عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2011, 07:41 AM   #[9]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

رحم الله سيف الدّين حسين،
فقد رثيته أوجع ما يكون الرثاء يا هيثم.

وهنا ود بادي يرثي صديقه ورفيقه عبّود (رحمه الله):




عبود في الِجنان ِمتْهَنّي

أشُوفَك في الصَباح مِنْدَلّي  حَيّاك النَّخيلْ
واسراب القَماري تَهَلِّي  تسجَع بالهَديل
َرشَّاكَ الدُّعاش بالفُل  واطياب الخَميل
وامواج البحر يا خِلّي  لي شوفتَك تَميل

الوالدة الحنُونَة تَمَلّي  تحلم بالعديل
يا سَنَدِي وضَراي يا ضُلّي  من شمس المَقيل
دايْراك في المَحَل تَبْهَلّي  تدْفِق ما بتكيل
ودايراك للبلد والحِلّي  تَلحَق ديك وديل
دايراك يا عَشاي تَسْهَر لِي  يوم اليوم تَشيل

أشوفك في المسا بِتْدَلّي  في الخَتْمَة وتميل
تشرح في الكتاب وتَملّي  في رسالة الخَليل
حَضرات الخَتِم يا خِلي  والذِّكْر الجَّزيل
لى راياتَه إنتَ مَعلِّي  ساقياك َسلسَبيل

أشوفَك في البعيد مِتْمَلِّي  حُزناً كيف نَبيل
واشوفَك في المدى مِتوَلِّي  درْباً كيف طويل
واشوفِك بالضِّيَا مُتْحَلِّي  والأنوار تَخِيل
واشوفَك كل يوم يا خِلِّي  من هذا القَبِيل
صورتَك بين عيوني وكُلِّي  وألقَاك مُستَحِيل

شريان الشمال أحزَن لِي  يَتَّم زي قِبيل
قَبلَك شَال سَمِيك يا خِلِّي  وَلَداً كيف عَدِيل
عبد الهادي سيفي وضُلِّي  في الزَّمن البَخِيل
دمَك فوق دِماهو يَصَلِّي  سجدْات الرَّحيل
يرشَح بالمِسِك ويَجَلِّي  بوحَات يوم تَسِيل
يا ريتني وعَساي ولَعَلي  لو يا ريت تَقِيل
يوم اليوم فَديتك خِلِّي  لو كُنت البَديل
نحلَم والقَمر مُتجَلِّي  بالزين والعَديل
لكن القَدر ما بخَلِّي  للأحلام سَبِيل

عابر كالشِهَاب مِتمَنِّي  زَي برق الصَّهيل
فوق قيف الأمل مِستنِّي  للفجر الجَميل
تقطَع من حَشاك وتَغَنِّي  من لحن الخليل
كأنَّك في الهُيام وكأَنِّي  من ذاك الرَعيل

"وَدْ توم" عنَّكم يسألني  وين ذاك الأصيل
وأيامنا اللَّي راحت عَنِّي  يا حِليلَه وحِليل
وَاشوق القَماري الجَّني  في ساعة المَقيل
يبكِنَّك سوا ويبكِنِّي  والبَي ما قليل

باكيَات الشِمال خَلِّني  من ذاك العويل
"عَبُود" في الجِنان مِتهَنِّي  في ضِيافة الجَليل
كان أملي ومُناي توصَلني  والقاك زي قبيل
لكن الزمن غافَلني  عجَل بالرَحيل

لو كان القدَر أمهَلني  بس لو كان قليل
كان أنزِل مراتِع حِنِّي  وأحضان النخيل
في ساعة الوداع تحضنِّي  بالدمع الهَمِيل
ساجعات الأراك عَزَّني  يا حليله وحِليل
عبود في الجنان مِتهنِّي  في ضيافة الجَليل
حايِر بين يَقِيني وظنِّي  وألقاك مُستَحيل


الدكتور / محمد بادي
أبوظبي – 20/6/2007



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل