عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2011, 07:17 PM   #[10]
الزوول
عضو
الصورة الرمزية الزوول
 
افتراضي

أبو الحسن

هو دفع الله ابن الفقيه النحرير ضيف الله، قرأ القرآن على الفقيه عبد الدافع، والتوحيد ومختصر خليل على أبيه مع علم الميراث، فصار ماهرا في علم الفرايض، وكذا مختصر خليل، تقيا زكيا، ولزم الخلوة بعد أبيه، وكان قايم الليل وصايم النهار، يلازم أذكار الله كلها ويتلو صلاة الرسول في كل ليلة أربعين ألفا وبالنهار ثمانية عشر ألفا، كل ما تم ماية ينتقل بعدها، وكان مستقيما على حاله لاحاجة له بأحد، وكان كاتم لأسراره، لايتكلم إلا بما يصل إليه من فيض ربه. قال الشاذلي:” في كرامتنا الاستقامة أفضل من ألف كرامة”.


أبو إدريس

هو الشيخ محمد بن الشيخ دفع الله بن مقبل العركي.
ريحانة من أخباره:ـ
هو شيخ الإسلام الورع الزاهد الناسك السالك سبيل السادة الأقدمين، وأمه اسمها هدية بنت عاطف، جميعابية، ولد بالجميعاب، ونشأ بأبيض ديري، ومسجده بالحجاردوره، والآن يعرف بمسجد أبو إدريس، وحفظ الكتاب على أبيه الشيخ دفع الله، وتفقه على أخيه الشيخ عبد الله وسلك عليه طريق القوم، وارشده وأذن له في السلوك. ووجد بخط الشيخ عبد الله العركي أنه قال: “ لما رأيت الأخ الطالب الراغب محمد بن دفع الله الشهير بأبو إدريس أهلا لهذه النعمة العظيمة الشريفة لقنته كلمة التوحيد، وأجزته إجازة مطلقة بقراءة الأسماء والحزب السيفي، وغير ذلك من الدعوات المذكورة والأذكار المأثورة، وأجزت له لباس الخرقة واستخلفته كما أجازني شيخي الشيخ حبيب الله بن الشيخ حسن البصري، وهو أخذ عن شيخه ومرشده الشيخ تاج الدين البهاري البغدادي”. ثم انتصب الشيخ أبو إدريس للذكر وتربية المريدين وتفرقت طريقة تاج الدين منه. وممن سلك طريق القوم عليه ولده الشيخ دفع الله، والشيخ أبو عاقلة إبن أحمد أخيه، والشيخ نعيم عبد الشركة، والحاج سلامة الضبابي، وعبد النور الشاعر، وجماعة كثيرة، ولكل من هؤلاء المذكورين علوم ومكاشفات ومشاهدات، وكان له مع الشيخ إدريس خوة واتحاد عظيم مبداها بأبيض ديري، وأخوه الشيخ عبد الله يومئذ طالب عند الشيخ عبد الرحمن ولد جابر، ثم رحلوا من أبيض ديري وسكنوا ضهرة الهلالية لأنهم أهل بادية، وتزوج بنت الحاج الجعلي النواهي في الكردة، وولد منها ولده إدريس الذي كني به، وتوفي صغير هو وأمه، ثم إن الرفاعيين تفسلوا فيهم وقطعوا إذنين عجولهم، فرحلوا منهم ونزلوا في غابة رفاعة، وتزوج بها بنت أبو بردة، رفاعية، وولد منها بنتين، وتوفيت هي وبناتها، ومكث بها سبعة عشر سنة لم يتزوج، واشتهر بالزاهد. وله في الزهد حكايات ونوادر وأخبار