الـــــسر الغميــــــــس !!! النور يوسف محمد

حكــاوى الغيـــاب الطويـــــل !!! طارق صديق كانديــك

من الســودان وما بين سودانيــات سودانييــن !!! elmhasi

آخر 5 مواضيع
إضغط علي شارك اصدقائك او شارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!

العودة   سودانيات .. تواصل ومحبة > منتـديات سودانيات > منتـــــــــدى الحـــــوار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-2010, 03:59 PM   #[61]
فتحي مسعد حنفي
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فتحي مسعد حنفي
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عباس مشاهدة المشاركة
الجيلي كيف حالك؟
عردون بالنسبة للإنجليز شخصية عظيمة.
بالنسبة للأنصار كونهم يدخلوا قصر غردون، و يواجهوا غردون وجها لوجه، دي برضو لحظة عظيمة و لازم يتوقفوا و لو لحظة صغيرة لمشاهدة بطل الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس يترجل..
بتجي بعد داك فنتازيا* السينما بتضخيم الحدث دا أو اللحظة دي...

* شكرا يا رشيد كونك وريتنا كلمة فنتازيا دي.

تعرف يا بابكر جد صاحبي عصمت عباس أحمد فضل الله وهو بالمناسبة والد المرحوم الصحفي الشيوعي المعروف عبد الرحمن أحمد فضل الله..حكي لينا وقال لما دخلو القصر في اللحظات الأخيرة في معركة الخرطوم الأنصار كانو هاجمين والرصاص اتطاير حواليهم وما خايفين قام طلع ليهم ديك رومي وقف واتنفش زي ما الديك الرومي بعمل الجماعة الكانوا قراب منو خافوا وجروا...الراجل دا شارك في المعركة دي وكان شاهد عيان علي مقتل غردون وقال غردون قاتل ببسالة لغاية ما رصاصو خلص وقاتل بالسيف لغاية ما جوهو عشرات الحراب..يعني هو الأجبرم علي قتلو وهم فعلا ما كان في نيتهم يقتلوهو حسب أوامر المهدي عشان يفدي بيهو أحمد عرابي..وبعد انتصار المهدي فعلا عائلة أحمد عرابي جات السودان وفضلت فيهو لغاية يوم الليلة ..وولدو المحامي الصحفي المعروف المعروف صالح أحمد عرابي.وفي نسب بيربطم معانا وحفيدو حسن عرابي دفعتي في المدرسة واشتغل في وزارة الخارجية..



التوقيع: شيخ البلد خلف ولد..
سماهو قال عبد الصمد..
كبر الولد ولامن كبر نهب البلد..
ما خلي زول ما قشطو..
وآخر المطاف بقي شيخ بلد..
عجبي..
فتحي..
فتحي مسعد حنفي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 05:56 PM   #[62]
الرشيد اسماعيل محمود
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية الرشيد اسماعيل محمود
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة

من الأشياء اللافتة حقاً، في هذا الفيلم، حركة الأنصار، لاحظ كيف يتحرَّكون! ومن المقطع أعلاه، بالوسع الضغط على هذه اللحظة لترى كيف يهرول الأنصار بعد خروجهم من السفن.
محسن خالد سلامات..
جميل انك تلاقي براح وتجينا بالآكشن ده..
ياخ ماعارف اقول ليك شنو..؟؟؟
استوقفتني رؤيتك العميقة لحركة الانصار في الفيلم وتشريحك للحكاية دي
مؤسسي بدرجة عالية من التحقيق والمقاربات..
بس لكن ماكل الناس بتشوف زي شوفك ده..
شوف المشاهد العادي مازي شوف الباحث المتقصي
او المتخصص في جماليات اللغة البصرية وصناعة
السينما..ودلالات الصورة ورمزيتها ومال إلي ذلك من أمورفنية بحتة..
يعني انا لما أحضر لي فيلم كان بالغت بكون إستمتعت بالقصة
وماتضمنته من سيناريو..لكن قطع شك حركة الممثلين والكاميرا
ودلالات التفاصيل الفنية.. قطعاً لا تشكل قضية جوهرية بالنسبة لي
كمشاهد عادي..
سؤالي:
وفقا لما ذهبت اليه يامحسن..
برأيك.. هل من قام بإخراج الفيلم كان يقصد ماذهبت اليه من إستغلال الحركة
(كمعطي دلالي).. وهو يعلم سلفا ان مثل هذه التفاصيل الفنية ربما لا ينتبه لها المتلقي العادي...؟؟
وجهة نظري الخاصة انو إذا إفترضنا ان حركة الأنصار تم إستخدامها دلاليا
لخدمة فكرة إسقاط البهيمية والغرائبية علي الانصار فأنا لا اري جديدَ في ذلك..
لأنها ذاتها الفكرة التي كان ينظر بها المستعمر للسودانيين في واقع الحياة..
فلا غروَ في تضمينها في مضمون الفيلم طالما هي تخدم غرضاً ما..
ولا شنو..؟؟
رؤيتك للموضوع عميقة واكتر مايلفت الانتباه تدقيقك المتأني ورصدك لكل صغيرة
وكبيرة في الفيلم..
ياخ ممتع انك تخلينا نتشارك الحكاية دي..
وشكرا للرؤية المن زاوية تانية دي..
اكتب وخلينا نحن العربجية* ديل نعرض ساكت
ابقي طيب يازول وخليك قريب.


*شكرا بابكر عباس الخليتنا نعرف نستخدم كلمة عربجية في الحوار الإسفيري.



الرشيد اسماعيل محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 06:19 PM   #[63]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي مسعد حنفي مشاهدة المشاركة
تعرف يا بابكر جد صاحبي عصمت عباس أحمد فضل الله وهو بالمناسبة والد المرحوم الصحفي الشيوعي المعروف عبد الرحمن أحمد فضل الله..حكي لينا وقال لما دخلو القصر في اللحظات الأخيرة ..
شكرا فتحي على المعلومات السماعية دي. لو عندك إتصال بالراجل دا،
عليك الله حاول تجيب لينا مزيد من المعلومات عن المهدية،
السمعها من جدو، و أصلو التاريخ دا بكتبوهو كدا..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرشيد اسماعيل محمود مشاهدة المشاركة
*شكرا بابكر عباس الخليتنا نعرف نستخدم كلمة عربجية في الحوار الإسفيري.
الرشيد أوعة تكون بهتني؟! صحي كلمة عربجية دي بتشبهني، لكن ما متذكر انو أنا حشرتها إسفيريا! برضو عافي ليك..



التعديل الأخير تم بواسطة أبوبكر عباس ; 01-08-2010 الساعة 06:45 PM. سبب آخر: إضافة إقتباس شرح تاريخ إستخدام العربجية من مداخلة الرشيد
أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-08-2010, 08:54 PM   #[64]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي


التتفيه المُحْكَم، إي، التتفيه للخصم، لدى أي منعرجٍ من هذا الفيلم، وهذا عدم حصافة منهم كما أسلفت، إذ لم يحفظوا لأنفسهم بذلك مقامات الذكاء الأعلى، والمهارة الأعلى، والنزال الأعلى، كما فعل عنترة بقصيدته، وكذلك عبد يغوث اليماني الحضرمي وشعراء كُثْرٌ.
عمرو بن كلثوم مثلاً:

كأنَّ سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
كأنَّ ثيابنا منا ومنهم ... خُضِّبنَ بأرجوان أو طُلينا

