عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2008, 08:14 AM   #[15]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

[align=center]الرباطابية
شوقي بدري [/align]



أذكر أننى قديما رددت ردا غير لطيف فسألنى سودانى فى أبوظبى : ( انت رباطابى مش كده ؟ . ) فقلت له ( آى لاكين بتعالج ) . فضحك وتصافينا . فى بعض الأحيان أحس بأن الرباطابية نوع من الادمان أو المرض يصعب التخلص منها . وتجر على صاحبها كثير من البلاوى والمشاكل ، الا أننا لا نستطيع أن نقاوم الرد البايخ .

أظن أن الأمر يبدأ بالمنزل والناس الحولك . فاذا كان أهلك يحبون المطايب والأكل وينشغلون بها فاحتمال كبير أن يصير المرء ( بطينى) . واذا نشأ المرء فى منزل يقيم أهله الصلاة ويسهرون الليل فى العبادة فالاحتمال أن يصير المرء متعبدا تقيّا أكبر .

أذكر أن والدتى رحمة الله عليها سألتنى بعد الدافورى وأنا مندفع خارج الدار ( ماشى وين يا ولد ؟ ) فقلت ( السينما ) ، وقالت ( بى شكلك دى ؟ ) فقلت ( لا حأعمل مكياج فى الأول ) . فضحكت أحدى الزائرات فى المنزل من أهل أمى من دناقلة بيت المال وقالت ( ولدك ده يا أمينة طلع على أهلو الرباطاب .) .

منزلنا الذى كان يمتلأ بما يقارب من الثلاثين شخص بصفة دائمة وبأعمار مختلفة كان لا يسمح للشخص أن يعيش بدون أن يستخدم لسانه . حتى والدتى رحمة الله عليها كانت تتسلح بلسان الرباطاب لكى تتفادى المضايقات والأسئلة الكثيرة . وأذكرها ترد على شقيقى الشنقيطى عندما سألها ( كدارتى وين ؟ ) . قالت ( أظنى نسيتها فى بيت البكا يوم داك) .

أخونا حمودة النعيماوى بحجمه الصغير وعمامته الكبيرة كان يجوب سوق أمدرمان كسبابى . ومرة كان يحمل زوج من مراكيب النمر بربل فاخر ، والثمن كان سبعة جنيهات ، وهذه ثروة . والجميع يقلبهم بتحسر ويردونهم . فمد أحد أهل البادية يده والذى كان يرتدى ملابس بلون الأرض وينتعل ( شقيّانة ) وهى صندل من الجلد الغير مدبوغ بسيور فى قوة الفولاذ لتفقد المركوب . فأنتزع حمودة المركوب قائلا ( ها زول مالك ، ده بسولك الحساسية ) فضحك الجميع حتى البدوى .

أحد أهلنا الرباطاب حضر لزيارة قريبه المريض فى مستشفى أمدرمان . فرفض الحراس ادخاله بالرغم من الترجى . فتسلق الدرابزين . فأتاه الحراس مهددا ( أنزل بجيب ليك البوليس ) فقال الرباطابى ( ها الغبيان ده . بوليس فى شنو . أنا بدور أسرق لى مورود؟ ).

عندما ولد ابنى منوّا بيج خرجت لأحضار بعض الأغراض . وعندما كانت احدى الممرضات تفتح لى الباب اعترضنى دكتور بطريقة لاعبى كرة القدم الأمريكية وسألنى بطريقة حادة ( عاوز شنو ؟ ) فقلت له ( داير أخش أشيل لى تبيعة أفطر بيها ) . وعندما رأيت حيرته واصلت ( فى زول لو ما مجبور بجى المحل ده ؟ ) . وكانت الممرضة خلفه تقبض على بطنها وتقاوم الضحك . فى اليوم الثانى عندما شاهد الدكتور والتيم زوجتى فى المرور انفجر الجميع ضاحكون ولم تفهم أى شيىء الا حينما حضرت فى المساء . هذا الدكتور أشرف على والدة ابنى عثمان فيما بعد وكان لطيفا جدا فى الحقيقة .

