الموضوع: معرض مفروش
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2014, 09:17 PM   #[2]
ناصر البهدير
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية ناصر البهدير
 
افتراضي

قنقليز.. سنة التأسيس
في البدء للوقوف على البدايات وحجم التجربة وقدرتها على الاستمرارية والصمود التقينا بالشاعر والأديب وعضو جماعة عمل الثقافية عبد الله الزين في معرض مفروش بمقهى اتنيه بعمارة ابو العلاء الجديدة بالسوق الأفرنجي بالخرطوم في مطلع أبريل العام الماضي.. فماذا قال: "جماعة عمل الثقافية تكونت من بعض الأصدقاء الكُتاب والشعراء والصحافيين والتشكيليين والمسرحيين وصناع الفيلم وغيرهم ممن يعمل في مجالات الأدب والثقافة والإعلام علاوة على معرفة بعضهم البعض لذا اتسقت الفكرة ونمت لتزهر جماعة عمل الثقافية المهتمة بأنشطة الثقافة المختلفة؛ الفنون والثقافة والفكر في مارس 2012 ".
والشاعر الزين من أشد المؤمنين بأهمية الكتاب في الحياة لذا إندمج في الفكرة النبيلة وصار قطب رحاها ضمن آخرين متناغماً معها في دفع العمل الثقافي في البلاد. وأضاف في سرده لنا "بين الفينة والأخرى جماعة عمل تضطلع بفكرة ما وتنداح في فعالية فيما يخص الفن أو الأدب أو الفكر المحدد، وتنفذ محاضرات وحفلات ترفيهية أو ما يطلق عليه الحفلات الموسيقية المصغرة خاصة مع فئة الأطفال".
وتابع "وخلال سنة التأسيس نفذنا العديد من الفعاليات على سبيل المثال (فعالية قنقليز) والتي اشتملت على رؤية شباب يؤدي الموسيقي بمصاحبة المطربة سماهر عركي علاوة على الفكرة الأساسية؛ توفير حافظات تحتوي على عصير القنقليز مع القرع المعد في شكل أكواب لتناول شراب القنقليز البلدي.. كان القصد منها إعادة المجتمع إلى جذوره الثقافية من خلال إظهار فعل ثقافي مادي تمثل في تناول مشروب القنقليز وحالة الترفيه المصاحبة.. وضمن الفعالية نفذنا ورش مع بعض المسرحيين المنتمين لجماعة عمل وخارجها".



القراءة والكتابة المهملة
وقال الزين إن فكرة معرض مفروش للكتاب هى فكرة غير جديدة في السودان وأصلا هى فكرة الناس، والقصد منها إنعاش موضوع القراءة والكتابة المهمل سواء في السودان أو في دول العالم في ظل الإضمحلال الذي يجري منذ فترة طويلة، لذا تأتي مساهمتنا بقدر ما نستطيع لكى نذكر الناس بأهمية الكتاب.. فعالية مفروش للكتاب فكرة بسيطة تهتم بمناداة القراء بإختلاف ثقافاتهم من كل صوب وحدب من خلال إستصحابهم لكتاب أو مجموعة كتب قديمة لعرضها للبيع أو التبديل أو الإهداء.. هذه هى الفكرة من اللقاء المتجدد بين الحين والآخر، ولقد نجحت خاصة أن هنالك قراء شغوفون بالقراءة رغم إرتفاع وتيرة مشغوليات الحياة ومتطلباتها. بالفعل هنالك عدد كبير من القراء في حاجة ماسة لتوفر الكتاب وللأسف لا تعرف أين تجده وحتى إذا توفر بأسعار غالية ليس في متناول اليد.
وأوضح الزين أن الاستعانة في رفد المشروع لم تكن من قبل الأفراد فقط بل شملت بائعي الكتب على الأرصفة (الفراشين) وهم في الأصل أصدقاء للكتاب ولجميع القراء، وتنادينا جميعا ودعونا أصدقاءنا الآخرين لعرض ما عندهم من كتب من خلال فعاليات مفروش حتى نجح مشروع "عمل" بكل بساطة.