منها: أنه كان يرد بالراوية بالقميص بلا رداء، ومدة عمره ما وقف على باب أمير لشفاعة أو غيرها، ويحكى أن عجيب الولي أرسل إلى أخيه الشيخ عبد الله بالقدوم إليه وأمره أن يحضر عند الشيخ أبو إدريس، فامتنع من الاجتماع به، وأنه رضي الله عنه هو وفقراه شافوا ركب الشيخ عجيب ماسك الدرب، نزل ورقد في ضرا شدرة، وغطوه بقفة، وقال لهم :”إن سألوكم قولو لهم فقير مورود”، وسبب تزوجه لأم الشيخ دفع الله أرسل تلميذ له يقال له ولد عمر إلى الحاج سلامة الضبابي، فوجد عنده بنتا حشيمة، إن دخلت وإن خرجت متقنعة، جاه قال له:” ياسيدي، الحاج سلامة عنده بنتا وصفها كذا وكذا، ما تتزوجها؟” فقال له:” أنت فاسق”، زجره وطرده، ووقع على الشيخ إدريس وقال له:” ما بنظر النساء، لكن طالت عليه العزوبية، وخفت عليه من انقطاع الذكر”، وعفاه الشيخ وقال له:” تزوج بنت الحاج سلامة، خيرتك معاها تجيب أربعة عيال، فيهم دفع الله ولدي أحضر ولادته واريقه وأسميه دفع الله”، وتزوج الشيخ أبو إدريس بنت الحاج سلامة، اسمها فاطمة أم حسين، في الضباب، ضهرة أم عظام، وحملت منه، فلما ولدت أخبروه قالوا له أن فاطمة ولدت ولدا، تعال ريقه، وهو جالس على دبة حفير الحاج سلامة، وقال:”هذا الرجل الولي جميع ما أخبر به وقع”، ووقف يعاين على جهة السافل ينتظر قدوم الشيخ إدريس، فرأى الراية والجواد المركوب، فلما وصل الشيخ إدريس أدخلوه على المولود وأخرجوا النساء، فأدخل اصبعه في فمه، فنبع منه اللبن، وقيل ملص القميص وتحزم بالفركة وعصر ثدييه حتى درت اللبن فريقه منه، والله أعلم بالصواب. ومكث إلى السبوع، وسماه دفع الله، وتوفي الشيخ أبو إدريس بأرض الضباب، واختلفوا في موضع دفنه، فقالوا الضباب:” ندفنه عندنا”، وقالوا أولاد العركي:” أخوه، بندفنه في أبو حراز مع أخيه”، وحضر الشيخ موسى ولد يعقوب وقال:” يا شيخ إدريس كرامة الولي في دار الدنيا ثابتة، اختلفوا نسابتك وأولادك في موضع دفنك، الراضيه فيهم أتبعه”، فجاءت الضباب تشيل النعش ما قدروا يقلوه، ثم جاء أولاد العركي فشالوه حتى كاد يطير من أيديهم، فلما دخلوا المركب سمعوا قايلا يقول:” اليوم مات أبو إدريس زاهد الدنيا”، ودفنوه مع أخيه الشيخ عبد الله العركي وقبره بأبي حراز ظاهر يزار، ورثاه تلميذه عبد النور بأبيات فقال:
صوفي الصفات فذاك شيخي
أبو إدريس الورع الوجول
لأخراه سريعا مستعدا
وعن أعمال دنياه عطول
لا يشتاق للذات فيها
من مأكول ومشروب العسول
لمرضات ربه سهر الليالي
أحب الجوع واكتسب النحول
فما له حرفة قط يتعلقها
ولاغرض لشئ ينسبول
سوى القرآن سرا والصلاة
وسنة الهادي الرسول
وقد تخلف بعده الحبر المسمى
بدفع الله من أسد شبول

مع أبيات أطال فيها. انتهى.

أبو عاقلة الكشيف
اسمه محمد وعاقلة ابنته وبها كني. سلك طريق القوم على عمه الشيخ أبو إدريس وأرشده، وسلك لأناس وأرشدهم، الفقير والفاسق والحر والعاني، وله منادي ينادي في الناس:” يا عطشان، يا عطشان”، وسمي الكشيف لأنه يخبر الناس بما في ضمايرهم وما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ولما دنت وفاته وهو في خلوته الفوقانية فقال أنا راحل من هذه الدار، فالناس ظنوا أن رحيله إلى البحر، فتوفاه الله عن قريب. وله من الأولاد : عبد الله الطريفي الذي اشتهر ذكره وطاب فرعه كما سنبينه في حرف العين إنشاء الله تعالى، وشمس الدين وأبو إدريس وحمد أبوقرون وكلهم أخيار صالحون.

أبو القاسم الجنيد بن الشيخ علي النيل
وكان أبوه الشيخ علي معجبا به ويؤثره على أولاده وينادونه وهو صغير يا أبا القاسم يا جنيد يا مريغ، فقالت له زوجته الأخرى:” ما أكثر أسماء ولدك!” فقال لها:” أبو القاسم مقسوم له خير الدنيا والآخرة، والجنيد جنديا من جنود الله تعالى والمريغ يتمرغ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم”. وكان أميا لم يخط ولم يقرأ كما كان جده الشيخ محمد الهميم فإنه قرأ إلى حد سورة الزلزلة. ولما دنت وفاة أبيه الشيخ علي قالوا له:” من الخليفة من بعدك؟” قال:” راعي البقر”، لأنه كان مشغولا برعاية البقر وقميصه أسود معبس، وإخوانه أولاد الشيخ محمد الهميم : الصافي ومصطفى علما وحفظا، وولده شريف حافظ وعالم، ما أشار لواحد منهم، وقالوا الشيخ علي أكبرنا وأعرفنا بالله، إن كان ما رأى فيه خيرا ما ولاه علينا، وقال لهم: “ حقيقة الولي يرشد مقبل ومدبر”، ونهمه وضمه إليه، وقال لهم: “ العندي عنده، واليخالفه خالفني في قبري”، وحضر الشيخ عبد الرازق أبو قرون وفاة الشيخ علي وخلافة الجنيد، وقال له:” يا عمي أنا ما قرأت العلم”، قال له :” أبشر بالخير، سكنت ومكنت”، فقام الشيخ الجنيد مقام أبيه الشيخ علي في السلوك وتربية المريدين وإرشادهم، وأعطي القبول التام عند الخاص والعام، وأخبرني دفع الله بن الشيخ علي زين العابدين أن جده الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ دفع الله لما دنع الوفاة وهو في بيلة في نجيع أم لحم أوصى ولده زين العابدين قال له:” الزم الشيخ أبو القاسم الجنيد أخوي”، فلما رجع أبوه من النجيع طلع إلى الشيخ الجنيد، فتلقاه وسلم عليه، وقل:” مرحبا بزين العابدين”، قال له:” ياولدي وصية أبيك ما خابت”، ثم جاء المؤذن، وصلى صلاة خفيفة، أنكرت عليه بقلبي، فالتفت إلي وقال:” يا زين العابدين إذا جالست القوم أمسك خاطرك لا تحاكي الفقهاء فإن قلوبهم محجوبة عن الله تعالى”. وتوفي الشيخ الجنيد ودفن مع آبايه.

.....

إبراهيم بن الشيخ صغيرون
نبذة من أخباره: هو الشيخ الإمام العلامة النحرير، تفقه على ابن عمه وتلميذ أبيه مدني بن عمر المشهور بالحجر وأخذ عليه هذا الكتاب دراية ورواية، وله تقاييد على هذه الكتب لم تفتح أغلاف هذا الكتاب إلا بها، واعتمدت عليها الطلبة وتلقوها بالقبول، وكان عالما عاملا عابدا ورعا لم يأكل طعام أحد عليه جاه، وإذا أهدي له هدية لم يتصرف فيها حتى يعطي قيمتها، وكان بينه وبين الشيخ محمد الخراشي خوة وأهدى له فرخ، والخراشي أهدى له شرحه الكبير الذي عم النفع به شرقا وغربا، وكان صاحب غنى كثير، يقال أن أفراسه الوالدات بلغت ثمانين فرسا، وكان له مع أخيه الشيخ الزين مجلس التفتيحية، وتوفي سنة تسعة وتسعون بعد الألف، سنة النيل اللم الناس من أم لحم بمدينة سنار، روح شاكي على الملك أونسة ولد ناصر عجيب أو مك السعداب، ومدحه الشيخ محمد ولد هدوي بأبيات حين أرسل لهم تعزية الشيخ الزين فقال:
أقري السلام لنسل الشيخ كلهم
وأوصل السلام لإبراهيم معتذرا
حبر يكون له في الفقه معرفة
وحاذقا ضابطا للمتن بالظفرا
محررا عارفا للمشكل يعرفه
وفهمه في حمى الأقران قد ندرا
بيومه في أصول الفقه قد نشأت
شريعة المصطفى إبراهيم قد مهرا



التوقيع:
يا متلبك في الأدران ... الحجـر الأسـود مـاهو البروة
وماها مكاوي الكعبة تجيها ... حين ينكرفس توب التقوى
ومافي خرط للجنة تودي وما في خطط ممهـورة برشوة
والمشروع الديني الخـالص ... ما محتاج لدراسة جدوى
ويات من قال "يا رب" من قلـبو ... رد الخالق دايما "أيوه"


حِمّيد
الزوول غير متصل   رد مع اقتباس