عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2007, 06:35 AM   #[13]
أبوذر بابكر
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية أبوذر بابكر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد عبد الله مشاهدة المشاركة


يا مطر ..
جمّل الله مساءاتك ..
ما عادت إلى النور مرة أخرى ..
تلك الشهوة الحراقة للتجريب ..
ربما تهيبت سطوة مشانق السدانة و حراس اللغة و الأحكام التي أهونها : العبث .
غادر آخر أسراب ذوات الأجنحة رماة الأفق .
و ها نحن على آثارهم باخعون .
فطوبى لك انهمارا يا صاحب .

تقول التشكيل ؟؟ ..
أظنني منتمٍ قليلا إلى هذه الإثنية المعرفية ..
و تراني حامد الله كثيرا أن قرأت لشيخي عالم عباس ما خطه للأخ بله في مكان غير هذا , إذ قال :
فانظر إلى هذا و تأمل ..
فما بالك لو أن ذاك التوزيع الذي عناه شيخنا الرئيس لصيق بمثل هذه الأسماء العلم المعرّفة التي انتصبت هنا سيوفا شاهرات , بمعزل عن الجملة و تصريفات ( الفعل ) المرهقة ؟؟ .
هذا يذكرني بمقولة ( Purity of the color ) حيث اللون في تمام صفاءه و دون تهجينه بالخلطات اللونية الأُخر , لوناً وحشيا غير مروض , و كامل القيمة البكر . تماما مثل حمولات القيم في مفرداتك هنا و مثلثها البرمودي ( ينذر بابتلاع من يجرؤ عليه ) .. كلمات أعلام تجأر بالشكوى من تقلبها بين النوايا العاطلات لنا , و أخرى طيبات أيتام , و تسال السترة إلحافا .
حمولتك القيمية هذه يا مطر ..
في كل مفردة مائة مسعى ..
كم ترى غالبتنا حتى تنض عنها أدران مطامعنا و المصالح التي ألبسنا لونا لها و قميصا ..
- قميصاً ليس إلا شملة كنيزة -
و في كل مرة نظل نمتطي فيها ظهورها النبيلات و ميكيافيللية أغراضنا , و.. لا عزاء لدون كيشوت .
و من عجب أننا حين نقرأها بمعزل عن ورودها مفردة في قطار الجملة الذي يحمل ما يحمل من غثاء أفكارنا , ندهش من سفهنا : أما تزال هذه الأرماس هنا ؟ .
ثم قولك : الورق !!!
يا صاحب .. كلمة السماء الأولى كانت : إقرأ .
و الأمانة الأولى التي حملناها كانت ( العقل ) ..
هذا المزيج البديع , خمره : المعرفة .
المعرفة التي فضضنا بها ختم بكارة الوجود , خفنا كثيرا .. حلمنا و توجسنا من قبل ذلك كثيرا ..
على صفحة جدران الكهوف كانت ورقتنا الأولى .. كتبنا فقرأنا ..
ثم كان الورق صفحة أحلامنا , و كان الورق عقلنا الذي تهيب عزلته الفرد فخط تأميناته البكر : مدية و خنجر و طنجرة و مرقد و و قنا و سياج و باب و .. و .. و
تمائم و تعاويذ و و صلوات و قرابين , عله يتقرب زلفى إلى السر الأكبر للوجود ..
الورق ..
الورق الذي تنبته أشجارنا أدبا و فنا و علوما و فكرا , تحمله ساق شجرة زيتونة طيبة , لا شرق لها و لاغرب , يكاد زيتها يضيء , و يغور جذرها عميقا حتى يستحيل شرايين و عصب و أوردة و فرث و دم .. و روح ..
نورها على نور على نور على نور ..
شجرة الإنسان .

مساؤك خيرٌ كثيرٌ يا صاحب ..
و كم أغبطك على ديمومة الهطول .



الإبنة ملاذ ..

مساء الخير يا سيدتي ..
ما هكذا تورد الإبل ..
ألا تظنين ؟؟

مودتي و احترامي .

أوقاتك ألق وهناء يا عماد

وها قد زاد طيب وجمال ونضار أوقاتنا بك
كيف لها ألا تفعل؟
وأنت عماد الكلم ، يشد أزر روح المعنى
ويلامس بالحرف ذرى السماوات
عروجا به وبنا

كيف الحال مبتدأً

كثيرا يا عماد ما يهطل الكلام على بلاط الصمت
لينبت عشب المعنى من بين شقوقه
يأخذك الضوء فى كلما اتجاه، يعرى شوائب العتمة فينا

يبتهج الضوء فيجعانا مستعدين وقادرين على رمى ما بداخلنا من غبار يحجب الرؤية ويتامر على وأد الرؤيا

ثم كيف الحال مجدداً

أما عن شبق التجريب وشهوة ممارسة أفعال تشكيل جسد الأناشيد
فهو سؤال مقيم على الدوام

عم ماذا يضير المداد لو رش بعض غبطته فوق ماء الحصى؟
ماذا لو وضع الصيف موضع الشتاء، وحارس الفصول مستيقظ يراقب رقص المجرات ينحاز منتشيا إلى موضعة جسد الكون البائر، ليعيد صياغة الشئ بشئ

ينزل حديث ذلك العالم العباس على أرض الشعر
وكأنما الغيم قد ترجل باسطا رذاذه بوصيد الشدو
فهو عالم وعليم ببواطن الشدو العالى وخبير بخبايا جسد الشعر

والأمر ما قال

والحرف يا عماد صنو اللون

هذا يغزل خلايا الكلام وذاك ينسج براح وفضاء المكان
والخلق الجميل مقصد الإثنين

فاللغة دائما، وكما يقول أهل الشعر
بئر بلا قرار، لا نحيا ولا نموت فيها
نألف عشرة جدرانها وتألفنا مسرات المسير
قضاء وقدر أو إختيار وأكراه، وفى كل الأحوال هى تشكيل الحياة

قال إقرأ
وهل ثمة قراءة بغير كتابة

كتابة على ألواح الروح
فوق جدران كهوف القلب وعلى عرصات الدم

قال إقرأ
وكان ذلك مفتتح حياة بابها العقل ونافذتها الروح والقلب

التشكيل يا عماد فى نظرى

حرفا كان أو لونا

هو إعادة فوضى الحياة إلى مكانها المنمق الجميل

وذلك حسب وصايا الإله

ولا بد من التجريب

فمن له فم يتعثر بالقبل

حرفك المضئ يا صديقى
يعلن دوما عن إنتماء اصله بوشيجة لا تنفك ولا تنقطع
إلى تلكم "الإثنية" السرمدية
مكتوب فوق صدرها عنوان صناعة الحياة/الجمال

فلنجرب يا صاحبى

وكما قال أدونيس

نحاول فتح باب موصدة، تشرع مصراعيها على باب موصدة أخرى
وفى الأخير ينتظر الضوء

أما عن الورق

هذا الكائن العجيب

فيكفى أن لا أهل له سوى الشجر

وهل الحياة إلا الشجر؟

الحديث طويل ومكتنز بالكثير من "لحاء" الكلام

إذن فموعدنا النشيد يا صاحبى

أحييك وأحبك



التوقيع:
يا سرَها يا لونَها
كيف إحتمالُك للعبيرْ
جلستُ على رخامِ أغنيةٍ
تنسابُ ناصعةً من هديلِ لونِها
من مسامِ سرِها
فزملنى الحرير
أبوذر بابكر غير متصل   رد مع اقتباس