عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2010, 03:56 AM   #[73]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

[gdwl][/gdwl]



النشأة



ولد مكي الطيب شبيكه بالكاملين في سنه 1905 و درس بالمدرسه الاوليه بها، ثم التحق بكليه غردون التذكاريه بالقسم الاوسط ثم بعد ذلك انتقل للقسم الثانوي، و بينما هو في اول السنه الرابعه يلعب القدر دوره فيمرض بارودي افندي استاذ التاريخ و يتعذر عليه ان يقدم من بلده لبنان الى الخرطوم، و لما لم يكن الوصول الى بديل من الخارج متاحاً في تلك الظروف تقرر تعيين احد طلبه السنه الرابعه، و قد وقع الاختيار على مكي باعتباره اكبر تلاميذ الصف سناً و احسنهم تحصيلاً واعتبر كما لو اكمل المرحله الثانويه وبالفعل عين مدرساً في المجموعه السابعه بمرتب سنوي يبلغ 96 جنيها.



توفي مكي شبيكه بامدرمان في 9 يناير 1980 .







استاذ التاريخ



كان تعيين مكي اعتباراً من 15 يناير 1927 كما يقول ملف خدمته أو 18 يناير فيما قال هو في مقال نشر بجريده الصحافه.



وبعد خمسه اشهر من تعيينه انتقل الى المدارس الوسطى، لان تعيينه في الكليه كان مؤقتاً، فدرس في مدرسه الخرطوم لنصف عام ثم في مدرسه امدرمان لعامين ثم عاد الى مدرسه الخرطوم ليدرس بها نصف عام، ثم نقل الى مدرسه بربر و بقى بها سنه دراسيه كامله حتى 22 اغسطس 1930.



و بينما هو في مدرسه بربر اختير للالتحاق بالجامعه الامريكيه ببيروت، حيث تلقى دروسه بها في الفتره من 1931 – 1935 و نال فيها الشهاده الجامعيه BA .



عاد مكي الى السودان و تسلم عمله اعتباراً من اكتوبر 1935 بمستوى نائب ناظر مدرسه وسطى. وقد التحق على التو بالقسم الاوسط بكليه غردون منتدباً من المعارف في وظيفه (متخصص تاريخ) و بقى على هذه الصفه حتى نهايه 1942.



في اوائل 1943 اصبح محاضرا للتاريخ و التربيه الوطنيه بمدرسه الآداب العليا. وقد اشاد به رئيسه وأصر على ضرورة بقائه بمدرسه الآداب العليا.



في عام 1947 حصل على منحة من المجلس البريطاني لمدة عامين بكليه بدفورد بجامعه لندن، ثم مدت المنحة لفتره حتى يكمل بحثه. وقد عاد من هذه البعثه وهو يحمل شهادة الدكتوراه في فلسفه التاريخ، و هو أول سوداني يحصل على هذه الشهاده في هذه الماده، بل وهو اول سوداني حاز على الدكتوراه على الاطلاق.



عاد مكي الى الكليه وقد بدأت تخطو نحو الكليه الجامعيه. و في يوليو 1951 ترقى الى أستاذ مشارك، وكانت خطوات مكي في الخدمه تسير على خطين. فهو يخطو و يترقى بواقع عمله العلمي بالكليه، و هو في نفس الوقت يتبع الى المعارف. و قد انتهت هذه الازدواجيه في 1952.



و في يوليو 1955 بلغ درجة الاستاذ اي البروفيسر، و هو أول سوداني يبلغ هذه الدرجه. وقد بلغها عن جداره و اقتدار. وفي نفس الوقت صار عميداً لكلية الآداب وهو ايضاً أول سوداني يتولى عمادة كليه في الجامعه.



و في ديسمبر 1959 احيل الى المعاش.



و في اغسطس 1962 عاد الى الجامعه استاذاً مشرفاً على الدراسات العليا وعميداً لكليه الآداب.



و في اغسطس 1969 التحق بجامعة الكويت استاذاً للتاريخ و مشرفاً على الابحاث التاريخية.



و في 1974 عاد الى السودان ومنحته جامعة الخرطوم زمالة الجامعة و وظيفة الاستاذ المتمرس على عهد صنوه في العلم والمكانه الدكتور عبدالله الطيب، و قد انتهت زمالته في الجامعه في سبتمبر 1977.



وقد اوكلت له منظمة اليونسكو الاشراف على مجلد من المجلدات التي ستصدره المنظمه عن تاريخ افريقيا، ويشترك معه في هذا العمل عدد من اساتذه الجامعه، هذا بالاضافه الى بحوثه الخاصه.