تحية الكتاب والمكتبة
وحول تعدد أعمال جماعة عمل الثقافية، قال الزين "في مارس 2012م، اشتركنا مع معهد جوته الالماني لعمل فعالية للكتاب بعنوان: "تحية للكتاب والمكتبة"، لإستهداف إحياء ذكرى المكتبات العريقة التي أغلقت للركود العام والإفلاس، وعلى رأسها مكتبة سودان بوكشوب، ومكتبة مروي بوكشوب، ودار جامعة الخرطوم للنشر، مضيفا "للأسف مكتبة عريقة مثل سودان بوكشوب التي تأسست في عام 1902م، كواحدة من المكتبات التي لعبت دوراً كبيراً في إثراء حركة الكتاب بالبلاد ومجال المعرفة قد أغلقت في بسبب إحجام القراء عن القراءة والظروف الاقتصادية غير المواتية والملائمة للاهتمام بالقراءة".
وتابع "وتضمن برنامج الفعالية التي استمرت لثلاثة أيام؛ معارض للكتاب، ندوتين عن الكتاب وتأثيره على الحياة الإنسانية، قدم الأولى الدكتور عبد الله على ابراهيم في اليوم الأول، والندوة الثانية قدمها أصحاب المكتبات العريقة التي توقفت عن نشاطها، إضافة إلى الكاتب والشاعر والناشر وصاحب مكتبة جديدة الياس فتح الرحمن وذلك في اليوم الثاني، علاوة على الفعاليات المصاحبة للبرنامج قدمت في اليوم الاول جماعة الوازا بالإضافة إلى فعالية للأطفال مختصة بالقراءة حيث قدمت لهم جماعة عمل ومعهد جوتة كتب ومجلات للإطلاع عليها وكما تم تمليكهم أدوات رسم وألوان، وقام الأطفال برسم لوحات عديدة لصالح جماعة عمل كرصيد لها في مشاريعها المستقبيلة. وفي اليوم الثاني قدمت جماعة مجك استارز الموسيقية وصلات غنائية. وفي اليوم الختامي شارك الفنان النور الجيلاني مختتما هذه الفعالية الكبيرة التي حققت نجاحا منقطع النظير لم يكن في بالنا على الإطلاق".
وحول الدعم المادي الذي تتلقاه جماعة عمل لتمويل أنشطتها، أكد الزين أن كل انشطة "عمل" غير مدعومة من إي جهة، ونحن جماعة غير ربحية ونعتمد في ميزانيتنا على تبرعات الأعضاء وكذلك أصدقاء عمل.. وحتى فعالية "التحية للكتاب والمكتبات"، هى عبارة عن مشروع تبادل ثقافي بين معهد جوته الالماني كجماعة تنوير ألمانية وجماعة عمل الثقافية كمجموعة سودانيين في إطار التبادل الثقافي بين الشعبين.



الغاية.. غمار الناس
وفي خاتمة مداخلته، دعا الزين كل المثقفين والمشتغلين على وسائل الإعلام للمشاركة في هذا الهم الثقافي البسيط حتى ينداح إلى غمار الناس ويكتسب الكتاب أهميته الطبيعية بدلا عن التركيز في البحث عن الأشياء الغريزية فقط، وبذلك يتحول الإنسان إلى كائن معرفي ويستطيع أن يتعامل بوعي مع الكثير من الأشياء في الحياة، فالكتاب واحد من الحاجات المهمة في حياة الانسان وهو على علم بذلك، وإن كان هنالك ظروف قاهرة ابعدته عنه.
وأضاف "وعرفنا بحبنا للقراءة وفعل التثقيف الذاتي لكن للأسف اندثرت تلك العادة الحميدة لذا تحركنا في هذا الإتجاه ما نستطيع بجهدنا، متمنين التوسع في فكرة المشروع ليعم جميع قطاعات المجتمع وأنحاء البلاد.. بالفعل شاركنا مجتمع مدينة ود مدني في مشروع مفروش وهنالك مشاريع مقترحة يجري عليها العمل في مدن أخرى، متطلعين في المستقبل بأن يكون المشروع قد وصل إلى إي قرية في أصقاع البلاد المختلفة".
والزين كما عرف كمثقف مهموم بالكتاب ولصيق به لم يكن غريباً عنه أن يقول: "المعرفة عن طريق الكتاب تزيل الكثير من الإبهام عن الطرف الآخر ولا تجعلك في حاجة إلى سعة من الوقت للتعامل معه، فالكتاب صديق مشترك وسريع التفاعل ومزيل في ذات الوقت للكثير من الهواجس وتصبح العلاقة مع الطرف الآخر في غاية الود خاصة أن القاسم المشترك بينكم هو الكتاب الصديق الجميل، وحسن ظني كبير في انتشار المشروع بذات الرؤية التي نمضي عليها".



ناصر البهدير غير متصل   رد مع اقتباس