انظر إليه، يشمل خصمه معه ولا يستثنيه أو يُتَفّهه، نعم أبدعنا وأبدعوا (لو كان في الحرب إبداع!؟) ثبتنا وثبتوا، نزفنا ونزفوا، فنحن جيشُ ليوثٍ لن يفخر بهزيمته لجيش أغنام. "مِنَّا ومنهم" انظر التركيبة الفكرية العميقة، والبديعة، المحسوبة جيداً ودقيقاً، بحسابات الشعر.
التوليفة التي أصبحت مفتاحاً في قراءات كيف يصف الشاعر خصمه، أو ما عُرف في الأدب العربي بـ(المُنصفات)، ومن أشهرها مُنصفة عامر بن أسحم النكري، التي يقول فيها {(أشبعنا السباع وأشبعوها..)، (أبكينا نساءهم وأبكوا نساء..) (بكل قرارة منا ومنهم..) (فكم من سيد فينا وفيهم..).. إلخ}. نعم، هذا منطق الدنيا والأشياء، ستفعل؟ قطعاً.. سيُفعل بك، وإلا فمن تُقاتل؟ آآلعدم!؟ ولكن هذا تفكير شعراء راقٍ وأكثر ذكاء، فالشعر حساباته أعسر.
الشعر حساباته أعسر، لأنَّ ((التفاعل)) فيه ومعه يتم عبر عمليات فكرية بحتة، لدى أصالتها الأولى، قبل ترجمتها إلى سوقية حواس. فسوق الحواس ومشاعتها من نظير السينما، تنتصب عبر دعامات وأدوات كثيرة جداً جداً، كي نُحَصِّل بها، تقليداً لا أصالةً، لُقى القصيدة الواحدة.
فالشعر يقدِّمُ شخوصَه وصورَه وأخيلتَه وموسيقاه، ألوانَه وروائحه وطعومه، وإكسسواراته، كل ذلك عبر الدماغ فقط. أي في هذا المقام، وامتداداً لهذا السياق تحديداً، بوسعنا القول، إنَّ السينما هي سيولة الشعر، التي تفكّه في شخوص ممثلين وموسيقى تصويرية وألوان ديكور وإكسسوارات ومكياج.. إلخ.
كما تحاول أن تُقَلِّد ملكات الدماغ الداخلية ليس عبر فكّها إلى خمس حواسٍ فحسب، لا، هذا لا يكفي، وهي قطعاً ستقف حائرة، وستحتاج إلى ما لا يمكنها أن تُحيط به من حواسٍ بوسع الشاعر الواحد، والوحيد، أن يُحيط بها، وأن يقتنيها.
باختصار، السينما هي الهبوط بآدم الشعر من الفراديس إلى الأراضين.
فالشاعر إذن سينما وحده، لذلك عمله متقن ويلتزم حرفية الفطنة والصنعة أكثر من أيدولوجيا السينما، أعني غير المنذورة منها لإتقان وتجويد الصنعة أوَّلاً. دعنا من شعراء العربية، فلنتلمَّس نضال المهدية هذا ذاته، لدى شاعر الإمبريالية الأكبر ومسخها الشهير، الشاعر الإنجليزي الكبير جوزيف روديارد كيبلنغ. ماذا قال عن خصومه الأنصار؟
فدلال وسمسار حروب العصور الفكتورية عينه، الشاعر الإنجليزي روديارد كيبلنغ Rudyard Kipling Joseph (حائز على نوبل الدنميت بالمناسبة، بل كأوَّل كاتب إنجليزي يحصل عليها إطلاقاً).
فهذا الإمبريالي الموسَّم بنوبل نفسه لم يجرؤ على جعل الأنصار يتراجعون أمام عصاهم، بل أسماهم بالفظي وظي Fuzzy-Wuzzy أي هم الشُّعْث، القساة حين الذود عن حريتهم. الهاجمون على القَدَر ومدافع المكسيم برماحهم لينتزعوا مصيرهم، بعكس الذين تراجعوا أمام عصا غردون الإمبريالية.
ووصفة الفظي وظي هنا هي ذات الجائزة التي استحقها أجدادهم من الأمازيغ كما أسلفت. فروما القديمة ما أسبغت عليهم نعماء (البرابرة) إلا حينما تعقّدت في قتالهم، أهو قتالٌ فوضوي؟ فليكن، مع ذلك فقد دكَّ تنظيمك وبشَّع بالقدرات الفردية لفرسانك.
وإن شئت فالـ"فظي وظي"، مُهَوَّشو الشَّعْر، بالمختصر المفيد تعادل "البرابرة".
أي: المقاتلون الفوضويون، القساة البدائيون، شاربو الدماء في كؤوس جماجم الرسل، كما تشاء دعايتهم وسينماهم.
فهذه هي الإمبريالية الأوروبية، تأتيك مدرعة سلاحها وجبخانتها في عُقر دارك، فإن هزمتك فأنت متخلّف وأدنى تحضراً منها، وإن هزمتها فأنت فظي وظي وبربري، وحشي، همجي.. إلخ
روديارد أثبت لهؤلاء الناس الشجاعة التي لا مراء ولا جدال حولها بالمرَّة، في أشهر قصيدة له على الإطلاق، كما أنَّها ارتبطت بأشهر واقعة في تاريخ الحروب حينها، وهي حادثة اختراق الأنصار لتشكيلة الصندوق الإنجليزي المعروفة في تاريخ وعلوم العسكرية.



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010, 11:03 PM   #[65]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

[align=center][flash=http://www.youtube.com/v/h5b6hmL2cUg&hl=en_GB&fs=1]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash][/align]

والحديث عن هذه الواقعة، أي حادثة اختراق الأنصار للمربَّعة أو الصندوق الإنجليزي سينتقل بنا إلى بؤس فيلم آخر وشهير عن معارك الفيكتورية، أو الإمبريالوساكسونية، ضد (المهدية السودانية). فيلم (الريشات الأربع) هذا حكاية بحالها وثانية، غير حكاية فيلم الخرطوم.
ما يهمنا منها حالياً هو أنَّ هذا الفيلم رَكَّز تحديداً على هذه الحادثة الشهيرة، والوحيدة، لاختراق الأنصار للمربَّعة الإنجليزية، التي أوردها كُلُّ من أرَّخ للمهدية بدون استثناء، ومعظمهم من البريطانيين والمصريين، أعني المؤرِّخين.
الفيلم بالتأكيد لم يجد حيلةً لنفيها، ولكنه حاول أن يُبَرِّر لحدوثها بطريقة أكثر بلاهة من الطريقة التي جعلوا بها المهدي في فيلم الخرطوم يُظهر جَذَعاً درامياً مضحكاً حين موت غردون، ما أسميته بتهريج لورنس الأدائي، المسرحي.
في فيلم (الريشات الأربع) وبالرغم من المحاولة الممتازة للمُخرج في تخمين كيف حدث ذلك؟ أو محاولة الاستنتاج التاريخي والعسكري للكيفية التي اقتحم بها الأمير عثمان دقنة المُربَّعة!
وذلك من خلال الطريقة التي جعل بها خيول الأمير عثمان تهاجم الإنجليز، الطريقة المنظمة، والانسحاب التكتيكي المنظم، من الجهات الأربع. ولكنه في النهاية اضْطُرَّ للتلفيق من عنده خجلاً لانهدام أسطورتهم الثانية، وهي، اسمع من قولهم وبلغتهم:

[align=left]it was considered impregnable to infantry or cavalry (though vulnerable to artillery fire); until Abu Klea, a fully-formed British square had never been broken by assault[/align]

المُربّعة الإنجليزية، أو "الصندوق، كما في أدبيات الجيش السوداني" كان يعتبر غير قابل للاقتحام أبداً، ولم يسبق أو يلحق لأحدٍ من العالم كلّه أن اقتحمه غير الأمير عثمان دقنة في شرق السودان، لا مشاة ولا فرسان ولا حتى نيران مدفعية من بعيد بوسعها فك منعته، كما تقول القطعة أعلاه.
إلى أن جاءهم الأمير عثمان دقنة القائد الفذ وهدم هذه الأسطورة الثانية على رؤوس جنودهم. وعن سيرة هذا الرجل الباسل في هذا المقام، مقام المجالدة أعني، يكفي هذا السطر الوحيد مما قاله عنه "الزركلي" في قاموسه الأعلام، برغم تخليط الزركلي وإتيانه بعجائب عن سيرة الرجل المعروفة للغاية. فقد تُوفي الأمير عثمان قريباً (1837-1926م).
يُعَرِّف به الزركلي: {كان موصوفاً بالمقدرة، والدهاء، وسعة الحيلة في الحروب}.
أمَّا الأسطورة الكبرى، عن إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس ولا تُقهر فقد هدمها لهم المهدي بنفسه، وأخرجهم بقوة السلاح من السودان، كرجل وحيد من العالم كلّه استطاع أن يفعل ذلك في تلك الآونة التي كانت من شُرورهم أحقاباً.
الإنجليز حتى تاريخ اليوم يكرهون المهدية كُرهاً جاداً، وغير متسامحين نحوها كشيء من التاريخ أبداً. وإن سألنا لماذا؟ أوَّلاً لكون الحاضر الإمبريالي لم يتغيّر فما تزال أمثال رؤى المهدي تُمَثِّل خطراً على الإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية.
وثانياً لكون المهدية أذلَّت صلفهم الإمبريالي على نحوٍ لا داحض له، ولا اشتباه حوله. وكل ما فعلته في وجههم كان "استثنائياً" و"مفرداً". وهذا لا يعني رضانا عن "المهدية" بمواصفات الوعي والتفكير المعاصر، وإنَّما يعني حقائق وقعت ببطن ذلك الغيهب التاريخي، ونحن نرصدها كما هي.
فنقمة الإنجليز لم تَزُل حتى بعد مجازر الانتقام التي قام بها كتشنر بعد ما يقارب العشرين عاماً من موت المهدي، ولم يشفِ ذلك غليلهم ولم يسترد لهم اعتبارهم الاستبدادي. فالمهدي قد أفلت منهم بانتصاراته وأمجاده ولا سبيل لإرجاعه وجعله يتقيأ ذلك، وهو لم يضع جنبه للموت إلا بقلب الخرطوم بعد تحريرها منهم.

