العزيز شوقي ...
تحيات طيبة وتقدير عميقين ..
أشيد بما تكتب في الشأن العام وهو مفيد إلى حد كبير في تعريف الأجيال الحديثة ببعض الأحداث التي مرت بوطنهم السودان ، وإن كنت لا أتفق معك في طريقة توصلك إلى أحكام قاطعة بعمالة فلان وخيانة فرتكان .. فمثل هذه الإعداميات يلزمها توثيق مكتوب وأسانيد تدعم الوصول إلى الحكم بينما جل ما أراه فيما تورده هو مجرد رأي، فحتى الآن لم تبرز وثيقة واحدة تثبت بها أن النميري هو عميل مصري أو فينيقي.
ثم ذهبت إلى إستخلاص غير مسوغ (في رأيي) عندما قطعت بأن حكم عبود قـد سقط في قبضة المصريين بإنقلاب محي الدين أحمد عبد الله وعبد الرحيم محمد خير شنان .. فهؤلاء ضابطان فقط والمجلس العسكري بقيادة الفريق عبود يتكون على أقل تقدير من سبعة من قيادات الجيش السوداني ، فكيف يستقيم سيطرة إثنين ذوي رتب وسطية وأدنى من أعضاء المجلس الأعلى على مقاليد الأمور وتسييرها لمصلحة المصريين ؟ سؤال أرجو أن أتلقى إجابة عنه.
لا يهمني النميري بقدر ما يهمني تأسيس الدراسة على أصول مثبتة يمكن الإطلاع على مصادرها وتحليل المواقف بموجب معطيات تقود إلى النتيجة. مثلاُ أنا لا أدعي المعرفة بالرشيد أبو شامة أو أبو القاسمين ، ولكنني أعرف الديكتاتور نميري وأعرف أكثر صديقي الرشيد نور الدين (تاج السر) وأستطيع أن أقول لك أنه أبعد ما يكون فكرياً عن القوميين العرب بل وإنه على تضاد مستقيم معهم ، أذكر ذلك لأننا نقرأ لك وأنت تكتب عن التاريخ فينبغي المراجعة والتدقيق.
لك كل الود.ً
|