عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2006, 09:49 PM   #[16]
الجيلى أحمد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الجيلى أحمد
 
افتراضي

فدريكا فى مجموعها تمازج مدهش من العادات الغريبة والمثيره,
حتى جمالها مختلف وغامض..اعينها ناعسة بطعم الغروب تتنافر
زرقتها الصافية مع شعرها المصبوغ باللون الأسود الفاحم..
انفها صغير وشفاهها رخوة وأركان فمها عزبة كمزاق قهوة
الصباح..اينما حلت تحل الحياة فيما حولها..كثيرة الحركه
والقراءة والأسيئلة .. تقضى معى عطلة نهاية الأسبوع وازورها
بقية الايام فى غرفتها بسكن الطلاب ..
فيدريكا تلقت تعليمآ كاثوليكيآ صارمآ ولكنها تمردت عليه ..
ولم تعد لها علاقة بأسرتها المتدينة..كانت تحكى لى عن معاملة
الراهبات الصارمة حين سألتنى (What about you?) ..(انا
يافدريكا إترعت سيطان نيم وبسطونه)..فى المتوسطه كان أستاذ
الرياضيات رجل شرس أخرج الحجاج بن يوسف من قبره ولبس عمامته,
كان رجلآ وسيمآ وانيقآ تفوح منه على الدوام عطور جيده لهذا اسميناه
بيننا (حنكوشه)بعض الأساتذه اصبحوا ينادونه
به كذلك من خلف ظهره , كان هو يعلم بالاسم ولكنه يتجاهل
.. وسبب تعطره وتلك الأناقه هى مدرسة البنات
التى يفصلنا عنها باب حديدى يمر منه ذلك الأستاذ رائحآ
غاديآ أكثر من الفراشين او اى شخص آخر..ومن سوء حظى أنه كانت
بينا قرابة بعيدة فكانت وصية اهلى ان يرسلنى اليهم عظمآ..
كان يكتب المسألة على السبوره وقبل ان يكملها ينادينى بإسمى
طالبآ الأجابه!! فى احدى المرات سألنى عن مسألة غاية فى الصعوبه
فحرت فيها ,كان غاضبآ وضجرآ اكثر من اى يوم مضى..كان يسألنى
وهو يذبد كالمجنون ومع صراخه والصفعات المتتالية تحجر عقلى تمامآ
,صاح باأربعة من (عتاولة الكنبه الآخيره)..شدوهو..
مطونى من أطرافى الاربعة(كنبلة الطير) وأخذ هو ينهال على (ببسطونة
المويه) حتى تصبب عرقه وقاربت ان اهلك من الصراخ والألم ..ذاك
الرجل يصلح ليعذب المساجين فى الأقبيئة الوطيئة وليس ليربى الصبية,
لم استطع ليلتها النوم من الحنق والألم,وقررت الإنتقام..
مساء اليوم التالى أحضرت ( بوهية) حمراء وارتديت قفازات وأنتظرت حتى
اسدل الظلام ستاره وبدأت فى الكتابه على كل أعمدة الكهرباء الخرصانية
بخط تعمدته مختلفآ ..حنكوشه واسمه فى الأسفل.. كتبت على كل الأعمده
حول المدرسه وبعيدآ عنها حتى نفذت (البوهيه)..حنكوشه..حنكوشه...
صباح اليوم التالى كانت المدرسة مقلوبة ,فى طابور الصباح تحدث المدير
بغضب ونعلنا جميعآ وامهلنا خمسة دقائق ليعترف من قامو بالجرم..
بعدها بدأ المدير وحشد الأساتذه الغاضبين فى البحث عن آثار البوهية
فى اجسدنا..دون فائدة..استبد بهم الغضب واعلنوا العقاب الجماعى..
وتم يومها جلد كل المدرسة فى طابور الصباح..أصبح إسم الأستاذ الرسمى
حنكوشه..حنكوشه فى الشارع وحنكوشه من طالبات مدرسة البنات ومعلماتها
..بعد هذه الحادثه بشهر تم نقل الاستاذ الشرس,لاادرى أكان بسبب هذه الحادثه
ام شئ آخر..لكنه حتمآ قد مارس ارهابه على صبية آخرين فى مدارس أخرى..

فى ذلك المساء قصدنا السينما لمشاهدة فيلم (Good Will hunting)
قصة الفتى العبقرى..جلسنا فى آخر الصفوف ..الفتى ويل
يشتغل عامل نظافة بالجامعة.. يحضر نهاية اليوم لينظف القاعات
,يجد مسائل رياضية على لوحة الدراسة فيقوم بحلها ,وفى الصباح
يدهش البروفيسور و.. أحسست بيدها تتسحب نحوى كأفعى (فدريكا
هى ضفاف الرغائب تضم نهرها اينما ولى) مددت يدى نحو صدرها
فانتفضت بقوة الأشتهاء وأخذت تنهنه
, واخذت لوحة المكان تتشكل وتتكون من جديد,
هذه اللحظة ملكنا ولن ندعها تذهب وليس من الضرورى ان نحضر
اجسادنا لتتساكن فقط فى المساء..يانتوءات الجسد والعنصر السيولة
هنا ننصهر ولنعود بعدها كهدنا مع القطيع..



التعديل الأخير تم بواسطة الجيلى أحمد ; 02-05-2012 الساعة 01:29 PM.
الجيلى أحمد غير متصل   رد مع اقتباس