عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2005, 07:50 AM   #[13]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
Thumbs up

الفنان الاستاذ القدير المبجل/ عصمت العالم
التحايا المجددة بكل الحب لك و كل الاحباب .

....... ولد الراحل المقيم الفنان عثمان الشفيع عام 1924 بمدينة شندى بدا تعليمه بالخلوة كسائر جيله بخلوة اولاد حاج جابر ومن ثم المرحلة الاولية وانتقل ا ليعمل مع ابيه فى دكانه بالسوق لمساعدته وحوجته له .
نشأ فى بيئة دينيه حيث كان يسمع المدائح النبوية من والده وتلاوة للقران بامتلاكه لصوت جميل الشىء الذى كان دافعا له وسببا خفيا لاحترافه الغناء لاحقا فهو قد بدأ كمادح صفير من مداح الطريقة الختمية ومؤذنا فى جامع حوش ودبانقا.ويقول عثمان الشفيع فى مذكراته ( ان قصتى الحقيقية مع الفن والغناء بدأت مع الحياكة الذى جذبته فعملت بعد ذالك ترزى وكان الغناء السايد يومئذ غناء الحقيبة وكنت احفظ تلك الاغانى فور سماعها لها وكان لى زميل يدعى صالح شيخ العرب وكان ترزيا ايضا نعمل فى مكان واحد وكنا نتبارى فى الغناء وكنت اعامل مكنة الخياطة كأنها اله موسيقية حيث احركها بقدمى بصورة ايقاعية مع ترديدى لغناء الحقيبة. انتشر خبرى كفنان فى شندى وكان الناس يطلبون منى الغناء فى افراحهم الخاصة واحيانا كان يستعين بى فنانى شندى الفى الساحة لاعمل معهم -كورس)
ظل الفنان الشفيع يغنى حتى عام 1943 ولكن فى افتتاح الاذاعة عام 1940 حدث له تطور فنى هام وذالك بسماعه لاغانى عمالقة الفن انذالك احمد المصطفى وحسن عطيه والكاشف عبر الاذاعة واخذذ يردد اغانيهم ويحفظها وبدا يغنى الاغانى الحديثه وكان دافعا له ان يتعلم العزف على العود حيث ساعده خاله فى توفير ثمن العود وكان عبارة 175 قرشا وتعلم مبادئ العزف على العود والنوته الموسيقية بواسطة شخص يدعى الزين بابكر ا وبعد فترة اصبح يجيد العزف عليه وكان سببا فى احترافه الغناء.
فى رحلة بالباخرة الى كريمة التقى بالشاعر مبارك المغربى والموسيقار وعازف الكمان وقتها علاء الدين حمزة وطلبا منه الغناء بعد مشاهدته يحمل العود فغنى لهما اغنيى الكاشف -الشال منام عنيى - واعجب به الشاعر مبارك المغربى ووعده بارسال اغنية له وكانت قصيدة يجارى فيها الفنان الكاشف فى اغنيته الشال منام عينى وهى اغنية الباسم الفتان .بعد احترافه الغناء الحديث اول حفل غنى فيه كان بنادى خريجى كريمة .وفى نفس العام جاء للخرطوم لزيارة صديقه صلاح الجمل الذى اصطحبه الى الاذاعة فغنى اغنية الباسم الفتان عبر المايكرفون عام 1943 وبعدها عاد للخرطوم بدعوة من نادى الخرجين بامدرمان ليشارك فى حفل يحيه كبار المطربين .غنى فى الحفل اغانى الباسم الفتان- حيتو ما حيانى-يافتاى اين سخصك اين رسمك. وكان وقتها لا يعرف الشاعر ودالقرشى بل يسمع به ولكن عبر بعض ابناء شندى العاملين بالتجارة واللذين يسافرون الى الابيض كانوا سبببا فى علاقته مع الشاعر ودالقرشى وتحولت الى صداقة عميقة بينهما وكونا ثنائيا مميزا وظهرت عبرها اجمل الاغانى ومن اميز الاغانى التى تغنى بعا الشفيع لود القرشى الذى كان يسمى بالارباب- رب الجمال- رب الشعور- رب المحاسن-رب الفن- رب السعادة -رب الوداعه-رب الدلال- واخرى .
وهكذا يمكننا القول ان مشواره مع ودالقرشى انتج ما يمكن تسميته بالينبوع العذب الصافى الذى امتزج فيه سمو التعبير الراقى بلاداء واللحن ومشواره مع ود القرشى اعطى رصيد فنى للغناء السودانى .

يحكى الراحل المقيم الفنان الشفيع فى ذكرياته عن ودالقرشى حيث يقول( توفى ودالقرشى عام 1969 فى نفس اللحظة التى كنت احتفل بيها بزواجى حيث اجتابنى اكتئاب غريب قبل وفاته بدقائق رغم بعد المسافة بين الخرطوم والابيض وبكيت بكاءا شديدا وتركت الحفل ولكن الاهل وبعض الصحاب اوهمونى بعدم صدق الخبر وان ودالفرشى لم يمت الا اننى عرفت اخيرا خبر وفاته وهكذا كانت عمق الترابط بيننا رحمة الله عليه)

انتاج الشفيع الفنى اهم ما يميز تجربته الاتى

ان قمة مجده كانت فى الاغانى الوطنية وكانت مرحلة المطالبة بالاستقلال وخروج المستعمروكانت اغانيه الوطنية تقوم بدور فى اذكاء المشاعر الوطنية منها الاناشيد =المؤتمر-للعلا - صرخة روت دمى- واخى النصر للكتل اللجائعة-وطن الجدود-ام ضفاير قودى الرسن- بل تعداه الى خارج حدود السودان وذالك بمشاركته مع بعض الفنانين فى الترفيه على الجنود السودانيين فى ارتريا وغيرها ابان الحرب العالمية الثانية.

له كم هائل من الاغانى تعدى المائة والثلاثون اغنية وقد شاركه عدد من الملحنين منهم محمد عبدالكريم القرشى- برعى محمد دفع الله-علاء الدين حمزهيمتلك صوتا جميلا واحساسا صادقا ويتدرج صوته تحت فصيلة الاصوات الرجالية الحاده >كما يتميز بمدى صوتى واسع ونفس طويل وتمكن فى الاداء. احساسه بالكلمة المغناه عمق عنده التعبير والاداء ويرجع الى علاقته بالشاعر ودالقرشى. الا رحم الله الشاعر ودالقرشى والفنان عثمان الشفيع وانزل السكينه على قبريهما وكان الراحل المقيم مدرسة نهل منها العديد من الفنانين اللذين يتربعوا على عرش الغناء الان وقد كانت تربطه علاقة قوية مع الراحل المقيم الفنان خوجلى عثمان رحمة الله عليه فلقد كان يصفه باستاذه.

( منقول من بوست يلدي يا حبوب - سودانيس اون لاين 2003)



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس