عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2006, 11:08 AM   #[5]
خالد الحاج
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية خالد الحاج
 
افتراضي

الرق والأنساب في السودان :

تنسب معظم القبايل الشمالية أصلها إلي العباس بن عبد المنطلب وفي ذلك روايات كثيرة وتجد في كل أسرة من يملك (شجرة للعائلة) تنتقل إسم بعد إسم إلي أن تصل إلي رأس الأسرة الهاشمية ولا مجال لمغالطة ذلك لما فيه من محاذير الدخول في مهاترات من ناحية من ناحية أخري لعدم وجود بينات ووثائق لإثبات هذا الزعم المبني علي الحكايا الشعبية والتأريخ الشفاهي لتلك القبائل ولكن إدعاء النقاء العرقي تملصا من (الزنوجة) فيه نوع من التجني علي وقائع التأريخ والتبدلات التي أحاطت بتلك القبائل يقول الأستاذ محمد إبراهيم نقد في سفره علاقات الرق في المجتمع السوداني صفحة 68

اقتباس:
إن العناية بالأنساب هي ظاهرة عامة مشتركة في التكوينات الإجتماعية القبلية الإثنية والعرقية في مراحل الإختلاط والهجرات والتداخل لأسباب طبيعية واجتماعية كالجفاف والمجاعة والأوبئة والحروب والغزو والإجتياح ونشؤ المدن واحتواء السوق والتبادل السلعي...ولدوافع نفسية وحضارية تود بعض النخب لو تبتعد بحبل نسب النخبة من أي عقدة تربطه بالأصل الزنجي الأفريقي وبصفة خاصة أصول القبائل المسترقة ، أو كانت ساحات لغزوات صيد الرقيق من مركب النقص هذا كان التهافت وكانت المغالاة في الإنتساب للسلالات العربية والإسلامية وأوفرها عزا قريش ببطونها العشر والبطن الأموي إن قصر الحبل عن البطن الهاشمي ! وبعضهم لم يتحرج عن شد الحبل نحو شاهق القمم حتي إنفصلت قدماه عن أرض الواقع- اشبه بوصف زهير بن أبي سلمي لغلامه المتشابي علي أطراف أصابع قدميه ليصرم اللجام علي قذال المهر الجامح الشموس
[align=center]وملجمنا ما أن ينال قذاله **ولا قدماه الأرض إلا أنامله [/align]

ولو أن الأيام دالت وموازينها مالت نحو كفة الأرقاء لانطوي حبل نسب بعض الأسر والعشائر والأفخاذ والبطون وربما قبائل مثل (لاسو) رعاة البقر في ساق شجرة الأنساب الأفريقية ، لستبدل إسم الجد من العباس إلي إساغة ودينق وبلال وعنترة. وما أجمل قول أستاذنا محمد المكي إبرهيم الذي يقول :

اقتباس:
عوفي جسد المجتمع السوداني من علاقات مؤسسة الرق والإسترقاق في شكله الإجتماعي الإقتصادي الملموس ولكن مخلفاتها النفسية والثقافية والسلوكية تثقل كاهله ، ولا عزاء في إنها من مخلفات الماضي فرب مخلفات أشد وطأة من ضغوط الحاضر :

[align=center]وقد ينبت المرعي علي دمن الثري*** وتبقي حزازات النفوس كما هي[/align]

اقتباس:

والمجتمع السوداني ليس العنزة الفاردة في معانات مجتمعات أخري في أفريقيا وقارات أخر تعيش مرارة مخلفات الماضي تكفي الإشارة إلي مجتمع يتمتع بدينامكية تطور مشهودة ، كالولايات المتحدة الأمريكية ظل يعاني قرابة قرن ونصف وما يزال بين إعلان أبراهيم لنكلن وحركة الحقوق المدنية في الستنات من القرن الماضي لتسقط عن اللغة المكتوبة مسبة (نقر) وتحل محلها (أفريكان أميركان ) دون أن تعادلها (أيرش أميركان ) أو يرو أميركان .
كانت وقفة جريئة سياسيا وأدبيا تلك التي أقدم إليها عبد الخالق محجوب لمواجهة مخلفات الماضي وتجاوزها في فقرة من خطابه أمام مؤتمر المائدة المستديرة لحل مشكلة الجنوب في مارس 1965


اقتباس:
اقتباس:
كنا نأمل لو شملت تلك التغيرات مفاهيم إخواننا هنا الذين يسموننا أحفاد الزبير ونحن نقول لهم بصراحة ووضوح نعم نحن أحفاد الزبير باشا فنحن لا نتهرب من تأريخنا ولكننا ننظر إليه نظرة موضوعية وناقدة ، وفي غير مرارة نستمد منه الدروس ونستقي منه العبر ، فتجارة الرقيق كانت مدفوعة من المستعمر الأوروبي ولمصلحته وهي عار عليه في تلك العهود وعار علي كل من نفذها . هذه حقائق بسيطة للذين يعرفون التأريخ ولكننا نذكر من لا يرون سوي الجانب المظلم من تأريخنا العابر إن أخواننا الأفريقيين نقلوا بالالاف بل وبالملايين لزراعة القطن في الولايات الجنوبية لأمريكا ..فأحفاد الزبير يتغيرون مع الزمن وهم يبنون السودان الحديث
(عبد الخالق محجوب)
إنتهت المقالة وتبقت المداخلات.
يتبع ...



التوقيع: [align=center]هلاّ ابتكَرْتَ لنا كدأبِك عند بأْسِ اليأْسِ، معجزةً تطهّرُنا بها،
وبها تُخَلِّصُ أرضَنا من رجْسِها،
حتى تصالحَنا السماءُ، وتزدَهِي الأرضُ المواتْ ؟
علّمتنا يا أيها الوطنُ الصباحْ
فنّ النّهوضِ من الجراحْ.

(عالم عباس)
[/align]
خالد الحاج غير متصل