مؤرخاً



بدا مكي يتعشق التاريخ منذ فتره مبكره من حياته. وقد روى هو ان أول عهده بالتاريخ كان يوم وجد كتاب نعوم شقير في تاريخ السودان وجغرافيته بمنزل عمه محمد شبيكه بالكاملين. وقد درس التاريخ في المدارس مثلما يفعل اترابه. ثم اصبح مدرساً للتاريخ قبل ان يكمل منهج قسم المدرسين بالكليه وظل يدرس التاريخ حتى ذهب الى بيروت. و هناك درس التاريخ على الاصول الجامعيه الصحيحه وأصبح مؤهلا للبحث المستقل عن كتب المناهج.



و قد التقى في بيروت الاستاذ اسد رستم صاحب (مصطلح التاريخ) والذي كان يبحث في حقبه محمد علي باشا في الشام بين 1830 و 1840 و يرتاد دار الوثائق المصريه ويقف على وثائقها. و قد عرف منه شبيكه وجود هذا الكنز الذي كان يرعاه الملك فؤاد وعرف فرص البحث القائم على الوثائق.



ذهب مكي الى القاهره في مايو 1943 بغرض الوقوف على الوثائق الخاصه بالسودان والاستفاده منها في تدريس التاريخ. ثم كرر مكي ذهابه الى القاهره في عطلاته السنويه وارتاد دار الوثائق المصريه بقصر عابدين و قرأ الوثائق المتعلقه بالعهد التركي في السودان وقام بنقل مجموعه مختاره منها. وفي دار الوثائق المصريه وقف على رساله من غردون عن كتاب (تاريخ ملوك السودان) ثم وجد في دار الكتب المصريه نسخه من هذا الكتاب والذي وقف على نسخ منه في الخرطوم، وهذا دعاه الى الاهتمام به وقد اهتدى الى ان هذا الكتاب هو أساس ما يعرف عن تاريخ مملكه الفونج. لقد نظر مكي في هذا الكتاب وراجع نسخه المختلفه وبين تعاقب كتابه، وهو يورد النص أولاً في 39 صفحه ثم يورد تعليقاته بعد ذلك في 33 صفحه و قد اورد هنا معلومات وبيانات من واقع دراساته ومن واقع الوثائق التي وقف عليها، اما خلاصة التحقيق وما يتصل بالتأليف والنسخ الخطيه وخطر الكتاب نفسه كمصدر للتاريخ وكيف كان اخذ المؤرخين له فقد بينها في مقدمه تبلغ 15 صفحه، و قد طبع الكتاب بمطبعه ماكوركودايل و نشر في 1947، ويبدو من غلاف الكتاب ان المسؤولين بالكليه كانوا يؤملون اصدار مجموعه من المطبوعات فالغلاف يتصدره هذا العنوان - مطبوعات كليه غردون التذكاريه بالخرطوم – و هو إعلان عن مطبوعات قادمه، ثم ياتي بعده انه الكتاب الاول في التاريخ، و كان هذا اول كتاب يطبع لمكي، بل هو أول تحقيق علمي يقوم به سوداني، كما كان اصله، بالتوافق، أول كتاب في التاريخ يخطه سوداني.



وفي عام 1947 حمل مكي مذكراته وذهب الى بربر وهناك وضع كتابه المشهور والهام: السودان في قرن 1819 – 1919. ويقع هذا الكتاب في اربعه اطراف، أما طرفه الاول فيتعلق بالفتره السابقه للفتح المصري، أي بعهد الفونج، والطرف الثاني خاص بالعهد التركي، والطرف الثالث خصص لفتره المهديه، اما الطرف الرابع كان عن العهد الثنائي حتى عام 1919، وفي الفتره من 1947 الى 1949 ذهب مكي الى لندن وانتسب الى جامعه لندن ووضع رسالته للدكتوراه بعنوان (السودان في عهد الثوره المهديه 1881 - 1885)، ثم جاء كتابه (السياسه البريطانيه في السودان1882 - 1902) في 1952 و هو بالانجليزيه. ثم جاء كتاب ( السودان المستقل) بالانجليزيه و الذي نشر في 1959. ثم وضع كتابه (السودان عبر القرون) والذي صدر عن لجنه التأليف والنشر بمصر.



