عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2009, 09:13 AM   #[8]
hatim ALi
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية hatim ALi
 
افتراضي


تطوير التشريع و الفرق بين آيات الأصول و آيات الفروع :
========================


دعا الاستاذ محمود محمد طه الى تقليد النبى محمد صلى الله عليه وسلم كمنهاج للسلوك الدينى بهدف توحيد القوى المودعة فى الانسان ، من قلب وعقل وجسد ، والتى وزعها الخوف الموروث والمكتسب ، ثم الى تطوير التشريع الاسلامى بالانتقال من الآيات المدنية التى قامت عليها بعض صور الشريعة ، الى الآيات المكية التى نسخت فى ذلك الوقت لعدم تهيؤ المجتمع لها ، حيث الدعوة الى الديمقراطية والمساواة الاجتماعية ، المدخرة فى أصول الدين ، وقد بسط الاستاذ محمود فكرته فى آفاقها الدينية والسياسية والمعرفية بعلمٍ واسعٍ ، وحجةٍ ناصعةٍ ، وصبرٍ على سوء الفهم وسوء التخريج وسوء القصد الذى قوبلت به فكرته من معارضيها ، حتى ذهب يقينه بفكرته واخلاصه لها ، والتزامه ايّاها فى اجمال حياته وتفصيلها، مثلا فريداً فى الدعاة والدعوات.

تعتمد فكرة الأستاذ محمود محمد طه على نظرية تطوير التشريع فهو يرى أن القرآن الكريم نزل على مستويين آيات الأصول وآيات الفروع، وهذه عنده أبرز مظاهر المثاني التي أشار إليها سبحانه وتعالى في قوله (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني) الزمر 23. فالأصول هي الآيات المتعلقة بالتوحيد والمعاني الإنسانية السامية كالحرية والعدالة والمساواة والفروع معاني أدنى من هذه تنزلت عنها مناسبة لطاقة المجتمع البشري في ذلك الوقت، ولقد وقع التفصيل في الماضي على الفروع واعتمد عليها التطبيق وقامت عليها دولة لمستوى الناس في ذلك الزمان، أما الأصول فأنها لم تفصل ولم تطبق في الماضي إنما ادخرت للبشرية في مقبل أيامها وهي الآن مناسبة لوقتنا الحاضر، ولقد نسجت آيات الأصول بآيات الفروع وصار العمل بآيات الفروع منذ ذلك الوقت ووفقاً لهذا المنهج، رفع الأستاذ محمود الوصاية عن المرأة وساواها بالرجل، وجعل للقانون الدستوري القوامة عليهما معاً كما ذكر أن الجهاد والرق والحجاب وتعدد الزوجات والمجتمع المفصول نسائه عن رجاله كلها ليست أصلاً في الإسلام.



hatim ALi غير متصل   رد مع اقتباس