عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2008, 09:14 AM   #[5]
الفاتح
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الفاتح
 
افتراضي

المشاركة الأصلية بواسطة منال:

[align=center]ماذا نعنى بمفهوم المرأة في القيادة و صنع القرار؟[/align]

آن مفهوم المرأة في القيادة و صنع القرار هو مفهوم واسع و هو مفهوم أوسع من مجرد مفهوم المشاركة السياسية للمرأة بمعيار أصوات الناخبين و الناخبات و هو يشمل نواحى مشاركة المرأة في صياغة السياسات الاقتصادية و السياسية و الثقافية في مجتمعها و تبنى رؤية تراعى النوع في كافة مؤسسات المجتمع ويبحث هذا المفهوم في علاقات القوة التى تحول دون آن تشارك المرأة في صياغة مجتمعها على عدة مستويات في المجتمع من المستوى الشخصى الي أعلى مستوى في الحياة العامة و العمل على خلق توازن يعكس بصورة أدق تكوين المجتمع.
و بشكل عام فان هنالك عدة مؤشرات يمكن من خلالها القياس و النظر آلي مدى مشاركة المرأة في القيادة و ضع القرار في مجتمع معين:-
• مدى ما تتمتع به المرأة من حريات في المجالات السياسية والاجتماعية و الاقتصادية وما يكفله لها المجتمع من حقوق الإنسان.
• الحقوق السياسية المتساوية بالنسبة للمرأة
• نسبة النساء في الجهاز التنفيذى و التشريعى و القضائى و كافة الأجهزة الاخرى الديمقراطية
• دور النساء في المجتمع المدنى ومؤسساته سواء أكانت أحزاب سياسية، منظمات طوعيه أو غيرها و وضع المرأة في داخل هذه المؤسسات
• الوضع القانونى للمرأة
• توزيع الثروة في داخل مجتمع معين ما بين الرجال و النساء و المشاركة الاقتصادية للمرأة
• انتشار أو عدم انتشار بعض الظواهر السالبة مثل ( العنف ضد المرأة) ، (العادات الاجتماعية الضارة) ، (ظاهرة الفقر وسط النساء) ، ( المفاهيم الاجتماعية التى تميز ضد المرأة) ، (انتشار المفاهيم السلبية عن المرأة)
• الرعاية و العناية التى تجدها احتياجات المرأة النوعية ( رعاية الامومة و الطفولة و الخدمات المتعلقة بها)

