عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2010, 07:29 PM   #[21]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
ياطارق للأسف أنا لست مصدر توثيق موثوق به في دقة المعلومات التي يشارك بها وذلك بسبب مشاركتي بمعلومات من الذاكرة وحكاية الأرقام عادة يمكن أن يخطئ الانسان فيها مع طول المدة التي تزيد عن نصف قرن..
عموما سأحاول أن أبتعد عن الخطأ علي قدر ما أستطيع..
بدأ عمر أحمد بالغناء في بداية خمسينات القرن الماضي وغني أغنية كام(كان) بدري عليك تودعني وأنا مشتاق ليك..كان صوته جميل وصافي الا انه وبعد أن تنبأ له كل من سمعه بأنه سوف يعتلي عرش الغناء..تكالب عليه أولاد الحرام وشلل الهلس وزاد الطين بللة تغير طبقات صوته بعد سن البلوغ فأصبح الصوت العزب صوتا أجش فانطفأ بريق النجم قبل أم يكتمل تمام سطوعه.
الأخ العلامة عصمت العالم والأخ جعفر بدري يمكنهما أن يحدثانا بالكثير عن هذا الفنان فهما قد عاصراه وعصمت العالم كان يعيش داخل الوسط الفني في ذاك الوقت..
دا توثيق من معاوية حسن ياسين للفنان عمر احمد وبياكد معلومتك لانه لو فنان مات عمره عشرين موكد انه غنا فى عمر مبكر جدا
شكرا سمسم على التوضيح والاسهام وماشاء الله الذاكرة لسة شغالة تش واخليك مع التوثيق دا



عمر احمد هذاالفنان الذي رحل في مقتبل صباه. ولعل الأهم في هذا الجانب أن صوت عمر أحمد خلدته فقط أسطوانة أغنية "كان بدري عليك" التي شاء الحظ أن تتولى الإذاعة السودانية عند انتقالها إلى مبناها الحالي في عام 1957 نقلها من جهاز الفونوغراف إلى شريط التسجيل (REEL)، أسوة بما أدركه الحظ من أسطوانات غناء "حقيبة الفن". ومكن الواضح أن الصوت الذي يؤدي أغنية "كان بدري عليك" التي أضيفت إلى الموقع هو الفنان الراحل خليل إسماعيل وليس عمر أحمد، إذ إن عمر أحمد لما يكن قد بلغ الحلم بعد حين سجل أسطوانة "كان بدري عليك" للإذاعة السودانية".
صحيح أن للفنان عمر أحمد أغنيات أخرى، لكن لم يدركها التسجيل، أو إذا شئنا الدقة نقول إنها ربما سجلت في أسطوانات، كما كان الوضع في الإذاعة منذ عام 1948، لكنها لسبب أو لآخر لم تنقل إلى شريط التسجيل المغناطيسي، الذي ظهر بعده شريط الكاسيت، ثم جاء القرص المدمج، وانداحت من ثم تقنيات الديجيتال التي ننعم بها حالياً.
وأنا شخصياً لا أستبعد أن عمر أحمد سجل أكثر من أغنية مع "كان بدري عليك"، لأن شاعره وملحنه ومكتشفه الأستاذ عبد الرحمن الريح رحمه الله اعتاد أن يزود المطربين الذين تولى تدريبهم بما لا يقل عن ثلاث أغنيات لتنسجيلها للإذاعة. هكذا فعل – على سبيل المثال - مع الفنان إبراهيم عوض الذي قدمه بنفسه إلى مسؤولي الإذاعة في عام 1953.
هذا، والمعروف أن حادثة غامضة وقعت في الإذاعة سنة 1957، فقد أتى حريق على كنوز مكتبتها من الأسطوانات، وهي مجموعة نادرة حقاً، قيل إنها تحوي مجموعة أغنيات سجلها كروان السودان الفنان كرومة بمصاحبة الفرقة الموسيقية. وتمسك مراقب الإذاعة المسؤول بأن الحريق لا يعدو أن يكون حادثة عرضية مؤسفة. غير أن مهتمين بشؤون الإذاعة والغناء يزعمون أن الحادثة كانت مدبرة. ولذلك نشط الحادبون على تجميع أسطوانات الحقيبة ممن يملكونها ومن المقاهي الخرطومية والأمدرمانية التي كانت تملك أجهزة الفونوغراف، ولهذا تجد معظم تلك الأسطوانات نقلت إلى الشرائط "الريل" مصحوبة بتشويش شديد من كثرة تلعيبها في المقاهي والمنازل. ومعلوم أن أجهزة الفونوغراف القديمة كان يتم تشغيلها من خلال "إبرة" تدور فوق الأسطوانة ليخرج منها الصوت.
كان ذلك على سبيل الاستطراد، فأما الفنان عمر أحمد، فهو من مواليد مدينة ود مدني. قدمه الشاعر عبد الرحمن الريح إلى الإذاعة العام 1949، بأغنية "كان بدري عليك" التي رددتها أصوات عدة على مر العقود (اشتهر بترديدها وتسجيلها المطربان أبو عركي البخيت وعبد الرحمن عبد الله). وكان عمر أحمد في الثالثة عشرة من عمره حين قدم تلك الأغنية. وأردفها أغنيات "مهما فؤادي فيك يذوب" و"ليلة التلاقي" (تغنى بها لاحقاً المطرب مجذوب أونسة)، و"الطاؤوس ملك الطيور" التي تغنى بها الفنان أحمد الجابري، وهي مسجلة رسمياً لدى مكتبة الإذاعة بصوت الجابري. وكذلك أغنية " ليه ده كلو يا حبيبي" التي سجلها للإذاعة وتغنى بها الفنان الراحل خليل إسماعيل.
