عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 02:36 AM   #[40]
طارق الحسن محمد
Banned
الصورة الرمزية طارق الحسن محمد
 
افتراضي


ود الفراش اول شخصية سودانية ترسم على طابع





الشاعر ود الفراش – شاعر بربر :-



هو ابراهيم بن محمد بن إبراهيم وينتهي نسبه الي السيد/ احمد الرفاعي بالعراق .. والفراش لقب عرفت به اسرته في مصر .. هاجر والده من بلبيس بالمديرية الشرقية بمصر الي بربر بإيعاز من والديه لخوفهما علي حياته من التجنيد الإجباري وكان وحيدهما وكان يحمل معه رسالة من الشيخ عليش العالم المالكي الي محمد بك حلمي ابراهيم مدير مديرية بربر فأكرمه وانزله معه حتى اصبح ناظرا علي خاصته .. اما أمــه فهي محبوبة بنت محمد فضل ابنه احد اثرياء بربر الذين هاجروا من مصر وقد تزوجها والد الفراس بموافقة محمد بك حلمي .. وولد ابراهيم عام 1847م وله من الاخوة ثلاثة هم احمد وفاطمة وزينب .. وكان والــده ذا ثقافة دينية وورع واستقامة .. التحق ابراهيم بالخلوة ثم تركها والحقه والده بالمدرسة فتركها .. لما بلغ الرابعة عشر من عمره التحق بالجيش التركي دون مشورة والده وقضي عشرين عاما يتردد بين الحضر والبادية لانه كان مسئولا عن جمع ضرائب القطعان من البجا مما اكسبه معرفة بقبائلهم ولغتهم لانه كان يعمل كثيرا مع السلطة المدنية مندوبا من الجيش وكان موكلا اليه جمع ضرائب القطعان من قبائل البجا وكان يوزع المراسيم الحكومية علي مشايخهم ومكنه هذا العمل من معرفة البجا قبيلة قبيلة ومعرفة طبائعها وعاداتها ومسالك البيداء الموصلة الي كل قبيلة منها كما مكنه من إجادة الكلام بلغتهم حتى قيل في ذلك انه كان بجاويا هرب في صباه وتربي بين قبائل النيل .. كذلك اشترك ود الفراش في بعض الحروب كحرب السلطان هارون بدارفور ثم استقال بعد ذلك من العمل بالحكومة وتوفي حوالي عام 1883م عند بدايات الثورة المهدية ودفن ببرير وكان شجاعا كريما ذا نجده وكان شاعرا فحلا اشتهر بغزلياته ..



وكان ود الفراش جميلا جمال الرجولة وكان ابيض اللون فارع القامة بادن الجسم قوى العضلات .. وكان ذكيا حلو الحديث طيب المعشر وكان معتزا بجماله وشجاعته مغرورا بشبابه وكانت من ابرز صفاته الكرم والشجاعة وفي شعره ما يؤكد انه كان متحليا بالشجاعة والخوف من العار .. وقد اتسع قلب ود الفراش لإيواء كل حسناء فقد كان مولعا بالجمال .. وكان ود الفراس يجيد لغة البجا وقد نظم رباعيات ينتهي البيت الرابع منها باللغة البجاوية ولعل في هذا ابتكار سبق به غيره من الشعراء .

رحلة مع ود الفراش بين بربر ومدني
الشعر هو المرآة العاكسة والرئة الشفافة والايحاء المبهم الذي يترجم ويخرج كل مايعتمل ويختلج ويكمن في خلجات النفس البشرية من أحاسيس ومشاعر وجدانية ـ تنفيسا وتفريغا لمخزون البوح المكتوم الذي يصور الخيال ،ويجعل منه واقعاً كما يجعل من الوقع خيالاً وذلك عندما يجسد الشاعر ، ابداعاته عشقاً وجمالاً للحب العذري ،لتبرز لغة الحرف ،وتترك صداها ارضاً للنفس وانصياعاً لأوامرونبضات القلب الذي هو مستودع المشاعر والاسرارللنفس البشرية…..
ونحن نتجول في رياض الشعر مع شاعر بربر الخالد ود الفراش نقف عند( معلقتة) الخالدة ونشتم من بين أزهارها ورياحينها عبق اريجها رائحةالشعر العذري والحب الصادق الوفاءوالاخلاص الدائم حتى وهو يودع معشوقتة التي زوجت لغيره دون رضاها طبعا على ماكان علية الحال يومئذ، برغم حبها له وتعلقة بها .
ليدخل القطار وللمرة الثانية ادبيات شعرة الرصين،فبعد رحلته السابقة من الخرطوم لبربر،ورغم تعدد وسائط النقل المختلفة في ذلك الزمان من سائق الفيات وسائق العظمة، وسائق البوباي،وقائد الاسطول وقائد الباخره الذي حّلا من الاسكلة، الا ان القطار يظل صاحب القدح المعلى في السفر والوداع ولقاء ووداع وفراق الاحبة.
ولعلنا نستحضر هناء بعض الاغاني التي كثيراً ماكان القطر مفردة سائقة ومتداولة في ادبيات السفر فنستحضر قطار الشفيع المّر لقطارومّر فيه حبيبو ةالقطار الشّاله وبكى الحلة بي أطفالا،وقطارو اتحرك شوية شوية ومن بعيد بي ايدو شُفت لوح لي وقطار الشوق وغيرها من العديد من قطارات الذين تعبدوا في محاريب العشق والجمال.وهامو في بحور الريد والهوى.
ونحن نقف برصيف محطة بربر ونرى ود الفراش يحزم امتعتة ويستوي جالساً في أحد قمرات القطار وقد ابت نفسه الا أن يسافر حتى يطمئن قلبة للوجهة التى ستحتضن من يحب ، وقد تجمعت لدية كل صور الجمال الشعري ،وهو يستلهم اساطين وشياطين شعره ويستدعيهم من وادي عبقر، بعد أن اذكى شوقه البعاد الذي سيحجب عنه من يهوىو بعد ان حرك ساكنه الفراق الغيرمُرضي، أخذ يسكب عصارة وجدة ويترك العنان لقلمه ليسطر أروع ماخطه بنان الهوى وما رسمه يراع الشعر في وصف دقيق وبليغ لو أطلع عليه الخليل ابن احمد الفراهيدي لحرك ساكناً في قلبه ولأجازه وصدق عليه بالنشر،ولعل شاعرنا كان يستحضر قول ألأعشى :
ودع هريرة ان الركب مُرتحل وهل تطيق فراقاً ايها الرجل؟
أو لكأنه يتمثل أويجاري أمرؤ القيس حين وقف وهو يقول :قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوىبين الدخول وحومل،ولعل سقط اللوى عند شاعرنا هو رصيف محطة بربر، فكثيرون هم الذين عشقوا ولم يسعدوا بعشقهم ولعل اشهرهم على الاطلاق عنترة العبسي، ومجنون ليلى،وكُثير عزة،وجميل بثينة،والمحلق،وفي عصرنا الحديث عباس محمود العقاد الذي احب مي ولم يسعد بها،فلم تكن جذوة العشق حكراً على مساحة جغرافية بعينها،او وقفاً على عصر دون أخر او ملة دون أخرى ، وانما هي حالة وجدانية تتصل بالحياة البشرية تتشكل وتتنوع بحسب البئة والمناخ، لكنها في النهاية تصب في معين الهوى ،فلن يختلف عشق روميو وجوليت أو المحلق وتاجوج وغيرهم من صرعى العشق والهوى ،وان اختلف الزمان والمكان،ورحم الله قوماً عشقوا وجداً وماتوا كمداً.
وعوداً على بدء، لشاعرنا وهو يصف نفسه باللبيب وهو يسجل وقائع رحلتة من بربروالقطار قد اطلق صافرته ايذاناً بالتحرك رويداً رويداًبعد دق الجرس وأطلق ناظر المحطة صافرته ليتجاوب معه سائق القطار بصافرة أخرى، والشاعر كما أسلفنا قد أخذ مكانه داخل القطار،ونحن ايضاً الذين استهوتنا هذة الرحلة ومؤازرة لشاعرنا قد اخذنا أماكننا في ذات القمرة التي بها الشاعر وعلى مقربة من قمرة محبوبة ود الفراش مع زوجها وبعض معارفها من اهلها و بعد أن بدأ القطار يزيد من سرعته وتتصاعد ادخنته وكأنها ترسم في ألأفق لوحة سريالية تترجم هيام ووجد الشاعر أو لكأنها تشاركة حزنه وتصور خلجات قلب شاعرنا المتيم لتتواصل