[حسين عبدالجليل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر مخير

أيام زمان، كان في السودان السينمات مرشوشة على طول وعرض الوطن وإستأثرت العاصمة بعدد منها..
الوطنية أمدرمان وكانت أغلب الافلام التي تعرض فيها درامة وخاصة مصرية وهندية كذلك وبرضك مرة مرة أكشن وفي الاكشن الافلام الغربية الرخيصة في السودان وهي الايطالية بتاعت الغرب الدامي ومنها مثلا مسلس من أفلام "دجانقو"، سينما برمبل تعرض فيها الأفلام الغربية والهندية ذات ذوق رفيع، سينما العرضة وهي بالنسبة للإتنين ديك جديدة وهي كانت افلامها الاسوء نوعية..
بتذكر كان لما نطلع في سقف بيتنا بوضوح، نشوف شاشة السينما وهي كانت متجهة شمالا وعشان كدآ صوت الافلام كان بجيبهو الهواء لي خشم بيتنا.
الخرطوم بحري كان في سينمتين، الحلفايا ودي كانت نوعية الافلام البتنعرض فيها ذات جودة أعلى مقارنة للوطنية بحري ودي ذاتها مقارنة بسينمات أمدرمان أحسن في نوعية الافلام البتعرض فيها وخاصة الهندية والمصري..
أما الخرطوم "عموم" فكانت سينما النيل الازرق هي القمة في نوعية الافلام وكان نادر تعرض فيلم مصري أو هندي وإن حصل فأكيد متميز وأغلب رواد السينما دي، كان طلاب جامعة الخرطوم وسكان الحي الشرقي وأصلن كان ياهم الخواجات وكبار الموظفي الحكومة، من الحاجات البتذكرها وبتميز بيها السينما دي؟ البوفية بتاعها وخاصة سندوتشات المورتديلا ومعها قزازة بزيانوس بااااااردة.
هناك برضك سينما كلوزيوم وهي في شارع القصر وبرضها مشهورة بالافلام الغربية الكويسة وأحيان هندية ومصرية وسينما الخرطوم غرب موقعها من أكثر المناطق أمنا لأنها كانت قريبة من إشلاق البوليس، سينما السجانة وهي في أمرها قريبة من سينما العرضة لأنها خاصة بمنطقة معينة وأفلامها يتم إختيارها حسب ذوق سكان المنطقة.
ودور العرض نفسها صالتها (وهي ما صالة، فسحة عديل وما مسقوفة لكن ليها سور وديمة عالي ومداخل وهي نفسها المخارج، تباع التذاكر على أساس الموقع في الحوش دآ، منطقة يطلق عليها "الشعب" وهي رخيصة الثمن وأغلب الوجود من العامة وبعدها درجة أولى وهي مخصصة لمن يستطيع شراء التذكرة والتي هي نسبياً مرتفعة الثمن وهناك "اللوج" وهذه مجموعة كراسي منفصلة عن المجموعات الاخر بفاصل وفي أغلب الاحيان تشغلها الاسر، بتذكر في سينما النيل الازرق الخدمات للوج كأنها في فندق خمسة نجوم فيها جرسون في لبسه ذي بتاعيين فندق القراند هوتيل..
المهم كل دور العرض دي، كانت ملتزمة ببرنامج مماثل، نشرة الاخبار، تليها (المناظر) وهي فترة الدعايات وعرض للقادم من الافلام في تلك دار العرض المعنية، الإستراحة وهذه قصتها متنوعة، فمثلا في سينما العرضة، لو تعدت فترت الاستراحة خمسة أو ستة دقايق، الجمهور يثور ويطالب بالإسراع في البدء بعرض الفيلم، في بعض الاحيان وخاصة في فصل الخريف، أثناء العرض تهطل الامطار والجميل في الامر أن الكثي يقعدوا في وسط المطر، لأنهو لو مرقوا بروح عليهم شوفت الفيلم وحق التذكرة.
كان هناك عرضان، الدور الاول وهو يكون على الساعة سبعة مساء يعني بعد أن تظلم السماء والعرض الثاني "سواري" وكان العرض الاول هو الاكثر إذدحام فطبيعة أغلب أهل السودان ما بيساهروا برآ بيوتهم إلا في المناسبات، بسبب المواصلات والإنضباط الاسري..
أهااااااا ندخل في الموضوع البي سببه جاشت فيني الذكريات دي..
القصة أنهو الدكتور البعالجني كان أتاريهو قال ليا: العلاج دآ، لمدة أربعة أسابيع، الإسبوعين الاوائل، عاديات وما بتشعر بأي تغيير لا في جسمك ولا نهج حياتك العادي. بعدهن بتظهرالاعراض الإنسحابية..
مع العمر والذاكرة وخرابها، نسيييت القصة دي ومرا الاسبوع الاول والبعدهو عادي والتمتع بالأكل وكل شيء عادي عدآ النضمي الأنا إتحرمت منهو لكن أكيد في ناس حمدوا الله وإرتاحوا من النقة..
أول يوم من الاسبوع التالت، اللهو من الاتنين دآ..
أبتدت القصة تاخد شكل تاني والحصل أنهو.. ناس العلاج وهم أتاريهم عارفيين البيحصل وعشان كدآ بيعملوا ليك مواعيد مع الاخصائي بعد نهاية الاسبوع التاني ودآ الكان.
أها سألني لمن لاقيتهو ومن ناحيتهو تركيز على؟ كيف الاكل والشراب. قلتا ليهو البلع بقا صعب. والشنهو دآك والشنهو والشنهو، يعني لسة كدآ بتاعت تغيرات...
قال ليا: أيوة ما دي هي الاعراض الانسحابية القلنا ليك أنها بتظهر بعد الاسبوعين الاوليين..
أوكييييييييي..
يعني الكان دآك في الاسبوعين الاتنين. كلهو كان المناظر ويا دوبك الفيلم إبتدآ

تحياتي أخ بابكر:
من كوارث الكيزان أن كل دور السينما في الخرطوم توقفت عن العمل في عهدهم.

نحن الديامة كانت سينماتنا هي سينما النيلين , و إن كنت حينها أفضل سينما الخرطوم غرب /إلوطنية الخرطوم عليها والتي كانت بجوار استاد الخرطوم وكانت تعرض افلاما اكثر رقيا من أفلام النيلين .