عرض مشاركة واحدة
قديم 23-04-2009, 08:35 AM   #[2]
قمر دورين
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية قمر دورين
 
افتراضي

[align=center]لك التحيّة استاذ عبد الجليل على هذا البوست التوثيقي لشاعر رائع ترك بصمة جميلة وواضحة في الفن السوداني ..
واسمح لي أن ابحر قليلاً في سيرة الراحل وانقل لكم الآتي...
[/align]

اقتباس:
لقي أبو آمنة حامد وجه ربه في أيام مباركة.. بعد أن قدَّم مجموعة من الأشعار كانت هي جواز سفره لولوج مدائن الإبداع والدهشة.. واللافت للنظر أن شعره قد ارتبط بالغناء.. وتناثرت قصائده المغناة بين المطربين: محمد وردي، واحمد الجابري، وصلاح بن البادية، وغيرهم.. ولم ترسخ في الذاكرة قصائده الجيدة التي حواها ديوانه شعرها الذهب، ودواوينه الاخرى التي تغنى فيها بالناصرية، والتي ادى بعضها عبد الكريم الكابلي.
كتب ابو آمنة حامد قصائد ديوانه «شعرها الذهب» وهو بعد طالب في المرحلة الثانوية، وقدم لها الشاعر عبد الرحمن الخميسي «مصر»، وهو شاعر كان محباً للسودان والسودانيين، ولا يمكن ان ننسى له قصيدته «ذكرى الزعيم» وهي موجهة الى زعيم جمعية اللواء الابيض (علي عبد اللطيف).
وإذا نظرنا إلى هذا الديوان، الذي كتب الشاعر قصائده وهو طالب في المرحلة الثانوية وهي بدايات قوية بشرت بشاعر كبير، وفي ما ساقه الكاتب محمود السعدني عن الخميسي وزكريا الحجاوي واحتفاؤهما بالمواهب الجديدة، ففي هذه المقدمة يكتب الخميسي بمحبة عن الشاعر الجديد آنذاك ابو آمنة حامد.
«اخذتني في شعر الشاعر (ابي آمنة حامد) خصائص جوهرية متى توفرت في عمل.. أصبح ذلك العمل فناً صرفاً.. ومن تلك الخصائص أذكر الرنين الذي يمكن أن يقودنا إلى الموسيقى في الشعر عامة، وإلى قدرة الشاعر على استعمال تلك الموسيقى بطرائق مختلفة، متعانقة الأنغام، أو متضادة الأنغام بهدف فني مقصود..!».
والموسيقى في شعر ابي آمنة حامد تنهض بدور فعال في الإيحاء، وحسب الفن أن يوحي.. لا أن يفصح. وأن يشير.. لا أن يخطب.. وأن يهمس لا أن يزعق.
استمع إلى قوله:
مشينا الطريق يداً بيد
واسكرنا الحب جفناً بجفن
ونبقى شموخاً تعالى
وحباً عصياً على كل شك وظن
فلا ذبل الورد في حقله
ولا جف في الحرف نبض التغني
ونذكر هنا بأن الخميسي قد كتب مقدمته لديوان «شعرها الذهب» في أعقاب المعركة بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وهو يسميه بالشعر المرسل. «إن الشعر العمودي ليس كله جيداً.. ولا الشعر المرسل كله جيداً إنما تستطيع الموهبة المتمرسة القادرة أن تبدع سواء نظمت ملتزمة بالشعر العمودي أو المرسل.
الأساس في الحالتين هو الموهبة.. وعندي أن التمرس بالشعر العمودي يخصّب امكانات الشاعر الموسيقية ويثريها كما يحدث عند ابو آمنة حامد».. وقد توزَّعت قصائد ابو آمنة حامد سواء في ديوانه هذا أو في (ناصريون نعم)، أو في أغنياته (شعرها الذهب) (وما نسيناك) و(قالوا بنحبه) و(بنحب من بلدنا)، وهي سياحة في أقاليم السودان، ومن بواكير شعره في جمال عبد الناصر «صديقي جمال»:
ولبيك لبيك ناصر..
باسمك اطفال حيفا يغنون
باسمك تنفلت العاصفة
تروى دماً حقنا المغتصب
وتغسل باللهب جبل الغضب
وحين نعود لننفض عنا الحكايا القديمة
ونرمي على الشاطئ المحترق
بقايا الجريمة
تموت قرون من الاتكال
ونمشي الى المعركة
ملايين تهدر باسم العرب
فدى يا جمال!!
وابو آمنة حامد الشاعر الشاب الذي كان مقبلاً على الحياة. وقد عمل في أول الأمر ضابط شرطة، وكانت ود مدني من محطاته الاولى، ثم درس القانون بجامعة القاهرة بالخرطوم، وعمل في مصر ثم عاد الى السودان، وليس من شك في أن الموهبة الشعرية المتفتحة، قد بشرت بشاعر كبير، ولا نقول شيئاً سوى أن أقدار المبدعين السودانيين، وخصومات السياسة، وعواصف الحياة، قد أسهمت إلى حد بعيد في عدم اكتمال المشروع الشعري لابي آمنة حامد.. ويذكر الكثيرون المعركة التي دارت حول آراء للعلامة عبد الله الطيب، والتي رد فيها ابو آمنة حامد.. وثار جدل بينه والراحل طه حسين الكد.. عليهم الرحمة والمغفرة والرضوان.. وظل ينافح عن آرائه في صبر وجلد. فهو رغم رقة شعره، إلا أنه فارس بجاوي، ذو انتماء عربي واضح.. مشاكس، وهو يكتب «نحن مع الفيل اما الظل فلا»..
http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147509182



قمر دورين غير متصل   رد مع اقتباس