عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2007, 08:22 PM   #[7]
عماد عبد الله
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية عماد عبد الله
 
افتراضي



يا مطر ..
جمّل الله مساءاتك ..
ما عادت إلى النور مرة أخرى ..
تلك الشهوة الحراقة للتجريب ..
ربما تهيبت سطوة مشانق السدانة و حراس اللغة و الأحكام التي أهونها : العبث .
غادر آخر أسراب ذوات الأجنحة رماة الأفق .
و ها نحن على آثارهم باخعون .
فطوبى لك انهمارا يا صاحب .

تقول التشكيل ؟؟ ..
أظنني منتمٍ قليلا إلى هذه الإثنية المعرفية ..
و تراني حامد الله كثيرا أن قرأت لشيخي عالم عباس ما خطه للأخ بله في مكان غير هذا , إذ قال :
اقتباس:
لدى كثير منا معضلة في توزيع الكلام على خريطة الصفحة والسطر (أنا نفسي أعاني من ذلك)، أهمية ذلك ليس فقط في المظهر الجمالي وإحداث أثر ما في النظر، ولكن أهميته تكمن في أنه يعين على فهم النص كيفية قراءته، من حيث الوقوف والتدفق والانسياب، وتأمل الصور، وموسيقى القصيدة. النص نفسه إذا أعيد توزيعه على الصفحة بشكل مختلف يُقرأ بشكل مختلف، وبمعنى مختلف أيضاً، فهو نوع من الضبط يؤثر إغفاله في السياق بشكل واضح،، وخاصة في القصيدة الحديثة التي لم تثبت بعد على شكل ثابت وعام، بل كل قصيدة تأتي تلبس شكلها، ولأنها على غير نموذج، فنادراً ما يستطيع أحدٌ أن يقومها إذا اعوجّت، إذ لا مرجعية لها!
فانظر إلى هذا و تأمل ..
فما بالك لو أن ذاك التوزيع الذي عناه شيخنا الرئيس لصيق بمثل هذه الأسماء العلم المعرّفة التي انتصبت هنا سيوفا شاهرات , بمعزل عن الجملة و تصريفات ( الفعل ) المرهقة ؟؟ .
هذا يذكرني بمقولة ( Purity of the color ) حيث اللون في تمام صفاءه و دون تهجينه بالخلطات اللونية الأُخر , لوناً وحشيا غير مروض , و كامل القيمة البكر . تماما مثل حمولات القيم في مفرداتك هنا و مثلثها البرمودي ( ينذر بابتلاع من يجرؤ عليه ) .. كلمات أعلام تجأر بالشكوى من تقلبها بين النوايا العاطلات لنا , و أخرى طيبات أيتام , و تسال السترة إلحافا .
حمولتك القيمية هذه يا مطر ..
في كل مفردة مائة مسعى ..
كم ترى غالبتنا حتى تنض عنها أدران مطامعنا و المصالح التي ألبسنا لونا لها و قميصا ..
- قميصاً ليس إلا شملة كنيزة -
و في كل مرة نظل نمتطي فيها ظهورها النبيلات و ميكيافيللية أغراضنا , و.. لا عزاء لدون كيشوت .
و من عجب أننا حين نقرأها بمعزل عن ورودها مفردة في قطار الجملة الذي يحمل ما يحمل من غثاء أفكارنا , ندهش من سفهنا : أما تزال هذه الأرماس هنا ؟ .
ثم قولك : الورق !!!
يا صاحب .. كلمة السماء الأولى كانت : إقرأ .
و الأمانة الأولى التي حملناها كانت ( العقل ) ..
هذا المزيج البديع , خمره : المعرفة .
المعرفة التي فضضنا بها ختم بكارة الوجود , خفنا كثيرا .. حلمنا و توجسنا من قبل ذلك كثيرا ..
على صفحة جدران الكهوف كانت ورقتنا الأولى .. كتبنا فقرأنا ..
ثم كان الورق صفحة أحلامنا , و كان الورق عقلنا الذي تهيب عزلته الفرد فخط تأميناته البكر : مدية و خنجر و طنجرة و مرقد و و قنا و سياج و باب و .. و .. و
تمائم و تعاويذ و و صلوات و قرابين , عله يتقرب زلفى إلى السر الأكبر للوجود ..
الورق ..
الورق الذي تنبته أشجارنا أدبا و فنا و علوما و فكرا , تحمله ساق شجرة زيتونة طيبة , لا شرق لها و لاغرب , يكاد زيتها يضيء , و يغور جذرها عميقا حتى يستحيل شرايين و عصب و أوردة و فرث و دم .. و روح ..
نورها على نور على نور على نور ..
شجرة الإنسان .

مساؤك خيرٌ كثيرٌ يا صاحب ..
و كم أغبطك على ديمومة الهطول .



الإبنة ملاذ ..

مساء الخير يا سيدتي ..
ما هكذا تورد الإبل ..
ألا تظنين ؟؟

مودتي و احترامي .




عماد عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس