اقتباس