ثم يضع بعد ذلك كتاب (تاريخ شعوب وادي النيل مصر والسودان) و هو مؤلف ضخم يقع في 790 صفحه، وقد صدر عن دار الثقافه ببيروت في مايو 1965.



وقد أصدر أيضاً دراسات متفرعه هي في الواقع محاضرات القاها، منها محاضرة (الخرطوم بين مهدي و غردون) والتي نشرتها لجنه الدراسات الاضافيه بجامعه الخرطوم، وكتاب (مقاومه السودان الحديث للغزو والتسلط) الذي قام بنشره معهد البحوث و الدراسات العربيه بالقاهره، و(مملكه الفونج الاسلاميه) ثم (السودان والثوره المهديه).



ثم وضع كتابه (بريطانيا و ثوره 1919 المصريه) وتولى معهد البحوث والدراسات العربيه نشره، ثم وضع كتاباً عن حادث 4 فبراير 1924 المشهور ولكنه لم يطبع و كتاب العرب والسياسه البريطانيه في الحرب العالميه الاولى اعد للالقاء في معهد البحوث والدراسات.



ثم انه صور عن دار الوثائق البريطانيه الوثائق المتصله بالسودان من سنه 1939 الى سنه 1942.







في العمل الوطني



ان الشهاده الرفيعه التي حصل عليها في جامعه بيروت قد وضعته في مكان مرموق بين الخريجين، وقد اضاف اليه عمله في كليه غردون بريقاً، ثم ان طيب معشره وعدم تحزبه وبعده عن الغلو وحسن تعامله مع الجميع قد اوجد له رصيداً عظيماً من الشعبيه بين الخريجين. و لما بدأ العمل في انشاء مؤتمر الخريجين كان مكي في مقدمه العاملين. وقد اختير عضواً في اللجنه التمهيديه للمؤتمر والتي كونت في 1938. وهو الذي قدم للمؤتمرين لوائح المؤتمر ونظمه نيابة عن لجنه خاصه. وكان عضواً في اللجنه الستينيه وفي اللجنه التنفيذيه من 1939 الى 1942. وقد كان في كل انتخابات يفوز باصوات ضخمه وقد قدرت المخابرات ان فوزه الكاسح يعود إلى تأييد الشباب له.



ولما اختلف الخريجون حول كيفيه التعاون مع الاذاعه اثناء الحرب وسقطت اللجنه القائمه واختيرت لجنه جديده من جراء هذا الاختلاف كان هو مندوب اللجنه الجديده للتفاوض مع الحكومه حول شروط تعاون المؤتمر مع الاذاعه. وقد وفق في الوصول الى اتفاق مرضي وبعد ست سنوات من العمل ابتعد مكي عن قيادة المؤتمر بعداً بنفسه عن التحزب والتطاحن. وكان رغم عدم تحزبه يميل الى الختميه ويؤمن بقياده السيد علي السياسيه. وكان اتحادياً يؤمن بالاتحاد بين مصر والسودان. وقد نشر في جريدة الرأي العام في النصف الأول من 1946 سلسله من المقالات بعنوان لماذا انا اتحادي وامهره بقلم اتحادي كبير. ثم وجه خطاباً في سنه 1953 على صفحات الرأي العام الى السيد علي بعنوان قد السفينه وهو العنوان الذي حوله الاستاذ محمد توفيق احمد الى قد السفينه وجعله نكته سياسيه في الصميم حسب اتجاهه.



وبعد معركه انتخابات برلمان الحكم الذاتي وقبل ان تعلن النتائج وجه مكي خطاباً الى اعضاء هذا البرلمان طارحاً فيه رأيه السياسي وهو أن يتم استقلال السودان أولاً ثم يعقب ذلك اتحاد مع مصر. ولعل مكي كان يريد بذلك ان يثبت ذاتية السودان والتي كانت موضوع دراسته من فجر التاريخ ثم ان يحقق بالاتحاد بين البلدين المستقلين الروابط الاصليه التي تقصاها في بحوثه من واقع الماضي والمصالح القويه المشتركه التي يراها من واقع الحاضر.



و مع ان مكي كان ختمياً أو كان على الاقل على صله بقيادتها ومع أنه كان اتحادياً في اتجاهه السياسي، فانه لم يظهر في دراساته ميلاً الى أي طرف و لم يمالئ لغرض أو هوى بل ظل مستقلاً برأيه ويترك الحريه لنفسه ليصل إلى الحقيقه التي يرجوها هو وينتظرها قارئه من واقع الوثائق و ثبت الحقائق
.



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس