عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2014, 06:48 PM   #[3]
سامي العطا
:: كــاتب جديـــد ::
 
افتراضي

ما كان يمضي يوم والا ان يزور هؤلاء الاطفال بالرغم من مشاغله، كان يعلمهم كيف يكتبون ويحفظون القصائد، ويخرج معهم كل اسبوعين في رحلات خاصة، بعيداً عن هموم الحياة ومتاعبها، لذلك احبوه وكانوا يزورونه كل يوم في المعسكر، انه حب البراءة الذي تتجلي فيه الحقيقة من غير زيف.

في ذلك اليوم، صباح العاشر من يناير 2000م كان علي موعد مع اطفاله بان يقضي جل اليوم معهم، ولكنه ايضاً علي موعد مع الاجل المحتوم ومفارقة الدنيا مصير البشر، واصطفاه ربه.. ارتج البحر وانقطع الزبد، ولا يريد ان يبكيه بما يذهب جفاء، وانما بماء باق وحمرة ممزوجة بحرقة..
له الرحمة بقدر ما اعطي لوطنه، كان هاشاً باشاً متسامحاً، قبل مع غيره، مات بعد ان استلم رسالة بنته "نعمه" التي قالت في نهايتها "لا تنافق ...لا تخن ... لا تتراجع" مات وهو يتوسد هذه الكلمات.

كتب هشام هباني عنه:

طوبى ..طوبى
الوطن اعطى والوطن اخذ
وانت بشارة الوعد
ولقاح اللقاء
قديسا ودرويشا
منك تسمق صلبان المقرة
وتذوب في ليل سنار الصوفي الوسيم
لكم دينكم ولي دين
وطن الجميع
منه تنطلق الشموع
بروح محمد وفداء يسوع
وفيه تتحد الجموع
كلنا نحب عزة
وفي هواها مبتدأ الربيع
.....
ميلادك كان ميلاد التواصل
وكان ايديولوجيا التماثل
بين الابرشيات الانيقة
في هامة الزمن الانيق
والقباب السميقة
في بواكير البلوغ
.....
(طيطوس) واحبار الخرطوم
ما استطاعوا ان (يطلّعوا)
صليبك المرسوم
وشما في فؤاد الوطن
المعمد بماء التسامح
وروح التصالح
عندما هزت امنا( مريومة) بجذع الوطن
واتاها المخاض
فكنت انت فادينا المسيح
وكنت المهدي في شمم الضريح

طوبى .. طوبى
رائع كان كفرك معنا بمناة
وهبل
وسجاح
بالاه البلاد الجديد
ورائع كفرك معنا ايها الولد العنيد
بدين الذبح من الوريد الى الوريد
بشرع القهر
ودين العهر
دين الغدر
دين الزجر
دين القسر
دين النار والبطش البليد
.....

رائع كفرك معنا وانت ايها البطل الشهيد
ايها العهد التليد
ايها الولد الجديد
تطلب رأس التنين
في وطن مصلوب
بالظلم والضيم الشديد

الرب اعطى
والرب اخذ
والوطن اعطى
والوطن اخذ

وما ربك بظلام للعبيد



التوقيع: تريان بملامحك ومشتهيك
سامي العطا غير متصل   رد مع اقتباس