أو كما سمعنا بآذاننا راويهم ببطن فيلم الخرطوم، وهو يقول بالحرف الواحد:

[align=left]and for fifteen years the Sudanese paid the price with pestilence and famine, the British with shame and war[/align]

السودانيون دفعوا الثمن كما يقول الراوي، بالأوبئة أو الطاعون، وبالمجاعات.
ولكن كيف دفع البريطانيون الثمن؟ بالصَغَار، الخزي، وبالعار، والحروب المتواصلة مع المهدية التي أعياهم أن يجدوا لها حلاً جذرياً مع هؤلاء الدراويش كما يحلو لهم التعريف بهم.
قلتُ الإخراج لفيلم (الريشات الأربع) يُريدُ حيلةً يدفع بها عن أسطورة المربّعة الإنجليزية؟ ولكن كيف؟ الحادثة قطعية الثبوت والوجود ولا يفيد معها النفي والإنكار، أو كما يقول المثل السوداني {سِيِك سِيِك، مَعَلَّق فيك}.

لم يجدوا غير أن جعلوا الجنود الإنجليز يطاردون القوات المهاجمة من كتائب الأمير عثمان دقنة، كي تصبح هذه المطاردة بمثابة الـclue الأساسي، من هنا يجعلون قوات عثمان دقنة تجد الثغرة التي تُمَزِّق بها الصندوق إرباً!
ولماذا فعل الجنود الإنجليز ذلك!؟
بحجة أخرى، نسبوا ذكاءها وعبقريتها للأنصار هذه المَرَّة، أيضاً ككتلة بهيمة واحدة، فهم لم ينسبوها لقائد المعركة، الأمير عثمان. بل كل أفلامهم ضد الزولو، والهنود الحمر، السودانيين، وكل من حاربوه.. إلخ
لا تركز على الشخوص في حد ذاتها، أبداً، هذه أوهام، ومثلما تتشابه الغيلان والكائنات التي تهجم من المريخ في الأفلام المخصصة لذلك، نجد أعداءهم البشريين كذلك يتشابهون ولا يحملون أسماء، ولا حبيبات لهم، كما يصورون أبناءهم هم، لكي يتم التعاطف معهم، فأنت ستتعاطف حتى مع الظالم لو كنت تعرف اسمه وأبناءه وحبيبته وأمنياته وأحلامه، وتراه يسقط أمامك، الإنسان السوي في أعماقه يتمنى الخير لكل بشري مثله، ولا يريد له أن يسقط، بل أن ينعدل لو كان معوجاً.
ولكن لا، أعداء الإنجليز جميعاً، وفي أفلامهم كلها، هم كتلة صماء، وبهيمة مقطوعة من شجرة، ليتم عدم التعاطف معهم بهذه الحيلة. وحتى حينما يسقط فارسٌ إنجليزي من ضرب قوات الأمير عثمان، نحن لا نرى فارساً سودانياً بعينه هو من أسقط ذلك الفارس الإنجليزي، كي تترسَّخ صورة لمجالد في أذهاننا، أبداً، ولا، بل تأتي رصاصة من اللايقين فتأخذه، من الهَبَاء.
ومع ذلك ففيلم (الريشات الأربع) مقاربته تحتاج للتمييز بينه وبين فيلم (الخرطوم) جوهرياً، فهو عمل سينمائي مقتبس عن رواية، بينما فيلم (الخرطوم) عَمَلٌ مُكَرَّسٌ لتكريم غردون دون حياء أو مواربة، وحفظ ذكراه لأطول مدى، أي لتكريم العهود الفيكتورية الاستعمارية. فنقده ومحاربته من الطلائع العلمانية واجب الجميع، وأبناء الإنجليز أنفسهم من العلمانيين الحقِّين يهاجمون تاريخ غردون والاحتفاء به بهذا الشكل الذي يفتقر إلى الأخلاق والمبادئ العلمانية لا إلى الحساسية فحسب.