في عام 1951 اعتزل عمر أحمد الغناء بعدما تغير صوته، إثر بلوغه سن الرشد. وتوفي العام 1956 عن 20 عاماً فحسب، بعد معاناة دامت سنوات من صداع رهيب، نتج عن اصطدامه بباب "نفَّاج"، داخل المنزل الذي أقام فيه في حي العرب في أم درمان. وامتهن الغناء بعده شقيقه الهندي أحمد، لكنه لم يبارح مدينة ود مدني، فلم تكتب له شهرة كأخيه.
في سياق حرصي على التوثيق لهذا الصوت الطفولي الملائكي، عثرت على مقال نادر كتبه الشاعر عبد الرحمن الريّح في عام 1956، يقول فيه: "كان عمر أحمد يسكن مع شقيقه الأكبر محمد مدني في نفس الحي الذي نقيم به نحن في حي العرب بأم درمان. أما أهله وعشيرته ففي مدني. وكان عمر أحمد كلما لقيني في الطريق يتبعني بنظرات بريئة حالمة. إذ كان له وراء هذه النظرات البعيدة آمال جسام وأحلام جميلة. ولكني لم أعلم من أمره شيئاً سوى أنه أحد صبية الحي. وفي ذات أمسية هادئة أتاني به أحد أصدقائي الهواة الى منزلي، وقال لي: اسمع هذا الصوت العجيب. فتجاهلته في بادئ الأمر، وانشغلنا عنه وهو صامت لا يتكلم. فسألته: ما اسمك؟ قال: عمر أحمد. فسررت لخفة الاسم وموسيقيته. وقلت له: ماذا تحفظ من الأغاني؟ قال: "الفتان جماله". ففهمت من ذلك أن صاحبنا متأثر بزميله الصغير الفاتح حاج سعد. وكان عمر يعلم جيدا بأنني أنا الذي قدمت الفاتح للإذاعة. بدأت أعزف له أغنية "الفتان جماله". فطربت من جمال صوته وحسن أدائه، حتى اضطربت يدي أثناء العزف، فضحك صاحبي وتأكد أنني قد وقعت في حبائل هذا الصوت. واستمعنا منه مرة ثانية الى أغنية "القطار المر" للفنان (عثمان) الشفيع، فكان مبدعاً حقاً".
ويمضي الشاعر عبد الرحمن الريح للقول: "قال لي صاحبي: ما رأيك؟ قلت له: عظيم. سأنظم له أغاني تتناسب مع طبقات صوته، ولكني أخشى أن يتغير صوته فجأة من جراء البلوغ فيحدث له ما حدث للفاتح من قبل. فقاطعنا هو (عمر أحمد) بقوله: أنا بلغت من عامين. فسكتنا برهة، ولكن هذا التصريح منه شجعني بعض الشئ، وإن كنت لم أقتنع بما قال. ظل عمر يتصل بي زهاء شهرين بعد استماعي له. لم ينقطع خلالها ولم يتطرق اليأس إلى نفسه. قلت لأنظم له أغاني، ولتكن تجربة جديدة. فنظمت له من الأغاني ما تخيلته سهلاً يساعده على الحفظ، إذ إنه كان أمياً لا يقرأ. ووضعت له الألحان التي تتطابق مع طبقات صوته الرقيق، فكانت ثلاث أغنيات، الأولى "كان بدري عليك"، والثانية "مهما فيه فؤادي ينوب"، والثالثة "ليه ده كله يا حبيبي". ولقد استغرقت هذه الأغاني معنا في الحفظ والتلحين والبروفات المتوالية ما لا يقل عن ثمانية أشهر كاملة”.
ويضيف: "قدمته لمحطة الإذاعة فاستمع له رجال الإذاعة من مراقب وموظفين وفنانين وعازفين، فكان موضع إعجابهم جميعاً. وكنت أنا أقوم له بالعزف على العود أثناء البروفات والتمرينات مع الأوركسترا، وكل الحفلات الأولى التي قدمها. حدد لنا المراقب السابق للإذاعة يوم تقديمه الى الجمهور فحضرنا وكان قلبي يدق دقات سريعة، إذ إني خفت أن يضطرب أو يتلعثم أمام الميكروفون، ولكننا خرجنا بحمد الله منتصرين، ووجدنا أفراد الجمهور في الترام والطرقات وفي كل مكان يرددون مطلع الأغنية "كان بدري عليك" ولم يمض على ظهورها أكثر من عشرة دقائق. وهكذا أحرز عمر أحمد من الانتصارات الفنية في مدة أسبوع ما لم يحرزه كبار الفنانين في بضعة أعوام. وما كاد عمر أحمد يذيع الحفلة الثالثة والرابعة، إلا وقد انهالت علينا الرسائل والبرقيات والإشارات التلفونية من خارج العاصمة، مطالبة بإحضاره لإحياء الليالي على المسارح، فكنت أنا أصحبه في كل رحلاته الفنية خارج العاصمة وداخلها لأحافظ عليه، إذ إنه كان أمانة في عنقي من قبل أهله، أو كأني كنت أحس أن هناك قدراً يترصده".
(فضلاً راجع: عبد الرحمن الريح: كيف قدمت عمر أحمد للإذاعة؟ (مجلة) هنا أم درمان، ع 43، 5/7/1956).



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس