[elmhasi]

إنحصر الزراعة في الولاية الشمالية بصورة عامة علي الشريط النيل فقط ، والجزر وبعض الوديان التي وجد فيها الماء مثل ’’قعب الالقية ، وقعب السواني ، وقعب ام هلال .. إلخ‘‘ وهذهـ الوديان في السودان متاخم لها وعلي شريطها المائي الواحات في مصر ’’واحة سيوا ، وواحة الكفرة ، وواحة سليم‘‘ .

كانت الزراعة في السودان قبل 1902م زراعة تقليدية ، قائم علي تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي ، مع تصدير القليل ، لذا نجد إن زراعة النخيل لم تكن بأعداد كثيرة ، بل كانت لا تتجاوز العشرة الي خمسة عشرة نخلة في المزرعة الواحدة ، حتي جاء الحاكم العام البريطاني ، وقام بإنشاء المشاريع الزراعية الكبري .
فكان من نضيب الإقليم الشمالي انذاك ’’مشروع الباوقة 1912م ، ومشروع الغابة ومشروع العكد ومشروع العالياب ومشروع الزيداب ومشروع البرقيق في العام 1943م‘‘ .
قامت فكرة البستنة في مشروع البرقيق علي زراعة البرتقال والقريب فروت والنخيل .
وإهتمت إدارة مشروع البرقيق بزراعة النخيل ، وجلبت الاصناف الجيدة من النخيل الرطبة والجافة ، من مناطق السكوت والمحس وجزيرة بدين ، وكانت إدارة البساتين تقوم بتوزيع شتول النخيل لكل حواشة بمتابعة واشراف الإرشاد الزراعي وإدارة وقاية النباتات .

هنا الطريقة القديمة لزراعة النخيل بحيث تكون المسافات متباعدة لتكون الحفرة الواحدة بها عدة اشجار ’’اوبر‘‘ .
مشروع البرقيق في الولاية الشمالية هي المنطقة الاكثر كثافة باشجار النخيل ، وبالتقريب يفوق عدد اشجار النخيل في مشروع البرقيق الـ10 الف نخلة .

هنا جاءت ثقافة إن اشجار النخيل لا تحتاج لماء عندما تصل لهذهـ المرحلة من العمر ، لذا تشاهد ان الارض من تحتها جرداء . وهذا مفهوم خاطئ ، وكلام شعبي لا اساس له من الصحة ، بأن النخل في هذا العمر يمتص الماء من التربة بجذورهـ الممتدة الي داخل الارض .

هنا نجد حالة الزراعة المختلطة اشجار المانجو مع النخيل .. وهذا يؤدي الي الكثير من المشاكل ، حيث تنتقل امراض النخيل الي المانجو وبالعكس ، ويحدث نوع من السباق بين شجر المانجو والنخيل ، فترتفع اشجار المانجو الي علو شاهق بحثا عن الشمس وتكون فوق اشجار النخيل ...
وفي التربة يحدث صراع بين جذور النخيل واشجار المانجو .. خاصة وان لكل شجر خاصية جذور تختلف عن الاخر .

تزاحم الاشجار في حفرة واحدة تكون عرضة لمرض كل الاشجار ، ويصعب المعاملة الفلاحية بين الاشجار المتشابكة ، وتشابك الاشجار يمنع اشعة الشمس من النفاذ الي التربة تحت اشجار النخيل ...

حالة الشريط النيل الضيق ، وفي كثير منه يكون محاطا باحجار صخرية وجبال صغيرة ... مثل مناطق كريمة ومروي وحتي الغدار ، وبعدها شمالا من منطقة سمد وحتي حلفا ..

طريقة زراعة شتول النخيل وريها بنظام الجداول ’’سرابات‘‘ .

صورة متحف حضارة كرمه - من الناحية الشمالية الشرقية النخيل في مشروع البرقيق .


صورة لمشروع البرقيق من فوق الدفوفة الغربية ..

منظر من قرية كجبار


قرية كجبار