والحيلة الذكية التي وجد معدّو فيلم (الريشات الأربع) أنفسهم مضطرين للتنازل عنها لكتلة بهيمة الأنصار هي، جَعْلُهُم في الفيلم يتنكرون بالزي العسكري الإنجليزي ويتقدمون ضاربين البوق الإنجليزي في اللحظة، بالضبط، وبالثانية والدقيقة، التي تتراجع فيها قوات الأنصار عن مهاجمة الصندوق لدى المحاولات الأولى. فتأمَّل!؟
الحقيقة أنَّ الشخص الوحيد الذي بوسعه توفير الزي الإنجليزي والبوق الإنجليزي في تلك اللحظة الحرجة والحاسمة من لُب وقلب المعركة، كي تجري الأمور على هذا النحو الطريف للغاية، هو المُخرج الهوليودي وحده.
(دي بقدر عليها المخرج الهوليودي أب إمكاناتاً بَرَّه، عثمان دقنة ما بقدر عليها، بعصر بس علي سكينه وحُمرة عينه!).
فهو بالفعل، وحقاً لا باطلاً، استطاع أن يقتحم الصندوق الإنجليزي، كعسكري شاطر لا كمخرج في هوليود، برغم مدفعيتهم المتفوقة والضاربة، وحتف أنف التكنيك والعلوم العسكرية الأوروبية المتقدِّمة بمواصفات زمانها.
فتصنيع مثل هذه الحيل السَّاذجة في الفيلم لا يزيد على أن يجعل من جنودهم مجرّد بلهاء، لم يتحرّك أحد من الصندوق، وإنَّما قوات الأمير عثمان دقنة هي التي كانت تتحرّك بأقصى ما تستطيع من حول الصندوق، وتهاجمه من الجهات الأربع بالفعل كما عرف المخرج نفسه الحقيقة البائنة وحاول أن يحيد عنها بدس حيل ساذجة تقول إن جنودهم كانوا شجعان وحاولوا مطاردة قوات الأمير بعد انهزامها في المحاولات الأولى لاقتحام الصندوق.
الأمير عثمان هو الذي كان يلف ويهاجم الصندوق من الجهات الأربع في لحظة واحدة، وبذلك لم يعطِ مدفعيتهم فرصة لتنال من جنوده باعتماده على سرعة الخيل وأمهر الرماة السريعين عنده! (سيك سيك، معلّق فيك).
والطريف أنَّ قبائل الهدندوة هذه معروفة بالسرعة والمهارة في استخدام الأسلحة، لدرجة أنَّ الأسطورة السودانية تروِّج لكونهم يطيرون مع الطيور، لشدَّة سرعتهم.
فإن أخبرت أحد السودانيين بانَّك اشتبكت مع أحد هؤلاء الناس في معركة عتادها الحركة والسلاح الأبيض، لن يمتلك سوى الضحك منك، ستخسر.. ستخسر، لا شك، السرعة مسألة حاسمة في كل شيء، وليس المعارك وحدها. ولكن انظر إلى البطل الكولنيالي يقتل أربعة من الهدندوة واحداً تلو الآخر، وبسلاح أبيض، هذا شيء طريف للغاية! الفكرة الفاندامية، الشوارزغنرية، والسيلفسترونية، الجاكيشانية، "البلهاء" عينها. لعله من سابع المستحيلات أن تقتل أربعة من فرسان الهدندوة بسلاح أبيض الواحد تلو الآخر. شيءٌ طريف للغاية!


