عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 01:47 PM   #[86]
معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معاوية محمد الحسن
 
افتراضي

[color=#FF6347]الحزب الشيوعي السوداني : قضية أسم الحزب ............ مواصلة لما سبق [/color]

أن موضوع اسم الحزب و تغييره بما يلزم لعكس التوجهات النظرية و الفكرية و الخط السياسي و الاجتماعي الذي يلزمه ما يعرف بالحزب الشيوعي السوداني في ضوء متغيرات الواقع عقب الانهيار المدوي لمنظومة الدول الاشتراكية التي كانت تجعل من الماركسية - اللينينية منهجا و فكرا اساساسيا بالنسبة لها , لهي مسألة ضرورية تقتضيها ضرورات الواقع نفسه و بالتالي فان محاولات الاصلاح الجادة لابد أن تبدأ بصياغة اسم و عنوان للحزب قادر علي أن يستوعب ضرورات الواقع الراهن و يعكس بصورة لا لبس فيها و لا غموض الخط النظري و السياسي للحزب .
في اول ظهور علني له علي شاشة تلفزيون السودان ( القناة الرسمية للحكومة السودانية ) و قبل اكثر من اربع سنوات , صرح الاستاذ - محمد ابراهيم نقد سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني لمقدم البرنامج حول سؤاله ما اذا كان يري ان ثمة تغيرا يجب ان يطرأ علي اسم الحزب الشيوعي ام لا , بأنه -اي السيد محمد ابراهيم نقد - لا يري اية ضرورة لتغيير اسم الحزب فعلي حد زعمه ان جماعات المنتمين للحزب الشيوعي السوداني صاروا يعرفون في الوسط الاجتماعي و السياسي السوداني بانهم (شيوعيين) و قد لصق بهم هذا النعت و الوصف و بالتالي فانه حتي و لو تغير اسم الحزب فان اعضائه سوف يوصمون بانهم شيوعيين بل و سخر قائلا :
" ما اصلو انحنا بقينا زي فريق الكورة يعني حتي لو غيرنا الاسم زاتو الجماعة ح يشاوروا علينا و يقولو ديك هم الشيوعيين !!)
بهذه السخرية و التهكم الواضحيين يحسم السيد المفكر و المثقف الماركسي الضليع السيد محمد ابراهيم نقد هذه المسألة الهامة الي درجة بعيدة و علينا أيضا هنا أن نتذكر بان هذا اللقاء التلفزيوني قد تم تسجيله و بثه في العام 2007 اي قبل اكثر من عامين من موعد انعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب و الذي كان من ضمن اهم اجندته النظر في مسألة اسم الحزب الشيوعي و هكذا نري السيد السكرتير العام يستبق المؤتمر نفسه و يحسم هذا الموضوع علي الهواء مباشرة بدلا عن أن يعلن أن هكذا موضوع سوف ينظر فيه المؤتمرون و يتخذون قرارا حوله بمنتهي الشفافية .
أن المؤتمر قد انعقد فعلا بعدها في يناير من العام 2009 و قد تبني المؤترون القرار القاضي بعدم تغيير الاسم مما يعطي انطباعا لاية مراقب تابع تصريحات السيد نقد قبلها بان قرار الزعيم هو الذي فاز و هذا في حد ذاته يوحي بانعدام الديقراطية داخل مؤسسات الحزب فكيف لزعيم الحزب أن يفتي في مسألة هي بالضرورة قيد نظر المؤتمر الذي ما كان قد انعقد اصلا ؟ فتأمل !

الخاتم عدلان و محاولات الاصلاح : هل حانت لحظة التغيير بالفعل ؟

درجت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني علي نشر مناقشات الزملاء الشيوعيين السودانيين في اصدارة عرفت باسم (الشيوعي ) و تكاد تعكس بعض هذه الاصدارت تباينا كبيرا في الرأي وسط الكتاب المشاركين حول جملة من القضايا و تعد مساهمات الاستاذ المرحوم / الخاتم عدلان هنا هي الابرز و الاوضح لما يمثله الاستاذ الخاتم من ثقل كبير في اوساط الحزب المختلفة نظرا لما كان يتمتع به اولا من ثقافة واسعة و المام كبير جدا بالفكر الماركسي و الاشتراكي و نظرا ايضا لما كان يتمتع به من افق واسع و رحيب ندر نظيره وسط الماركسيين و الشيوعيين السودانيين بصفة عامة .
حملت مساهم الاستاذ الخاتم عدلان اسم ( لقد حانت لحظة التغيير ) و هي منشورة في مجلة (الشيوعي ) العدد رقم (175) و قد هاجم الاستاذ الخاتم توجهات الحزب بشراسة و ذكر خلال مساهمته بان الماركسية كفلسفة اجتماعية قد أفل نجمها بانهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي و دول شرق اوروبا كما هاجم الخاتم ايضا الاساس النظري للحزب المتمثل في الانحياز للطبقة العاملة التي رأي انها هي الاخري قد تلاشت بفعل الثورة التكنولوجية التي اجاحت العالم و بالتالي فان الانحياز لهكذا طبقة لم يعد له ما يبرره في ضوء تلاشي هذه الطبقة الاجتماعية نفسها .
لكن ما هو البديل في نظر المرحوم الخاتم عدلان ؟
يطرح الاستاذ الخاتم رأيه حول البديل كالتالي :
(قوي المثقفين و كل المنتجين و العلماء بمختلف فئاتهم و قوي الزراع و العمال المرتبطة بالانتاج بالاضافة للملايين من سكان القطاع التقليدي بتنظيماتهم الاجتماعية الاقليمية و القومية .. الاستاذ الخاتم عدلان ( لقد حانت لحظة التغيير ) مجلة الشيوعي العدد 175 )
بالقابل يصف الاستاذ تاج السر بابو عضو لجنة الحزب المركزية محاولات الاستاذ الخاتم بانها يمينية تصفوية لا تختلف كثيرا عن محاولات ( عوض عبد الرازق ) من قبل و قد ورد هذا في مقالة للاستاذ السر بابو عنوانها (انقسام 1994 في الحزب الشيوعي السوداني : الخاتم عدلان و مجموعته ) بل يري أن الخاتم قد مارس فوضوية كبيرة في العمل الحزبي لم تواجهها القيادة بالحزم اللازم .
أواصل ....



معاوية محمد الحسن غير متصل   رد مع اقتباس