عمنا الحنّان الرباطابى سكن بالقرب من حديقة الموردة . وكان الأهل من الرباطاب المشهورين بفتل الحبال والسعف يحضرون مرضاهم للعلاج فى أمدرمان . وأحد آل الحنان كان تمرجيّا . وبعد الرجوع من سهرة لطيفة فى حديقة الموردة وجد بعض الأهل من الرباطاب ومعهم مريض . ورفضوا الانتظار الى الصباح واصروا على الكشف عليه . والرجل كان متقطّع النفس . وبالنظر الى داخل جفونه كانت جفونه بيضاء دبلان بس . وعندما أصروا على أن يعطيهم رأيه قال لهم ( ده لو باكر قام فتل ، لومونى ) . وكنا فى أمدرمان نردد هذه الجملة لأى أمر ميؤس منه ، سيارة قديمة أو حمار أو صفقة .

سمية بنت أختى والمحاضرة الآن فى جامعة الأحفاد كانت ترضع ابنتها الصغيرة . وحضر زائر فى منزلنا ليهنىء شقيقتى الهام بمولودتها . فسأل سمية ( دى بت الهام ؟ ) فقالت سمية ( لا دى بتى أنا ) فقال الزائر ( انا كنت قايلها بت الهام ) فكان الرد ( وبت الهام أنا أرضعها ليه . أنا حليمة السعدية ) .

فى سنة 1980 نزلت فى مطار بيروت بواسطة الخطوط الجوية الاسكندنافية لأكتشف أن البلد مقفولة وممنوع دخول أى مسافر فيما عدا اللبنانيين والسوريين . وزوّدنى مسئول الخطوط بتذاكر لتناول الوجبات وتذكرة رجوع فى اليوم التالى . وسألنى أحد الجرسونات بعد أن استلم التذكرة ( ايش طلبك ؟ ) لكى أكتشف أن الشيىء الوحيد الموجود هو سندوتشات جبنة . وعندما تكرر السؤال فى الوجبة الثالثة قلت له عاوز تبّولة وبابا غنّوج ولحم مشوى مشكل مع سبانخ . وعندما قال أنه ليس هنالك أى شييء سوى سندوتشات الجبنة ، قلت له ( طيب بتسأل ليه وقت انت عارف؟ ) فرفض أن يعطينى أى شيىء .

وفى المساء استلقيت واضعا البالطو تحت رأسى والحقيبة بالقرب منى . وكل نصف ساعة يأتى عسكرى لايقاظى قائلا ( حضرتك مسافر ؟ ) وعندما تكرر الأمر قلت ( لا، أنا فى الحقيقة صاحب المطار الجديد ، نايم هنا عشان أحرسه ) فبدأ الجندى فى الصراخ والزعيق . على أثر صياحه جاء ضابط . فقلت له ( شخص غريب نايم فى مطار وجنبو شنطة ، حيكون شنو يعنى ) فضحك الضابط وصرف الجندى وأشاد بالجنود السودانيين الذين كانوا يحرسون المطار ووصفهم بالأدب والاتزان . وطلب منى أن أتجنب الردود التى قد تسبب المشاكل . ولكن الرباطابية لا تموت ابدا .

ابنى عثمان الذى فى الثامنة من عمره ورث هذه الرباطابية بالرغم من أنه مولود فى السويد . قبل مدة طالبته بأن يلبس الخوذة عندما يركب الدراجة . وعندما احتج قلت له ( عشان لمن تقع وتضرب رأسك ده بالترتوار حينفقش ومخك ده يطير) فرد ( ياتو مخ ، ما مجننى ما عندك مخ ما عندك مخ ) . عندما كان فى الثالثة شاهدته يقول لأطفال أكبر منه سنا يمرون أمام منزلنا . ( بتعملوا هنا شنو يا خ...... ) وعندما انتقلوا الى الرصيف الآخر واصل خ ....... وكمان جبانين) .

من أكثر الأشياء التى يكرهها عثمان أن يوصف بأنه أخ شقيقه الأكبر . واحدى المدرسات درجت أن تناديه باسم شقيقه . فقبض على يدها قائلا ( أنا عثمان ، عين ، ثاء ، ميم ، الف ، نون ما بتعرفى تتهجّى ) .