[align=left].They are not armed sir-
.Fire them-
ينيشوهم نيشاً Fifty yards تتتت.. تتتت.. تيف، تيف، تيف. بل يحصدوهم حصداً. ولا يتبقى سوى رجل واحد غير مسلّح، أيضاً ينادي الضابط الإنجليزي ببرود وقسوة
.Fire him-[/align]





محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-08-2010, 11:41 PM   #[66]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي

بالله عليكم أعيدوا مشاهدة اللحظة 3:01 إلى 3:03
اللحظة من 3 دقائق وثانية واحدة إلى 3 دقائق وثلاث ثوانٍ، الصورة المأخوذة من أعلى لقوات الأمير عثمان وهي تهاجم من الجهات الأربع. هذه لحظة، في ذائقتي السينمائية، من نوع اللحظات، النَّادرة، التي لا تُنتج السينما مثلها إلا بعد عشرات السنين. حقاً هي لحظة سينمائية عظيمة وجَبَّارة، أُضيفها إلى ألبوم أعظم اللحظات السينمائية التي رأيتُها في حياتي. واستمع إلى الموسيقى عندها، لأنَّ المُخرج يعلم أنَّها نجحت بما هو فوق الحلم بها، لذلك كَرَّب لديها إضافة المؤثرات الصوتية، وحِدَّة ما يشبه الصوت البشري الأنثوي، الصارخ... هااااااييييييآآآآآآإييييي.
أصلاً الموسيقى والمؤثرات الصوتية، في فيلم (الريشات الأربع) كلّه لا تمتلك حيالها إلا أن تقول (آمنتُ بالله).



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 12:00 AM   #[67]
محسن خالد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية محسن خالد
 
افتراضي


It’s not the British it’s the Mahadiiii
الرووووب
أمَّا الأكثر إضحاكاً من ذلك فهو سؤال الجندي لقائده بعد ما الصندوق اتشلَّع Chــت عليه
What you order sir? Sir
بصوت راجف وأبله.
يعني ح يأمرك بشنو؟ حاوي هو القائد بتاعك دا وألا شنو؟ ما بتتباصر بعد دا. الصندوق واتشلّع! امشِ ضُوق مديدة الآخرة كان تنفع معاك.
قييم أوفر يا فردة
لووول



محسن خالد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 01:13 AM   #[68]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي


يا مبالغة ، سألتك بحق البينا
ما تنسى موضوعنا بتاع كوريكشن الرايتنق،
و حاول ابداو قبل اوفر البوست دا،، و قبل
نهاية الاجازة العابرة و قبل تجوالك في
الشيبرد-بوش كما اوصاك الخواجة
توحة .. و ابقى طيب يا ضو ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 06:05 AM   #[69]
طارق صديق كانديك
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية طارق صديق كانديك
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة
[align=center][

والحيلة الذكية التي وجد معدّو فيلم (الريشات الأربع) أنفسهم مضطرين للتنازل عنها لكتلة بهيمة الأنصار هي، جَعْلُهُم في الفيلم يتنكرون بالزي العسكري الإنجليزي ويتقدمون ضاربين البوق الإنجليزي في اللحظة، بالضبط، وبالثانية والدقيقة، التي تتراجع فيها قوات الأنصار عن مهاجمة الصندوق لدى المحاولات الأولى. فتأمَّل!؟
الحقيقة أنَّ الشخص الوحيد الذي بوسعه توفير الزي الإنجليزي والبوق الإنجليزي في تلك اللحظة الحرجة والحاسمة من لُب وقلب المعركة، كي تجري الأمور على هذا النحو الطريف للغاية، هو المُخرج الهوليودي وحده.

(دي بقدر عليها المخرج الهوليودي أب إمكاناتاً بَرَّه، عثمان دقنة ما بقدر عليها، بعصر بس علي سكينه وحُمرة عينه!).


