عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2010, 01:11 PM   #[87]
معاوية محمد الحسن
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية معاوية محمد الحسن
 
افتراضي

محاولات الخاتم عدلان للاصلاح .... مواصلة لما سبق

هكذا اذن و حين يصف الاستاذ تاج السر بابو -عضو اللجنة المركزية - افكار و توجهات الاستاذ المرحوم الخاتم عدلان و يصفها بالتصفوية فأنه يدفع بنا الي الظن بل و الاعتقاد بان الحزب الشيوعي ضد اية محاولات تصفوية يمينية ترمي الي حل الحزب الشيوعي و دفعه للتنحي عن منطلقاته النظرية الاساسية و التي ما عادت تلائم روح و منطلقات مرحلة ما بعد انهيار دول المنظومة الاشتراكية بل أن الاستاذ السر بابو يري أن الوثيقة التي قدمها الخاتم لم تخرج عن محاولات عوض عبد الرازق و معاوية ابراهيم و غيرهم فهو يقول بالحرف الواحد :

"لم تخرج وثيقة الخاتم عدلان عن طرح وثيقة عوض عبد الرازق ووثيقة معاوية ابراهيم التي قدمها في الصراع الداخلي في عام 1970م. وان اختلفت الظروف وظهرت متغيرات جديدة استوجبت تجديد الحزب لاتصفيته، وتطويره ليواكب المتغيرات المحلية والعالمية استنادا الي رصيده ونضاله السابق من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنضال من اجل انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية المتشابكة مع المرحلة الاشتراكية "
" انقسام 1994 في الحزب الشيوعي .... تاج السر بابو "
لكن السؤال الجوهري و الاساسي هنا هو هل تعد مساهمات الخاتم عدلان دعوة لتصفية الحزب من أساسه أم تجديده ؟
لنستعرض بصورة اكثر تفصيلا وثيقة المرحوم الخاتم عدلان و التي لقيت حظا كبيرا من النقاش لدي الاستاذ السر بابو في مقالته التي أشرنا اليها هنا .
استهدف الاستاذ الخاتم الحزب الشيوعي السوداني في منطلقاته الفكرية الاساسية و هي الماركسية زاعما أن الماركسية قد أفل نجمها و اضمحل كما استهدف ايضا المنطلقات الطبقية للحزب بدعوي أن الطبقة العاملة نفسها قد تلاشت و اضمحلت كطبقة اجتماعية بفضل ثورة التكنولوجيا و انطلاقا من كل هذا فان المرحوم الخاتم عدلان كان قد دعا الي تكوين حزب جديد و وصفه بقوله :
" ( وكما هو واضح، فان هذا الحزب لن يكون حزبا شيوعيا، لأنه لايتبني موقفا ايديولوجيا متكاملا ازاء الكون، ولايبشر بمرحلة معينة يتوقف عندها المجتمع البشري، ولايرمي الي اعادة صياغة المجتمع وفق مخطط نظري شمولي. وهو ليس حزبا اشتراكيا، اذا كانت الاشتراكية هي الملكية العامة لوسائل الانتاج، مفهومة بأنها ملكية الدولة. هو حزب للعدالة)( الشيوعي 157، ص، 106).يتضح جليا اذن أن عنصر الخلاف الرئيس بين طرح الاستاذ الخاتم و السيد السر بابو أن أحدهما يري أن الماركسية ما عادت تصلح كفلسفة اجتماعية بينما يتمسك الاخر و هو الاستاذ السر بابو بهذا المنطلق الفكري للحزب الشيوعي السوداني الا و هو الماركسية لكن الطريف في الامر هنا هو أن الحزب الشيوعي السوداني و ان ادعي تمسكه بالماركسية و استناده عليها نظريا الا انه عمليا - و كما اسلفنا من قبل - يتخلي عن هذه الماركسية نفسها (بصورة عملية ) كما سبق و رأينا ذلك عند مناقشة مقالات الاستاذ الدكتور محمود محمد ياسين ( نقد الخط النظري للحزب الشيوعي السوداني ) و كما سنري لاحقا عند مناقشة اراء د.فاطمة بابكر محمود .
يبقي أن الذي يدفع الحزب الي ذلك هو فقط شيء من باب رفع العتب علي حد وصف د.محمود ياسين و هو يمثل نوعا من المراوغة و عدم الجراءة في أن يطرح هؤلاء الماركسية برمتها للتساؤل و البحث و الشجاعة الكافية التي امتلك ناصيتها المرحوم الخاتم في مراجعة الاسانيد النظرية للحزب فبدلا من أن يدير الحزب نقاشا واسعا حول جدوي المشروع الماركسي بعد انهيار التجربة الاشتراكية نجد أمثال الاستاذ تاج السر بابو يصف الحزب الجديد الذي دعا اليه الخاتم بأنه ( حزب رأسمالي مغلف بالعدالة الاجتماعية ) و لا يكاد الاستاذ تاج السر بابو يتخلي عن وصف (تصفية ) في مقابل اراء و اجتهادات الاستاذ الخاتم فكأنما كل دعوة لاصلاح و تجديد الحزب هي بالضرورة دعوة تصفوية -يمينية يقول الاستاذ تاج السر :
" أن ما طرح في المناقشة العامة، هي افكار تصفوية يمينية قديمة في قناني جديدة، جوهرها: التخلي عن الماركسية، والتخلي عن المنطلقات الطبقية للحزب( الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين)، وتكوين حزب رأسمالي التوجه، علما بان تلك الاحزاب موجودة في الساحة السياسية، وأن مايجرى في الحزب الشيوعي من صراع داخلي هو انعكاس للصراع الطبقي الدائر في المجتمع، ونتيجة للهجمات الناعمة والعنيفة التي تشنها القوي الرأسمالية المعادية للحزب لتغيير هويته الطبقية ومنطلقاته الفكرية"
(تاج السر بابو ..نفس المصدر )
ان هناك حقيقة بسيطة يجب أن لا نتوه عنها و هي أن منطلقات الحزب الفكرية و الطبقية ليست قرانا لا يقبل التحريف أو شيئا مقدسا لا يجوز المساس به . انه و بحسب الماركسية ذاتها لا شيء يسلم من ادأة النقد الحادة و عليه فلماذا تكون منطلقات الحزب ذاتها بمناءي عن المساءلة و المراجعة اذا كان هناك ثمة ضرورة موضوعية لذلك ؟
انها الدوغمائية بعينها !
اما الحديث عن المنطلقات الطبقية للحزب فان الحزب الشيوعي نفسه ما عاد عمليا هو حزب ما يسمي بالطبقة العاملة, هذا اذا كانت هناك اصلا ثمة طبقة اجتماعية في السودان يمكن اجراء هذا التوصيف عليها و هذا الامر ظل محل نقاش كبير جدا بين الماركسيين السودانيين و ذلك لاختلاف نمط الانتاج في السودان عن غيره في اوربا مثلا (سنعود لهذه النقطة لاحقا ان كان هناك متسع لانها شائكة و معقدة جدا )



معاوية محمد الحسن غير متصل   رد مع اقتباس