الرحلة مروراً بكل المحطات الواقعة على خط السير وهويتألق في وصفه الرائع ودعواته وامنياتة الصادقة ومناشدته لكل الاولياء والصالحين الذين يمر عليهموهم في طريق رحلتة بأن يسألوا الله لها الحفظ وبأن لاتتعرض لمكروه يعكر صفوها حتى تصل مقرها الجديد الذي ستستقر بهفي مدينة ود مدني،والذي يأمل أن يكون منزلاً طيبا مباركاً ،كما يسأل الله أن يصبره علىمرارة فراقها ،وهو لاينسى بين الفينة والاخرى ان يصور لنا حالة سائق القطار فهو تارة متعجل وأخرى مغبرن وثالثة غشيم وهو مع ذلك ود(جون) ربما كان انجليزيع او فرنسي عموما فهو أعجمي وغير مسلم وتارة مسطول واخرىمخمور منما يستوجب قتله شرعاً لكل الخصال التي وردت في الوصف ..وبعد أن يصل القطار رصيف محطة مدني وهي المحط الاخير لمن يهوى، نرى الشاعر يترجل عن القمرة وينزل ليصلي ركعتين حمدا وشكراً لله على سلامة الوصول، فقد وصلت محبوبته الى ديارها بأمن وسلام ، رغم اشتعال نارالصبابة و الوجد في قلبه والتى كان يتمنى ويؤمل ان تكون بقربه حتى بعد زواجها من غيره حتى ينعم برؤيتها بين الفينة والاخرى،ولكن تأتى الرياح بما لايشتهي .ومادمنا مبحرين مع صرعى الوجد والعشق والهوى فلابأس من ان نقف مع بعض الذين عشقوا بصدق واخلاص ومع ذلك لم يتوج هذا العشق وذلك الحب بالجمع بين المحبين، ويقال ان الرجل الذي تزوج عزة معشوقة كُثير اراد ان يحج وهي معه ، فسمع كثير بذلك فقال والله لاحجن لعلي اظفر بنظرة منها فلعلةكان كشاعرنا ،فبينما هو بالطواف حول الكعبة اذا هو وجها ًلوجه امام عزةفنظر اليها ونظرت اليه ولم تكلمه ولم يكلمها ربما اكتفوا بمخاطبة فللعيون فلغة العيون لا يعرفها الامن دخل مدارسها وابحر في جفونها، ثم مضت الى جمله حيث اناخه فجلست قبالته ومسحت بين عينيه ثم قالت: حُييت ياجمل وقادرت، فبادر كثير ليلحقها فوجدها قد قادرت المكان، فقال مخاطبا جمله:حيتك عزة بعد الحج وانصرفت فحي ويحك من حياك ياجمل، فسمعه الفرزدق فسأله من تكون يرحمك الله؟ فقال أنا كثير وتلك عزة ،فقال الفرزدق : والله لان عُدت الى دمشق لاعرفن هشام ابن عبد الملك بذالك.
فلما وصل الى هشام واعني الفرزد ق انشد عليه ماسمعه من كثير فقال هشام اكتب اليه بالحضور، حتى نُطلق عزة من زوجها ونزوجه اياها،قيل فلما وصل كثير الى دمشق بطلب هشام رأى الناس يصلون على جنازة فاناخ جملة ليشارك معهم في الصلاة على الجنازة فنزل وصلى معهم ولما قضيت الصلاة سمع صائحاً يقول ماأغفلك ياكثير عن هذا اليوم، فقال وما هذا اليوم يا اخ العرب ؟قال :هذه عزة ماتت بعد عودتها من الحج،وهذه جنازتها،فخر مغشياً عليه ومات ودفن مع عزة في يوم واحد،ونذكر ايضاً ما أوردته كتب السير، فقد روي أن جارية ليزيد بن عبد الملك قيل كانت من أحسن الناس وجها ًواكملهم عقلاًوادباً وخلقاً ،سألها يزيد الك قرابة تحبين ان أسدي لهم معروفاً؟قالت: لي ثلاثة يامولاي ،احب أن ينالهم خيراً منما اصبت فقيل ادعيهم فدعو ولما مسلوا أمامه سألهم عن حوائجهم فذكر اثنان منهم حوائجهم ،اما الثالث فقال: ياأمير المؤمنين حاجتي واحدة وماأظنك تقضيها ،فقال سلني اياها قال ولي الامان ،قال نعم ولك الامان،قال أن تأمر جاريتك هذه التي اكرمتنا بسببها أن تغني لنا في مجلسك هذا بعض الشعر، قال فأمرها ان تغني ،فقال للفتى سل حاجتك قال دعها تغني هذا الشعر ورمى اليها بقصاصة ورق عليها بعض الابيات فأخذت تترنم بها.
منا الوصال ومنكم الهجر حتى يفرق بيننا الدهر،فلم تتم الابيات حتى خر الفتى مغشياً عليه ،فقال يزيد للجارية قومي فأنظريه فقامت وحركته فاذا هو ميت فقال لها ابكيه قالت لاأبكيه وأنت حي قال أبكيه،والله لوعاش ماخرج الى بك فبكت الجارية ،وماهي الى أيام قلائل الى ولحقت به،وهذا لعمري قمة الوفاءبين المحبين.
وقد يطول بنا لو حاولنا أن نقف ونعدد الوفاء والاخلاص للحب العذري،فدعنا نكتفي بذلك ونعود الى شاعرنا ود الفراش الذي مازلنا معة داخل القطار وقد بدأ يتحرك فالنستمع ماذا قال:


الليلة اللبيب زعلان خلاص في رحولا
قال ساقوها ليه قبال تتمو هي حولا
الجيرن جميع بالنقلة مافرحولا
وا أسف القبيل يمشوا ويجوا يروحولا
@@@
قطر المشترك بالجعة شال محبوبنا
وفرُقك يالرخيص والله ما مطلوبنا
ساعة اشرو لو وقام ختر في قلوبنا
السواق معجل قال كمل مشروبنا
@@@
علي دارمالي قام بك ذي لمحة البصري
ومن فرقك بنوح يابنيه حي كيف بصُري
سواق القطر( ود جون) عديل مو مصري
دخل الداخلة في ميعادو وأخد النصري

من الداخلة قام ستر اللاله يعمك
ويكفيك شر عجاج المشترك لايغمك
روحي اتزعزعت في جوفي فاير سمك
الدامر أتى المجذوب يفرج همك
@@@
من دامر حمد قام بك علي الزيداب
ويفر من القضيب وعجاجو بي الارداب
مقدار ست دقائق جابك العالياب
وعاقبة السفر يارب ذهاب واياب
@@@
من العالياب قام بك علي المحمية
ويحميك الاله من الشرور يابنيه
مّرابه الجبل أم ُعقـــــدة ملوية
فوقك حـامد الشيخ طيب الزرية
@@@
من الجبل قام بك علي كبوشــــــــــية
ويا حليل ستنا الفي فارغة ما منشيه
السواق مغـــبرن وحـــالتو ما آدمية
جابك في التراجمــة وترجم العجمية
@@@
من التراجمة قام قاصد مدينة شــندي
ومن كُتر التعب عرق الخديدات يندي
غاية ماهناك ياناس عقـــــل ماعندي
اتحاسبي زوجها المسمـــــــى أفندي
@@@
من شندي قام بك عليهــــــــــــو القتتوز
مرور ود بانقا في الميجا جٍبنا رجـــوز
السواق مغبرن وشو باقي عجـــــــــــوز
في الدين الحنيف في الشرع قتلو يجوز
@@@
من الميجا قام علي جبل جاري وجرى المقدور
وياحليل المعظــــــــــــــمة ســـــــتي قمر الدور
شوف المشترك في مشــــــــــيهو كيف محدور
في الرويان وقف قيزانو ليهــــــــــــــــــا هدور
@@@
من الرويان قام بك عليه الجيــــــلي
ومن بعد الفراق ياربي أجمع شملي
جاتك ياكباشي ياعظــــــــيم ياكُملي
قول محفوطة عندي بي بركة الجيلي
@@@
من الجيلي قام بك عليهـــــــــو الكدرو
وكان شفتي العشوق يابنيه زائد كدرو
ربي أراد فراقك والصـــــــبر لي قدرو
كلما يمسى ليل دمع العيـــون ينحدرو
@@@
من الكدرو قام طالب الحلفـــــــــــــايا
وكلما اتذكرك أنا فيك يزيد أســــــفايا
يا المحجوب وبنتو أقيفوا ليها حماية
في الخرطوم وقف نزل طرود بالمايه
@@@
وتتواصل الرحلة من الخرطوم الى مدني وعلى ذات القطار بعد ان تغير الوابور الساحبوربما السائق بأخروبرضو ودجون، ويظل شاعرنا يمتعنا بأشعارة التي تتنزل علينا برداً وسلاماً لكنها عليه تنفيسا لمكنون الوجد المخزون الرابض في ثنايا الوجدان، امتعنا ايها الرائع وزد فقد اسكرتنا طربا.فبدأ يقول:
قطر المشترك غير من الخرطـــــــــــــــوم
وادوهو الاشارة الساعة سبعة يقــــــــوم
وصل لي سوبا وسال دمعي اللكان مكتوم
وياحليل الحشيم العرضـــــــو مامشتوم
@@@
قام من سوبا متوجـــــــــــه علي البـاقير
ويفر من القضيب تحلف يحــاكي الطـير
عاقبة الســـــــــــــــفر ياربي تبقى أخير
توصل بالسلامة وبي سرعة دون تأخير
@@@
بالحب والسلامة وصلت مسيد ود عيسى
شيشك ياقطر فيك المفرهـــد ديســــــــى
أحفظ بي أمان ماتكون معاه تعيســــــــه
قول محفوظة بي جاه ستي نور ونفيسة
@@@
من المسيد قام قاصد الترابي بســـــرعة
والسواق سطل وزنت معـاه القـــــــرعة
خمرتو جنبو كل سـاعة يأخد جُـــــــرعة
شتت شملي شال زولي البشابه الزرعة
@@@
من ود الترابي نيرانو زاد توليعـــــــــه
وصّلا في اب عشر عشرة وتلاتة دقيقة
روحي اتزعزعت ماقدرت ابلع ريقــــــة
ماتنسينا يا ام طبعاً جــــــــميل ورقيــقة
@@@
قام من ابعُشر ويا حليل عُشـــــرتك لينا
يا ام أدباً ســــــــمح بي رقة بي تقابلينا
جابك الحصاحيصـــــــــــا وفيها اتغدينا
وماتقول ام قوام بي فراقه نحن رضينا
@@@
من الحصاحيا قام بيها وحصـــــاه يفنن
السواق غشيم في الصنعة مــــو متفنن
فتحولو النفس من يومتو قـــام متجنن
شيشك ياقطر فيك الخليقــــــــتو تحنن
@@@
جـــــات المسلمية وطيبة قعــدت تدني
ويا السواق متين توصل مدينة مـــدني
جاتك ياود مدني ياعظـــــــــيم ياســني
قول محفوظة عندي انا بالحفظ والامن
@@@
حين نزلت في الرصيف كل الخلوق تتعارك
ويارب ياكريم من العـــــــــــــــــلي تتدارك
وتجعلو ليها منزل ســـــــــــــــعيد ومبارك
بي حق الكتاب وبحــــــــــــق نون وتبارك
@@@
من بعد الوصول أقول ياجامع بيوسف من غياهب الجُب
أجمع قلبي بي مريودي راحــــــــــــــــــــــــــــة قـــــلبي
أحظى بي نظــــــــــــــــــرتا وتبرد حـــــــــــــرارة قـلبي
وأخد ركعتين حمدا لمــــــــــــــــــــــــــــــــــــولاي ربي
@@@
انا منا ي كان دايرك تبقي جاة وافتح عليك شباكي
والسالف العلي اسوية خــوف أنســــــــــــــــــاكي
ان طال الزمن قلبي العشــــــــــــــــــــوق يطراكي
كيف انســاة ريدك وريدك دوام مســــــــــــــواكي
@@@
وهكذا وصل شاعرنا الذي آل على نفسة الى ان يودع محبوبته بهذة الرائعه التي خلدت وجسدت أسمى معاني الحب والعشق
ووصلنا برفته نحن ايضا وبع ان اطمئن على راحتها غفل عائدا الى بلاده ولسان حاله يردد ودعيها وكان بودي أن اودع صفو الحياة ولا اودعها......