قبل عشرة أيام واحتفالا بمناسبة انتهاء العام الدراسى حضر أحد التلاميذ الكبار فى السادسة عشر من عمره بعد أن صرف جهدا كبيرا فى تشكيل شعره فى شكل قرون على طريقة ( البانك) وتلوين وجهه . فشاهده عثمان على الباب وقال ( هو المدرسة فيها حفلة تنكرية واحنا ما عارفين ؟ ) فضحك الجميع ودار الطالب على أعقابه .

قبل أسبوع حضر حسين خضر ود الحاوى لزيارتنا وهو كاتل بدلة . وعندما نادانى عثمان سألت من هو الضيف ؟ . فقال ( مستر بريسيدانت ) . فضحك حسين وقال لى ( الود ده رباطابى تمام . هسى رئيس جمهورية فكّر فيها كيف . البلد دى ملكية ) .

أحد أهلنا الرباطاب كان يعمل كمساريا . والكمسارى عادة يحتفظ بعدة قمرات فى القطار وبيقبض عليها عشرين قرش ، خمسة وعشرين قرش ، خمسين حسب التساهيل . فركب بعض النساء الكبار من معارفه . فزودهم بقمرة وهو متحسر على الفقد . وسألهم قبل تحرك القطار ( ارتحتو ؟ ) فأشتكى النسوة بأن اللمبة ما شغاله . فقال لهم ( لمبة فى شنو ، عاوزين تذاكرو ؟ . ) .

أحد الركاب جلس على سلم القطار مبرما شاربه . وعندما مرّ أمامه سيد الشاى للمرة العاشرة قال له ( يا جنا كب لى شاهى ) ليجد أن الشاى قد خلص . فسأل ، خلص كيف ؟ . فكان الرد ( أنا ما مريت قدامك عشرة مرات ، ما سألتنى ليه ، تبرم فى شنبك كأنك كايس محطة هنا أمدرمان ) .

الفنان النعام آدم استيقظ فى القطار وسأل عن المحطة ثم قال ( ما دام دخلنا الرباطاب أحسن تتحصنوا ، بدوكم عين ) فقال رباطابى واقفا على الرصيف ( انت يدوك عين فى شنو ؟ فى شنبك العامل ثلاثة الا ربع ؟ ) .

أحد أهلنا الرباطاب خرج ماشيا مع حفيده الذى ولد بعيدا من الرباطاب وأمه غير رباطابية . وعندما شاهدا الترولّى وهو عربة صغيرة يدفعها شخصين على قضيب السكة حديد ، أحدهما يهبط والآخر يرتفع . فقال الطفل ( ده شنو ده يا جدى الزى شراب السوسو ؟ ) فضحك الجد فرحا وقال ( انت رباطابى تب ) .

أحد الاخوة الشايقية تضايق من صراخ الباعة ( حبال ، حبال ، حبال ) فقال مستاء ( انت يا جنا محطتكم ده ما فيها غير حبال ؟ ) . فرد : فى طينا منبت بدور لو رفع .

وأحد المسافرين قال لبائع رباطابى ( ما عندك جنى جداد نى ؟ ) فكان الرد ( نى ليه بدور تركض فيه ؟ ) . فى سوق التمّارة فى أمدرمان يبيعون الحبال والجردقة والعطرون وأشياء كثيرة . عمنا الرباطابى سأله شخص لا يبدو كمشترى ( يا عمى الجنازير ديل للبيع ؟ ) فكا ن الرد ( لا يا ود أخوى غسلتهن ، شاريهن راجيهن ينشفو )

كثيرا ما أحاول أن أتجنب الردود التى تسبب المشاكل ، ولكن الرباطابية لا تموت . مدير كورس اللغة فى شمال بوهيميا ( زلاتوهلافيك) كان يصطدم كثيرا بالسودانيين فى كل المراحل . فنادانا لكى يطلب منا الانصياع للاوامر ، بعد الثلاثة شهور الأولى من الدراسة . والتفت الىّ قائلا ( انت يا مستر بدرى لامين تتكلم معاى فاكر نفسك حاجة كبيرة . ؟) وبدون أن أقصد كان ردى ( ومال شنو ) وانتهى الأمر بطردى من الكورس وأكملت فى ثلاث كورسات مختلفة . وانتقلت الى مقاطعة مورافيا .