.Fire him-[/align]


[/color]
محسن خالد

صباح الخير

ياخ متعة كبيرة والله .. نضر الله حرفك وأنار بصيرتك فقد أسهمت بحق في انعاشنا مما اعترانا من سؤ الحكم على هاتيك المرحلة من تاريخ السودان .. !!

تحليل يمسك بانفاسك فلا يدعك إلا وأنت ملتهم كل حرفٍ فيه

شكرا جميلا

تحياتي



التوقيع: الشمس زهرتنا التي انسكبت على جسد الجنوب
وأنت زهرتنا التي انسكبت على أرواحنا
فادفع شراعك صوبنا
كي لا تضيع .. !
وافرد جناحك في قوافلنا
اذا اشتد الصقيع
واحذر بكاء الراكعين الساجدين لديك
إن الله في فرح الجموع



الفيتوري .. !!
طارق صديق كانديك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 06:19 AM   #[70]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن خالد مشاهدة المشاركة
الإنجليز حتى تاريخ اليوم يكرهون المهدية كُرهاً جاداً، وغير متسامحين نحوها كشيء من التاريخ أبداً. وإن سألنا لماذا؟ أوَّلاً لكون الحاضر الإمبريالي لم يتغيّر فما تزال أمثال رؤى المهدي تُمَثِّل خطراً على الإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية.
تحياتي الاستاذ محسن خالد
هل ممكن نقول انو القاعدة و طالبان الفي الحاضر ديل بشبهوا رؤى المهدي الفي الماضي؟
و بشكلوا تهديد حقيقي للإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية؟



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 08:07 AM   #[71]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
الإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية
أقترح إضافة واو بعد الزين لتصبح:
الإمبريالوبرجوازوساكسونومسيحية
و على الأقل يكون عندنا 1/29 من حقوق الملكية



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 08:25 AM   #[72]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عباس مشاهدة المشاركة
تحياتي الاستاذ محسن خالد
هل ممكن نقول انو القاعدة و طالبان الفي الحاضر ديل بشبهوا رؤى المهدي الفي الماضي؟
و بشكلوا تهديد حقيقي للإمبريالوبرجوازساكسونومسيحية؟
المحيرني فيك يا نديدي
انك بتسأل السؤال و عارف
الاجابة ،، غايتو دي ما معروفة
سحسحة ولا منتشة ولا طرفك
من طبعو نعسان

كن بالف خير ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 08:31 AM   #[73]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
،، غايتو دي ما معروفة
سحسحة ولا منتشة ..
انت بتنوم متين؟
بعدين الكلمات البي الأحمر دي سيد المنتدى العضو قال ما دايرن هنا..



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 08:37 AM   #[74]
فيصل سعد
:: كــاتب نشــط::
الصورة الرمزية فيصل سعد
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابكر عباس مشاهدة المشاركة
انت بتنوم متين؟
بعدين الكلمات البي الأحمر دي سيد المنتدى العضو قال ما دايرن هنا..
انوم كيف و انت صاحي،،
نحن بحسك و نفسك انك
VIP و مشتري محتمل
قاعدين ناخد راحتنا و كدا،
بعدين لعلمك لو بعنا ليك
بنبيع بالطاقم الاداري و كدا ..



التوقيع: اللهم اغفر لعبدك خالد الحاج و
تغمده بواسع رحمتك..

سيبقى رغم سجن الموت
غير محدود الاقامة
فيصل سعد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2010, 08:57 AM   #[75]
أبوبكر عباس
:: كــاتب نشــط::
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل سعد مشاهدة المشاركة
انوم كيف و انت صاحي،،
نحن بحسك و نفسك انك
VIP و مشتري محتمل
قاعدين ناخد راحتنا و كدا،
بعدين لعلمك لو بعنا ليك
بنبيع بالطاقم الاداري و كدا ..
ما في مشكلة..
و مسموح ليك تكتب باللحمر ذاتو..
بس معتصم ما دايروا مع البيعة...



أبوبكر عباس غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

تعليقات الفيسبوك


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

التصميم

Mohammed Abuagla

الساعة الآن 09:31 PM.


زوار سودانيات من تاريخ 2011/7/11
free counters

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 2
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.