ود الفراش اول ساعى بريد
فى السودان--------------------------------------------------------------------------------


في العام 1889م حضر كتشنر للسودان وكان برفقته رسام يدعى: (استاستون) وكان رمز البريد به رسم لا ينتمي للسودان بصورة قريبة فأمر كتشنر بتغيير الرسم فأخذ الرسام يراجع سجلات البريد وقرر رسم ود الفراش أول ساعي بريد سوداني على ظهر جمله على طابع البريد، وقد كان، وجاء طابع البريد الجديد عليه صورة ود الفراش وهو على ظهر جمله وكتبت كلمة (بربر) على (الخُرج) الذي يحمل فيه البريد، وتعتبر أول طابعة سودانية وتم طباعتها بمدينة بربر.
وحتى اللحظة فإن شعار بوستة بربر إبراهيم ود الفراش على ظهر البانقير.
** عشق ود الفراش جارية تسمى (الدون) وكانت مملوكة لأحد أشراف بربر وكتب فيها الكثير من الأشعار وقد مرضت ذات مرة فصار ملازمها وترك عمله حتى تماثلت للشفاء فقال في ذلك:
بالقرآن سألتك يا رؤوف
ويوم الحجة والناس ديك تطوف
بركة الفاتحة والناس أم حروف
أزور أبو شلة بيت الدون وأشوف
** ولكن دار الزمان دورته وغضب ود الفراش على محبوبته فهجاها قائلاً:
بعد ما كنت زينة
بفاشيبك بنات غرب الجنينة
باريتي المحبة بقيتي شينة
تشابهي العُشَرَة في وسط الجنينة



طارق الحسن محمد غير متصل   رد مع اقتباس