عند الحضور من كوبنهاجن الى السويد بالعبّارة يتعرض المرء بعض الأحيان لاستفزاز ومضايقات رجال الجمارك والبوليس . وأذكر الأسئلة مثل : جاي من وين ؟ وأرد عادة : من الباخرة . ويواصلون ، والباخرة جاية من وين ؟ . ) فأرد ( ما عارف نسيت أسال ) وينتهى الأمر باستفزازات متبادلة . وينتقل هذا الى المدينة لأن الكل يعرفون بعضهم . وتطور الأمر لأن كتبت خطابا لمدير البوليس ونسخة لوزارة العدل وصحبت المحامى بيرتل لياندر الى اجتماع مع مدير البوليس الذى دعانى الى فنجان قهوة وكيك وطيب خاطرى وقال لى ان الأمر لا يخرج من كونه عمل روتينى . ثم ذكر لى أنه قد عمل فى منظمة البوليس الدولى لعشرة سنين وكان صديقا حميما لممثل السودان لأنهم يجلسون حسب الحروف الأبجدية فى المؤتمرات والمحاضرات والحفلات . ورفض الرباطابى أن يموت . فقلت لمستر فيلى آندرسون ( ما هو اسم صديقك الحميم الذى جلست بجانبه عشر سنوات ؟ .) وعندما قال أنه لا يتذكر ، قلت له ( لاكين مؤكد بتذكر اسم ممثل أمريكا وكندا وألمانيا وانجلترا , وديل ما بيقعدوا جنبك ، ولا شنو ؟ . ويمكن كمان مذكر اسم نسوانهم وأولادهم . لاكين السودانى المسكين ده ما عرفتو ) فصار لون السيد فيلى أحمرا .

وفى الطريق لامنى المحامى بشدة قائلا أن مدير البوليس كان يتوسط معى ويريد أن يصير صديقى . فقلت له ( اننى لم اقدم طلبا للحصول على صداقته . ) المشكلة أن بيرتل لياندر من مشاهير المحامين فى مدينتا هو ابن لرجل بوليس . وكان يحسب أننى أتطاول على البوليس وابحث عن المشاكل . والأجانب عادة يبدون خوفا ورهبة من البوليس . فشرحت له عن الوضع فى السودان وعن عدم خوفنا من البوليس . وحاولت أن أشرح له من هو الرباطابى ، وكيف نجد صعوبة فى أن لا نرد . فاقترح علىّ أن يذهب معى الى السودان لفترة اسبوع لكى يأخذ فكرة ، خاصة بعد مواجهة مع مفتش البوليس برور بيورك .

ذهبت مع خالد محمد أحمد صلاح بخصوص اقامته . فاشتبكنا مع هذا المفتش الذى قال لى ( لقد تعبنا منكم ) . فقلت له ( ان عدد السويديين الذين يتركون السويد أكثر من عدد الأجانب الذين يحضرون للسويد . ) فقال ان السويديين الذين يتركون السويد هم بشر بكفاءآت عالية . فقلت له انك لا بد تقصد نجوم أفلام الجنس وراقصات الاستربتيس السويديات . هؤلاء مؤكد صاحبات كفاءآت عالية . فاكتفى بأن قال ( هذا الشخص لن يتحصل على اقامة الا فوق جثّتى ) . وعندما تحصل خالد على اقامة قمت بتصويرها وأرسلت اكليل جنائزى للمفتش ، فشرفنى ( بكبسة) فى المكتب . وأحد أسئلته كان ( اليافطة تقول استيراد وتصدير . ماذا تصدرون وماذا تستوردون ؟ . ولا أدرى أى شيطان جعلنى أقول له : نخّاسات سنون مستعملة . ولم يتمالك رفيقه الطويل القامة من الضحك ، وواصلت قائلا : ( انت بوليس أجانب . ايه دخلك بالتصدير والاستيراد شنو؟ هل أنت الغرفة التجارية أم المجلس البلدى ، أم وزراة التجارة ، أيه دخلك ؟ .

