عرض مشاركة واحدة
قديم 24-05-2015, 09:40 AM   #[6]
عايد عبد الحفيظ
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النور يوسف محمد مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم



أسرارها الصغيرة

ذلك اليوم مازال محفوراً فى ذاكرته ،
يوم أن رمقته بنظره فاحصة من تحت نظارتها السوداء ،
ارتعدت لها فرائصه وتسارعت نبضاته ،
وحينما امتدت يدها تصافحه سرت فى أوصاله رعشة ،
وضجت دواخله بالغناء ،

تذكر كيف اختارته من بين الحضور ،
أنيسها الدائم وحافظ أسرارها الأمين ،
ينعم برفقتها ،، ويا لها من رفقة ،
فى حلها وترحالها ولياليها المقمرة ،
يقتات من حرثها ، يرتوى من حديثها وينام هانئاً قرب الوسادة ،

تذكر كيف أفلت من ذلك العجوز المتصابى ،
من قبضته الجافة ويده الممتلئة بالعروق
كان حتماً سيقوده الى الذهول ، ويحيل أماسيه الى بلاهة ،
كيف كان سينجو من نقراته البليدة وطرقه الغبى ، أنصاف الليالى وأوقات الظهيرة ،
ما كان سيدعه ينعم ولو بقسط يسير من الهدوء ،
بعيداً عن صخب الأثير وضجيج التكنلوجيا المرهق ،
كان سيصب فى أحشائه كل اشتهاءاته المحال ، وذكرياته المريرة ،
ويجعل من دواخله ساحة لبطولاته الزائفة ، ومعركة لفحولته فاقدة الصلاحية ،

وكيف نجا بأعجوبة من براثن ذلك المراهق الصغير
الذى يعمل ميكانيكى فى ورشة السيارات المقابلة ،
بثيابه المتسخة وشعره المنكوش ، وعشقه المتنامى للكتابة ،
والذى جعله يقضى سحابة يومه متسكعاً بين مواقع التواصل الإجتماعى وغرف الشات المغلقة ،
يمنى النفس بحظٍ لا يأتى ، ويعيش مزهواً رغم واقعه المرير ،

لن ينسى تلك الللية ،
ليلته الأولى فى هضاب الجمال ،
حين احتوته يداها ، وضمه حضنها الدافئ ،
أنفاسها العطره وهو يلامس خدها الضحوك
حديثها الهامس والليل يرسل جنده وصمته المهيب ،
مشاكساتها المثيرة وهى تداعب منابعه ، أزرار حلته ، وخاصرته النحيلة ،،

شريط من الذكريات يمر أمامه
وهذا المعتوه يضغط بعنف على صدره ،
أحاله فى لحظات الى جثة هامده ، لا حراك فيها ولا نبض
وقبل أن يغيب عنه صوتها والى الأبد ،
تتناهى الى مسامعه حشرجة هذا المسخ القابع فى داخله ،
يخبرها دون أن تظهر على ملامحه شارات الأسى أو علامات الفجيعة ،
أن (الكائن المطلوب مغلق ، الكائن المطلوب مغلق )

هاهو يعيده الى حيث كان ،
لقاء ثمن بخس ، دراهم معدودة ،
غير أن ما أسعده وسره بعض الشئ ،
أنه مازال يحفظ فى أحشائه ، مشاغباتها وبعض أسرارها الصغيرة ،،
ـــــــــــــــــــــــــ
الرياض
نوفمبر 2014م
ـــــــــــــــــــــــــ
سعادتو النور
أسعد الله ايامك
ما بين ضجت داوخله بالغناء . . والكائن مغلق . .
ومشاغباتها و اسرارها الصغيرة . . . يقبل النص تأويلات
عديدة مختلفة . . تأويلي غريب ربما أعود له لو شجعني
الأساتذة بطرح تأويلاتهم . . لكنني أخي النور استمتعت
بكتابة رائعة جميلة بل تتنفس جمالا
نص رائع . . مدهش . . يحتاج للعودة أكثر من مرة



التوقيع: وانا . . من انا يا سيدى
سوى
واحد من جنودك يا سيدى
خبزه . .خبز ضيق
ماؤه . . بل ريق
والممات بعينيه . . كالمولد
واحد من جنودك يا . . سيدى
يركع الان ينشد جوهرة
تتخبأ فى الوحل
او قمرا فى البحيرات
او فرسا فى الغمام
امل دنقل
عايد عبد الحفيظ غير متصل   رد مع اقتباس