المرأة السودانية في القيادة و صنع القرار:-

تاريخيا لعبت المرأة السودانية دوراَ ملموساَ في صياغة و تشكيل مختلف نواحى الحياة الاجتماعية و السياسية والاجتماعية و الاقتصادية في السودان، وبشكل خاص فقد ساهمت المرأة السودانية في مختلف مناطق السودان في حفظ الثقافة الشعبية و تطويرها، وقد شهدت بدايات القرن الماضى الدعوة آلي تعليم المرأة في السودان بقيادة (الشيخ بابكر بدرى) الذى أنشأ اول مدرسة لتعليم البنات عام 1907م. وقد تسببت السياسات التعليمية الاستعمارية و النظرة الاجتماعية فى تأخير انتشار تعليم و تطور المرأة في السودان في تلك الفترة وأدى هذا ايضا آلي تمركز مدارس البنات على قلتها في المناطق الحضريه بينما قلت أو انعدمت في المناطق الريفية خاصة الاقاليم الجنوبيه.
ساهم تعليم المرأة في ظهور بوادر الوعى بين اوساط النساء المتعلمات بحقوقهن و التفاعل مع القضايا الوطنيه و التى تمثلت في تصاعد النضال ضد الاستعمار فشهد منتصف الأربعينات تكوين جمعيات نسائية مثل (رابطة الفتيات السودانيات) والتى رفعت شعارات محاربة أمية المرأة .
مع دخول المرأة السودانيه مجال العمل الوظيفى مثل التدريس و التمريض دخلت المرأة مجال العمل النقابى و المطلبى وذلك بمشاركة الممرضات في العمل النقابى لاول مرة عام 1950 ، وفى عام 1952م تكون تنظيم الاتحاد النسائى السودانى الذى تضمنت أهدافه(حق التعليم للمرأة ، الآجر المتساوى للعمل المتساوى، وطالب بالحقوق السياسية للمرأة و بالاخص حق الترشيح والانتخاب) وقد لعب الاتحاد النسائى دوراَ فعالا في التصدى لقضايا المرأة السودانية وابرز الي الوجود قيادات نسائية لعبت دورا تاريخيا في دفع قضية المرأة.
ساهمت المرأة السودانية مساهمة ملموسة في النضال ضد الحكم العسكرى (1958-1964) كما شاركت مشاركة فعالة للمرأة السودانية في ثورة اكتوبر 1964م و الضغط الذى مارسته تنظيمات المرأة على قلتها في ذلك الوقت ادى آلي آن تنال المرأة حق الترشيح والانتخاب.
تميزت فترة الستينات أيضا انفتاحا نسبيا في تعليم المرأة و تأهيلها و مشاركة المرأة في الحياة العامة وخروجها للعمل وزادت نسبة النساء العاملات في القطاع الحكومى والقطاع الخاص وتقلدت المرأة وظائف جديدة مثل القضاء عام 1967، ورفعت الحركة النسائية حق الآجر المتساوى للعمل المتساوى وحق الخدمة المعاشية وغيرها من المطالب.
بعيدا عن رتابة السرد التاريخى يمكن القول بان نظام مايو(1969 - 1985) كغيره من الأنظمة الشمولية التى لا تحتمل مبدأ الديموقراطية قد عمل على تكوين تنظيم نسائى موالى للنظام و قام بحل ماعداه من التنظيمات و ركز النظام سياسة الشعارات بالنسبة للمرأة فتم تحديد نسبة مقاعد للنساء في مجلس الشعب المايوى وتم تعيين النساء في مقاعد وزارية و تمت بعض الإصلاحات في مجال قوانين العمل بالنسبة للمرأة ، ومن ناحية أخرى قد ساهمت المرأة في النضال ضد النظام المايوى من مختلف المواقع وشاركت مشاركة حقيقية وفاعلة في قيادة الانتفاضة الشعبية واسترداد الديمقراطية. وبالرغم من المشاركة الكبيرة للمرأة في انتخابات عام 1986م سواء في مرحلة التسجيل او التصويت وقيادة الحملات الانتخابية إلا آن نتيجة الانتخابات تمخضت في مقعدين للنساء في دوائر الخرجين ولم تفز أى امرأة في الدوائر الجغرافية ويعزى هذا الى:-
• عدم حساسية قانون الانتخابات آلي دور القوى الحديثة و تمثيل المرأة
• طبيعة الأحزاب السياسية السودانية التقليدية المنشأ التى لا تعطى فيها أولوية لقضية المرأة وعدم وجود وعى لدى قيادات هذه الأحزاب التى نادرا ما تمثل فيها النساء بأهمية دور المرأة
• الواقع الاجتماعى السودانى و وضع المرأة القانونى و الاقتصادى و الاجتماعى والعلاقات النوعية التى تساهم بشكل أو بأخر في تقييد مشاركة عدد كبير من النساء
• الضعف المؤسسى للتنظيمات النسائية و منظمات المجتمع المدنى بشكل عام وعدم امتلاكها الموارد الماليه وغيرها للضغط و العمل على تبنى اجندة متقدمة لمشاركة المرأة في العمل السياسى
• حداثة التجربة الديموقراطية وافتقارها للمؤسسات المجتمع المدنى



التوقيع:

There r 3 types of ppl in this world
those who makes things happen, those who watch things happen,
and those who wonder wt happened
الفاتح غير متصل   رد مع اقتباس