عندما رافقنى المحامى بيرتل لياندر الى السودان فى يوم السبت 13/12/1986 ذهبنا الى زيارة سكر كنانة . مصحوبين بابن العمة التجانى محمد التجانى وقيع الله من أهل رفاعة . ووالده جعلى ، الا أن تأثير والدته الحنيتى يبدو أنه قد طغى عليه . فعندما شاهد بيرتل النيل مكسوا بنباتات الديس بأزهارها الجميلة ، أوقفنا السيارة والتقط عدة صور من الكبرى . وعندما عبرنا الكبرى أحاطت بنا مجموعة من الجنود و شاويش بشنب ضخم ويلوح بعصا ابنوس أمام وجه السويدى . وارادو اعتقالنا قائلين ( ان الخواجة قد صور الكبرى . ) فخرج التجانى من العربة وكان قديما مساعد محافظ فى حكومة نميرى . وهو مؤلف كتاب ( الخيار الصعب ) ، وقال لضابط الأمن الذى استلم الأمر ( الخواجه ده صور الكبرى ده كيف ، بس فهيمونى ؟ . ) وقبض على يدىّ الخواجة من خلف ظهره ورفعهم عدة مرات قائلا ( الخواجة ده بيطير ، الخواجة ده هيلكوبتر ، كيف صور الكبرى ده وهو واقف فوقو ؟ الخواجه ده صور القش من فوق الكبرى ، ما بتفهموا ؟ ) وكان يقول لأحد الجنود ( الكبرى ده بنيتو انت ؟ ولا بنوه خواجات زى الواقف قدامك ده ؟ ، ولمن بنوهو ما صوروا ونشروا فى كتبهم ومجلاتهم وكتلوجاتهم . ويلتفت الى الشاويش قائلا : ( فى حاجة اسمها ستلايت ، انت واقف شنبك ده شايفنو بالستلايت ، وجاى تكورك الخواجه صور الكبرى ، هو الكبرى ده سر حربى يعنى ؟ . )

وبالرغم من أننى كنت أترجم كل الكلام للمحامى الا أنه كان مخلوعا ويحدق فى الأسلحة فى أيدى الجنود . وحاولت أنا أن أرضى ضابط الأمن الذى كان يصر على أخذنا الى الرئاسة ، والتجانى يقول ( نمشى السما الأحمر ذاتو ، يلاّ ) وفى الطريق حاولت أن أتوسل الى ضابط الأمن بعد أن عرفت أنه من أم جر . وسألته عن أستاذى فى الوسطى محمود برّات مؤلف كتاب ( جنوح الأحداث) وخريج الجامعة الأمريكية علم النفس وشقيقه عبدالله برات الداعية الاسلامى الا أنه لم يقبل ، والتجانى يقول ( نمشى أى حته ، فى زول فى السودان ده انحنا ما بنعرفو . ) وعندما وصلنا الى القاعدة انتصب قائد القاعدة وقطع تعظيم الى التجانى لأنه كان من حرس التجانى عندما كان القائد ملازما .

وبعدها صار بيرتل يقول لى انه فهم موضوع الرباطابية . واننا لا نستطيع أن نرد بسهولة .

من الأشياء التى تذكر عن الرباطاب هى العين . فى سنة 1963 كنت فى زيارة كمال ابراهيم بدرى فى مشروع بركة العجب خارج القيقر . وبينما نحن جلوس فى العصر فى البيّارة أتت الأغنام مع الراعى . فعندما شاهد حمل صغير والدته انطلق كالسهم . فقلت ( لا حولى الشيى فاكينو بى نبلة ؟ .) فدخلت رجل الحمل فى شق فى الأرض لأنه كان فى أبريل قبل هطول الأمطار وارتطم جسم الحمل بالأرض . فقام موسى صراف المشروع وصاحب الحمل وانصرف لحاله . وبعد مدة عندما أتى فى الفجر ليرافق معتصم السواق الى كوستى لأن موسى فى طريقه الى الجزيرة أبا لزيارة أهله . وعندما شاهدنى فى السيارة رجع . وعرفت فيما بعد أنه أخذ لورى .

العميد يوسف بدرى رحمة الله عليه كان يقول للناس بعد أن يشيد بمظهرهم ( آها هاك رموشى ) ويتظاهر بأنه ينزع بعض رموشه , ويقال أن ذلك يوقف عين الرباطابى . سمعت أن رباطابى شاهد خواجه يرتدى شورت وكرعينو غلاد فقال ( الخواجة رجلينو زى بطن السخل الشبعان . ) فأدخل الخواجة رجله فى فتحة فى غطاء أحد المجارى التى تصرف المطر وعندما أخرجها كانت مظلطة . الكلام عن الرباطاب لا يكمل.



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس