عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-2010, 11:29 AM   #[4]
بله محمد الفاضل
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية بله محمد الفاضل
 
افتراضي

نَهْرُ النَّارْ ..

1/ مَعْزُوفَةُ النّارْ..


نفسي قَيْثَارةٌ،
تتوضَّأُ الْكلماتُ في أعتابِها.
كأنَّما بالجِلْدِ انْخطافةٌ،
وعلى الأوتارِ شَحْذُ رِحَابِهَا.
ووَدِدْتُ أنْ أجتاحَ سَكْرَتَها،
كيْ ألِمَّ سرابَهَا من رَقْرَقةِ انسيابِها.
الْماءُ ماردُها في الدُّجى،
وسِّرُّ شبابِها.
هزّني شَجَنٌ دَوَّارٌ..
من الْحُروفِ نارُهُ،
ويَخْضَرُّ في الْقَلْبِ كَظِلٍّ،
يَرْتَدُّ بالْمَوْتِ في حُلْكَةٍ تَصْطَكُّ بأوْتَارِهَا.



2/ فِكْـرَة ..

الْفِكْرَةُ تمامًا كَوَلدٍ تَرْعى لِرَدْحٍ من الأُبُوَّةِ:
ألْوَانُهُ الْمُتباينةُ..
وحالَمَا يفْتَضِحُ غالبُهُ،
يَغْلِبُ عليه الَّذي ازدردَهُ برِفْقٍ..
فأجْمَحَ بالْوَلَدِ جِهَةَ الأُفْقِ الْوَلُودْ ..!!



3/ ابْتِدَاءْ ..

سَلامٌ أبي ،
وما بي سلامٌ ..
لَعَلِّيَ بإزْجَاءِ الْخَوَاءِ،
يستدِلُّ إليَّ التَّمامُ ..
أيَغْشَى الطَّائرَ إلْفٌ ؟،
وطَبْعُ الْمُحلِّقِ:
خَطْفٌ وانْصرامُ..!!



4/ تَرْتيب ..

فيمَا أُرَتِّبُ ارتباكي في فَضَاءِ الارتيَابِ ..
يَشُفُّ وَجْهيَ الْمَحْفوفَ بالْمُبَالاةِ عنْ أحشائي:
احتراقي.
أأنَا نَهْرُ نَارٍ ؟،
أمِ الْمَاءُ الَّذي غاضَ بانكساري..!!



5/ تَرْبيت..

لنْ أمْنَحَكِ خِنجَرًا،
فانْزَعي واحِدًا من ظَهري،
ثمَّ اسْكنيهِ في الْقَلْبِ حتَّى مِقْبَضِهِ..
سئمْتُ انتظارَ قتلي بعينيْكِ..!!



6/ إطرَاقْ ..

سأُطرِقُ الآنَ ..
عسَى أذْكُرُ كيف كُنَّا،
حميميْنِ كطَائريْنِ..
طَرَّزتِ النَّشْوَةُ جناحَيْهِمَا بالنَّار.



7/ انْتِبَاه ..

جالِسًا يَحْرُسُ الْعَابِرينَ ذَاتَهُم بفُضُولِهِ الأرْعَنِ،
يَبْتَسِمُ لخُطْوَاتيَ الْكَالِحَةِ ..
وأشْفِقُ عليه من سيجارِهِ الَّذي يُمْسِكُهُ كَمِزْمَارٍ،
ويَمْتَصُّهُ كَمَن يَّحْتَضِرُ.


8/ إرْثْ ..

هلْ ألْغَيْنَا الرُّعونةَ من غَدِ أطْفَالِنَا لَمَّا خَدَشْنَاهُم بالأسْرَارِ ؟..
أمْ أنَّنَا بجُنُونِنَا ونُدُوبِنَا نَسْلِبُ من بينِ خُطَاهُم:
شَهْقَةَ التَّجريبِ ..
حتمًا سيدَّخِرُ الْوَقْتُ نوافِذَ لَمْ يَسْعَهَا الْهَلَعُ الْوثَّابُ فينا..!!



9/ نَسْفْ ..

أنْسِفُ في ذاكِرتي وطنًا يَطْمِرُ أحلامي الشَّريدةَ إنْ حَلّتْ قَيْدَ الْوَرْطَةِ،
وانْطَلَقَتْ في أُفقِ اللهِ ..
لكنِّي لَنْ أحْمِلَ سكِّينًا لأحُزَّ الرُّوحَ إذا غَنَّتْ:
وَطَني ..!!



