[عبدالحكيم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجيده

بسم الله نبدأ
كان لدينا جار هادي بشكل يلقي عليك التحية ويكتفي بابتسامه فاترة ويمضي في حاله وكان يعمل في احدي المصالح الحكوميه وعند المساء يطلع النخلة ويسكر خمره فيتحول لشخص آخر يبدأ برش الحوش و يرتب سريره ويضع كرسي قديم الطراز وطربيزة ويخفي قزازة الخمر تحت رجل السرير يضع كبايه عثمان حسين علي الطربيزة ويخلف رجله ويبدأ صوته يخرج من فوهة بركان غاضب يشجب ويندد ويصب جام غضبه علي من رفع العلم مع الزعيم الازهري عمنا الجاك بخيت لو ماكان رفع العلم الله كان رفعنا هسع كنا بقينا زي جنوب أفريقيا...يملا كاسه ويرفعها عاليا وعند دنو الكأس من فمه يبدأ بتكشيرة ويبدأ بشتم بايعة الخمر الله لا كسبها أصلها ما بتاكل حلال حليل عرقي زمان كلو تأمني مويه .. يضع الكأس كختم المحكمه طاخ يغير من خلفة رجله وينتهر زوجته حاجة زوبه المراءة الطيبه نمتي تنوم فيكي حيطه فهمتي كلامي القلتو دا ؟ ترفع راسها والناس يغالب صحوها ايوة ..يا عمر بالغ الجاك بخيت شغلتو فيو شنو وتضع راسها وتغدو في نوم اشبه بتنظيم مغنطيسي وتتاهب للسؤال القادم
عمي عمر كان من مظهره رجلا بسيطا ولكن كان قاموس شاملا ليلا يحكي تاريخ السودان بادق تفاصيله كل يوم يفتح باب لنقاش يفيد يحلل يشيد يندد يعارض كمحلل سياسي بارع وكل ما تنوم يرسل سبابه ويرفض نومها لان حال البلد مايل .ترد بصوت خفيض ارقد نوم يحلها ربنا الحلة كلها سامعة صوتك يا حاج عمر .
يسمعوا الطرش النايمين ليها شنو ونحن مستعمرين من الاستقلال لليله
دا ما استقلال دا استغلال من التكنوغراط والنخب الزفت
ما كفايه البلد حاكماها المقابر وكان ابي وجدي (وبيضة الديك)
يبدأ الصوت في التلاشي مع همهمه وصوت شخير لتبدا قصة اخري كنا نسترق السمع ونغالب النوم كي نستمتع بحديثه الثرقلبو عافيه

وجيدة تحايا طيبات :
بكل تأكيد هذا الشخص رغم تعاطيه الخمر فعنصره طيب حسب وصفك إياه طيب وملم بالذي يدور حوله من أوضاع ربما هي التي جعلته مزاجي الطبع وله طقوس يمارسها حينما يمارس فلنقل هوايته في تناول الخمر ورغم صوته المرتفع ساعة ( يضبط أو يظبط رأسه ) وإزعاج جيرانه إلا أنه مسالم والدليل استسلامه للنوم .. ويهدأ ...
فجال بخاطري كأن يكون عنوانك نظرية المزاج Mood theory بدلا عن نظرية المؤامرة Conspiracy theory (ترجمة ) ......
رحمه الله وغفر له ... من يدري لعله تاب منها .....

يحضرني هنا ابو محجن الثقفي الذي قال :
قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ:

كَفَى حَزَنًا أَنْ تُطْرَدَ الْخَيْلُ بِالْقَنَا ... وَأُتْرَكَ مَشْدُودًا عَلَيَّ وِثَاقِيَا

فَقَالَ لِابْنَةِ حَصْفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ: أَطْلِقِينِي وَلَكِ اللَّهُ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ أَنْ أَرْجِعَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ ، وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ مِنِّي ، قَالَ: فَحَلَّتْهُ - حِينَ الْتَقَى النَّاسُ .. فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ ، ثُمَّ أَخَذَ رُمْحًا، ثُمَّ خَرَجَ ، فَجَعَلَ لَا يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ إِلَّا هَزَمَهُمْ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ لِمَا يَرَوْنَهُ يَصْنَعُ، وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: "الضَّبْرُ [أي : الركض] ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ" !!

فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوُّ، رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ ، وَأَخْبَرَتِ ابْنَةُ حَصْفَةَ سَعْدًا بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِ .

فَقَالَ سَعْدٌ: " لَا وَاللَّهِ لَا أَضْرِبُ بَعْدَ الْيَوْمِ رَجُلًا ، أَبْلَى اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى يَدَيْهِ مَا أَبْلَاهُمْ "، فَخَلَّى سَبِيلَهُ .

فَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إِذْ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ، وَأَطْهُرُ مِنْهَا، فَأَمَّا إِذَا بَهْرَجْتَنِي ، فَلَا وَاللَّهِ لَا أَشْرَبُهَا أَبَدًا ".