عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2018, 01:17 PM   #[4]
عكــود
Administrator
الصورة الرمزية عكــود
 
افتراضي

سلام يا المحسي،

أرسل لي أحد الأصدقاء أغنية بعزف برعي وغناء أبو داؤود فرديت عليه بالتالي:

النهر صاف، سطحه كالمرايا،
الشمس تودع آخر أشعتها ما وراء الأفق،
نسيم الأصيل يلفح وجهك ويتفضل عليك بخليط من رائحة نوار الليمون وطلع النخيل ولوبيا الجروف..
وأنت وحدك جالس على الشط..

أمسك يا صاحبي بقطعة يابسة مسطحة من طين الجروف،
لا هي بالصغيرة ولا الكبيرة،
ليست بسميكة فتغرق، ولا رقيقة فتتكسر قبل أن تؤدي غرضها...
انحني وأنت ممسك بيمناك ما خلقت منه،

أقذفه أفقيا على سطح النهر الصافي ..
ثم، استمتع بمنظر الدوائر التي يخلفها على سطح الماء وهو يتقافز من نقطة إلى أخرى ..

ستبدأ الدوائر صغيرة، لكنها تكبر كلما ابتعد مقذوفك ...
وعندما يكمل رحلته ويغوص في أعماق النهر ..
يكون قد اكتمل تمام الكيف عندك وأنت ما زلت تتأمل الدوائر المتداخلة،
ترى، هل أزعجنا النهر أم اسعدناه؟

لا تنتظر الإجابة، بل أنفض العراقي وتيمم مسجد القرية، فقد نادى المؤذن أن حي على الصلاة.

ياخي أبو داؤود وبرعي يفعلان أكثر مما تفعله تلك اللوحة.



التوقيع:
ما زاد النزل من دمع عن سرسار ..
وما زال سقف الحُزُن محقون؛
لا كبّت سباليقو ..
ولا اتقدّت ضلاّلة الوجع من جوّه،
واتفشّت سماواتو.
عكــود غير متصل   رد مع اقتباس