10/ صَوْتي الَّذي في الْفناء..

تَقَطَّعَتْ سُبُلُ النُّورِ فارْتَشَى الْعَمَاءُ.
يَذْهَبُ النِّيلُ في صَمْتِهِ واجِمًا
الرِّياحُ والْوَرْدُ والْمَاءُ.
هلْ أنا مَنْ جَفَّفَ التِّينَ الَّذي يَعْبُرُ أمامَ نافِذةِ النَّوَايَا،
وقد صدَّقْتُ بأنِّي مَنْ جَاءَ بالْحَرْفِ الْمَلُولِ
يَقْعُدُ والْحِبْر حتَّى اقْترابِ النِّدَاءِ ..
وحتَّى يَكَادَ اللِّسَانُ الْمُشَقَّقُ من مَذَاقِ الْحُرُوفِ يَقْضِمُ..
ثُمَّ يَلْقَى الْهَوَاءَ.
واللَّيْلُ وَاللَّيْلُ واللَّيْلُ
فلا مِنْ تَمادي بتفسيرِ ماذا
ولا كيفَ وأتَى النّبَاحُ الْفَسيحُ
الْمجَال ..
فغابَ بِبَطْنِ الدَّرَاويشِ
سُحْقًا لِمَنْ جاءَ للماءِ
بالْمَاء .
في الْعِشرينَ من عُمرِ الْعَتْمةِ
لا يَنْطِقُ الضُّوءُ اسمَهُ صحيحًا
ولا ترتدي النَّباتاتُ سوى سيْقَانِهَا الْعَارية.
في الْعِشْرينَ يَمْشي السَّأمُ في الأجسادِ
حافيًا وطَويلًا
طويلًا
حتَّى انقطاعِ الأنْفَاسِ في الْعَدَمِ
قُلْ :
ما يَزالُ بالإمكانِ
الْتِقَاطُ ذكرياتٍ لاهية..!!
الْبنتُ من زاويةِ الْبَرقِ،
كشَعْرَتيْنِ الْتَحَمَتَا في تَلافيفِ ضفيرةٍ لِطِفْلةٍ طائشة.
الْبِنْتُ أحلامُ وَرْدٍ ،
تَمْنَحُ كالْفَراشاتِ:
لُبَّ أحلامِها الْجَائلة.
والْبنتُ...



11/ يَبَابْ ..

يُلاقي النَّوَافِذَ بالأملِ
فتُلقي إلْيهِ بالْفَراغِ الْعَريضِ..
والأسئلةِ الْمُدَبَّبةِ،
والْحُجُبْ ..!!



12/ برْنَامجْ ..

الأفكارُ السِّياسيَّةُ طرَائقُ جَهنَّميَّةٌ للانقضاضِ على آمالِ السَّابِلةِ وتَهْريبِ الْبِلادِ في قَواريرِ الْكَلامِ الْمُزَرْكَشِ إلَى مَرَاجيحِ الْعَدَمْ ..!!

13/ مَلامِحٌ ..

يَلْمَحُ سيرتَهُ في الطُّرُقَاتِ
بوَجْهٍ مَارٍّ فَرَّ من هيَجَانِ الْبَيْتِ
إلَى رَوَقَانِ الطَّبيعة..
بِهَمْهَمةِ شارِدٍ يتعَثَّرُ في الطَّريقِ الْمُمَهَّدِ بالْمَطَبَّاتِ
والاحتقَانَاتِ ..
هُوَ سيرةُ وَطَنٍ
يَبْتَسِمُ فقط عندما يَغْفُو السَّاسَةُ على سُرُرِهِمُ الْمَوْضُونَةِ بجحيمِ الآخَرين
ويَصْحُو على ما أغْفَى عليهِ منْ حَرَجِ الاحتياجِ الَّذي يَحْمِلُهُ بجُثَّتِهِ الْجَائلة.



14/ فِـرَار..

وأنَا أعْدُو إلى بابِ الْمدينةِ خائفًا
أوْ خائبًا
ألْقَى جِبَاهَ جيَاعِهَا تَقْتَاتُ منْ أسوارِهَا
هَرَبًا إلى كُلِّ الْبِقَاعِ
وتَلْتَفِتْ
مثلَ الْتفاتةِ الطَّيْرِ الَّذي هُدِّمَتْ في غَمْضَةٍ
آمَالُهُ.
ماذا بقيَ غيرُ الْبِنَاءَاتِ الرَّخيصةِ الَّتي نَطَّت كَمَا الأحْلامِ
واقْتَرَنتْ بِغَيْمِ ضَلالِهَا
وطالَبَتْهُ
شَبَابَه وثيابَه.
ضِيزَى دِمَاءُ النَّاسِ في هَذي الْبِلادِ
فلا تَسَلْ في الدَّرْبِ عنْ شَوْقٍ تَعَرَّى
مِنْ وَلَهٍ
وَفِرَّ من كَفِّ الرَّتابة..
وانْزَوِ بأسْمَالِ ارتيابِه.
وأنا أقْضِمُ من فَاكِهَةِ الْبَيْتِ كُلَّ يَوْمٍ
لَوْنَهَا
وهديرَهَا
ونُفُورَهَا
إنْ جئتُ في حُلَلِ النَّزقِ
أجتازُ أفلاكَ الْغيابِ بكيفما شَاءتْ مَدَارَاتُ الإيَابِ
إلى حيثُ رَوْنَقِها الدَّءُوبِ ..
تأتينَ يا أُمَّاهُ
بالْوَرْدِ في أنفاسِ هذا الْبَيتِ
وكيفَ
مثلَ النَّبْتِ في رَاحِ المُبالاةِ أو في الانصرافِ
تَنْغَرِسُ الْمَلامِحُ
يَهْتَزُّ عَرْشُ الزَّهْوِ
باحْتِشَادِ غيابِهِ .
وأنا أعودُ وبينَ جَوَانِحي مِعْوَلٌ لِتَقْويضِ أركانِ حُزْنِكِ الشَّاهِقِ
فارِدًا أوْ طاويًا أوْ زاهِدًا
كيفما شَاءتْ على ضيقٍ
مَجَازاتُ اتِّسَاعِهْ..!!



15/ مَدَارْ ..

ليسَ لَنَا خَلا الطُّرُقاتِ
نَقْتَاتُ من أحْجَارِها
غِبطةً
وفَجْرًا
وعِزَّةً
وصُمُودا.
إنْ ألْقَيْتُها بوَجْهِ مُدَجَّجٍ
أرْتَعِدُ
قبلَ سريانِ نَشْوَةِ شَجِّهَا لِجَبْهَتِهِ
بينَ الأنْدَادِ
وارْتِطَامِهَا بالأرْضِ
ممْهُورةً بِدَمِ الْجُنُودْ ..!!



16/ صَهْوَةُ الشِّـعرِ..

الْخَيَالُ صَهْوَةُ الشِّعْـرِ
باحتراقِهِ
يَعْدُو الرَّائي في مَدَارِ الانشِطَارِ
فازْدَرِدْ أشْجَانَ الْغِيَابِ
وحَلِّقْ ..!!


17/ مَدَارُ الشِّـعرِ..

أدْنُو
فَيَفِرُّ طَيْرُ الْكَلامِ
من بَساتينِ الْمَعْنَى.
أدْنُو
فيَشيخُ مَرْجُ الرُّوحِ
يَزْهُو الْغيَابُ
بما كَسَّرَهُ من مَغْنَى.



18/ عَتْمَة..

تَهْتِفُ الْمَنَارَةُ في الظَّلامِ
ضَعْ يَدَيْكَ في الْهَبَاءِ
وَتَسَرَّبْ مثلَ صَوْتٍ
رَكَلَهُ الْعَدَمْ ..!!



19/ مَوْت ..

الآنَ يَحِقُّ لكَ أنْ تُغَادِرَ سائحًا في غَفْوَةِ الأبَدِ ..
مُنْثَلِمًا منْ تَرَاكُمِ الأجْسَادِ إلَى التَّفَتُّتِ في ثَرَى التَّكوينِ
.
.
.
وَلا تَؤُوب ..


5/7/2010م



التوقيع: [align=center]الراجِلُ في غمامةٍ هارِبةْ[/align]
بله محمد الفاضل غير متصل   رد مع اقتباس